الاثنين، 16 مارس 2015

في أفياء سورة الفاتحة

*د. مساعد الطيار



علوم السورة هي ما يتحدث فيه في أول السورة من أسمائها وفضائلها وعددها وموضوعاتها وسبب نزولها ومقصَدها فجملة هذه الأنواع من علوم القرآن يُبتدأ به في كل سورة وهذه التي ذكرناها بعضها قد يتكرر مع بعض الآيات وبعضها قد لا يتكرر مثل الفضائل فقد يكون هناك فضائل لآيات وقد يكون هناك فضائل لسور .
هذه السورة العظيمة وهي سورة الفاتحة التي يكررها المسلم في صلاته ويسمعها كذلك، فلا يمر عليه يوم إلا وهو يتلو هذه السورة العظيمة لها أسماء متعددة وتعدد الأسماء - كما يقول العلماء - هو دليل على شرف المُسمى فكلما كثُرت أسماؤه دلت على شرفه.
 فهذه السورة تُسمى فاتحة الكتاب، وتُسمى سورة ( أّلَحٌمَدِلَلَهِ ربِ أّلَعٌأّلَمَيِّنِ) وكذالك لها أوصاف هي أشبه بالأسماء مثل: سورة الرقية، وكذالك أيضاً سُميت بأسماء متعددة يمكن الرجوع إلى ما كُتب فيها في بدايات السور لأن كثير من العلماء يتحدثون عن هذه الأسماء.
أيضاً فضائل هذه السورة كثيرة وقد عدد العلماء لها فضائل. والفضائل - من باب الفائدة - لا يمكن إثباتها إﻻ بنص من النبي صلى الله عليه وسلم. والفضيلة قد تكون بأن يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أجراً مترتباً على قراءة هذه السورة، أو أن يذكر لها أثراً على البدن أو على الروح مثل ما في هذه السورة، أو أن يخُصّ السورة بوقت معين لقراءتها. فإذا وجدنا أحد هذه الأمور الثللاثة فإنها تدل على فضل السورة.
 وسورة الفاتحة مما ورد في فضائلها: أنها تُسمى سورة الصلاة لأن المسلم يقرأها في كل صلاته كل يوم والرسول صلى الله عليه وسلم نبّه على ذلك في الحديث القدسي (قَسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ) فقوله (قسمت الصلاة) والمراد بها سورة الفاتحة ﻷنه قال: (فإذا قال: الحمد لله رب العالمين قال: حمدني عبدي) الحديث المشهور في هذاالباب.
/ أيضاً من الفضائل أنها تسمى -كما قلنا- سورة الرُقية وذلك أن بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم مرو بقومٍ فاستطعموهم -أي طلبوا منهم طعاماً- فرفضوا فتنحوا عنهم جانباً فجاءهم رجل وقال لهم إن سيد هذا الحي سليم -أي لديغ وهذا من باب التفاؤل- فهل فيكم من راق؟ فقام رجل فقال أنا، قالوا ما كنا نعلم عنه أنه يرقى، فلما رقى الرجل بالفاتحة وبرأه الله سبحانه وتعالى وأخذوا جـُعلهم الذي اشترطوه أجاز النبي صلى الله عليه وسلم لهم هذا . فدل على أن هذه السورة إذا قرأت على المريض فإنه الأصل فيها أنها تكون مبرئة له من المرض، لكن قد تكون هناك موانع تمنع من ذلك الشخص أو فيمن يرقيه ومعنى ذلك الأصل في الفاتحة أنها رقية لكن قد يقع موانع إما من الشخص الذي يرقي وإما من الشخص الذي يُرقى عليه.
/  أيضاً من العلوم المرتبطة بهذه السورة عدد آياتها ووقع الاتفاق على ان آياتها سبع، وهناك من شذّ في أنها ثمان أو ست لكن هذه الأقوال شاذّه لا يُعتد بها والدليل على أنها سبع قول الله سبحانه وتعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ)[سورة الحجر 87]والمراد بها هي الفاتحة كما فسر الرسول صلى الله عليه وسلم.
/ كذلك من علوم هذه السورة موضوعاتها وهذه السورة موضوعها الكلي يمكن أن يقال الموضوع الكلي التوحيد، توحيد الله سبحانه وتعالى هو الذي ابتدأت به السورة،  ولو تأملنا سنجد أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
- القسم ألأول: يتحدث عن الله سبحانه وتعالى بصفاته وأسمائه 
- القسم الثاني: يتحدث عن طلب العبد الهداية والاستعانة من ربه .
- القسم الثالث: يتحدث عن مآل المُنعم عليهم، والمغضوب عليهم، والضآلين فكأنها بيّنت المعبود والطريق المُوصِل إلى المعبود والناس وحالهم مع هذاالطريق المُوصِل إلى المعبود.
/ هناك أيضاً مجموعة من علوم السورة قد لا تكون واردة في هذه السورة مثل سبب النزول، لكن لو مر بنا سورة بها سبب نزول يمكن أن يُحكى سبب نزولها.
/ وكذلك من العلوم التي تذكر: مناسبة السورة لما قبلها.
وبما أن هذه السورة ليس قبلها سورة فإنه لا يصلح أن يُحكى عنها مناسبة لما قبلها.
هذه جملة من أنواع علوم السورة التي في هذه السورة العظيمة لا يكفي في هذا الوقت الذي قضيناه ولكنه مجرد تذكرة للسامعين والسامعات . أسال الله سبحانه وتعالى أن يبارك لي ولكم بهذا الكتاب العظيم .
-----------------
*برنامج هدايات قرآنية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق