د.صلاح الخالدي
لماذا قال الله تعالى في قصة سيدنا صالح : (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)
بينما قال في قصة سيدنا شعيب : (وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)
فلماذا حذفت التاء في الأولى وظهرت في الأخرى ؟
الجواب :
سياق الآيات الأولى استدعى تذكير الفعل ; لأن الله تعالى يقول فيها : {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ*وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [هود 66-67] ، السياق هنا استدعى التذكير لماذا ؟
-لأن الله تعالى قال : " بِرَحْمَةٍ مِّنَّا" ، "وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ" ، والخزي مذكر ، فذكر الفعل " -اخذ- الذين ظلموا الصيحة ..."
لأن الخزي قبله مذكر ، ليتناسب تذكير الفعل "أخذ" مع تذكير "الخزي" قبله .
أما الآية الثانية فإن السياق فيها استدعى تأنيث الفعل "أخذت" قال تعالى :
{وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ} [هود 94] فلم يذكر الخزي في قصة مدين إنما ذكرت الرحمة فقط والرحمة مؤنثاً تأنث الفعل ليتناسب مع تأنيث الرحمة قبله ، أي أخذ الفعل التأنيث من الرحمة المذكورة قبله ، بينما هناك أخذ التذكير من الخزي المذكور قبله .
-وهناك حكمة أخرى لتأنيث الفعل "أخذت" في قصة مدين لأن مدين لهم اسم اخر وهو "أصحاب الأيكة" فالأيكة مؤنثة ولذلك قال "أخذت" ليتناسب تأنيث الفعل مع تأنيث "الأيكة" ومعنى الأيكة : الغابة كثيفة الاشجار، وهذا يسمى فقه التوازنات في كلمات القرآن (توازن الكلمة مع سياقها في الاية) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق