الاثنين، 18 مارس 2024

حصاد تدبر الجزء الرابع

 / من لم يحج حج الفريضة وهو قادر عليه قد كفر بنعمة الله عليه (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين)

/ سمع أعرابي قول الله تعالى (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) فقال والله ما أنقذهم منها وهو يريد أن يعيدهم فيها. فقال ابن عباس: خذوها من غير فقيه.


/ (واعتصموا بحبل الله جميعا) كل الحبال التي تتشبث بها قد تنقطع إلا حبل الله.


/ (فأصبحتم بنعمته إخوانا) الأخوة في الله نعمة فهل أديت شكرها؟


/ لا فلاح لأمة ليس فيها مصلحون مهما كثُر فيها الصالحون (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)

*ولتكن منكم أمة يدعون، ويأمرون، وينهون، وأولئك هم المفلحون. حين عظمنا أمر الله عظُم قدرنا، وحين هان علينا أمر الله هُنا عليه.

* (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير) إن لم تكن معهم داعيا، فلا أقل من أن تستجيب لدعواتهم حتى تحُشر في ركابهم.

 

/ (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا) قدم التفرق على الاختلاف لأن اختلاف الأقوال يسبقه تفرق القلوب.

* قال بعد ذكر آيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا) لأن ترك هذه الشعيرة موجب للفرقة والاختلاف.

 

/ (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) كل عمل تعمله اليوم إما أن يبيض وجهك يوم القيامة أو يسوّده فراجع أعمالك لأن بها لون وجهك ومصيرك غدا.

 

/ (أُخرجت للناس) الناس في هذا العالم في أمس الحاجة إليكم أكبر بكثير مما تتصورون.

* (كنتم خير أمة) مجرد الانتماء لهذه الأمة لا يقدم أو يؤخر، ولا يرفع أو يخفض فخيرية الأمة معلقة بهذا الشرط (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)

* (خير أمة أخرجت للناس) أمة فريدة بين الأمم أخرجت خصيصا لهم، كأنها من نسيج آخر غير نسيج الأمم.

* (كنتم خير أمة أخرجت للناس) للناس، وليس للمسلمين فالمسلم خير للبشرية جمعاء.


/ (لن يضروكم إلا أذى) تسلية للخائفين فمهما تسلط عليكم الأعداء لن يضروكم إلا أذى يسيرا، ولن تكون لهم الغلبة، ولن تكون لهم العاقبة.

 

/ (يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون) قال ابن عطية: "قيام الليل لقراءة العلم المبتغى به وجه الله داخل في هذه الآية"

 

/ (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر) الألسنة مغارف الصدور.

* أخفوا بغضهم ففضحهم الله بفلتات ألسنتهم.

 

/ إياك أن تطلب الاستشارة أو النصح إلا من مؤمن (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا)

 

/ (تحبونهم ولا يحبونكم) المؤمنون كانوا يحبون المنافقين بناء على ظاهر حالهم، فالمؤمن يحكم على الظاهر ولا ينبش أو يفتش في البواطن.

 

/ (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا) الوقاية من كيد العدو سبيلها الأوحد التقوى والصبر.

 

/ سورة آل عمران يد حانية ومفتاح سكينة غامرة لمن طال طلبه للرزق حتى ييأس (فنادته الملائكة أن الله يبشرك بيحيى) ولطالبي النصر والفرج (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة).

 

/ اختصار الطريق إلى النصر يكون بطلبه من الله وحده وإلا دخلنا في المتاهة (وما النصر إلا من عند الله)

* نصرهم الله يوم بدر بخمسة آلاف من الملائكة وحتى لا تتعلق القلوب بالأسباب وتغفل عن رب الأسباب قال (وما النصر إلا من عند الله)

 

/ (ليس لك من الأمر شيء) مكان النصر وزمانه ليس لك ولو كنت نبيا.

* قال السعدي: "إنما عليك البلاغ وإرشاد الخلق، والحرص على مصالحهم، وإنما الأمر لله هو الذي يدبر الأمر ويهدي من يشاء ويضل من يشاء".

 

/ المؤمن الحق لا ينتظر شواهد من الواقع ليمتثل أمر الله بل يبادر بتنفيذ الأمر مباشرة بعد أن يقرأ  (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله)

 

/ (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم) أمرنا بالمسارعة إلى المغفرة لأن بابها يُغلق بموت الجسد الذي يأتي فجأة وموت القلب الذي يمنع من التوبة.

*  هل رأيت كريما يأمر من يغدق عليه بالإسراع لنيل ما لديه؟ ما أكرم الله رب العالمين.

*  قال النبي ﷺ (التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة).

 

/ (للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء) جعل ربنا أول صفات المتقين أنهم ينفقون لأن الإنفاق دليل يقين بالآخرة، وصدق إيمان بالجزاء.

 *المتقون تنزهوا عن أشياء من الحلال مخافة الوقوع في الحرام فسماهم الله متقين.


/ الكاظمين الغيظ ليسوا جمادات لا تشعر ولا تحس، بل لحم ودم يشعر بنار الغيظ والألم لكنه يحبسه.

 

/ (والعافين عن الناس) قال الحسن بن علي: "لو أن رجلا شتمني في أذني هذه واعتذر في أذني الأخرى لقبلت عذره.

 

/ ليس الغرابة في السقوط في الذنب لكن الغرابة ألا تحاول النهوض من سقطتك (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم)

 * أخطر من الوقوع في الحرام أن تُحرم الإحساس بمرارة الآثام.

*  يُروى أن عبد الله بن مسعود قال: "هذه الآية خير لأهل الذنوب من الدنيا وما فيها".

*قال ثابت البناني: "بلغني أن إبليس لما نزلت هذه الآية (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم) بكى.

 

/ (ومن يغفر الذنوب إلا الله) مهما عفا عنك البشر سيظلون يحتفظون بشيء ما في قلوبهم نحوك، الله وحده هو الذي يعفو ويمحو زللك.

 

/ (خالدين فيها) اعمل من الصالحات بقدر بقائك في الجنة، وما أكرم من يكافئ على العمل المحدود بثواب يتجاوز العقول والحدود.

 

/ القرآن مليء بما يبعث على التفاؤل: لا تقنطوا، ولا تيأسوا، ولا تهنوا، ولا تحزنوا، فتفاءلوا يا أهل القرآن.

* (ولا تهنوا ولا تحزنوا) لو قالها لك أحد أحبابك لخفف أحزانك فاسمعها من الله يواسيك ويخفف مآسيك.

 

/ (وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) للعبد من العُلو بحسب ما معه من الإيمان.ء


/ (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) قال الألوسي: "فلا تهنو ولا تحزنوا فالإيمان يوجب قوة القلب ومزيد الثقة بالله وعدم المبالاة بأعدائه"

 

/ (وتلك الأيام نداولها بين الناس) لا تشمت يوما بغيرك فالأيام دوارة.

 

/ (ويتخذ منكم شهداء) الشهادة ليست صدفة أو خبط عشواء إنما اتخاذ من الله واصطفاء.

*  يمشي الشهداء بيننا اليوم ولا نشعر بهم لكن عين الله ترعاهم وتحرسهم فإذا اقترب موعد اللقاء شرفهم الله بالموت في سبيله.

 

/ (وتلك الأيام نداولها بين الناس) يا صاحب الكرب سُنة الله قضت أن يومك الجميل قادم حتما.

*  الشدة بعد الرخاء، والرخاء بعد الشدة هما كتعاقب الليل والنهار، والحر والبرد، سُنة من سنن الكون.

 

/ (وليمحص الله الذين آمنوا) أي يختبرهم حتى يخلصهم بالبلاء من العيوب والأمراض والعلل كالذهب الخالص يتخلص من الشوائب بالنار فيصير نقيا لا خبث فيه.

 

/ (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) كلما عظُم المطلوب صعبت وسيلته، وأعظم مطلوب هو الجنة.

 

/ (والله يحب الصابرين) افترض أنك لم ترَ عاقبة الصبر في الدنيا ألا تكفيك محبة الله؟

 

/ (وكأين من نبي قُتل) قرء نافع وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب (قُتل) بضم القاف، النبي قُتل والربيون قتلوا فما وهنوا.

 

/ الذنوب تؤخر النصر لذا شرع الاستغفار قبل الدعاء بالنصر (ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين)

 *كان أتباع الرسل إذا لقوا عدوهم خافوا عاقبة تقصيرهم وتأثير ذنوبهم فقالوا (ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا).

 

/ (فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة) ثواب الدنيا تعتريه الأكدار لذا لم يوصف بالحسن، بعكس نعيم الجنة الذي لا كدر معه فهو الحسن كله.

 

/ (بل الله مولاكم) الفرج عنده، والنصر عنده، والأمن عنده، والسعادة عنده، والخير كله عنده. فهنيئا لك إن تولاك.


/ (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب) قال ابن تيمية: "تخويف الكفار والمنافقين وإرعابهم سلاح رباني وفضل إلهي لا دخل للمؤمنين فيه"

 

/ إذا خشيت سطوة جبار، أو ظلم ظالم، أو أمرا تخشى عاقبته فاقرأ (قل إن الأمر كله لله) ثم نم قرير العين.

*(إن الأمر كله لله) فسل الذي بيده كل شيء، أن يعطيك أي شيء.

 

/ بعض ذنوبك أو نياتك السيئة تكون سببا في تسلط الشيطان عليك وصرفك عن الحق (إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا)

 

/ (لو كانوا عندنا ما ماتوا) (لو) حرف يفتح باب الحسرة على ما فات، والتردد فيما هو آت، لا تقل لو.

 

/ (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) النفوس تنفِر من الغريب القاسي مهما بلغ من العلم والحكمة والخبرة.

* كل من ينفض الناس من حوله فعليه أن يراجع فظاظته.

 

/ (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا) قرن بين فظاظة القول، وغلظة القلب، فتعرف على طبيعة قلبك عن طريق مراقبة ألفاظك.

(لانفضوا من حولك) سوء الخلق كفيل أن يبدد كثرة العلم.

 

/ (وشاورهم في الأمر) توجيه رباني ومنهج محمدي. (ما أريكم إلا ما أرى) أسلوب فرعوني ومنهج استبدادي، لا تتفرعن أو تستبد.

* المشورة تلقيح الرأي بآراء أخرى كما قال الشاعر :

شاور سواك إذا نابتك نائبة يوما ** وإن كنت من أهل المشورات

س: لم تحتاج المشورة ولو كنت من أهل الرأي والمشورة؟

 ج: فالعين تنظر منها مادنا ونأى ولا ترى نفسها إلا بمرآةِ.

 

(وشاورهم في الأمر) تعجب ممن استبد برأيه ولم يشاور أحدا، وقد شاور خير الخلق وصفوة رسل الله أصحابه.


/ (فإذا عزمت فتوكل على الله) قال القشيري: "وحقيقة التوكل شهود التقدير واستراحة القلب من كد التدبير"


/ كلما كسلت عن الطاعات وضعفت عن المسارعة في الخيرات فتذكر قوله (هم درجات عند الله) فدرجتك يوم الجزاء بحسب الاجتهاد.

/ (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم) لا تلُم إلا نفسك وفتش عن تقصيرها قبل أن تتهم غيرك، هذه وصية القرآن (قل هو من عند أنفسكم)

 

/ لم يكن على وجه هذه الأرض أحب إلى الله من الصحابة ومع هذا خاطبهم بهذا الخطاب لأن من يحبك يضعك أمام مسؤولياتك دون مواربة ولا يُحابيك.

 

/ (أحياء عند ربهم يرزقون) قدم الرب على الرزق لأن جوار الرب أعظم رزق.

*( أحياء عند ربهم يرزقون) تكفيهم والله هذه العندية وأن ينظروا إلى الله سبحانه وهم في جواره.

 

/ (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح) أصدق الحب في استمرار البذل رغم الجراح.

 

/ (وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) كان معاوية رضي الله عنه يقول إني لأستحي أن أظلم من لا يجد علي ناصر ا إلا الله.

* تتعلق القلوب عند الشدة بالخلق لذا شرع الله لنا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل عند كل شدة حتى يصرف العبد همه عمن لا ينفع أو يضر إلى من بيده النفع والضر.

 

/ (حسبنا الله ونعم الوكيل) قالها المسلمون يوم الجراح والآلام في أُحد (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء) فحري بكل من عانى نفس المعاناة أن يقلد ويقتفي الأثر.

 

/ (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين) أصوات الخوف شيطانية كاذبة فكيف تصغي إليها وربك يطمئنك لا تخف.

 

/ (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب) قال ابن كثير: "لابد أن يعقد سببا من المحنة يُظهر فيه وليه، ويفتضح فيه عدوه، يعرف به المؤمن الصابر، والمنافق الفاجر".

 

/ (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) قال الحسن و مجاهد: "لما نزلت (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) قالت اليهود إن الله فقير يستقرض منا ونحن أغنياء. وذكر الحسن أن القائل هو حيي بن أخطب.

 

 / تعريف جديد ووحيد للفوز (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) أجر المؤمن الثواب، وأجر الكافر العقاب ولفظت التوفية يُشعر بأن قبلها في الدنيا أو البرزخ بعض الأجور، لكن توفيقة الأجور وتكميلها إنما تكون يوم القيامة.

 

/ الموت ليس نهاية الرحلة بل بدايتها، فإما نعيم وإما جحيم فحدد مصيرك من اليوم (كل نفس ذائقة الموت)

 

/ (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا) قال السعدي: "بالخير الذي لم يفعلوه والحق الذي لم يقولوه، فجمعوا بين فعل الشر وقوله والفرح بذلك".

 

/ بكى ﷺحتى بلّ لحيته وقال: (لقد أنزلت عليّ الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها (إن في خلق السماوات والأرض..)

 

/ (الذين يذكرون الله) ثم قال (ويتفكرون) الطاعات ولود.

* كثرة الذكر قادتهم لعبادة أخرى وهي عبادة الفِكر.

 

/ (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم) مهما طال نعيمهم وكثُر فما هو إلا قطرة في بحر ما ينتظرهم من أهوال.

 

/ قال أبو الدرداء ما من مؤمن إلا والموت خير له ومن لم يصدقني فإن الله يقول (وما عند الله خير للأبرار).

 

/ من السبع الطوال في القرآن وثاني آية منها (وآتوا اليتامى أموالهم) في ظل الإسلام العظيم لا تخف على حقوقك مهما كنت ضعيفا.

 

/ (ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب) قال سفيان الثوري عن أبي صالح: "لا تعجل بالرزق الحرام قبل أن يأتيك الرزق الحلال الذي قُدر لك".

 

/ وصية لمن عنده خادم أن يصرف له راتب شهر عند شهود الميراث (وإذا حضر القسمة أولي القرب واليتامى والمساكين فارزقوهم منه) فإن النفوس تتشوف للعطاء فوسع كما وسع الله عليك.

 

/ (إنما التوبة على الله) تأمل رحمة الله في قوله (على) فجعل التوبة حق أحقه على نفسه سبحانه، فما من تائب إلا وجعل الله على نفسه حقا أن يقبل توبته.

 

/ (ثم يتوبون من قريب) قال أبو العالية: سألت أصحاب النبي ﷺ عن هذه الآية؟ فقالوا : "كل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب".

 

/ (فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) خيرا  كثيرا  ولو بدون حب فليس على الحب وحده يقوم الزواج.

 

/ (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا  كثيرا) لو قال خيرا لكفى فكيف وهو خير كثير.

*(كثيرا) لدرجة أن ينسيك آلامك فتفاءل مهما يكن الألم.

 

/ (وأخذن منكم ميثاقا غليظا) الزوجية أعظم عقد وميثاق فلا تحُلّ هذا العقد في لحظة غضب.  

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حصاد تدبر الجزء الرابع | خالد أبو شادي

اقرأ المزيد...

الجمعة، 15 مارس 2024

حصاد تدبر الجزء الثالث

الحديث الأول في حديث أبي أمامة مرفوعا أن اسم الله الأعظم في ثلاث سور، في سورة البقرة، وآل عمران، وطه. قال أبو أمامة فالتمستها فوجدتها في البقرة (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) وفي آل عمران (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) وفي طه (وعنت الوجوه للحي القيوم)

( لا تأخذه سنة ولا نوم) نتلوها كل ليلة قبل أن ننام ليحفظنا الله ويرعانا بعينه التي لا تنام.

 (ولا يؤوده حفظهما) وإن الذي حفظ السماوات والأرض لن يعجزه أن يحفظك من كل سوء فاعبده وتوكل عليه.

 (فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها) العروة الوثقى هي الإيمان أو الإسلام أو التوحيد. فلتفلِت كل العرى من يديك ولتقبض على عروة الدين لتبحر آمنا في بحر الحياة الهائج نحو شطآن الجنة.

(لا انفصام لها) إلا إن أراد العبد انفصامها، قال سعيد بن جبير: "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) وحّد الله لفظ النور وجمع لفظ الظلمات لأن طريق الحق واحد وطُرق الباطل متعددة.

(الله ولي الذين آمنوا) من كان الله وليه فلن يضل أبدا ولن يُقهر.

( الله ولي الذين آمنوا) (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم) ومتى تولاك هل يضيعك؟

 (الله ولي الذين آمنوا) على قدر إيمانك تكون ولاية الله لك.

(فإن الله يأتي بالشمس من المشرق) آيات الله ساطعة بينة لكن انطماس البصيرة واعتياد رؤية المعجزات ألهى الناس عنها.

(وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) ليس الخبر كالمعاينة.

 (قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك) (فصرهن إليك) ليس معناها ضعها في صرة وإنما معناها فقطعهن.

 (والله يضاعف لمن يشاء) كل بحسب ما حوى قلبه من إخلاص ويقين وحسن ظن بالله، مُضاعِفات الأعمال تكون بحسب محتوى القلوب وتباين الأحوال.

 (الذين ينفقون أموالهم) ثم قال (فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) لا خوف عليهم مما يستقبلهم من أهوال، ولا يحزنون على ما أصابهم من مصائب.

 الأخلاق قبل الأموال (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى) (لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) ولذا قيل من أعطى فمنّ كان كمن بخل وضن.

 في آيات الإنفاق قال الله تعالي (وتثبيتا من أنفسهم) منا من يخرج الصدقة بعد تردد.، ومنا من يبذلها ثابت القلب غير متردد (لا يستوون عند الله).

 (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم) لا تسرق وتتصدق، ولا تأكل الرشوة وتحج، فليتها ما زنت ولا تصدقت.

 وعد الشيطان في الإنفاق (الشيطان يعدكم الفقر) 
ووعد الله في الإنفاق (والله يعدكم مغفرة منه وفضلا) فلينظر صاحب المال بأي الوعدين يثِق وما يضرك وعد الشيطان مع ضمان الرحمن.

 قال الحسن البصري: "قرأت في تسعين موضعا من القرآن أن الله قدّر الأرزاق وضمنها لخلقه، وقرأت في موضع واحد (الشيطان يعدكم الفقر)

 (والله يعدكم مغفرة منه وفضلا) قدم المغفرة لأنها أغلى جائزة وهي مفتاح باب العطايا التي تحول دونها الذنوب.

 حينما تهم بالصدقة ثم تتراجع فاعلم أن الشيطان قد نجح في مهمته (الشيطان يعدكم الفقر)

 (ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) قال ابن عباس وأبو الدرداء وغيرهما: :الحكمة الفقه في القرآن".

 (وما للظالمين من أنصار) حتى وإن امتلأت الأجواء من حولك بأنفاس الظالمين فلا أحد يستطيع أن يمنع عنهم عذاب الله في الدنيا والآخرة.

(وما للظالمين من أنصار) قال القاضي شريح: "الظالم ينتظر العقوبة، والمظلوم ينتظر النصر".

 الله يمدحهم بقوله (إن تبدوا الصدقات فنِعِما هي) ونتهمهم نحن في نياتهم، ما رأيك أن تتفرغ لنيتك.

 (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) تسلية للدعاة إن لم يلمسوا ثمرة جهدهم، ونتيجة دعوتهم.

 (وما تنفق من خير فلأنفسكم) إنما تتصدق على نفسك لا على غيرك.

 من طرق إزالة الأحزان صدقة السر (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

 (وأحل الله البيع وحرّم الربا) لا تسميته بغير اسمه، ولا المقالات التي تمدحه، ولا الإعلانات التي تروج له ستجعل ما حرم الله حلالا.

 الدين يسر لذا فمنهج القرآن في التغيير أن يوفر البدائل الطيبة قبل أن يحرم شيئا (وأحلّ الله البيع وحرم الربا)

 (يمحق الله الربا) لا يطلب أحد شيئا من طريق الحرام إلا عاقبه الله بنقيض قصده، طلبوا الربح من الربا فعُوقبوا بفقد المال.

 قبل أن تدخل أي معركة تعرّف على خصمك فيها (وذروا ما بقي من الربا) ثم قال (فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله) 

 من لوازم الإيمان ترك الربا (وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين) فالربا، والإيمان لا يجتمعان.

 هناك معاصي تؤذي صاحبها فحسب أما الربا فضرره على الكل، في الحديث (ما ظهر في قوم الربا والزنا إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله).

 (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة) تكفينا هذه البشارة النبوية (من نفّس عن غريمه أو محى عنه كان في ظل العرش يوم القيامة)

 مهما أغرتك لذائذ السفر فإياك ونسيان التجهز لرحلة العودة (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) (واتقوا يوم ا ترجعون فيه إلى الله) آخر آية في القرآن عن آخر يوم من حياتنا.

 آخر آية نزلت من كتاب الله (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها بتسع ليال.

 جاء في أطول آية في كتاب الله (ولا تسأموا أن تكتبوه صغير ا أو كبير ا إلى أجله) إشارة لأهمية توثيق المعاملات المالية.

 من خصّه الله بنعمة فعليه ألا يمنعها من الناس لأن من تمام شكر النعمة الإنفاق منها (ولا يأبى كاتب أن يكتب كما علمه الله).

 قال الله عن كتمان الشهادة في الأموال (ولا تكتموا الشهادة، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) هذا كتمان الشهادة في الأموال فكيف بكتمانها عن نصرة الحق.

 (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) قال ابن تيمية: "إنما تدل على أن الله يحاسب بما في النفوس لا على أنه يعاقب على كل ما في النفوس"

 سماها الله سورة البقرة التي تدل قصتها على تعنت بني إسرائيل في طاعة أمر الله ولذا ختمها بقوله (وقالوا سمعنا وأطعنا)

 (وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) أعظم ما يعين العبد على السمع والطاعة اليقين باليوم الآخر.

 (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) لم نقصر دلالة الآية على الأخذ بالرُّخص بينما هي من أدلة الأخذ بالعزيمة كذلك.

(هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء) نفذ علم الله وقدرته إليك في ظلمات ثلاث، فهل تخفى عليه حين تدب فوق الأرض وتحت السماء.

  (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة) الذين يفرحون بالمتشابهات والشبهات ويسعون لإثارتها في وسائل الإعلام على العوام في قلوبهم زيغ.

 

 (والراسخون في العلم) حرف الجر (في) يجعل العلم هو البيئة التي كلما انغمس فيها العبد أمِن من الزلل.

(والراسخون في العلم يقولون ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا) كلما زاد علم العبد زادت خشيته، وتعاظم خوفه من الزيغ بعد الهداية

 (بعد إذ هديتنا) الهداية للحق أعظم مكافأة للقلوب الصادقة، فما نالها ابن نوح بنبوة أبيه، ولا حُرمها، سلمان الفارسي بكفر ذويه.

 (ربنا لا تزخ قلوبنا بعد إذ هديتنا) لم يسمَ القلب قلبا إلا من تقلبه، فالتغير سنة الحياة، وأكثر ما يكون التغير في القلوب، فاللهم لا تغير قلوبنا إلا إلى أفضل مما هي عليه الآن.

 

 (زين للناس حب الشهوات) ثم قال (والله عنده حسن المآب) قال الإمام القرطبي: "وفائدة هذا التمثيل أن الجنة لا تُنال إلا بترك الشهوات وفطام النفس عنها.

 (زين للناس حب الشهوات من النساء) وقدم النساء على الكل، قال القرطبي: "لكثرة تشوق النفوس إليهن لأنهن حبائل الشيطان، وفتنة الرجال.

 

 (ورضوان من الله أكبر) رضوان من الله أكبر من كل شيء، وحتى من الجنة. ونعيم الجنة الحسي هو أقل نعيم الجنة.

 

 (والمستغفرين بالأسحار) في جوف الليل يطلب الناس راحة أبدانهم بالنوم، ويطلب المؤمنون راحة قلوبهم بالاستغفار.

أفضل الاستغفار ما كان في السحر (والمستغفرين بالأسحار) (وبالأسحار هم يستغفرون) صابرون وصادقون، وقانتون ومنفقون، ومع ذلك يستغفرون بالأسحار فكيف بالمذنبين.

 & من عجز عن القيام في السحر فلا يعجز ولو على فراشه عن الاستغفار (والمستغفرين بالأسحار)

 

  (شهد الله أنه لا إله إلا هو) ما أعظم الشاهد، وأجل المشهود به. قال ابن كثير: "قرن الله شهادة ملائكته وأولي العلم بشهادته فقال (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولي العلم) وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام.

 

 (فقل أسلمت وجهي لله) قال الإمام البغوي: "وإنما خصّ الوجه لأنه أكرم الجوارح للإنسان وفيه بهاؤه، فإذا خضع وجهه للشيء فقد خضع له جميع جوارحه.

 

 (وتنزع الملك ممن تشاء) لا يتخلى أرباب الملك عن ملكهم طواعية.

 

 (بيدك الخير) تقديما يفيد الحصر.

 

 (ويحذركم الله نفسه)

& قال الحسن البصري: "من رأفته بهم أن حذرهم نفسه".

كم من معصية ترتكب اليوم يود صاحبها غدا لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا.

 

 بقدر اتباعك للنبي صلى الله عليه وسلم تكون درجتك عند ربك : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)

 الحب الحقيقي ليس بحلو الأقوال بل بصدق الأفعال.

 (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني) قال السعدي: "هذه الآية هي الميزان التي يعرف بها من أحب الله حقيقة محبته، ومن ادعى ذلك دعوى مجردة، فعلامة محبة الله اتباع محمد صلى الله عليه وسلم.

 

(إني نذرت لك ما في بطني محررا) 

& كانوا يجهزون أبناءهم لحمل همّ الدين قبل أن يولدوا، فما عذر من لم يحمل هم دينه، أو أمته من مهده إلى لحده.

همّ صلاح الذرية، واستعمالهم في مرضاة الله باب سبق به الصالحون وتجاوزوا به عمل اليوم إلى التخطيط للغد.

 

(قالت رب إني وضعتها أنثى) تمنت أن يكون حملها ذكر ا، ولم تعلم أن البركة في أن تحمل بطنها أنثى، وأنها ستكون أم نبي من أولي العزم من الرسل (والله يعلم وأنتم لا تعلمون)

 

 زكريا لم يسأل ربه الولد إلا حين سمع مريم تقول (هو من عند الله إن الله يرزق) فبعض ما تسمع من كلمات هو رسائل من الله إليك لتنتبه وتتعرض لفضله.

 

( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا) (وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك) في المحاريب أرزاق تنتظر:

 (فخرج على قومه من المحراب)

( كلما دخل عليها زكريا المحراب)

 (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب)

 هل عرفت الآن مكان الهبات والبشريات والأعطيات.

 

 (يصلي في المحراب أن الله يبشرك) كلما دنوت من موضع السجود اقتربت منك بشائر المعبود.

( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا) يا من ضاق به الرزق ها هو المحراب بين يديك.

 

لا تنتظروا معشر الآباء حتى يكبر أولادكم لتدعو لهم بالصلاح بل ادعوا لهم قبل مولدهم، وقولوا (رب هب لي من لدنك ذرية طيبة).

 

 (وجيها في الدنيا والآخرة) ممكن أن تحوز أعظم الألقاب في الدنيا، رئيس، وزير، أمير، لكن ما الفائدة إن كانت العاقبة جهنم؟ الأهم وجاهتك في الآخرة.

 

 (نحن أنصار الله) الحرمان الحقيقي ألا تكون من أنصار الله في معركة الصراع بين الحق والباطل.

 

الداعية الحكيم هو من يؤتيه الله جوامع الكلم فيؤلف بها قلوب الناس (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم).


 (والله واسع) ما ضاق أمر من ورائه رب واسع.


الأمانة هي الأمانة ولو كانت في دينار واحد (ومن أهل الكتاب من إن تأمنهم بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما)

 

( كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون)

& لم يشغلهم تعليم الناس عن تعليم أنفسهم .

&  قدم تعليم القرآن على تلاوته، فمن بذل القرآن لغيره، بورك له في تلاوته.

 

(ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) تأييس لأهل الكتاب من النجاة في الآخرة، ورد لقولهم نحن على ملة إبراهيم فنحن ناجون على كل حال.

 

 (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)

& قال ابن عباس: "البر الجنة" أي لن تدخلوا الجنة حتى تنفقوا مما تحبون، حتى تبذلوا ما تحب النفس.

& قال مجاهد كان ابن عمر قائما يصلي فأتى على هذه الآية (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) فأعتق جارية له وهو يصلي، قد أراد زواجها.

جاء سائل إلى الربيع بن يسأله فخرج إليه في ليلة باردة فنزع برنسا له فكساه إياه ثم تلا هذه الآية (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)

& كان ابن عمر يتصدق بالسكر ويقول سمعت الله يقول (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) والله يعلم أني أحب السكر. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حصاد تدبر الجزء الثالث/ خالد أبو شادي

اقرأ المزيد...