أيها المباركون : في هذه الدروس في تفسير القرآن العظيم نفيئ معكم إلى قول الله جل وعلا : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)
وسنجعل من هذه الآية المباركة طريقاً إلى فقه مسائل حول الجن والإنس .
فنقول :
أما المعنى المراد من الآية فهو ظاهر ، فالآية صريحة الدلالة على أن الله ما خلق الخلق إلا ليعبدوه ، يُفرِدوه جل وعلا بالعبادة ويُوحِدوه ، لم يخلقهم ليستكثر بهم من قِلة ولا ليستنصر بهم من ذلة قال : (مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ).
بعد هذا نقول سنتكلم على وجه المقارنة ونحن ننوع في طرائق التفسير حتى يكون هذا أقرب للمُتلقي ، سنعقد أشبه بالمقارنة مابين هذين الخلقين العظيمين .
/ سمّى الله تبارك وتعالى الجن و الإنس بالثقلين .. قال تعالى : (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ) الجانّ أسبقُ من خلق الإنس ، الدليل من القرآن : (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ) أي من قبل أن نخلق الإنس .
خلَقَ الله جل وعلا الجان من نار كما في صريح الآية ، وخلق الله جل وعلا الإنس من طين من قبضة قُبِضَت من الأرض .
/ جعل الله جل وعلا للجن قدرة على أن ترى بني آدم ، ولم يجعل لبني آدم قدرة على أن ترى الجن ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ ) قال بعض أهل العلم : إن الجن المؤمنين يوم القيامة إذا دخلوا الجنة يدخلونها لكن الإنس يرونهم وهم لايرون الإنس وهذا دليل عقلي محض لا دليل من النقل يعضده ولا يؤيده وإنما نذكره لوجوده لا لإثباته لكن نقول نذكره ثم نبيّن أنه لايصح، يصح نقلاً يعني منقول عن بعض الأئمة لكنه غير صحيح واقعاً لأنه قول بالغيب والغيب صعبٌ الحديث عنه إلا بنقلٍ وأثرٍ صحيح .. هذه مسألة .
/ كتب الله جل وعلا لأهل الإنس -لبعض أهل الإنس- أن يؤمنوا وكتب الله جل وعلا لبعض الجن أن يؤمنوا .. قال تعالى : ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا) فهذا من دلائل إيمانهم (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) إلى آخر الآيات في سورة الأحقاف ، والمقصود أن الجن يكون منهم المؤمنين ويكون كذلك من الإنس مؤمنين .. هذا أمر .
الأمر كذلك : كتب الله جل وعلا الفناء والموت على الجن والإنس قال صلى الله عليه وسلم : (أعوذ بعزتك أنت الحي لا إله إلا أنت الحي الذي لايموت والجن والإنس يموتون) .
/ دلّ ظاهر القرآن على أن الجن أقوى بدناً ولهذا قُدِّموا في مواطن القوة (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)
/ ودلَّ ظاهر القرآن على أن الإنس أعظم بياناً ولهذا قُدِّموا في موضع البيان ، قال الله جل وعلا في الإسراء : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) .
/ الجان يُنسبون إلى إبليس قال الله جل وعلا : (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي) والإنس يُنسَبون إلى أبيهم آدم ، خاطبنا الله جل وعلا بذلك في القرآن ، قال الله جل وعلا : (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) وهناك آيات أُخر على هذا الضرب .
/ الجان منهم من حظي بسماع القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُسمَون جان نيصبين أي أنهم جاءوا من قرية يقال لها نيصبين .
/ الجان لديهم القدرة على التشكّل ولم يُعطي الله الإنس القدرة على التشكل إنما أعطاها الجان ولم يعطها الإنس، وهم أنواع منهم من يرحلون ويضعنون ومنهم من يكونون على هيئة حيايا ، والعرب تزعم في أساطيرها وعندما نقول في أساطيرها لا ننفيه ولا نثبته فيقولون -وهذا قبل الإسلام- عن بني سهم -بني سهم قبيلة من قريش- يزعمون أن شاباً من الجن طلب من أمه أن يخرج ليطوف بالبيت فأمه خافت عليه فتيان الإنس لكنه أصرّ فجاء في هيئة إنسي فألبسته أمه أفاخر الثياب ودخل المسجد ليطوف فلما خرج -فيما تزعم العرب- رآه رجل من بني سهم -هذا قبل البعثة- فتلاحيا فقتله فلما تلاحيا وقتله يعني مات الجني .. قلنا الجني تحكمه الصورة ومات ما أصبحت بنو سهم إلا وأكثر من سبعين من ساداتها ورجالها قد ماتوا فعرفوا أن المقتول البارحة هو جني فأخذوا غلمانهم وعبيدهم ومواليهم وصعدوا جبال مكة لا يتركون حجرا ولا شجراً ولا صخرةً إلا يرفعونها ويقتلون ماتحتها من الحيايا والثعابين وغير ذلك يمكثون على هذا ثلاثة أيام، قالوا فإذا بمنادٍ ينادي في أهل مكة : يامعشر قريش ادخلوا بيننا وبين بني سهم فقد قتلوا منا أضعاف ما قتلنا منهم ، فقالوا أن بعض أندية قريش أي بعض قبائلها ذهبوا إلى بني سهم وحذروهم مغبة صنيعهم هذا ، ثم سُمُّوا بني سهم بإسم لا يحضرني الساعة هذا من القراءات القديمة سُمُّوا بشيء يتكلم كيف انهم استطاعوا أن يقاتلوا الجن.
هذا الأمر قلنا يُدرَس في عالم الأدب في باب الأساطير ، قد يكون له أصل .. ربما ، لكن أنا أريد أن أصنع لديك الخلفية العامة لأن الجن يعتمدون على هذه الخلفية التي يُشيعونها بين الناس ، ولهذا قال الله جل وعلا : (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا ) .
وقد كانوا يشيعون في الناس انهم يعلمون الغيب فلهذا مات سليمان عليه السلام بقدر الله متكئاً على عصاه ومكث عاماً دون أن تلحظ الجن هذا ، وهذا أثبته الله جل وعلا في القرآن ( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ ) أي سقط ( تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِين).
ذكر الله جل وعلا أدباً لهم مع نبيّيهم ومع ربهم ، فأما أدبهم مع نبيّهم عليه الصلاة والسلام فإن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أنه لما قرأ سورة الرحمن على الجان،على مؤمني الجان كان إذا قرآ (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) يقول المؤمنون من الجن : لا نكذب بأيٍّ من آلاء ربنا ، والأمر الثاني دل عليه القرآن قال الله جل وعلا عنهم : (وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا) فلما ذكروا الخير في تالي الآية نسبوه إلى الله جل وعلا ( أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ) ولما ذكروا غير الخير نسبوه إلى مالم يسمى فاعله قالوا : (وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ ) وهم يعلمون أن الأمر في كلا الحالين أنه لله لكن قالوه تأدباً مع الله تبارك وتعالى.
/ تقول العرب في كلامها أن الجن يخشى الذئب ويقولون عن الذئب ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى المطايا فهو يقظان نايم ، ويقولون كذلك على أنهم يحبون أن يوقدوا النار ، وقد قالت العرب :
أتوا ناري فقلت منون أنتم ** فقالوا الجن قلت عِمُوا ظلاما
في اتصال الجن بالإنس إذا أراد الله بقاء أمر لا يجعل لأحد الفريقين غَلَبة على الآخر لأنه إذا حصلت الغلبة انتفى الآخرين ، فبقدرته جل وعلا لم يجعل للإنس قدرة يُفنى بها الجان ، ولم يجعل للجان قدرة يُفنون بها الإنس حتى يبقى النوعان حتى يبقى الجنسان حتى يبقى الثقلان ، وهذا حتى في الحق والباطل الله تبارك وتعالى يقول : ( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ) ويقول : ( وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ) لو لم تقع هذه المداولة لأصبح الناس شيئاً واحداً تأتي أمة وتفني الأمم كلها ، حتى من يُظَن أنه لا يُغلب يؤتى من نفسه فيُغلَب وإلا كما يقول ابن الأثير -رحمه الله- من رأى سيرة التتار وما فعلوه في العالم مسلمين وغير مسلمين يعني التتار لم يكونوا يقاتلون ديناً إنما كانوا يقاتلون لمجرد القتل حتى مما ذكره العلماء من المقارنة العجيبة عنهم أن الدجال وهو الدجال وهو أعظم فتنة انما يقتل من؟ يقتل من خالفه ، ومن لم يخالفه ديانةً يُبقيه ، أما التتار خرجوا لا يُبقون أحداً ولا يدعُون إلى شيء حتى توافقهم فيُبقوك أو تخالفهم فيقتلوك ، لا يدعُون إلى شيء ، يأتون للمرأة الحامل فيبقرون بطنها ويقتلون وليدها لمجرد القتل ، وفرعون وهو فرعون لما قتل أبقى على النساء حتى يخدمون، حتى يستلذ بهن، حتى يجامعهن رجاله ، لكن هؤلاء لا يُبقون لا على فتىً ولا على غلام ولا على امرأة ولا على أحد ما تركوا أحداً إلا قتلوه مسلماً أو غير مسلم ، فمن كان معاصراً لهم ودوَّن التاريخ يومئذ كان يظن أنه لا يمكن أن يبقى أحد مع وجود هؤلاء ، ومع ذلك كتب الله أن تنتهي، أن ينتهي هذا الأمر ، هذا كله مجراه في الحديث سنن الله جل وعلا في المداولة ولهذا حتى الأئمة عندما يدعو أحدهم، يعني تسمع في بعض الأدعية في رمضان الدعاء على النصارى أو على اليهود بالفناء الكامل وهذا سؤال الله مالم يكن، ما أخبر الله أنه لن يقع : (لا تقوم الساعة إلا والروم أكثر الناس) ، فعندما تقول وترجو الإجابة أن يُهلك الله جميع الكفرة يعني سيصبح الناس لا يوجد إلا دين الإسلام وهذا لم يخبر الله به ولن يقع وسيبقى الناس في صراع بين الحق والباطل حتى تقوم الساعة ، وبقاء الأنواع وهذا كله من سُنن الله جل وعلا في خلقه ، فمعرفة سُنن الله جل وعلا في خلقه لِمَ خلق الله الثِقَلين ؟ لمَ هذا الأمور في المعتقدات ؟ لمَ هذا الاضطراب ؟ هذه كلها حتى تقوم عليها الحياة وحتى تمضي سنّة الابتلاء حتى يُجمع الجميع بين يدي ربهم جل وعلا ، قال الله جل وعلا : (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) فإن لم يكن نزاع في الدنيا لن يكون هناك اختصام يوم القيامة بين يدي الله ، فهذه السنن ماضية لا يمكن أن تُترك ولا يعجَل الله جل وعلا لعجلة أحدٍ من خلقه.
/ في زماننا هذا كثُر -عياذاً بالله- السحر ولجوء الناس إلى الجان -على ما نسمع ويُحكى لنا- وهذا بلا شك السحر كفر والله جل وعلا قال : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ) وأكثر ما يقع سحر التفريق بين الرجل والمرأة ولكن الله قال وقوله الحق : ( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّه ) والإنسان إذا توكل على الله جل وعلا كفاه.
يعني ومما ينفع في هذا أن يذهب الإنسان إلى مكة فيأتي الحِجر- والحِجر من الكعبة- والله جل وعلا يقول : (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ) فلو أن مبتلى بشيء من هذا ذهب إلى الكعبة، ذهب إلى الحِجر ثم قال -يقول في مكة يقول في غيرها- لكن الأخذ بالأسباب جميعاً : اللهم إنك قلت وقولك الحق : (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ) فاللهم أقمني مما أنا فيه أقل عثرتي جنبني سَحَرة الجن والإنس . يرجى إن شاء الله جل وعلا أن يفُك الله جل وعلا ما فيه .. هذا ظاهر القرآن .
نعود لما نحن فيه أن القضية خلق الله جل وعلا الثَقَلين وهو غنيًّ عنهم قال تبارك وتعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)
وأخبر جل وعلا أنهم يُحشَرون يوم القيامة بين يديه ، وأن كل من تولى أحداً في غير الله يتبرأ من خليله يتبرأ ممن تولاه .
الذي يفرُق بين الثَّقَلين وبين الملائكة أن الملائكة تجتمع مع الجان -بالنسبة لنا- أننا لا نراهم لكن الملائكة غير مُكلفين في حين أن الجان مُكلفون ، وأهل العلم يقولون أن الملائكة لا تحكمهم الصورة في حين أن الجان تحكمهم الصورة ، وقد مر معنا ومعكم أظن في دروس العام الماضي وفي غيرها حديث أبي سعيد الخدري في المُوطأ أن رجلاً من الأنصار دخل على أبي سعيد فوجده يصلي فجلس ينتظر ، فبينما هو ينتظر إذا بحيّة في عراجين الدار فهمَّ الرجل بأن يقتلها فأشار إليه أبوسعيد رضي الله عنه أن تريَّث -يعني اجلس مكانك- فلما فرغ أبوسعيد من صلاته أخذ الرجل بيده وأخرجه ثم أشار إلى بيت غير بعيد فقال : أترى ذلك البيت ؟ قال : نعم ، قال : إنه كان لرجلٍ لشابٍ منا معشر الأنصار فلما كان يوم الخندق -يوم الأحزاب- كان الفتى حديث عهد بعرس فاستأذن .. كان يستأذن الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُمسي في بيته لأنه حديث عهد بزواج فيأذن له ، فذات يوم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ معك سلاحك فإني أخشى عليك بني قريظة ، فأخذ سلاحه ورجع، فلما رجع إذا به يفاجأ أن عرسه -زوجه- خارج الدار أدركته الغيرة أخرج سيفه فأشارت إليه أن ادخل ماذا تتعجل لا تعجل عليّ فدخل الدار فإذا بحيّةٍ على فراشهم مطوية ، قال أبوسعيد : فضربها الفتى فلا يُدرى أيهما أسبق موتاً الحيّة أم الفتى ، ماتا في وقت واحد فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن بالمدينة إخوان لكم من الجن فإذا رأيتم مثل هذا فحرجوا عليه ثلاثاً) . موضع الشاهد منه أن هذه الحية كانت جانّ ، هي جان على هيئة حيَّة فلما قتلها ربما طُعن هو ممن أحد له بها أو هي طعنته وطعنها في وقتٍ واحد ، والمقصود إثبات ما ذهب إليه أهل العلم من أن الجانّ تحكمهم الصورة .
الذي ينبغي أن تعلمه -وهو به نختم- أن الملائكة والجان والإنس كلهم مخلوقون لله فمهما قلنا في مدح مَلَك أو في مدح نبي أو في مدح أحدٍ من صالح الجن أو في ذم أحد يبقى العبدُ عبدٌ والربُّ ربٌّ ولا رب غيره ولا إله سواه ، آمنا به وتوكلنا عليه والحمدلله رب العالمين.
________________________________________
شكر الله للأخت (***) على تفريغها للحلقة وجزاها عني كل خير.
________________________________________
شكر الله للأخت (***) على تفريغها للحلقة وجزاها عني كل خير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق