الأحد، 30 نوفمبر 2014

من هدايات سورة الغاشية

د.محمد بن عبد العزيز الخضيري


الحمد لله ...
هذه السورة العظيمة سورة مليئة حقيقة بالهدايات ولذلك لن نستوعب هذه الهدايات وإنما نختار منها ما يتناسب مع وقت هذه الحلقة.

  أولاّ: ننظر إلى قول الله عز وجل (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ) هذا من عقوبة الكفار يوم القيامة الذين امضو حياتهم الدنيا باللعب واللهو  وعدم المسؤليه وعدم تذكُر الآخرة يعاقبهم الله عز وجل في الدار الآخرة بأن يكونوا في عمل دائم ونصَب ٍلا ينتهي وذلك لأنهم كفروا بالله عز وجل ولم يقومو بما أمرهم الله عزوجل به من العبادة فإن الله إنما خلقنا لعبادته.
/ الوقفه الثانية:  في قوله عز وجل (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11))
في قوله في وعد أهل الجنة (لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً) دلالة على أن من أعظم النعيم الذي يدركه المؤمنون في الدار الآخرة أن الله عز وجل لا يُسمِعهم أو لا يسمعون في الجنة شيئا من اللغو لا نفسا تلغو ولا كلمة لاغية تؤذيهم بما تتضمنه من المعاني الزائفة والباطلة وهذا يبين أن المؤمن في الدنيا ينبغي له أن يبتعد عن اللغو فلا يكون من اللاغين ولا يجلس مجالس اللغو (وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) هذا ديدن المؤمن وهذا يبين لنا أن المؤمن في عموم حياته جاد ولا يخرج من لسانه الا شيء يتقرب به إلى ربه سبحانه وتعالى.
/  الوقفه الثالثة:  في قول الله عزوجل (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)) هذا دلالة على أن التفكّر في القرآن ميدانٌ فسيح وسبيل إلى الإيمان فإن من تفكّر في هذه الحقائق وهذه الأدلة الكونية لاشك أن ذالك سيُوصله إلى الإيمان بالله عزوجل، وكثير من الناس -مع كل أسف- في قضايا الاعتقاد والقضايا الكُلية يُغلقون رؤسهم ويتبعون آبآءهم ويُسايرون واقعهم دون أن يتفكروا وينظروا ويتدبروا في الأمور من حولهم فمن تفكّر في خلق الله عزوجل ومن تفكّر في هذا الكون دعاه ذلك التفكّر إلى توحيد الله والإيمان به والإيمان باليوم الآخر والإيمان بدعوة الرسل التى جاءت من عند الله عزوجل.
 - الأمر الثاني: في هذه الآيات التفكرية (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) هو أن القرآن جاء سهلآ لمن أراد أن يتفكّرفيه، إن النظر إلى الإبل وإلى السماء وإلى الجبال وإلى الأرض أمر مشترك بين العباد كلهم.
 أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلني وإياكم ممن يتدبرون القرآن ويتفكرون في معانيه ويهتدون بهديه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق