الأحد، 4 سبتمبر 2016

وقفات تدبرية مع سورة المنافقون - ١ - / د. ناصر العمر


د. ناصر العمر
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد .. الحمد لله الذي يسر وسهل وبارك وأعان .
اليوم موضوعنا موضوع عظيم -وكل موضوعات القرآن عظيمة- ألا وهو عن سورة المنافقين أسأل الله التوفيق والتيسير والإعانة والآن مع سماع قراءة هذه السورة سماعاً وحضور قلب واتعاظ وتذكر جنبنا الله وإياكم طريق المنافقين والمنافقات.

 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
 { إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ * وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ * سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ * هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنْفَضُّوا ۗ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
هذه السورة أيها الأخوة مًع قِصر آياتها فهي إحدى عشر آية بالمكي والمدني ومع ذلك فقد حوت من الدلالات والمعاني أمراً عظيماً، الحديث عن المنافقين أحبتي ليس حديثاً عن أناس مضوا وقت النبي صلى الله عليه وسلم، ولا هو أيضاً يتعلق بالنسبة لآثار هذا الأمر بالمنافقين فقط فإن المنافقين أولاً موجودون في كل عصر ومصر، وهم اليوم مع إقبال العالم على هذا الدين وبالذات إقبال المسلمين على الاستقامة فأصبحوا رقماً مؤثراً في أحداث العالم عبر وسائل عدة، وأصبحوا رقماً صعباً أمام كيد الأعداء من الغرب والشرق، وما ثبات المجاهدين في فلسطين وفي الشام وفي العراق وفي اليمن وفي أفغانستان وباكستان إلا من الأدلة على ما يزعج الشرق والغرب، اليهود والنصارى، المجوس والمشركين .
 والمنافقون على مر التاريخ من أعوان الكفار على اختلاف مِللِهم يهود ونصارى، ومجوس ومشركين ، المنافقون يكونون في داخل الصف المسلم، والأعداء من اليهود والنصارى والكفار والمشركين كلهم كفار على وجه واحد من الخارج ، وعداوة من في الداخل أشد مِمن في الخارج لأن الذي في الخارج عداوته ظاهرة ومعروفة، ولكن الذي في الداخل خطره أعظم لأنه يصلي مع المسلمين ويصوم معهم وربما أيضاً يشارك في جهادهم كما كان وقت النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك جاءت هذه الآية { هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ } أي كأنه لا عدو إلا هو كما سيأتي بإذن الله بيانه في حينه .
ثم أيضاً أن الحديث عن المنافقين يجعلنا ننتبه إلى معنى دقيق جداً انتبه له الصحابة رضوان الله عليهم ألا وهو الخوف من النفاق فأولاه القرآن عناية عظمى وكذلك السنة، فإذا كان كبار الصحابة خافوا من النفاق فما بالك بمن هو دونهم، إذا كان عمر -ومن هو عمر- رضي الله عنه، الذي يهرب منه الشيطان المُبشر بالجنة ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنه ومع ذلك يسأل حذيفة سؤال الصادق هل عدّه النبي صلى الله عليه وسلم من المنافقين ؟ يقول ابن أبي مُلَيكة -وهو من التابعين - : "أدركت ثلاثين من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه"  إذا كان الأمر كذلك فإذاً نحن كيف نكون.
 ويقول الحسن البصري -رحمه الله- الذي قيل إن كلامه يشبه كلام النبوة، كلمات تجدها موجزة وقوية ولها دلالات وآثار يقول : "النفاق لا يخافة إلا مؤمن ولا يأمنه إلا منافق" .
وهذا يجعلنا ونحن اليوم نتحدث عن المنافقين نتأمل هل نحن فعلاً نخاف من النفاق أو لا ؟
 النفاق هو: أن يُظهر الإنسان الإسلام ويُبطن الكفر. وهو نوعان: النفاق الاعتقادي والنفاق العملي .
النفاق الاعتقادي هو إبطان الكفر وإظهار الإسلام ، كما كان يفعل المنافقون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم الذين تنزلت بهم الآيات كعبد الله بن أبي وأصحابه، هؤلاء كانوا يُبطنون الكفر بل أشد الكفر- أشد من كفر اليهود والنصارى- ويظهرون الإسلام هذا كفر أو هذا نفاق مُخرِج من الملة يسميه العلماء -حسب التقسيم الاصطلاحي- النفاق الاعتقادي.
 أما النفاق العملي - ونسأل الله السلامة والعافية مَن منا يسلم منه - هو من اتصف ببعض صفات المنافقين ولم يكن منافقاً إعتقادا أي لم يكن نفاقه نفاقاً اعتقادي كما ورد في حديث عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله تعالى عنهما قال صلى الله عليه وسلم : ( أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ) لاحظوا أيها الأخوة يقول النبي صلى الله عليه وسلم أربع مع أننا الآن أو بعد قليل سنذكر أكثر من ثلاثين صفة من صفات المنافقين، فقط من توفرت فيه هذه الأربع فهو منافق خالص يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من نفاق ) رواه مسلم ، فهذا نفاق عملي يسميه العلماء النفاق العملي وهو لا يُخرج من الإسلام وقلّ أن يسلم منه إلا ما سلّمه الله -جعلنا الله وإياكم منهم- والتنبيه المهم في هذا الحديث أن النفاق العملي هو الطريق إلى النفاق الاعتقادي لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال : (أربع من كُن فيه ) يعني آيات المنافق أربعة ( أربع من كُن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من نفاق ) إذاً واحدة وثانية وثالثة وأربع ثم يصبح منافقاً اعتقادياً -والعياذ بالله- إذا صاحب ذلك كفر الباطن . ولذلك سورة المنافقين فيها بضع عشرة صفة من صفات المنافقين لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأها في كل جمعة أولاً لتنبيه - كما يقول شيخنا شيخ ابن عثيمين رحمه الله - أن يُصحح الناس قلوبهم ومسارهم إلى الله تعالى كل أسبوع يُذكّرون بذلك، وأيضاً أن يقرع أسماع الناس .. أسماع المؤمنين التحذير من المنافقين في كل جمعة لأن الله قال : { هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ } .
وفيها أيضاً - وهي تُقرأ في كل جمعة - تحذير شديد للمنافقين إن استمروا في هذا الطريق، والمنافق إذا تاب توبة صادقة خالصة قُبلت توبته كغيرها من الأعمال حتى الشرك مع أنهم أشد من المشركين ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) وهذا يُبين خطورة هذا الأمر، يعني نفاق عبد الله بن أبيّ وكُفره أشد من كفر أبي لهب وأبي جهل فهو في الدرك الأسفل من النار، لماذا ؟ لأن أبا لهب عُرف في الدنيا وتعومل معه على أنه مشرك، وأبو جهل قُتِل في الدنيا جزاء شركه، لكن هذا بقي إلى أن مات بسبب إظهاره للإسلام حماية فحمته من أن يُعاقَب مع ما فعله من جرائم عظيمة لكنه كان يخفيها وإلا لعُوقب ومن أعظمها حادثة الإفك - كما تعلمون - { وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } فلذلك جزاؤهم يوم القيامة في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً .
 يقول الإمام البخاري، روى الإمام البخاري أو أخرج الإمام البخاري تعليقاً عن أن ابن أبي مُليكة رحمه الله قال : "أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه" .
أذكر هذه المقدمة لأنني بعد قليل سأذكر تلك الصفات وكل منا ينتبه لنفسه لأنني أخشى ما يخشاه الإنسان أننا كأننا نتحدث عن آخرين وكأننا في أمان من النفاق بينما ذكرت لكم ما قاله الإمام البصري عندما قال : "لا يخاف النفاق إلا مؤمن ولا يأمنه إلا منافق" .
 قال الحافظ بن حجر تعليقاً على كلام أبي مليكة -رحمه الله- : "والصحابة الذين أدركهم ابن أبي مليكة من أجلِّهم عائشة وأختها أسماء وأم سلمة والعبادلة الأربعة وهم [عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص] يسمونهم العبادلة الأربعة وأبو هريرة ، فهؤلاء من من سمع منهم ابن أبي مليكة وقد جزم بأنهم كانوا يخافون النفاق في الأعمال ، ولم يُنقَل عن غيرهم خلاف ذلك  فكأنه إجماع كما - يقول ابن حجر - وذلك لأن المؤمن قد يعرِض عليه في عمله ما يشوبه مِما يخالف الإخلاص ولا يلزم من خوفهم من النفاق أنهم وقعوا فيه بل إن خوفهم رضي الله عنهم هو صريح الإيمان وهو دليل على بعدهم عن النفاق كما قال الحسن البصري : "لا يخافه إلا مؤمن" .
 يقول ابن القيم -رحمه الله- : " تالله لقد قطّع خوف النفاق قلوب السابقين الأولين لعلمهم بدقِه وجليله وتفاصيله وجُمَلِه، ساءت ظنونهم بأنفسهم حتى خشوا أن يكونوا من جملة المنافقين، قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لحذيفة رضي الله تعالى عنه : يا حذيفة نشدتك بالله سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ؟ - أي من المنافقين - قال : لا.. ولا أزكي بعدك أحداً"  وحذيفة هو مستودع سر النبي صلى الله عليه وسلم في المنافقين، لا يعرف أحداً أسماء المنافقين ممن يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم إلا حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه، وحذيفة هو المتخصص بأحاديث الفتن فكما روى كان يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ومن أعظم الشر هي الفتن والمنافقون فخصّه النبي صلى الله عليه وسلم بهم وأمره أن لا يخبر بذلك أحداً لحكمة يعلمها الله، ومات حذيفة رضي الله عنه ولم يُعلِم أحداً بمن معه من قائمة المنافقين إلا عمر حتى أنه كان إذا جيء بميت فعُمر يلتفت في الصف فإن وجد حذيفة صلى على الميت وإن رأى حذيفة قد خرج قال : صلوا على صاحبكم ثم خرج عمر. تصوروا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو الخليفة في ذلك الوقت- ومع ذلك لا يقول هذا منافق إنما ينظر إلى حذيفة وحتى حذيفة لا يقول هذا منافق وهو يعلم أنه منافق، حكمة عظيمة تفوت على بعض الناس الآن كما سأشير ، فقط يخرج وعمر إذا لحظه خرج خرج ثم صلوا عليه لأن ظاهره الإسلام . فأما قول الله جل وعلا للنبي صلى الله عليه وسلم : (ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً) لأن النبي صلى الله عليه وسلم يعرفهم، يعرف أسماءهم ولذلك حذيفة لا يصلي عليهم لأن القائمة السوداء الموجودة عنده بأسماء المنافقين يعلم أن هذا منافق فلا يصلي عليه لأن الله تعالى قال : { وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا } أما غيره لايعلم وعمر رضي الله عنه وهو خليفة النبي صلى الله عليه وسلم فقط يكتفي بالانسحاب.
 أقول هذا لماذا ؟
وقعت أحداث وإن كانت يسيرة لكنها مهمة ، أحياناً يموت شخص وهناك من يعرف أنه لا يُصلي لكن بقية الناس لا يعلمون حتى أهله فيأتي ويقول للناس لا تصلوا عليه فإنه لا يصلي، وهذا لا ينبغي، يكفي هذا الشخص الذي يعلم أنه لا يصلي ألا يصلي عليه لأنه :
أولاً ربما أنه يصلي في بيته ، أو ربما أنه خُتمت له بخاتمة لا يعلمها، وأيضاً ما يحدث من فتنة .
وقد فعلاً حدثت فتنة في منطقة من المناطق حدثني بذلك صاحبها -أي مِمن شهدها ووصلت إلى المحاكم لأنه عندما يقال لشخص وقد جاء به أهله وأقاربه ليصلوا عليه ثم يقول شخص : لا تصلوا عليه فإنه كذا وكذا ، فتنة عظيمة جداً .
 يُصلى عليه لأنه ليس لنا إلا الظاهر فلا ينبغي ذلك ، أما الشخص الذي يعلم يقيناً أنه لا يصلي يعني ترك الصلاة بالكلية فإنه في هذه الحالة لا يُصلَي عليه ، مع أنه تعرفون أن الصلاة من تركها تهاوناً وكسلاً على قولين ، الجمهور يقولون أنه لا يكفر تهاوناً وكسلاً إلا إذا جحد ، أما القول الآخر -وهو الراجح طبعاً- هو أن من ترك الصلاة بالكلية فقد كفر فإذاً قد يكون كثيراً ممن صلى عليه يأخذون بقول الجمهور. الشاهد أن نتجنب مواضع الفتن ولولا أنه وقعت بعض الأحداث لما قلت هذا، والشريعة وضعت مخرجاً لمن عنده إشكال حتى إن الصلاة -كما تعلمون- ليست واجبة بل لو صار عند الإنسان إشكال في أي ميت فمن حقِه أن لا يصلي عليه.
 فأما قاتل نفسه فالنبي صلى الله عليه وسلم بيَّن أنه لا يُصلى عليه لكن هذا للإمام أما بقية الناس يصلون على قاتل نفسه لكن الأمير -إمام المسلمين- الذي له قدوة يقتدي به الناس تأديباً لا يصلي عليه والحديث في ذلك يطول والله أعلم .
 بعد هذه المقدمة ونحن سنبدأ الآن في ذكر صفات المنافقين بما تيسر من الوقت .
كيف لنا بالآمان إذا كان لا يأمنه إلا منافق، إذا كان الصحابة أدرك منهم هذا العدد الكبير وهم من خيار الصحابة -وكلهم خيار- يخافون النفاق وعمر يخاف النفاق كيف نأمن نحن بعد ثلاثة عشر أو أربعة عشر قرناً ؟ المُشكل أنه مع بُعد الناس عن عهد النبوة كأن عندهم أمان من النفاق بل ربما أن البعض لا يُحدِّث نفسه في هذا الموضوع يوماً من الأيام ، يعني لا يحاسب نفسه هل هو من المنافقين أو لا ، لا يعني هذا الاتهام الذي يؤدي إلى السلبية، لكنه الذي يؤدي إلى الاتعاظ كما فعل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم . حقيقة .. القرآن لم يترك من شأن المنافقين شيئاً ، والله يا أحبتي تناول القرآن للمنافقين شيء عجب، تصوروا في سورة البقرة الحديث عن الكفار في آيتين في أولها { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } والحديث عن المنافقين فقط في البقرة ثلاثة عشر آية ، سورة براءة جُلّها في المنافقين ولذلك تسمى سورة الكاشفة لأنها كشفت المنافقين تماماً بحركاتهم وسكناتهم وفضحتهم ، وتسمى سورة العذاب لأنها عذبت المنافقين، وتسمى سورة الفاضحة لأنها فضحت المنافقين، وهي من آخر ما نزل من القرآن -كما تعلمون- فهذه معاني عظيمة جداً في دلالاتها، وكثير من السور المدنية لا تخلوا من ذكر المنافقين كسورة النساء والأحزاب فيها ذكر عظيم جداً عظيم بالنسبة للمنافقين، وفي هذه السورة أيضاً -كما تعلمون- متخصصة في المنافقين، سورة المنافقين وغيرها من السور. إذا كان -أحبتي- لا يأتي حرف في القرآن -حرف واحد- إلا لمعنى عظيم فكيف إذا كان جاءت آيات عظيمة في القرآن كلها عن المنافقين وردت ، ورد الحديث عن المنافقين في القرآن في سبعة وثلاثين أو كلمة النفاق في القرآن سبعة وثلاثين مرة في عدة سور مختلفة بعضها تصريح باسم النفاق وبعضها [ومنهم .. ومنهم .. ومنهم] دون أن يُصرِّح باسم النفاق -كما في سورة البقرة- التي تحدث في ثلاثة عشر آية ليس فيها تصريح { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا } مع أنه يُراد بها المنافقون، ليس فيه اسم النفاق، إذاً ورود النفاق بهذا العدد الهائل يدل على أن شأنه خطير  .
/ ثم يقف الإنسان متعجباً ، إذا كان في عهد النبوة الذي يتنزل فيه الوحي ومع ذلك كان شأن النفاق عظيماً وكانت شوكتهم كبيرة وأثرهم في إحداث الفتن عظيماً فكيف فيمن بعدهم!! في زمننا الآن ؟
نعطي مثال واحد فقط : لما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى لقاء المشركين في أُحد -يعني خارج المدينة- عند جبل أحد وتعلمون ما حدث من مشاورة النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة فرأى بعضهم أن يبقى في داخل المدينة ويقاتلونهم إذا جاؤا، وبعضهم رأى أن يخرجوا -ومنهم الشباب- وكانوا هم الأكثر فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأيهم ، فلما أنطلقوا قام عبد الله بن أبيّ -انظروا كيف الأثر- وقال : يأخذ برأي الشباب ولا يأخذ برأينا فرجع قبل الوصول إلى أحد وأنحزل معه -يعني تبِعه- ثلث الجيش، طبعاً ثلث الجيش ليسوا كلهم منافقين لا.. لكن تأثروا لأنه كان سيداً في قومه عبد الله بن أبي ولم تتضح لأنه في أول عهد النبوة لم يتضح نفاقه لكثير من الصحابة والعصبية كانت، فهم بعضهم حديث عهد بالإسلام ، إذا كان أثّر في ثُلث الجيش وبعضهم أيضاً من خيار الصحابة فما بالك في غيرهم، وكذلك في الأحزاب { وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا } إذا كانت هذه الآثار الشديدة في وقت النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن ينزل فكيف بوقتنا الآن!! ولذلك تلحظون ماذا يفعلون في كثير من الدول وخاصة مع إقبال الأمة وارتفاع شأن الجهاد والمجاهدين، وقلَّ أن يمر يوم إلى اليوم وأنا أتابع إلا تجد مقالا لأمثال هؤلاء المنافقين للإيقاع بأهل الخير والطعن في استقامتهم والتزامهم كل حدث يفسرونه أن وراءه أهل الصلاح والخير .
 فالشاهد إذاً النفاق خطير ونحن اليوم نعيش مثل هذا العصر فعلى ذلك جاء القرآن يركِّز على النفاق فما النجاة ؟
 النجاة أدلكم على آية واحدة في سورة العنكبوت آخر سورة العنكبوت { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } إذا صدق الإنسان مع الله وجاهد نفسه جهاداً حقيقياً والتجأ إلى ربه { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ } نجّاه الله لأن الله قال : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا } ولعل الواو هنا واو القسم أي والله أنه من جاهد في سبيل الله ليهدينهم الله تأكيد { لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين } ويقول الشاعر :
فإن تنجوا منها تجنوا من ** ذي عظيمة وإلا فإني لا أخالك ناجياً
 الآن أبدأ أقف مع بعض صفات المنافقين بعد هذه المقدمة ويصعب حصر صفات المنافقين بعدد ،كتب فيها من كتب وإلى قبيل المغرب وأنا أكتب بعض الصفات التي ذكرت مع أنه كان هناك -جزاه الله خيراً- من أعدّ لي كثيراً من الصفات كما في القرآن والسنة لأن المنطلق في معرفة صفات المنافقين هو القرآن والسنة سأذكر ما تيسر ومرة أخرى أقول ليس على سبيل الحصر، أذكر كل صفة ودليلها من الكتاب والسنة بإختصار ، ومرة أخرى أشير إلى أنه لا يوجد في القرآن -مع خطورتهم ومع أن الله يقول : { هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ }- اسم منافق واحد، وجِد اسم كافر واحد هو عبد الله بن أُبي، والا حتى الكفار المعاصرين، بالمناسبة لا يوجد في القرآن اسم كافر مُعاصر باسمه -أي معاصر للنبي صلى الله عليه وسلم- إلا واحد وهو عبد الله بن أُبي، بل حتى لا يوجد اسم مُسلم مؤمن واحد باسمه الصريح يمكن أن نعرف بصفته إلا واحد وهو زيد رضي الله تعالى عنه، مافي أسماء، هذا له دلالة المنافقون مع شدة خطورتهم وعلى رأسهم عبد الله بن أبيّ لا يوجد اسم منافق واحد فيه سر عجيب هذا لماذا ؟ 
لأن عمل المنافقين عمل قلبي والعمل القلبي لا يعلمه إلا الله فلو أنه سمّاهم بدأ الناس يتجرأون على التسمية ونحن لا نعلم صحيح وقت الوحي يخبر الله جل وعلا عن المنافقين يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم لكن من يخبرنا نحن .
 ثانياً : أنه عندما تسمي منافقاً قد يبدأ ويُطالب -وقد وقع هذا- يقول أثبت أنني منافق، ثم تبقى القضية شائكة ، ولهذا كان القرآن يصِف،  يصف لكنه في الوقت نفسه لا يُسمي، نعم الصحابة يعلمون عندما يقولون : { وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ } يعلمون أن المقصود هو عبد الله بن أبي وأيضاً { وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ } نزلت بعد صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبي فهم يعلمونه لكن لم يقل : ولا تصل على عبد الله بن أبي فهي أيضاً أحكام تجري إلى اليوم .
ثالثاً : شاهدتها بعيني إذا كنا في مجلس وتعجل متعجل وقال : فلان منافق ضج الناس اختلفوا قال : أبداً هذا يصلي بعضهم يقول : لا لا يصلي ثم تحدث خلافات، بينما إذا ذكرت الصفات ما أحد يستطيع يقول لأن الصفات غير لازمة قد تنطبق على هذا الشخص وقد تنطبق على غيره فأنت لم تحدد شخصاً بعينه .
 ثانياً : -كما بينت- أن أخوف ما يخافه المنافقون هو الصفات لأنه لما إنسان -مثلاً- يعطي صفات يعطيكم صفات سيئة- مثلاً لو جاء شخص في مكان وقال : هناك أشخاص موجودين الآن صفاتهم كذا وكذا وكذا كم واحد يخاف أن يكون هو المقصود ؟ لكن لما يقول وأقصد فلان انتهت القضية، الذين كانوا يتخوفون انتهوا، لا.. فيجب أن نركز على الصفات فهم يخافون خوفاً شديداً ولذلك كان الصحابة في آخر المطاف يُطبقون الصفات فضعُف أثرهم -أثر المنافقين- ضعف جداً في آخره، عالج القرآن حركة النفاق معالجة دقيقة بذكر الصفات، اليوم يجب أن نركز على الصفات لأن صفات المنافقين في الماضي هي صفاتهم اليوم تماماً بتمام وأعمال القلوب إلى الله جل وعلا لا ندخل فيها ، والنفاق كما قلت قد يكون اعتقادياً وقد يكون عملياً، وفرقٌ بينهما حتى لو قلنا فلان منافق فما نقصد النفاق الاعتقادي قد يكون النفاق العملي.
 الشاهد وهذه حكمة وقفت معها سنوات لماذا القرآن لم يسمِ منافقاً ؟
 من أجل هذا الأمر أو ما ظهر لي اليوم إذاً نستطيع أن نعالج -وإن شاء الله- لعل هذا له عودة في آخر سورة المنافقين نعالج حركة النفاق بالتركيز على صفاتهم، يخافون يُفزعهم الحقيقة أشد ما يفزعهم لو قلت فلان منافق بل يصرفون الناس لو قيل فلان منافق وأثبت و لا تثبت لكن نقول أن صفاتهم كذا وكذا حتى يصل إلا أن الأطفال يقولون في نفوسهم هذا منافق، لشدة خطورتهم وعداوتهم لله ولرسوله.
 من تلك الصفات: الكذب ولذلك ركّز عليها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن عمرو، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "الكذب ركن من أركان الكفر" وذكر رحمه الله أن الله إذا ذكر النفاق في القرآن ذكر معه الكذب ، ولذلك أول ما ذكر في بداية السورة -كما سيأتي- { وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ } أول آية { لَكَاذِبُونَ } فلذلك يقول شيخ الإسلام : "لا يمر ذِكر المنافقين إلا يثبت معه أنهم كاذبون"  ففي سورة البقرة وفي غيرها من السور يُركِّز على كذبهم ، أما في براءة فالآيات كثيرة تركِّز على كذبهم ومخالفة أفعالهم لأقوالهم ولذلك يقول الله جل وعلا : { وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } .
/ الغدر: أنا الآن سأركز باختصار على هذه الصفات وأبدأ بنفسي، يخاف والله الإنسان، لأن بعض الصفات عندنا نقول قد تكون من النفاق العملي وليس الاعتقادي ما ننتبه لها. قيل للإمام أحمد -إمام أهل السنة- : كيف نعرف الكذابين ؟ قال : بمواعيدهم ، أي بإخلافها اللهم سلم سلم إذا كان الإمام أحمد يعتبر أنه يُعرف الكذاب -والمنافق كذاب طبعاً- بإخلافه الموعد لو طبّق الواحد هذا على نفسه كيف هو مع المواعيد، ولذلك أثنى الله جل وعلا على أبينا إسماعيل { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ } والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا حدّث كذب ) دليل على أنه من أبرز صفاتهم الكذب . ثانياً : الغدر ، يقول : ( وإذا عاهد غدر ).
/ الفجور في الخصومة وهذا معنى دقيق وخفي قلّ أن يسلَم منه إلا مان سلّم الله، يقول صلى الله عليه وسلم : ( وإذا خاصم فجر ) كيف؟
يصير بين الإنسان وشخص قضية فتجده حتى يغلب صاحبه يخرج عن موضوع القضية إلى موضوع آخر فهذا فجور في الخصومة يجب أن يقف الإنسان على حد الخصومة التي بينه وبينه، لكن لأنه قد يعجز بعض الناس عن أن يهزم صاحبه في هذا الموضوع أو يغلبه فينقله إلى موضوع آخر لا علاقة له فيها فتقول : ( إذا خاصم فجر ) أي جاء بفجور ما كان ينبغي أن ينقله في هذا المقام، وهذا معنى قلت لكم دقيق فقط سأنبِّه في الموضوع لا أقول أنه لا يدخل في هذا تماماً لكن تنبيه لأنه مهم ماهو هذا الموضوع ؟
يأتي إنسان لشخص ويقول : إن فلان اختلف مع ابنتي وطلّقها -كان ممكن يقتصر على سبب الطلاق- فيأتي ويستبيح عرضه ويذكر لمن يسأله وهو لا علاقة له أصلاً في الموضوع حتى يذكر كل تاريخه مع ابنته مثلاً أو المرأة نفسها تفعل ذلك ، أو الرجل قد يُطلِّق امرأة فبدل أن يقول إني طلقتها لم يوفقني الله وإياها وإن اضطر لمعرفة العيب كما لو جاءه رجل وقال : أنا أريد أن أتزوجها، فلا يذكر له سبب الطلاق فقط أو العيب الظاهر ، لا .. بعضهم يبدأ بعيوبها وربما عيوب أهلها ،والعكس . هذا نوع من الفجور في الخصومة لأنه إظهار أمور لا حق له أن يذكر فيها.
 وأعجبني أحد المشايخ لما سألته أن أمرأة تريد الطلاق من زوجها قال : لا تذكر عيوب مباشرة لأنه يصعب إثباتها إنما من حقها أن تقول : لا أريده. وهنا القاضي ينظر في الموضوع لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءته الصحابية وطلبت الانفصال عن زوجها ما فصّلت قالت : إنني أكره كفره في الإسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (أتردين عليه حديقته ) قالت : نعم قال : فطلقها ). الشاهد الفجور في الخصومة دقيق للغاية فأطلت الحديث عنه فهو من أبرز صفات المنافقين .
/ إخلاف الوعد ( وإذا وعد أخلف ) وهو إن كان -بالمناسبة- من الكذب لكنه أيضاً دقيق وهو خلاف المواعيد كما قلت عن كلام الإمام احمد سواء في موعد إعطاء ، سواء موعد في مواعيده التي بين الناس، يكفي أنه داخل في الوعد وهو من الإخلاف بالوعد من صفات المنافقين فصفات الوفاء بالوعد من صفات المؤمنين ومخالفة الوعد من صفات المنافقين، أي وعد.
 كان أحد الأئمة جاء ليسمع من أحد المُحدثين عنده حديث وهو جالس قال الرجل : ونادى بهيمة ليعطيها علفاً فأعطاها قال : هذا الذي جاء إليه قال : لو لم يعطها لم أنقل عنه حديثاً لأنه يكون كذب، كذب على البهيمة وعدها.
 الله يعفو عنا.. هناك من يكذب على أولاده، هناك من يكذب على زوجته، هناك زوجة تكذب على زوجها، هناك من يكذب على أبيه ، نعم يعِدون ولا يوفون وهذا يريد مقياس هذا الرجل الذي يريد يقبل منه الحديث أو لا يقبل هل يعطي البهيمة أو لا لو ما أعطاها لما ناداها ما أخذ منه حديثاً لأنه يدخل تحت ( إذا وعد أخلف ) ، أو ناداها وكذب. كل هذه المعاني أنا مرة أخرى أركز لأننا نتحدث اليوم عن نخاف على أنفسنا من النفاق .
/ الكسل في العبادة { وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ } وحتى إن بعض العلماء كشيخنا الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- يقول: "إذا وجدت في نفسك كسل عن العبادة أو في العبادة فاحذر أن تكون من المنافقين"  هذا كلام الشيخ محمد بن عثيمين.
 وقال آخر من المشايخ : "إذا وجدت في نفسك كسلاً عن العبادة فاحذر أن تكون من المنافقين الذين قال الله فيهم : { كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ } . اللهم سلِّم .. سلِّم، يعني كره الله انبعاثهم للجهاد فثبطهم، فهذا كره الله أن يصلي مع المسلمين لأنه ليس أهلاً للصلاة فثبطه وتكاسل عن الصلاة. لكن كلمة الشيخ محمد إذا وجدت في نفسك -يقول الشيخ - : "حتى لو كانت نافلة" كسلاً فاحذر أن تكون من المنافقين لأن الله قال : { وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى } .
يا أحبتي هؤلاء قاموا، قاموا وصلوا لكن فقط أنهم مع صلاتهم كان في كسل فما بالك بالذي ما صلى، الذي أخِر الصلاة، كيف نصِفه! هذه المعاني التي تحدث فيها العلماء وإن شاء الله في الأسبوع القادم حتى وإن تيسر اليوم سأقف مع مثل هذه الأقوال من نور لعلماء الأمة حول النفاق والمنافقين .
/ أيضاً من صفات المنافقين قلة ذكر الله جل وعلا والله يا أحبتي هذه الصفة مخيفة، لماذا مخيفة ؟
ما ذكر الله جل وعلا أي صفة وقال من صفات العبادات بالكثرة إلا الذِّكر وإلا فهو يصف بالحُسن، يُوصف العبادة بالحُسن { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } ما قال أكثر إلا الذِّكر قال : { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ } قلَّ أن يأتي الذِّكر إلا يُوصف به ، وصف المنافقين بعكس ذلك { وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا } كما في سورة النساء. الواحد منا يخاف هل يذكر الله كثيراً.
 أدركت أناساً قبل أربعين سنة يذكرون الله عشرات الآلاف باليوم حتى رأيتهم هم يذكرون الله وهم نائمون حتى إذا سلّم عليك وحتى ترد عليه السلام تجده يذكر الله جل وعلا وهو عامي، فالذكر هو الموصوف في القرآن بالكثرة أو القِلة من صفات المنافقين، ما قال لا يذكرون الله انظروا العدل يذكرون الله ولكنهم { وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا } فيخاف الإنسان أن يكون من هؤلاء فلماذا ؟ لأن معناه دليل على موت قلوبهم أو ضعفها .
/ أيضاً نقر الصلاة يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى رجل أو وُصِف له من يؤخر الصلاة قال : ( تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق -ثلاث مرات- يرقُب الشمس حتى تدنو من الغروب ) وفي لفظ ( حتى تصّفر ) أقدم الإصفرار قبل الدنو من الغروب ( ثم يقوم فينقر أربع ركعات ولا يذكر الله فيها إلا قليلاً ) فعلاً والله ترى بعض الناس والله أنني أتعجب من صلاتهم ما تستطيع تقرأ الاستفتاح إلا هو راكع، كيف صلى!! وأحياناً بعض الناس -هداهم الله- يؤمون الناس خاصة في الطُرقات أو في المطار ويعجز الناس عن اللحاق بهم، وسألني أكثر من شخص هل يجوز أن أنفصل عنه ؟ انفصل عنه، نعم أنفصل عنه لا تستطيع أن تلحقه ينقرها. ما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذي يصلي لكنه ينقرها فذلك المنافق وثلاث مرات ( تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق ) الصلاة لما جاء أحد الصحابة وقد صلى لكن استعجل فيها قال له : ( ارجع فصل فإنك لم تصلِ ) فرجع وصلى قال : (ارجع فصل فإنك لم تصلِ ) قال : يا رسول الله .. يا نبي الله والله لا أحسن غيرها فعلمني، بعد أن كررها أكثر من مرة فبين له الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يصلي مطمئناً، بعض الناس لا تعلم ، حتى أخطاء البعض -هداهم الله- إذا قام من الركوع مباشرة لا يستطيع ... هذا خطأ وخلل، القيام من الركوع والقول ربنا ولك الحمد ركن أقصد القيام من الركوع واجب. الشاهد نقر الصلاة يتأنى الإنسان يطمئن. من صفات المنافقين هو نقر الصلاة.
/ أيضاً من صفات المنافقين لمز المطَّوِّعين من المؤمنين والصالحين { الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ } أما اليوم فحدث ولا حرج في الصحف والإعلام لمز المطوعين . والله يا أحبتي قرأت بخط يد شخص مع كل أسف له شأن يقول : رأيتم هؤلاء الذين يجلسون عند الإشارات في رمضان يعطون الناس فطور حتى لا يستعجلوا بسياراتهم -تعرفون مشكلة السرعة قبل الإفطار بخمس عشر دقائق سرعة مخيفة- فهؤلاء يجلسون يقولون اتفضلوا فطور في كيس يسير معه ماء ومعه تمرات يعني تفطر قبل أن تصل، تدرون ماذا كتب هذا الرجل مع كل أسف ؟ قال : هؤلاء لهم أهداف سياسة ما يمكن يكون لله وقفوا عند الإشارات أرأيتم أطفال، هو يقول هؤلاء الأطفال لهم أهداف سياسة أو هناك من ورائهم من له أهداف سياسية ، ما سلِمنا إن أحسنا إلى الناس قالوا لكم أهداف سياسية فهم { الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ } هذه من صفاتهم أيضاً .
/ الإستهزاء بالقرآن والسنة { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } بالمناسبة هؤلاء لم يُصرحوا بالاستهزاء بالله ولا برسوله ولا بالقرآن إنما استهزؤا بالصحابة فجعل الله جل وعلا استهزاءهم بالصحابة استهزاء بالله ورسوله {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ } الاستهزاء بهم، وكفّرهم .
كم الآن يستهزئون بالمطوعين، هذه يُستهزأ به لأنه يعفي لحيته، هذا يُستهزأ به لأنه يقصر ثوبه، هذا يُستهزأ به لأنه يحب المجاهدين الصادقين، هذا.. وهلم جرا .. إستهزاء وسخرية، حتى تعرفون برامج تُبث في رمضان استهزاء، تذكرون قبل سنوات أحد هذه التمثيليات -وتعرفون أنه من الهيئات الشروط الحمد لله الموجودة أن المرأة لا تخلوا بدون رجل- فامرأة تريد أن تذهب إلى مطعم مع أخت لها أو بناتها وأظهروا والدهم كأنه وهو خفيف عقلياً هكذا في التمثيلية طبعاً يروح معهم حتى بس كأنه معهم محرم وهو مجنون، هذا سخرية طبعاً هذه سخرية بالأمر وسخرية بهذا الرجل وسخرية بالأمر بالمعروف، والسخرية بالقضاة أصبح ميدان لإضحاك الناس { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } <هذه الرسائل لنا قبل أن تكون للمنافقين > يخرجون من الصلاة مسرعين ثم يضحك ، هذا الصحابي الذي فقط تبسم صحابي جليل ليس منهم فقط لما قالوا : "ما رأينا كقرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسنة" فقط تبسم فيقول الله جل وعلا : { إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ } لولا أنه جاء واعتذر، مجرد تبسم كيف الذين يجلسون عند هذه التمثيليات سخرية واستهزاء بالصالحين .. بالدعاة ثم يقولون فلان شفت كيف ، ما تصوروا أنهم وقعوا في النفاق وربما خطر على عقيدتهم لأن الاستهزاء ليس بفلان الاستهزاء لالتزامه بالإسلام .. لالتزامه بالسنة، وهذا موجود وشائع منذ سنوات في صحفنا وإعلامنا وكثير من صحفنا، موجود في القنوات التلفزيونية وغيرها وأشد ما يكون في رمضان فهذه من سِمات المنافقين الخطيرة أيضاً .
/ الحلف الكاذب { اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً } كما سيأتي في سورة المنافقين، { وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ } ولذلك قال العلماء يحذرون من إكثار الحلف، الإكثار من الحلف حتى لو كنت صادقاً ذكر بعض العلماء -ولعله ابن القيم- أن حلف النبي صلى الله عليه وسلم كله لم يزد عن ثمانين يميناً في كل حياته، في كل حياته ثلاثة وعشرين سنة، بعض الناس يحلف في الجلسة الواحدة -سمعته- أكثر من عشرين يمين في الجلسة الواحدة ولذلك العلماء { وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ } وعدّ النبي صلى الله عليه وسلم من الثلاثة الذين لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم الذي يُنفق سلعته بالحلف كلما جاء يبيع يحلف .. يحلف .. يحلف، انظروا الآن في الأسواق، هذا فيه تهديد ووعيد، فلا نُكثر من الحلف لأنك تحلف بعظيم ولا ينبغي الإكثار من الحلف والحلف له ظروفه وأسبابه ودواعيه فمن صفات المنافقين الإكثار من الحلف وهو حلف أيضاً كاذب .
/ أيضاً الإنفاق كرهاً كما بين الله جل وعلا : { وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ } لاحظوا ما قال لا ينفقون { يُنْفِقُونَ } لكن { كَارِهُونَ } ثقيلة عليهم ، هناك من يُخرج الزكاة لكنها ثقيلة عليه يعتبرها جباية يعتبرها ضريبة يعتبرها ثِقل .
/ من صفات المنافقين التخذيل عن الجهاد وعن عمل الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجده يأتي لشخص داعية ويأمر بالمعروف ويقول ما أنت بملزوم يقول الله جل وعلا : { قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ } و { قَدْ } هنا للتحقيق أي يعلم الله المُعوِّقين منكم { الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا } إرجاف، أيضاً يرجفون { لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ }، { لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا }.
/ أيضاً اعتراضهم على القَدر وإثارة الشُبه { الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }.
/ أيضاً مر معنا -لكن تأكيد- الوقوع في أعراض الصالحين ، يقول الله جل وعلا : { فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ } أعجبني جواب لأحد كبار علمائنا وقد سُئل عن أناس -لا أقول من المنافقين ولكن أقول أخطأوا الطريق- يقعون في أعراض العلماء والدعاة كثيراً باسم الجرح والتعديل بدعوى الجرح والتعديل، فسُئل أحد كبار علمائنا وهو من المُجمع عليه حتى عند هؤلاء لمكانته ومنزلته وعِلمه وفضله ولا أزكي عليه عن هؤلاء الذين يقعون في أعراض العلماء والدعاة باسم الجرح والتعديل قال : هذه غيبة ونميمة وليست جرحاً ولا تعديلاً ، نعم غيبة ونميمة ليست جرحاً ولا تعديل، وأيضاً قال أحد المشايخ قال : "هؤلاء لا يعرفون إلا الجرح ولا يعرفون التعديل" وكل هذا أيضاً منشور نسأل الله أن يهديهم ويردهم إلى الحق .
/ التخلف عن صلاة الجماعة: يقول عبدالله بن مسعود : "وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق" ولذلك في الحديث الصحيح ( لقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام ثم انطلق إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأُحرِّق عليهم بيوتهم ولولا ما فيها من الذرية والنساء لفعلت )..  الحديث. الذين يقول إن صلاة الجماعة سُنة ماذا يقول عن هذا الحديث الصحيح العظيم، وكذلك كلام ابن مسعود وهو أيضاً صحيح "ولقد أرأيتنا -أي الصحابة- وما يتخلف عنها -أي صلاة الجماعة- إلا منافق معلوم النفاق) إذاً الأمر عظم جداً فلننتبه لأنفسنا .
/ الإفساد في الأرض بزعم الإصلاح: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } الآن يقدمون مشاريع في عدد من الدول الإسلامية وغيرها باسم الإصلاح وهم المفسدون ، فرعون يقول : { مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ } ويقول : { إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ } -الله أكبر- موسى عليه السلام يظهر في الأرض الفساد وفرعون يُصلح؟! هكذا منطقهم لأنه لا يمكن أن يقول نحن نريد الإفساد (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} ردّ الله عليهم { أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ }، أمر عظيم جداً فهم يقدمون مشاريع باسم الإصلاح والتطور و..الخ، وإذا قدم غيرهم مشاريع الإصلاح أتهموهم بأن لهم أهداف وأنهم .. وأنهم .. وأنهم .. وكأنهم هم بُرآء من الأهداف، الأهداف السيئة وإلا الدعاة فأهدافهم طيبة .
/ أيضاً من صفاتهم مخالفة الظاهر للباطن: وهذا كله النفاق تدور على هذا الأمر كما في هذه الآية .
/ التخوف الحوادث وغيرها :{ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ }.
/ الإعتذار كذباً { إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ۚ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } .
/ الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف: { الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ } هذا دأبهم حتى اليوم، نعم فعلاً يأمرون بالمنكر ومع ذلك ينهون عن المعروف وهذا شائع وكثير الآن.
/ قبض الأيدي شحاً : {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ }، { وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ } ،{ لَا تُنْفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنْفَضُّوا }.
/ نسيان الله -وأعوذ بالله من ذلك- { نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }.
/ التكذيب بوعد الله ورسوله: { مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا } .
/ الاهتمام بالظاهر وإهمال الباطن: يهتم بإظهار صلاته، يراؤن الناس في صلاتهم لكن الباطن الله أعلم به .
قال : { وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ } التفاصح والتشدق بالباطل { وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ } .
/ عدم العِلم أو الفِقه في الدين: { وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ } ،{ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ } .
/ الاستخفاء من الناس ومبارزة الله بالذنوب -والعياذ بالله- { يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا } .
/ الفرح بمصاب المسلمين والحزن لأفراحها { إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ۖ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ } . انظروا الآن فقط خلال أمس الذين حزنوا وتباكوا على هزيمة المجرمين في تركيا -نحن لا نقول هذا تزكية للذين فازوا فعليهم ملاحظات- لكن المقابل لهم من هم ؟ حزب شيوعي، أحزاب شيوعية وأحزاب وثنية ومع ذلك صحيفة أمس تكتب بالخط العريض [الأتراك اليوم يختارون بين حزب العدالة وبين الاستقرار] هكذا بين حزب العدالة والتنمية والاستقرار يعني الذي يريد الاستقرار لا ينتخب هؤلاء، والحمد لله ما جاء الليل إلا وقد فاز أولئك ، والمسألة مصالح وموازنات وقد فرح المؤمنون بنصر الروم وهم كفار لكن على من؟ على الفرس .. على المجوس لأن هؤلاء أهل كتاب وهؤلاء وثنيون أفلا نفرح بفوز مسلمين يريدون الإصلاح وإن كان عليهم ملحوظات وقضايا رئيسة لكن أولئك هم من ؟ هذه الأحزاب الشيوعية والمجرمة والتي عُرفت بتاريخها الأسود انظر هم الآن يتباكون إلى اليوم في المواقع، فهم يحزنون إذا فرح المسلمون ويفرحون إذا حزن المسلمون ، هذه قاعدة مطردة موجودة إلى اليوم بتاريخه .
/ أيضاً عدم محبة الصحابة: لا يُحبون الصحابة ولذلك يدخل كثير من الرافضة في النفاق، في الحديث الصحيح في مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الأنصار : ( لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق ) هل الرافضة يحبون الأنصار ؟ كلا، لا يحبون الصحابة جميعاً إلا ثلاثة عشر يدّعون حبهم وكذبوا لو كانوا صادقين في حبهم لأحبوا بقية الصحابة فهم يدّعُون حب علي رضي الله عنه وهو الذي زوّج عمر رضي الله تعالى عنه وأبغض من يبغضون هو عمر رضي الله تعالى عنه، بل قال علي رضي الله تعالى عنه : "إنه لعهد النبي الأمي إليّ أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق" والله إننا نحب علي رضي الله تعالى عنه ونحب صحابة النبي صلى الله تعالى عنه ونلقى الله بذلك، لكن الذين يبغضون الصحابة فهم منافقون بنصوص الحديث التي أمامنا في مسلم.
 / وأيضاً إذا أؤتمن خان وعن أبي هريرة ( آيات المنافق ثلاث) ومنها (وإذا أؤتمن خان ) .
/ المسارعة لأعداء الله وهذا انظروا الآن علاقتهم بأمريكا .. بروسيا حتى يصرح أحد أبناء هذه البلاد وهو يقيم في بلد آخر أنه يثِق بروسيا وببشار الأسد أكثر ما يثق بالمجاهدين ويعاتب الدولة هنا لماذا عادت الشيوعية كذا يقول : " أضعنا فرص عظيمة في معاداتنا للشيوعية" هذا مكتوب بلسانه ورد عليه أحد الدعاة جزاه الله خير وبيّن، منشور هذا الأمر، يقول الله جل وعلا : { فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ } .
/ أيضاً موالاة الكفار { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ } سماهم إخوانهم { الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ } هذا دأبهم الآن، علاقات بالسفارات الغربية، مؤامرات يدلونهم على عورات المسلمين وعلى أخطاء المسلمين ويسلطونهم علينا وهم من أبناء جلدتنا يتكلمون بلغتنا، هؤلاء هم المنافقون من هم المنافقون إن لم يكن هؤلاء المنافقون .
/ إرادة الفتنة وبعث الفتنة بين المسلمين، المسلمون يعيشون بأمن واستقرار وراحة هم الذين يريدون الفتن { يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ } { لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ } فهم من صفاتهم ابتغاء الفتنة وإثارة الفتنة والإخلال بالأمن كما تجدون في بلادنا وغيرها يدخلون في هذا الأمر، نسأل الله .. { أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا } هم يدّعُون أنهم لا يريدون الفتنة { أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا } يقول الله جل وعلا .
 / عدم تدبر القرآن: اللهم سلِّم .. سلِّم { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن } من هؤلاء ؟ المنافقون { أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } ولذلك من صفاتهم أن قلوبهم مقفلة .
 يا أحبتي نقرأ القرآن نحن ولم يقل الله جل وعلا عن المنافقين أنهم لا يقرأون القرآن بل ثبت بالحديث الصحيح (ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن ) فأثبت النبي صلى الله عليه وسلم لهم قراءة القرآن لكن نفى الله عنهم التدبر قال : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن } فجعل من صفات المنافقين عدم تدبر القرآن وليس عدم قراءة القرآن فقلوبهم مقفلة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق