د.محمد بن عبد العزيز الخضيري
هذه السورة العظيمة تتحدث عن قصة أصحاب الأخدود وما فيها من العِظات والعِبر وهي قصة طويلة لولا ضيق المقام لتحدثنا عنها ومشهورة أيضا.
هذه السورة العظيمة تتحدث عن قصة أصحاب الأخدود وما فيها من العِظات والعِبر وهي قصة طويلة لولا ضيق المقام لتحدثنا عنها ومشهورة أيضا.
ذكر الله سبحانه وتعالى فيها أن هؤلاء القوم الذين فعلوا ما فعلوا بالمؤمنين سينالوا جزاءهم في الدار الآخرة قال: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} نعم أحرقوا المؤمنين..آذوهم ..عذبوهم ..فعلوا بهم ما يستطيعون من عذاب الدنيا لكن مآلهم وجزاءهم عند الله في نارتلظى.
من الوقفات العظيمة في هذه السورة الكريمة:
/ قوله《وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ》
تأملوا عباد الله إن الكفارينقمون منا لا لشئ إلا ﻷجل إيماننا بالله، إن الكفاريسعون في فسادنا وخبالنا وخراب ديارنا وفساد أمورنا جميعا ﻷجل ديننا فلنتذكر أن الله حبانا بهذا الدين وأن أعداءنا لن يتركونا مادمنا عليه قال الله عزوجل {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} هذاكلام ربنا الذي يعلم حقائق الأمور وخفاياها ونحن لا نعلمها ولكن الله سبحانه وتعالى يخبرنا عنها فيجب علينا أن نأخذ بها وألّا نستهين بما يحدثنا به ربنا سبحانه وتعالى.
/ ثم في قول الله عز وجل في التعقيب على هذه القصة وهي قصة أصحاب الأخدود الذين أحرقوا المؤمنين بالنار لأجل إيمانهم بالله (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) هذا تخويف من بطش الله سبحانه وتعالى إذا بطش بأحد إن أخذه أليم شديد فهو إذا بطش وأخذ الظالم أخذه أخذا شديدا لم يُفلته معه فليحذرالمؤمن أن يتقحم معاصي الله أو يستخف بأوامر الله فإن الله سبحانه وتعالى يُمهِل ولا يُهمل.
/ ثم قال {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ*وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} هذان الاسمان الكريمان وهما (الغفور- الودود) جاءا في التعقيب على هذه القصة ليُبين الله لنا أن من وقع في شيء من المعاصي أوفعل شيئا من المُوبقات أو استحلّ شيئا من المحرمات أو آذى المؤمنين فإنه مادامت روحه في بدنه فله فرصة في التوبة .
وتأملوا هذه الآية وهي قوله سبحانه وتعالى {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا}
تأملوا (فتنوا) أي احرقوالمؤمنين والمؤمنات أحرقوهم بالنيران فلم يُبقوا منهم أحدا، لم يقل {فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} إلا بعد أن استثنى أواستدرك ثم قال (ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا) ومعنى ذلك أنهم إذا تابوا تاب الله عليهم.
فهذه فرصة لي وفرصة لك يا عبد الله متى وقعت في شيء من محارم الله، وقعت في شيء من معاصي الله فإنك إذا تبت تاب الله عليك (إن الله ليبسط يده في الليل ليتوب مُسئ النهار ويبسط يده في النهار ليتوب مُسئ الليل) .
/ ثم نختم هذه اللفتات بقوله (فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ)
هذا وصف لربنا لا يمكن أن يكون عند أحد من عباده وهو أن الله "فعّال" أي يفعل كل شئ يريده.
نحن العباد نريد أشيا كثيرة لكننا قد نفعلها وقد لا نستطيع فعلها، ونفعل أشياء كثيرة ولكن قد نكون أردناها وقد لا نكون أردناها.
الرب سبحانه وتعالى وحده هوالذي إذا أراد شيئا فعله لا يُعجزه شيء ولا يمنعه أحد ولا يستطيع أحد أن يحول بين الله وبين ما يفعل بخلافنا نحن وهذا من كمال ووصف الرب سبحانه وتعالى فإنه فعّال أي يفعل كل شي يريده سبحانه وتعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق