الاثنين، 30 يوليو 2012

وقفة مع قوله تعالى (وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)


عندما نتأمل آيات الصيام نجد قوله تعالى (وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) فما المعاني التي يمكن أن تستنبطها من هذه الجملة التي وردت في سياق آيات الصيام ؟
من تأمل هذه الجملة وجدها إمتدادا للآيات التي قبلها التي تؤكد عظيم هذه الفريضة ومنزلة هذه الفريضة عند الله - سبحانه وتعالى - فهي كُتبت ثم تعرضت الآية الكريمة للحالات التي تعرض للإنسان من سفر ثم يؤمر بالقضاء ثم تأتي آيات التخيير بعد ذلك ثم تُختم بهذا الخبر  (وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)  .
إذا هو أخذ بالعزيمة أي أن هناك رخصة إذا وجدتم مشقة أن تُفطروا لكن إن استطعتم أن تأخذوا بالعزيمة فهذا أفضل ، وهذا تدريب خاصة في مجال الصيام هنا على قضية الأخذ بالعزيمة ومغالبة النفس حتى مع وجود شيء من المشقة .
 وأيضا يمكن أن نستانس بهذه الآية الكريمة على معنى تربوي عظيم طبقه السلف - رضي الله تعالى عنهم - وهو فيما يتعلق بتربية الأطفال على الصيام . نحن نعلم أن الطفل غير مُكلف ولكن تربية الطفل على هذه العبادات العظيمة تجعلها فيما بعد سهلة عليه ، بل ومحببة . فنجد السلف - رضي الله عنه - على قلة ما بأيديهم كانوا يُصومون أطفالهم - رضي الله عنهم - على شدة ما يُعانون من الحرّ والهجير ولفح الغبار ومع ذلك كانوا يصومونهم ، هذا يُمكن أن يُستأنس به من هذه الآية الكريمة في قوله - عز وجل -  (وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)  فهو خير لكم إن كان الأمر يتعلق بكم أنتم وخير لكم إن كان يتعلق بأطفالكم لأن تربيتهم على هذه العبادة مما يُسهلها عليهم في المستقبل ، وهذا نظيره في الشريعة كثير كما في تعويدهم على الصلاة وغير ذلك من أنواع الطاعات . 
---------------------------------------
 وقفات مع آيات الصيام / للشيخ: عمر المقبل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق