الاثنين، 3 يونيو 2013

المجلس التدبري حول الجزءين الحادي والعشرون والثاني والعشرون

أ.ضحى


 - الجزء الحادي والعشرون :

 / إذا أراد الله بالعبد خيراً أشهده مقامين:
 مقام مجاهدة النفس بالمحاسبة .
 ومقام الصبر عن المعصية
 (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) هذا سفيان الثوري - رحمه الله -يقول : " جاهدت نفسي عشرين سنة لقيام الليل,فتنعّمتُ فيها عشرين أخرى" فلن تستقيم نفس حتى تُحاسب. 

/ {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَايُوقِنُونَ} وهذا مما يدل على أن كل مؤمن موقن , رزين العقل , يسهل عليه الصبر , وكل ضعيف اليقين , ضعيف العقل خفيفه , يصعب عليه الصبر . [السعدي- رحمه الله-] . وهذه جاءت في آخر سورة الروم .. وكانت بداية سورة الروم بشارة ونبوءة ووعد وختمت بهذه الآية.. فأنا أقول لنفسي ولأخواتي من طالبات العلم والدعاة ومن يجابهون المنكر أن نعي هذه الآية  "فاصبر" لأننا نحتاج إلى الصبر "إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ" فنحن قد وعدنا وعداً حقاً يجب أن ننظر إلى هذا الوعد وأن يكون هدفنا .

/ { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ } [لقمان] . أي: مشقة على مشقة، فلا تزال تلاقي المشاق، من حين يكون نطفة، من الوحم، والمرض، والضعف، والثقل، وتغير الحال، ثم وجع الولادة، ذلك الوجع الشديد ثم { فِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ } وهو ملازم لحضانة أمه وكفالتها ورضاعها، أفما يحسن بمن تحمل على ولده هذه الشدائد مع شدة الحب أن يؤكد على ولده، ويوصي إليه بتمام الإحسان إليه ؟ [السعدي- رحمه الله] .


- الجزء الثاني والعشرون :

/ {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا} إن العبد كلما كملت نعمة الله عليه ينبغي له أن تكون طاعته له أكمل ، وشكره له أتم ، ومعصيته له أقبح . وشدة العقوبة تابعة لقبح المعصية ، ولهذا كان أشد الناس عذابًا يوم القيامة عالمًا لم ينفعه الله بعلمه . [بدائع التفسير - باختصار-] .

/ " وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا.... " ذكر ابن العربي من معاني الفضل في هذه الآية : حسن الصوت ، وقال : " والأصوات الحسنة نعمة من الله تعالى ، وزيادة في الخَلْقِ ومنّة . وأحق ما لُبِّست هذه الحلة النفيسة والموهبة الكريمة كتاب الله ، فَنِعم الله إذا صرفت في الطاعة فقد قضي بها حق النعمة ". [أحكام القرآن لابن العربي] .

/ " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ " عن ابن مسعود : كفى بخشية الله تعالى علماً وبالاغترار جهلاً . وعن علي رضي الله عنه قال : "إن الفقيه حق الفقيه من لم يُقنط الناس من رحمة الله ، ولم يُرخص لهم في معاصي الله تعالى ، ولم يُؤمنّهم من عذاب الله ، ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره ،إنه لا خير في عبادة لا علم فيها ، ولا علم لا فقه فيه ، ولا قراءة لا تدبر فيها" . [الجامع لأحكام القرآن]

/ كم يعيش من تدبر هذه الآية في راحة وطمأنية ورضا بما كتب الله له.. { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }

/ تدبري هذه الآية.. {قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِى يَعْلَمُونَ (٢٦) بِمَا غَفَر لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ المُكْرَمِينَ} أعظم أمنيات الداعية الصادق تحقيق السعادة للمدعوين .
 قال قتادة: لا تلقى المؤمن إلا ناصحًا، لا تلقاه غاشًا؛ لمَّا عاين ما عاين من كرامة الله تمنى على الله أن يعلم قومه ما عاين من كرامة الله له.
----------------
 @afag-Tadabor
 #مجالس_المتدبرين 
 فيس بوك : حلقة آفاق التدبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق