هناك قضية مشكلة في الحقيقة وكبيرة جدا وهي أن الناس يصومون ويقرؤن القرآن في رمضان لكن
لا يشعر الواحد منهم أن هذا القرآن بالفعل أنه غيّر حياته ، أنه تلذذ بطعم الصيام ، كيف يمكن للواحد منهم
أن يبدأ باستشعار لذة هذا الشهر ، استشعار معنى أن الله أنزل القرآن في رمضان ؟
لعلي أجيب عليك بقصة أحد الإخوة الذي قول - ويُقسم بالله وقد أرسل هذا برسالة جوال ، وهو أيضا
ممن منّ الله عزّ وجل عليه بحفظ القرآن لكنه يقول كنت أقرأ القرآن هكذا سردا ، سردا ، سردا ، همي
كم أقرأ وليس هكي كيف أقرأ ، فلما منّ الله عز وجل عليّ وبدأت أقرأ بتدبر وتأمل وتفهم وطلب للهدى
وصلاح ورقة القلب ودمعة العين وسكون النفس ، سبحان الله عشت رمضان آخر ، وأقسم بالله أنه يقول
منذ عشرين سنة وأنا أحفظ القرآن لم أجد لرمضان لذة أعظم من هذه السنة التي بدأت فيها أُعيد طريقة
تعاملي مع كتاب الله عز وجل عندها أدركت سرا من أسرار اقتران القرآن برمضان .
وهذا ليس وحيدا ، له عشرات الأمثلة ، أحدهم يقول لي بنفسه وقد قابلته شخصيا : كنت أقرأ في الساعة
الواحدة ثلاثة أجزاء بلا أي مشقة لكنني والله - ويقول كنت أطمع وأنا لا أطمع بفضل الله عز وجل بكثرة
القراءة ونيل ثواب الأحرف - لكن قررت أن أجرب طريقة أخرى وهي طريقة التدبر والتأمل .
والله الذي لا لإله غيره يقول : إنني أبقى في الجزء الواحد نحو من ثلاث ساعات وربما لم أفرغ بعد .
وأثر آخر ، والأمر المهم يقول في حياتي أنني أصبحت أجد للقراءة لذة .
نقول للناس لابأس من قراءتين في رمضان ، قراءة للختم ولا تكون هذرمة وهذّا ، وقراءة للتدبر وإصلاح القلب .
__________________________
وقفات مع آيات الصيام / للشيخ : عمر المقبل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق