الخميس، 29 أغسطس 2013

معالم السعادة في سورة (طه)


/ معالم السعادة جمعتها سورة (طه) في خمسة أمور :

أولا : القرآن (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) وفي الآية الأخرى يقول الله -سبحانه وتعالى- (كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا*مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا) قال (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا) إذا القرآن ، السعادة كل السعادة في القرآن ، ما قُرئ في مصيبة إلا فرجها ، ولا في ضيق إلا وسعه ، ولا في كربة إلا تلاشت. واذكر كنا في مؤتمر تدبر كان من أجمل الأبحاث التي قُدمت بحث للد.فوزية الخليفي اسمه (كيفية مواجهة الصدمات في ضوء قصة مريم -عليها الصلاة والسلام- ) إذا أولا القرآن.
ثانيا : الذكر ، العبادة والذكر سبب السعادة لذلك قال الله (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي) (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا*وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا*إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا) إذا السعادة في ذكر الله .
ثالثا : عدم التطلع لدنيا الآخرين ، فمن يتطلع لدنيا الآخرين يشقى ولذلك قال الله في سورة طه (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) لا تتطلع لدنيا الآخرين ، اشتغل بدنياك عن دنيا الآخرين واحمد الله على ما آتاك ، ترى عندك خير عظيم ، مُعافى في بدنك ، آمنا في سربك ، عندك قوت يومك أصبحت ملك في هذه الحياة . جاء رجل إلى ابن عباس قال : يا ابن عباس ادع لي فإني مُبتلى ، قال : أتشكو من مرض ؟ قال : لا ، قال : عندك بيت ؟ قال : نعم ، قال : عندك زوجة؟ قال : نعم ، قال : وعندي خادم ، قال : إذا أنت ملك علاما تشتكي ؟! . حقيقة لا تتطلع إلى دنيا الآخرين فتشقى.
رابعا : الموازنة بين الفاني والباقي ، وازن بين الدنيا والآخرة ، لذلك قال الله في القرآن (وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) وقال (وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) أعظم رزق أن تكون قريبا من الله ، قال بعض السلف : إنّا في جنة لو يعلم عليها الملوك وأبناء الملوك لنازعونا عليها بالسيوف . "في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة" . هذا الرابع .
الخامس من أسباب السعادة : تأمل مواعظ قصة آدم وإبليس الذي قال الله في بدايتها (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى*إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى*وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى) القضية أن من أسباب السعادة التأمل في قصة آدم مع إبليس لأن الحزن كله من الشيطان (لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ) إذا الحزن من الشيطان فمباشرة استعذ بالله من الشيطان الرجيم.
من أسباب السعادة : أن تُشغل نفسك بأمر نافع .
 الشخصية في ضوء القرآن الكريم شخصية سعيدة ، تسعد بالقرآن (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) ، تسعد بالعبادة قال الله تعالى (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) ، تسعد لأنها لا تتطلع إلى دنيا الآخرين ، تسعد لأنها تقارن بين الباقي والفاني.
--------------------------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق