السبت، 27 أبريل 2013

فائدة مهمة لطالب علم التفسير



قال تعالى (لّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا)
الذي يتبادر للذهن هنا أن المقصود بالـ"برد" هنا هو البرد المعروف وأن الهواء البارد يعتبر وجه من أوجه النعيم كما في قوله سبحانه وتعالى وهو يتحدث عن ما فيه أهل النار من عذاب قال (لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ) بدليل أن الظل في الحر يعتبر من النعيم لكن في بعض كتب التفسير قالوا (لّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا) قالوا : نوما ، فمن يقرأ هذا يقول هل المقصود بـ"البرد" هنا النوم أو المقصود به البرد المعروف؟ .
/ مثل هذا يعتبر من الموضوعات المهمة التي ينبغي لمن يقرأ في كتب التفسير أن يُراعيها، أولا : ينظر إلى صحة هذا المعنى من جهة اللغة ، لأن القضية لغوية ، وهذا موجود في لغة العرب أن تُسمي العرب البرد نوما لأنه يسبب البرد فالإنسان إذا نام كما يقول أو جعفر النحّاس : "إنما سُمّي البرد نوما لأنه يُبرِّد الجسم" . أيضا هناك شواهد شعرية مثل قول الشاعر :
بردت مراشفها علي فصدني ** عنها وعن قُبلاتها البرد  
فما دامت صحت من جهة اللغة ننظر السياق .
يقولون : منع البرد البرد . 
نعم . ننظر إلى السياق إذا قلنا لا يذوقون فيها نوما ولا شرابا هل بالفعل أهل النار لا يذوقون النوم ؟ نقول : نعم ، فالسياق لا يأبى هذا المعنى . فيبقى معنا قضية تقديم الأولى ، أيهما أشهر في الإطلاق هل هو البرد بمعنى الهواء البارد أو البرد بمعنى النوم ؟
فنجد أن الإطلاق الأشهر والأعم هو أن البرد بمعنى الهواء البارد فنقول هذا مُقدم في المعنى ، ولا يعني ذلك أن المعنى الثاني ليس بصحيح على إطلاقه ، لا نقول صحيح لو فُسر به لعُدّ معنى صحيحا لكن هذا هو المقدم .
فهذه فائدة مهمة لطالب علم التفسير فإذا وجد في القرآن الكريم لفظة لها أكثر من معنى ، لها معنى مشهور معروف عند العرب ، ولها معنى لكنه نادر وقليل مثل هذه اللفظة قليل من يُسمي النوم بردا لكن الغالب من العرب يُسمّون الهواء البارد بردا ، فإذا وجد مثل هذه اللفظة في القرآن الكريم فإنه يحمل اللفظة على المعنى المشهور المعروف المستفيض عند العرب ولا يحمله على المعنى النادر ، الشاذ . هذه فائدة مهمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق