سؤال قد يُشكل على كثير من الناس وهو :
أن الله - عزّ وجل - يقول في آيات الصيام عن هذا القرآن
(هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) كلمة " الناس " هنا جاءت وكأنها تخالف السياق لأن ما قبل
الكلام للمؤمنين ، ثم جاء الهدى والفرقان فعُطف الفرقان على الهدى ، هل بينهما فرق ؟
أما كون القرآن جاء وصفُه بأنه هدى للناس فهذا ظاهر جدا فإن هدايته غير مقتصرة على المؤمنين
ولهذا نُلاحظ اعداد غفيرة لا يعلمهم إلا الله - عز وجل - يدخلون في دين الله - سبحانه وتعالى - بمجرد سماع آية
أو تدبرها أو تأملها .
كيف أسلم جبير بن مُطعم ؟ كيف أسلم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ؟
عدد من الناس في هذا العصر الذين يحملون شهادات عالية ، بل من القُسس حينما يتبين لهم الحق في هذا القرآن
يهتدوا به ، إذا هو ليس هدى للمؤمنين فقط بل أهل الإيمان هم أعظم الناس - كما ينبغي أن يكونوا - هم أعظم الناس انتفاعا به
لكن من طلب الهُدى منه فإنه سيهتدي .
إذا الصيام للمؤمنين أما القرآن فللناس كلهم .
وأيضا نستفيد منها فائدة وهي : يمكن أن يُقال إن هذا الشهر العظيم - شهر رمضان - فرصة لاسماع غير المسلمين
كتاب الله - عز وجل - . وأذكر ثمة موظف أمريكي يعمل في شركة ، أراد أحد الإخوة أن يدعوه إلى الإسلام
فلم يجد أحسن من أن يقول له أدخل على الموقع الفلاني الذي ينقل صلاة التراويح من المسجد الفلاني استمع إليه
ثم أعطني رأيك ، فما كان منه إلا أن ذُهل ، دُهش وأصبح ذلك بوابة للتفكير في الدخول في الإسلام.
___________________________
وقفات مع آيات الصيام / الشيخ : عمر المقبل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق