الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

المجلس التدبري حول الجزأين السابع والعشرون والثامن والعشرون

أ.ضحى السبيعي

- الجزء السابع والعشرون :

/{ فَفِرُّ‌وا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ‌ مُّبِينٌ} وسمّى الله الرجوع إليه فراراً ، لأن في الرجوع لغيره أنواع المخاوف والمكاره وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن . [السعدي –رحمه الله-].

/ { قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } قال بعض السلف : لأن تصحب أناساً يخوفونك حتى تدرك الأمن خير من أن تصحب أناساً يؤمنونك حتى تدرك المخاوف .

/ { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ‌ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ‌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }
قال ابن مسعود رضي الله عنه "ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين" . [مسلم 3027] . فكم سنة لنا في الإسلام ، وربما في الاستقامة؟!

- الجزء الثامن والعشرون :

/ {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}
فيا عجبا من مضغة لحم أقسى من هذه الجبال، تسمع آيات الله تتلى عليها، ويذكر الرب تبارك وتعالى فلا تلين ولا تخشع ولا تنيب! فليس بمستنكر على الله -عز و جل- ولا يخالف حكمته أن يخلق لها نارا تذيبها، إذ لم تلن بكلامه وذكره وزواجره ومواعظه. [ابن القيم].

/ { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ.. } أخبر أن إيثارهم إنما هو بالشئ الذي إذا وقي الرجل الشح به كان من المفلحين ، وهذا إنما هو فضول الدنيا لا الأوقات المصروفة في الطاعات . فإن الفلاح كل الفلاح في الشح بها . فمن لم يكن شحيحاً بوقته تركه الناس على الأرض عياناً مفلساً. [بدائع التفسير].

/ { وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِ‌هِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا} أحسن ما قيل فيه : لا يحسدون إخوانهم على فضل ما أعطاهم الله . [تفسير ابن كثير ]

/ { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَ‌بَّنَا اغْفِرْ‌ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا} سبحان الله ! أخوة الإيمان تبقى حتى بعد الوفاة ، فتذكر أموات المسلمين بالخير ، فتترحم عليهم ، وترجو لمحسنهم ، وتدعو لمسيئهم أن يشمله الله بعفوه ، ومن تدبر القرآن وجده يهدي إلى هذه المحبة . [محمد المختار الشنقيطي]

/ { قَدْ أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرً‌ا ﴿١٠﴾ رَّ‌سُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّـهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِ‌جَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ } هذا دين رفيع لا يعرض عنه إلا مطموس ولا يعيبه إلا منكوس ، ولا يحاربه إلا موكوس ، فإنه لا يدع شريعة الله إلى شريعة الناس إلا من أخلد إلى الأرض واتبع هواه . [في ظلال القرآن (7/235)]
----------------
@afagTadabor
 #مجالس_المتدبرين
 فيس بوك : حلقة آفاق التدبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق