الأحد، 30 نوفمبر 2014

من هدايات سورة اﻷعلى

*د. محمد بن عبد العزيز الخضيري


 سورة الأعلى سورة قريبة لطالما استمعها المصلون في صلوات الجمعة والأعياد وما إلى ذلك من هذه الصلوات يقرؤنها ويحفظونها.

 / نعم هذه السورة سورة عظيمة ومن فضائلها أن المسلم يقرؤها كل ليلة في صلاة الوتر أوفي صلاة الشفع قبل الوتر وذلك لما تضمنته من المعاني الجليلة والهدايات الجميلة.
 / افتتحت هذه السورة بالأمر بالتسبيح (سبح اسم ربك الأعلى) أي نزّه ربك ذاكرا اسمه، ثم وصف الرب سبحانه وتعالى بأنه الأعلى أي الأعلى في أسمائه والأعلى في صفاته والأعلى في ذاته سبحانه وتعالى له العُلو كله، علو الذات وعُلو القدر وعُلو القهر، والمسلم وهو يسبح الله يتذكر عُلو الله فالمخلوق الضعيف له السفول وله صفات النقص والعجز أما الرب سبحانه وتعالى فهو عالٍ على ذلك كله.
/  ثم وصف الرب سبحانه وتعالى نفسه بقوله (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى) ثم قال (سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى (6) إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7)هذا وعد كريم من ربنا العظيم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه سيُقرأ القران فلا ينسى منه شيئا إلا شيئا يُنسيه الله إياه بأن يرفعه من صدره لأنه قد نسخه ولم يُبقه في قلب محمد صلى الله عليه وسلم ولا بين هذه الأمة وهذا ما يُسمى عند العلماء بالمنسوخ تلاوة وحكما.
/  ثم قال (وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى) هذا وعد كريم آخر من الرب العظيم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن الله سيُيسره لليسرى فدين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يُسر..دين سهل في فهمِه..في معتقداته..في أعماله..في جميع أحواله بل إنه لا يهدينا الا لما فيه يسر وسهولة وإن بدا للناس أنه مُخالف لأهوائهم وشهو اتهم فليعلموا أن اليسر والسهولة والسماحة فيما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وما تضمنه دين الله جل علا .
ربنا سبحانه وتعالى يأمرنا بالصوم ،، هذا الصوم في ظاهره مشقه لكنه في الحقيقة صحة وقوة وعزم ورحمة للمؤمنين جميعا ألا تلاحظون أن المؤمن إذا صام رقّ على الضعفاء وانكسرت نفسه وعرف قدر نعمة ربه عليه وصحّ بدنه وحصل له بسبب ذلك الصوم أمور كثيرة جداً تدلنا على أن الله لا يأمرنا بشي إلا هو يسر.
 ألا ترون أن الرب سبحانه وتعالى يأمرنا بالأمر ثم يعذرنا في أحوال معينة إذا لم نفعله كأن نكون عاجزين عن فعله أو هناك موانع قامت لعدم فعله؟! يؤمر الانسان بالقيام بالصلاة فإذا كان مريضا صلى وهو جالس وإذا كان لا يستطيع الجلوس صلى وهو مضطجع على جنبه، هذا كله من تيسير الله سبحانه وتعالى لهذا الدين الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم .
ألا ترون أن عقائد هذا الدين كُلها يسر يفهمها الصغير والكبير .. والذكر والأنثى .. والمتعلم والجاهل ،أكاد أقول بقدرٍواحد نحن نفهم أن الرب سبحانه وتعالى واحد، ونفهم أنه لا يُعبد الا الله، ونفهم أن محمد رسول الله، ونفهم أن الملائكة خلْقٌ من خلقِ الله وهذه هي عقائد المسلم التى يؤمن بها يعلمها الصغير والكبير والذكر والأنثي والحر والعبد والعالِم والجاهل كلهم بيسر وسهولة ومن دون تعقيد ومن دون صعوبة أو مشقة وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده.
 أسأل الله سبحانه وتعالى أن يُيسر أمورنا وأن يعيننا على فهم ديننا . وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
_________________
*من بـ (هدايات قرآنية)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق