الثلاثاء، 16 أبريل 2013

الزيادة والنقصان -٢-


الحمد لله على فضله ، والصلاة والسلام على خير خلقه وأشرف رسله ، وبعد :
 فنستأنف حديثنا عن المفردتين الزيادة والنقصان وأصّلنا الحديث شيئا يسيرا عن الزيادة ، وقلنا أن في هذا اللقاء نتحدّث عن النقصان ، لكن قبل أن أتحدث عن النقصان حسنٌ أن نتأمل قول الله عز وجل- (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) هناك حمدٌ وهناك شكر وبينهما -كما يقول العلماء- عمومٌ وخصوص ، فالحمد أعم من الشكر باعتبار سببه ، بمعنى أن الحمد يقوله المؤمن لربه الحمد لله على كل حال ، في السراء والضراء -ونعوذ بالله من حال أهل النار-  وأما الشكر فسببه النعمة ، ولا يقولن عاقل أشكر الله على البلاء ! وإنما يقول : أحمده على البلاء ، هذا باعتبار أن الحمد أعم ، والشكر أعم من وجه آخر : أن الحمد لا يكون إلا باللسان وأما الشكر يكون بالقلب وباللسان و بالجوارح ، هنا قال أصدق القائلين :
(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) تأذّن بمعنى أعلَم لأن الأذان هو الإعلام ، وهذا تفضّل وتكرّم منه -تبارك اسمه وجل ثناؤه- وإلا ربنا لا مُلزم له (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) اختلف العلماء في المراد بالشكر على ماذا ؟ كيف يكون ؟ و المراد بأزيدنكم ؟ على أقوال يمكن جمعها فيما يظهر إلى ثلاثة ، والمعنى (لَئِن شَكَرْتُمْ) شكرتموني بتوحيدي وطاعتي  زدتكم في الثواب .
وقال آخرون : لئن شكرتم نعمي زدتكم من فضلي ، وهذا أقرب .
وآخرون قالوا : لئن شكرتم إنعامي عليكم زدتكم توفيقا للطاعة .
 ويمكن أن يقال أن هذه الأقوال الثلاثة يمكن جمعها جميعا أنها تفيء إلى معنىً واحد المهم أن من أسباب الزيادة الشكر ، كما أن من أسباب النقصان وزوال النعم الكفر مع ما توعّده الله -جل وعلا- للكافرين عياذا بالله في نار جهنم . وقد قالوا إن الهادي الخليفة العباسي الرابع وهو أخو هارون الرشيد وابن المهدي كان يريد أن يأكل وهو يطعم فقُدِّر أن أحد الناس دخل عليه فسبق ذلكم الداخل لسانه ، وأقول سبق لأن الداخل على الملوك على الخلفاء ، على الأمراء عادةً لا يقول قولا يُنغّص عليهم ما هم فيه ، فذكر بيتين في الشكر يخاطب بها الهادي دون أن يستحضر وقتها أن هذا أمير المؤمنين فقال :
 أنا لك رزقه لتقوم فيه بشكره و ببعض حقه
 ثم قال : قويت على معصيته برزقه
ذكر البيتين قويت على معصيته برزقه ، فلما قالها غصّ الهادي بالطعام ، وخنقته العبرة وبكى ، وهذا يُحسب له لأن كونه أمير المؤمنين ويقع منه هذا، تخنقه العبرة ويغصّ بالطعام عند سماعه هذا البيتين يدل على أن الإيمان بحمد الله متأصل فيه ، وقد كان هذا الخليفة شديدا جدا على الزنادقة تتبعهم وقتلهم ، ومن أشهر من سجنهم رجل يُعرف بالحكمة يُقال له صالح بن عبد القدوس ، وهو صاحب القصيدة المشهورة :
 صَرِمَت حبالك بعد وصلك زينب ** والدهر فيه تصرّم وتقلب
والقصيدة طويلة فيها حكم وعِبر وعظات لكن هذا ممن ابتلوا بالهادي سجنهم وكثير من أهل الزنادقة في زمانه قتلهم وسجنهم وقيل أن هذا وصية ابيه المهدي له ، المقصود بيان قول الله -جل وعلا- (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) .
ننتقل الآن إلى آيتين تعلقتا بالنقص:
/ قال الله -عز وجل- (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ *بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءَهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ *أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ *قَدْ عَلِمْنَا) ربنا يقول (مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ) ما معنى (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ) ؟
 أهل العلم على ثلاثة أقوال ، قول قوي ، وقول ضعيف ، وقول يمكن أن يقال أنه بين بين ، فأما القول الأقوى والذي تدل عليه الآية (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ) هم أنكروا البعث والنشور وقالوا (أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) أي غير معقول ، جاء الجواب القرآني (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ) بمعنى أن الأرض تأكل أجسادهم وتصبح أجسادهم تضل في الأرض -تضمحل- فمن كان عالمآ أين ذهبت أجسادهم قادرٌ على أن على يبعثهم ، فيصبح معنى الآية أننا نعلم مآل تلك الأجساد بعد أن أرِمت و من وسع علمه مآل تلك الأجساد إذا أرِمت فهو قادر على أن يبعث تلك الأجساد لأن ذلك ليس عسيرا عليه ، وهذا جواب بمنطقهم هم (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ) . هذا قول وهو قول الجمهور وهو الصواب .
 قول آخر (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ) بمعنى قد علمنا من يموت منهم ومن يبقى ، قلنا لمن قال بهذا القول لمَ قلته ؟ قال : لأن الميت يوضع في الأرض (أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا *أَحْيَاء وَأَمْوَاتًا) قال إن المراد من الآية (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ) قد علمنا من يبقى ومن يموت ، لأن الذي يموت سيُدفن في الأرض . وهذا قول يمكن أن يُقبل مع أن معناه صحيح .. لكن نقصد  يُقبل كتفسير للآية .
 القول الأخير (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ) أي قد علمنا من يبقى منهم على الإيمان و من يبقى منهم على الكفر باعتبار أن الله سمى الإيمان حياة ، وسمى الكفر موتا ، هذا وإن كان حقا إلا أنه يبعد أن يكون هذا تفسيرآ لهذه الآية .. ظاهرٌ الآن .
/ آية أخرى قال أصدق القائلين -جل ذكره وتبارك اسمه- :
(وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) 
في الخبر الصحيح أن النبي -عليه الصلاة والسلام- أخبر أن هذه الأمة أعمارها بين الستين و السبعين ، فعندما نقول فلان مُعمّر و فلان -بتعبير القرآن- يُنقص من عمره نجعل هذا الجيل مرتبطا بهذا الحديث لأن الأجيال في كل عصر منذ أن خلق الله آدم إلى يومنا هذا تختلف ، ففي زمن نوح -عليه السلام- كانت الناس تطول أعمارهم وحتى في زمن البعثة كان هناك من طال عُمره ، يقولون أن لبيد بن ربيعة عُمّر مائة وثلاثين مائة وأربعين ، وعمرو بن كلثوم مائة وأربعون ، و قيل أن سلمان الفارسي تجاوز المائة ، وقيل المسور بن ربيعة تجاوز أكثر من ثلاث مائة عام ، لكن هذه أشياء فرادى أفراد لا يمكن أن نجعلها حكما ، فنجعل حديث أعمار أمتي بين الستين والسبعين ، فقال العلماء من زاد على السبعين يُعتبر معمر ومن مات دون الستين يُعتبر ناقص ، لكن ليس ناقص أنه مات قبل أجله ، لا، نتكلم ناقص بالنسبة إلى غيره ، وإلا لا يموت أحد وبقي شيء من أجَله .. واضحٌ هذا .
 قال أصدق القائلين (وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ) ما العمر ؟ اتصال الروح بالجسد، بالبدن التعبير واحد ، إذا الروح متصلة بالبدن هذا عمر فإذا انفكت الروح عن البدن أصبح العمر قد قُضي وانتهى ، وهذا من معاني قوله -عليه الصلاة والسلام- (أعمار أمتي بين الستين والسبعين) . قال ربنا (وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ) الإشكال هنا في الهاء  (من عمره) تعود على من ؟
فإن قلنا تعود على الأول يصبح المعنى: وما يُعمر من معمر ولا يُنقَص من عمر ذلك المعمر ، أصبحت تعود إلى شيء واحد فيصبح معنى الآية (وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ) لا تتحدث عن شخصيتين، تتحدث عن شخصية واحدة، فيصبح المعنى: ما مضى من عمره هذا نقصان ، و ما بقي من عمره هذا زيادة ، فما يستقبله من أيام عمره هذا زيادة ، وما مضى من عمره هذا نقصان (وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ) لكن هذا القول ثانٍ مرجوح عندنا والعلم عند الله .
 بقي المعنى الذي نراه صوابا (وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ) أي آخر غير المُعمّر ممن مات -كما بيّنا حررنا- قبل الستين ، هؤلاء وهؤلاء يقول ربنا (وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ) إن ذلك : كتابة آجالهم ، حصر أعمالهم ، عِلمنا بما كان وما يكون منهم (إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)  ، قول ربنا -جل وعلا- (وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ) أي ذلكم الكتاب هو اللوح المحفوظ ، وما في اللوح المحفوظ لا يمكن أن يُبدل ، لا يمكن أن يُغيّر ، لا يمكن أن يُنقص منه ، قال الله وهو أصدق القائلين (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ) ثم قال  (وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) وهو المراد هنا (إِلاَّ فِي كِتَابٍ) أي ذلك قد كُتب في كتاب عند الله تعالى وهو ما يُعرف باللوح المحفوظ .
 إذا تبيّن هذا فإن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال (خيركم من طال عمره و حَسُن عمله)  والعلماء يقولون إن الستين مُعترك المنايا فمن بلغها ووصل إليها فقد أبلغ الله إليه العذر ، وقامت عليه الحُجة ، وحسنٌ بالمرء أن يشتغل بعد الستين بما يقربه أكثر وأكثر إلى ربه ، و لا يعني هذا أن من دون الستين له أن يُسرف على نفسه في الخطايا ، معاذ الله أن يقول بهذا أحد من أهل الإسلام ، لكن المراد أن الحجة على الأول أعظم من الحُجة على الآخر ، وقد يوجد في الناس من لا يُكتب الله له العمر المديد لكن الله يبارك له في عمره ، فهو على صغر سنه وموته قبل الستين إلا أن الله -جل وعلا- يبارك له في العمر فتكون له من الصالحات الشيء العظيم الذي قد يخلُد بعد وفاته ، وأنتم تسمعون قطعا عن الإمام النووي رحمه الله تعالى رحمة واسعة ، والنووي مات دون الخمسين ومع ذلك ترك وراءه خيرا عظيما ، وقلما تدخل اليوم مسجدا من مساجد المسلمين إلا ويُقرأ فيه كتاب رياض الصالحين ، ورياض الصالحين جمعه الإمام النووي ، وقلما يبتدئ أحدٌ بالعلم إلا ويحفظ الأربعين النووية وقد جمعها الإمام النووي ، وقلما يقرأ أحدٌ صحيح مسلم إلا ويقرأ شرحه والذي شرحه كثيرون لكن مِن أعظم ما شرحه الإمام النووي ، وكتب غير ذلك رحمة الله عليه ، والمراد كيف أن الله -جل وعلا- بارك له في العمر حتى ترك هذا الإرث العظيم الذي إن صدقت نيته -وظاهره الصدق والعلم عند الله ولا نزكي على الله أحدا- لكن هذا يجعل الهمم تتوقد في الأنفس في الناس ، وتجعل خاصة بعضكم من غلب على ظنه أنه يطرق باب العلم ينبغي أن يعلم أن الله إذا أراد به خيرا بارك له في عمره ، وقد كان الإمام الذهبي -رحمه الله- يقرأ يوما في مسند الإمام أحمد -رحمه الله- ، والمسند تعب فيه الإمام أحمد تعبا عظيما إلا أنه في ذلكم الحين -وقت الإمام الذهبي- لم يُرزق المسند من يقوم يهذبه ، يرتبه ، يبين حال بعض رجاله ، يرتبه على حروف المعجم ، أمور عدة كان المسند يحتاج إليها ، وقيّض الله لها بعض علماء هذا الزمان ، قال الذهبي -رحمه الله- وقد طَعُن في السن يقول وهو يتصفح المسند ويكتب عنه قال : فما أحوج هذا الكتاب العظيم والسِفر الكريم أن يتولاه بعض العلماء وقال ما قلناه قبل قليل من تهذيبه وترتيبه قال -يتكلم عن نفسه- قال: ولولا ضعف البصر و قرب الرحيل لتفرغت له و عملت به . فهو لما تقدم في العمر شعر بأنه دنا أجله وكلما كان الإنسان واضحا مع نفسه كان أقدر في السير إلى الله -تبارك اسمه وجل ثناؤه- ، فقال : لولا ضعف البصر ، و قرب الرحيل لعملت هذا . والمراد أيها المباركون مع قول الله -جل وعلا- (وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) أن يُعلم أن خير ما يُؤتاه العبد أن يبارك الله -جل وعلا- له في عمره . كيف يعرف الإنسان أن الله -جل وعلا- بارك له في عمره ؟ من أعظم الدلائل على أن الله يبارك لأحد في عمره أن يشغله الله -جل وعلا- بطاعته ، ومن أسوأ الأمور أن يشتغل الإنسان بغير الله عن الله ، ومجالس القيل والقال وكثرة الأحاديث عن الناس وشغل الإنسان اليوم بكثير مما تبثه الشاشات أو المنتديات شغَل كثيرا حتى من الأخيار ، عن طاعة الله بحجج واهية -و يحسبونه هينا وهو عند الله عظيم- لكنه لو في أخر نهاره عند بيتوتته وهو يسلم نفسه للرقاد ، لو حاسب نفسه أين قضى أكثر وقته ؟ من خلالها سيعلم إن كان الله قد بارك له في عمره أو لا .
 في ذلكم الزمن الذي كانت فيه الطرقات وعرة والأوقات شحيحة يقول -صلى الله عليه وسلم- : من أصبح منكم اليوم صائم ؟ قال أبو بكر : أنا ، قال : من أطعم اليوم مسكينا ؟ قال أبو بكر : أنا . قال : من تبع اليوم منكم جنازة ؟ قال أبو بكر : أنا . و ذكر أمورا اجتمعت في الصديق -رضي الله تعالى عنه وأرضاه- في برهة من نهار وضحىً من وقت ، لأنه رضوان الله تعالى عليه وهو خير الأمة بعد نبيها الله آتاه الله بركة في العمر وعلمه أين يقضي وقته وإلى ما تخطو قدماه ، لكن أن يجلس الإنسان بالساعات أمام الشاشات إما على فجور وإما على منكر ، يحدّث هذا ويخاطب هذا ويقع في سيئة تتبعها سيئة وإذا قام إلى الصلاة -إن قام لها- قام متكاسلا ، وإن وقف بين يدي الله تراه مشغولا بما خلّفه وراء ظهره ينتظر متى يفرغ الإمام حتى يُكمل ما بدأ به ، و نحن نقول إذا وقرت حقا عظمة الله في قلبك استحييت أن تشتغل بأحدٍ غير شيء يقربك إلى الله .
 أرشدني الله و إياكم وهدانا إليه ، وصلى الله على محمد وعلى آله والحمد لله رب العالمين.
------------------------------------------------
بارك الله لمن قامت بالتفريغ في وقتها وعمرها وذريتها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق