الثلاثاء، 27 أغسطس 2024

شرح تفسير السعدي للشيخ عبد الرزاق البدر - الدرس الأول - المقدمة


🎙الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما وأصلح لنا إلهنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، أما بعد..
فإن من أشرف ما قُضيت فيه الأوقات كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ومن وفقه الله جل وعلا للاشتغال بالقرآن قراءة وتدبرا هُدي إلى صراط مستقيم، قال الله جل وعلا (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)، وقد حث الله جل وعلا العباد على العناية بتدبر القرآن وعقل آياته، وفهم معانيه وهداياته قال الله جل وعلا: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب) وقال جل وعلا (أفلم يدبروا القول) وقال جل وعلا (أفلا يتدبرون القرآن) وكتاب الله عز وجل هو كتاب السعادة في الدنيا والآخرة قال جل وعلا (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) أي إنما أنزلناه عليك لتسعد، فمن أراد السعادة في الدارين فليطلبها في كتاب الله عز وجل قراءة وتدبرا واهتداء بهدايات القرآن. 
ولهذا فإن المسلم بحاجة إلى ما يعينه على حسن التدبر لكتاب الله عز وجل، والعقل لمعانيه مع السلامة من الزلل والخطأ في هذا الباب. لأن الخطأ في فهم القرآن ليس كالخطأ في فهم أي كلام، والفرق بين كلام الرحمان سبحانه وتعالى وكلام الخلق كالفرق بين الله وبين الخلق. ولهذا يحتاج المسلم إلى أن يرتبط بكتب تعنى بتفسير القرآن وبيان معانيه، وأن تكون على النهج السديد والمسلك القويم مسلك أهل السنة والجماعة، وفي هذا الباب كتب كثيرة نفع الله سبحانه وتعالى بها، منها بل يُعد من أحسن التفاسير من حيث سهولة عباراته وجزالة ألفاظه، ودقة المعاني والاستنباطات التي اعتنى بها كتاب التفسير للشيخ الفقيه، الإمام، المفسر، الناصح المربي عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي -رحمه الله تعالى- الموسوم بـ تيسير الكريم الرحمان في تفسير كلام المنان. فإن هذا الكتاب جعل الله سبحانه وتعالى فيه بركة عظيمة يعلمها الخاص والعام، وجعل الله سبحانه وتعالى له قبولا بين الناس ولهذا قرئ كثيرا في مساجد المسلمين، وقرئ كثيرا في الإذاعات في كثير من البلدان، وطبع الطبعات الكثيرة، وانتشر الانتشار الواسع، وتُرجم إلى العديد من اللغات. فنفع الله سبحانه وتعالى به نفعا كبيرا. وهذا الكتاب كتاب التفسير للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى تميز بميزات كثيرة كانت سببا في الإقبال عليه وحسن الانتفاع به، ولعلي أشير إلى شيء من هذه الميزات لهذا الكتاب مما ذكره أهل العلم في معرض ثنائهم على هذا الكتاب، وكثيرا ما نسمع من مشايخنا وعلمائنا الثناء على هذا الكتاب والوصية، وصية طالب العلم بالاستفادة منه.
فمن ميزات هذا الكتاب:
الأمر الأول: سهولة الألفاظ ووضوح المعاني، والبعد عن التعقيد. ولهذا من يقرأ في هذا الكتاب أيا كانت مرحلته في الطلب يجده سهلا، واضح المعاني ليس فيها تعقيد أو صعوبة أو وعورة في الألفاظ والعبارات.
الأمر الثاني: تجنب الإسرائيليات والأخبار الواهية التي قد توجد في بعض كتب التفسير، والسلامة من هذه الإسرائيليات والأخبار الواهية فيها معونة على سلامة المعنى، وسلامة الاستنباط، لأن وجود هذه الإسرائيليات تحرِف أحيانا المعنى أو الآية عن مقصودها.
الأمر الثالث: البعد عن التطويل في الألفاظ والعبارات والمعاني فيما لا حاجة إليه، ولا فائدة فيه.
الأمر الرابع: أنه سلك فيه مسلك أهل السنة، وسار على جادتهم، فهو كتاب سليم من التأويل لصفات الله سبحانه وتعالى الذي بُليت به كثير من كتب التفسير، فنهج فيه نهج أهل السنة، ولزم فيه غرزهم رحمه الله تعالى.
الأمر الخامس: الدقة في استنباط الأحكام والفوائد. وهذه من الفتوحات التي فتح الله بها على هذا الإمام -رحمه الله- ولهذا احيانا تجده في آية واحدة يسوق الاستنباطات منها فتزيد على الخمسين أو الستين أو السبعين أو أكثر من ذلك، يقول فيها فوائد ثم يسهب رحمه الله تعالى في عدّ الفوائد، اقرأ مثلا الفوائد التي كتبها في اية الدين، وأيضا آية الوضوء، وغيرها من الآيات، واقرأ أيضا ما يكتبه من الفوائد عقب كل قصة من قصص الأنبياء في القرآن يسهب إسهابا عجيبا عظيما في ذكر الفوائد المستنبطة.
الأمر السادس: تجنب ذكر الخلافات إلا فيما تدعو إليه الحاجة وتقتضيه ضرورة البيان.
الأمر السابع: عنايته -رحمه الله تعالى- بإبراز الجوانب التربوية التي فيها تهذيب للأخلاق، والتربية للنفوس، والتزكية لها، فهذا جانب اعتنى به الشيخ رحمه الله تعالى عناية دقيقة.
وهو -رحمه الله تعالى- كان ذا سيرة عطرة، وأخلاق فاضلة، وظهر ذلك في كتبه أيضا -رحمه الله- ومنها كتابه هذا التفسير، فهو كتاب تفسير وتربية يربي هذا الكتاب من يُحسن قراءته والاستفادة منه، يربيه على الآداب الكاملة والأخلاق العظيمة، والفضائل والكمالات.
الأمر الثامن: تضمينه فوائد نافعة منتخبة من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه بن القيم. ففي هذا الكتاب تضمين لدرر من كلام ابن تيمية وكلام ابن القيم رحمه الله، والشيخ رحمه الله على اطلاع واسع ودقيق، وجميع كتب شيخ الإسلام التي وقعت في يده قرأها كاملة دقيقة، يستخلص منها الفوائد والقواعد والضوابط والأصول.
الأمر التاسع: نُصح مؤلفه وحرصه على نفع المسلمين وإخلاصه وصدقه -فيما نحسب ولا نزكي على الله أحدا- ولعل هذا من أسرار القبول الذي جعل لهذا الكتاب بين المسلمين.
الأمر العاشر والأخير: وهو ما جعله الله سبحانه وتعالى لهذا الكتاب من القبول بين المسلمين والانتشار الواسع وعظم النفع والبركة التي جعلها الله سبحانه وتعالى في هذا الكتاب.
 لهذه الأسباب المذكورة وغيرها فإن هذا التفسير يُعد من أجود التفاسير وأحسنها وخاصة للمبتدئ في طلب العلم وتحصيله في هذا الباب الشريف، تدبر كتاب الله وفهم معانيه وعقلِ هداياته ودلالاته. ولهذا فإن كثيرا من مشايخنا وعلمائنا الأحياء منهم ومن مات منهم يوصون كثيرا بهذا الكتاب، وينصحون بقراءته، وإذا قيل لأحد ماذا توصي به في كتب التفسير؟ أول ما يشيرون إليه هو هذا الكتاب للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى. وأسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وبأنه الله الذي لا إله إلا هو الذي يسر لنا هذا الجلوس لمذاكرة هذا الكتاب والبدء في قراءته أن يعيننا على إتمامه وإكماله، وأن يوفقنا لحسن الاستفادة منه، وأن يجعل مجالسنا هذه خالصة لوجهها وابتغاء مرضاته، وأن يُعظم بها النفع والبركة، وألا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، وأن يصلح لنا شأننا كله، وأن يهدينا صراطه المستقيم، وأن يجعلنا أجمعين من أهل القرآن، أهل الله وخاصته، إنه تبارك وتعالى سميع الدعاء، وهو أهل الرجاء، وهو حسبنا ونعم الوكيل. نعم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات أما بعد: فيقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله:
📖 "بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أنزل على عبده الفرقان الفارق بين الحلال والحرام، والسعداء والأشقياء، والحق والباطل ....... فلله الحمد والشكر والثناء على أن جعل كتابه هدى وشفاء، ورحمة ونورا، وتبصرة وتذكرة وعبرة، وبركة وهدى، وبشرى للمسلمين".

🎙الشرح : نعم، هذا استهلال بدأ به -رحمه الله تعالى- تفسيره وضمّن هذا الاستهلال ذكر فضائل القرآن الكريم وعدد رحمه الله تعالى في ذكر الفضائل لأن استحضار هذه الفضائل بين يدي قراءة تفسير القرآن فيه معونة للعبد على حسن الإقبال على هذا الكتاب العظيم، عندما يستحضر المسلم فضائل هذا القرآن التي تدل على مكانته العظيمة ومنزلته العلية الرفيعة. قد ذكر رحمه الله تعالى في هذا التقديم وهذا البدء عشرة فضائل لكتاب الله:
الفضيلة الأولى: أن الله عز وجل أنزله فرقانا، أي بيّن الحلال والحرام، والحق والباطل، وطريق أهل السعادة وطريق أهل الشقاء، وطريق أهل الجنة وطريق أهل النار (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده) فهذه من صفات القرآن، من صفاته أنه فرقان أنزله الله سبحانه وتعالى فرقانا، أي بين الحلال والحرام، والحق والباطل، والغي والرشاد، والهدى والضلال، والكفر والإيمان، وطريق أهل السعادة وطريق أهل الضلال.
الفضيلة الثانية لهذا الكتاب: أن الله سبحانه وتعالى جعله هدى للناس عموما، وللمتقين على وجه الخصوص، هدى للناس عموما كما قال سبحانه وتعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس)، وفي أول سورة البقرة قال الله عز وجل (هدى للمتقين) فالله عز وجل وصف القرآن بأنه هدى للناس، ووصفه بأنه هدى للمتقين، وهذا له معنى، وهذا له معنى، هدى للناس باعتبار أن الكتاب أنزل لهدايتهم لكن منهم مهتد ومنهم من سلك غير طريق الهداية (فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة)، فالقرآن هدى أي بالفعل لمن اهتدى به الذين هم المتقون، وبالقوة لمن لم يهتد به، فيسمى هدى للناس لأن من شأنه أن يهديهم، فيه هدايتهم لكنهم أعرضوا عنه (فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي) فمن الناس من يتبع هدى القرآن، ومنهم من يعرض فلا ينتفع ولا يهتدي بالقرآن، فالقرآن هدى للناس أجمعين بالقوة لأن في هدايتهم، وهدى للمتقين بالفعل لأنهم اهتدوا به وانتفعوا بهذا القرآن.
 الفضيلة الثالثة مما ذكر رحمه الله تعالى: أن الله عز وجل أنزله شفاء (وننزل من القرآن ما هو شفاء) و(من) هنا ليست للتبعيض وإنما بيانية، وقال عز وجل (وشفاء لما في الصدور) وقال عز وجل (قل هو للذين آمنوا هدى) فمن فضائل القرآن أن الله عز وجل جعله شفاء، شفاء لأمراض القلوب وأمراض الأبدان، شفاء لأمراض القلوب يداوي أمراض القلوب وأدوائها التي ترجع في الجملة إلى أمرين الشبهات والشهوات، فدواء ذلك في القرآن كما قال بعض السلف: "هذا الكتاب فيه ذكر دائكم ودوائكم، أما داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم فالاستغفار" فالقرآن فيه ذكر الداء وذكر العلاج لهذا الداء، ففيه الشفاء لأمراض القلوب من الشبهات والشهوات، فيه يحصل اليقين وأيضا سلامة الإرادة وحسن السلوك والاستقامة على طاعة الله سبحانه وتعالى، وأيضا فيه شفاء للأبدان من عِللها وأمراضها وأسقامها، وهذا بسطه ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي من كتابه زاد المعاد.
 الأمر الرابع من فضائل هذا القرآن وصفاته: أنه لا ريب فيه (ذلك الكتاب لا ريب فيه) لا ريب فيه أي لا شك فيه بوجه من الوجوه، لا شك في ذلك الكتاب أنه من عند الله، وأنه هدى للمتقين، لا ريب في ذلك، لا ريب في أنه منزل من رب العالمين، وأنه سبحانه وتعالى أنزله هداية لي العالمين وصلاحا للناس.
 الأمر الخامس: أن هذا الكتاب جعل الله سبحانه وتعالى فيه بركة عظيمة (كتاب أنزلناه إليك مبارك) فكتاب أنزله الله فيه البركة العظيمة، والخير العميم، وكل بركة وسعادة في الدنيا والآخرة إنما تنال بالاهتداء بالقرآن والبركات التي جعلها الله سبحانه وتعالى فيه.
الأمر السادس: مما ذكره رحمه الله تعالى في فضائل القرآن: أنه مصدق لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه كما قال الله سبحانه وتعالى (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه) مصدقا للكتب المنزلة السابقة التي قبله، وفي الوقت نفسه مهيمن عليها. حاصل ما قاله أهل العلم في معنى المهيمن وصفا للكتاب: أي الأمين والشاهد والحاكم على الكتب التي قبله، فما شهد له فهو الحق، وما رده فهو المردود، لأنه تضمن كل ما فيها من هدايات وزاد عليها.
 الأمر السابع: أن الله سبحانه وتعالى أنزل هذا الكتاب هاديا إلى دار السلام فلا طريق إلى الجنة إلا به والاهتداء بهداياته، قال الله سبحانه (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام) فهو هاد لدار السلام، مبين للطريق الموصل إليها وحاثّ عليه، وكاشف عن الطريق الموصلة إلى النار دار الآلام، محذرا منها.
الأمر الثامن من فضائل هذا القرآن وصفاته:
أن الله عز وجل أحكم آياته ثم فصّلها كما قال سبحانه وتعالى في أول سورة هود (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) أحكمت من الأحكام الذي هو الإتقان، فبينت أكمل التبين وأتقنت أكمل الإتقان ولهذا لا يأتيه الباطل، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولهذا لا تناقض فيه ولا تعارض ولا تضاد كتاب أحكم غاية الإحكام، أي أتقن أكمل الإتقان وأتمه، وبين أحسن البيان وأوفاه. ثم فُصلت آياته، ثم فصلت آياته بتمييز الحق من الباطل، والرشد من الضلال، تفصيلا كاشفا للبس.
الأمر التاسع من صفات هذا القرآن العظيم:
أن الله عز وجل أقسم به ووصفه بأنه مجيد كما في أول سورة ق (ق والقرآن المجيد) فأقسم بالقرآن ووصفه بالمجيد، والمجد في اللغة السعة، وهذه الكلمة وصفا للقرآن تعني سعة فضائل القرآن وكثرة خيراته وبركاته، وعظم هداياته ودلالاته، قال: "المجد سعت الأوصاف وعظمتها وذلك لسعة معاني القرآن وعظمتها".
الأمر العاشر من الفضائل التي ذكرها رحمه الله في هذا التقديم لكتابه: أن الله عز وجل أقسم بالقرآن ووصفه بأنه ذو الذكر كما في أول سورة ص، قال جل وعلا (ص والقرآن ذي الذكر) فأقسم بالقرآن ووصفه بأنه ذو الذكر، ومعنى ذو الذكر -كما ذكر رحمه الله- "أي يُتذكر به العلوم الإلهية، والأخلاق الجميلة، والأعمال الصالحة، ويتعظ به من يخشى" وهذا المعنى الذي ذكره هو أحد المعنيين الذين ذكرا في الآية:
● ذو الذكر أي الشرف (وإنه لذكر لك) شرف لك (ولقومك)
● وذو الذكر أي يُتذكر به..
ولا منافات بين المعنيين لأن الشرف الذي في القرآن إنما ينال بهذا التذكر والعقل لمعالي القرآن والاهتداء بهداياته العظيمة.
فهذه عشر صفات استهل بها رحمه الله تعالى هذا الكتاب في ذكر فضائل هذا القرآن العظيم.
ثم قال رحمه الله: "وقال تعالى (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) أي أنزله بهذا اللسان أي اللسان العربي المبين لنعقله ونفهمه وأمرنا بتدبره والتفكر فيه والاستنباط لعلومه، وما ذاك إلا لأن تدبره مفتاح كل خير، محصل للعلوم والأسرار قال: "فلله الحمد والشكر والثناء الذي جعل كتابه هدى وشفاء ورحمة ونورا وتبصرة وتذكرة وعبرة، وبركة وهدى، وبشرى للمسلمين".

📖 قال رحمه الله: "فإذا علم هذا علم افتقار كل مكلف لمعرفة معانيه، والاهتداء بها. وكان حقيقا بالعبد أن يبذل جهده، ويستفرغ وسعه في تعلمه، وتفهمه بأقرب الطرق الموصلة إلى ذلك. .....  فإذا بذل وسعه في ذلك فالرب أكرم من عبده، فلابد أن يفتح عليه من علومه أمورا لا تدخل تحت كسبه".
🎙الشرح: بعد ذكر الشيخ رحمه الله تعالى لهذه الفضائل للقرآن العظيم أخذ يبين رحمه الله تعالى الحاجة الشديدة لتدبر القرآن وفهم معانيه، ثم أخذ أيضا يبين الجادة السليمة لطريقة الفهم لكتاب الله وماذا يحتاج إليه من يتدبر كلام الله سبحانه وتعالى من أمور تعينه على حسن الفهم وسلامته.
 وهذا الدرس كما عودناكم ينتهي بالإشراق، وقت الإشراق ينتهي الدرس، وهذه عادة مستمر عليها درسنا هذا، فنتوقف ونؤجل ما بقي إلى لقاء الغد بإذن الله سبحانه وتعالى.
————————————

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق