السبت، 16 مارس 2013

مقدمة سورة فاطر - وحدانية واختصاص-



السورة فيها ثلاث أساسيات ذكرها الله -سبحانه وتعالى- :
 - انفراده بالخلق (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).
- وذكره واختصاصه بالرحمة (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ) .
- واختصاصه -سبحانه وتعالى- بالرزق (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ)
هذه مقدمة السورة ، ثلاث أساسيات : أنه هو الذي اختص نفسه بالخلق واختص نفسه بالرحمة فهو الذي يؤتيها من يشاء ويصرفها عمن يشاء واختص نفسه بالرزق فهو الذي يرزق من يشاء، هذه مقدمة السورة وهي ثلاث آيات فيها هذه الأشياء وهي وحدانية واختصاص لله -سبحانه وتعالى- لا يُشاركه فيها غيره.
د. الشهري: الرزق على سبيل المثال لا يرزق أحدٌ أحداً إلا بإذنه حتى الشخص الذي ينفق على غيره فإنما هو يرزقه مما رزقه الله -سبحانه وتعالى- ولذلك حتى في أول سورة البقرة وفي غيرها (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).
 أذكر بالمناسبة قوله (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ) تكلم عنها سيد قطب كلاماً رائعاً جداً في "في ظلال القرآن، من وجهة نظري تفسيره لسورة فاطر من أروع التفاسير.
 د. القاسم: ولا تستطيع أن تُعبر عنه ،يحتاج إلى قراءة تأمل في أن الرحمة حينما يعطيها الله الإنسان قد تكون في ضيق وتكون رحمة كما قال أهل الكهف (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته) ، ولما ألقي ابراهيم في النار صارت برداً وسلاماً عليه ، وقد يكون الإنسان في نعمة وفي خير ولكنه في ضيق نفسي (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ) .
د. الشهري: وحتى التعبير بالفتح بقوله (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ) فيه دلالة على سعة رحمة الله -سبحانه وتعالى- ، وأيضا قوله (فَلَا مُمْسِكَ لَهَا) يعني أنه حتى في الضيق، في السجن مثلا ، أو في الجبّ، أو في الكهف إذا فتح الله عليك رحمة من رحماته في هذه الأماكن الضيقة فلا ممسك لها.
 د. القاسم: قول ابن تيمية في السجن -سجن القلعة- قال ما يفعل أعدائي بي أنا جنتي وبستاتي في صدري أينما رحت فهي معي لا تفارقني، أنا سجني خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة، فكلها في القلب .
د. الشهري: إذا هذا هو مطلع السورة ذكر الله فيه هذه الثلاث القضايا التي اختص بها الرحمة والرزق والخلق .
---------------------------------
التفسير المباشر / علوم سورة فاطر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق