أ.ضحى السبيعي
- الجزء التاسع والعشرون:
/ {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ﴿٣٠﴾ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ﴿٣١﴾ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ﴿٣٢﴾ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ ﴿٣٣﴾ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ}
كان أبو الدرداء -رضي الله عنه- يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين ، ويقول خلعنا نصف السلسلة بالإيمان أفلا نخلع نصفها الآخر ؟! [الرسغي ، رموز الكنوز (8/265)] .
/ { وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ﴿٢٤﴾ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ }
هكذا نقل الإسلام إسعاف البائسين من أن يكون منة تذل كرامتهم إلى أن يكون حقاً يأخذونه مرفوعي الرأس ، موفوري الكرامة . [د.مصطفى السباعي]
/ كيف نتدبر؟
رتل ولا تعجل!
تأمل هذه الآية التي خوطب بها نبيك -صلى الله عليه وسلم- : {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}،
فالترتيل هو الطريقة الشرعية للدخول إلى عالم التدبر، وقد كرر الله الأمر به في مواضع: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا}، {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} فإياك والهذرمة وسرعة القراءة التي تفقدك لذة التدبر!
/ انّا سُنلقي عليك -يارسول الله - كلاماً عظيماً جليلاً ذا معانِ وفيرة غزيرة لا يُستطاع تفهّمها
إلاّ بالقراءة المرتّله التي فيها أناةّ ، وتمهل،
وتفكّر ، وتدبًّر.
؛؛استحباب ترتيل القرآن، وأنه أفضل من سرعة القراءة.[المعين على تدبر الكتاب المبين]
/ نِعم القدوة هم:
{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ}،
كان حماد بن أبي سليمان يفطر في كل ليلة في شهر رمضان خمسين إنسانا، فإذا كانت ليلة الفطر كساهم ثوبا ثوبا وأعطاهم..
/ { وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا}
لما كان في الصبر الذي هو حبس النفس عن الهوى خشونةٌ وتضييق جازاهم على ذلك نعومة الحرير وسعة الجنة.
[ابن القيم – روضة المحبين 480]
- الجزء الثلاثون :
/ {كان الحسن البصري إذا قرأ {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا }
ابن آدم! هذه الدنيا إنما هي غدوة أو روحة ، أما تصبر عن المعصية ؟
➰➰➰
/ انتبه قبل أن يموت قلبك!
قال الحسن البصري فِي قوله: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
الذنب على الذنب حتى يعمى القلب فيموت. [تفسير الطبري].
/ الجنّة : نور يتلألأ وقصر مشيد وزوجة حسناء ، ومقام خالد وحلل كثيرة
{ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ }
فهل من مشمرٍ لها؟!
/ لا أرى أن نسمي هذه الإجازة عطلة ، لأنه ليس في أيام الإنسان المسلم المؤمن عطلة بل ولا غير المؤمن كلٌ يعمل ، قال تعالى
{ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}
نعم هي عطلة من الدراسة النظامية لكن لو سميت بدلاً من العطلة إجازة فهذا جيد .
[ابن عثيمين – لقاءات الباب المفتوح (29/17)] .
/ قال الإمام مالك : قرأ عمر بن عبد العزيز في الصلاة سورة الليل فلما بلغ :
{ فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ}
خنقته العبرة فسكت ، ثم قرأ فنابه ذلك ، ثم قرأ فنابه ذلك ، وتركها وقرأ:
{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} [شرح صحيح البخاري ، لابن بطال] . كم مرة استوقفتك هذه الآية ؟
/ خصّ الله تعالى ليلة القدر بالتسمية ، وأفردها بسورة كاملة وذكر فيها خمس فضائل لها ، ألا يستحق ذلك منا أن نفردها أيضاً بعبادتنا فتفرغ من أشغالنا وأسواقنا ولهو العيد ؟
هي ليلة ، فاحذر أن تتحسَّر فقريباً { مَطْلَعِ الْفَجْرِ} . يا ربّ بلغنا ووالدينا وأحبتنا هذه الليلة ووفقنا لقيامها .
والحمــد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، ونستغفره من الخطأ والزلل، ونسأله القبول والإخلاص ..
مجالس التدبر تلقاكم بإذن الله بعد شهر رمضان ~ بلغنا الله واياكم ~
-
هنا كانت مجالسنا ~ ~ مجالس المتدبرين ~
جنة عباد الله في أرضه ونعيم أرواحهم وزاد رحلتهم وحاديهم إلى العمل ..
جمعناها لكم ،.. جعلها الله عوناً لنا ولكم على تدبر كتابه والعمل به.
----------------
@afagTadabor
#مجالس_المتدبرين
فيس بوك : حلقة آفاق التدبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق