الجمعة، 15 مارس 2013

(إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)



( مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)
ذكر الله الكلام والعمل لا تكون العزة للمسلم إلا حينما يعمل الصالحات سواء كانت أقوالاً أو أعمالاً ، والأعمال والأقوال تصعد إلى الله -عز وجل- وهذا يدل على علو الله على خلقه -سبحانه وتعالى- والكلام الذي يصعد إلى الله الكلام الطيب، وأعظم الكلام الطيب (لا إله إلا الله) وهذا توحيد الألوهية .
(وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) فإذا كان هناك عمل صالح رفعه الكلم الطيب وهذا ورد عن كثير من السلف وإذا لم يكن عمل صالح فإنه لا يقبل هذا القول لأنه لم يصدقه العمل فهو قول لا دليل عليه وخاصة الفرائض فإذا كان الإنسان يقول كلاماً طيباً ولا يفعل الفرائض التي فرضها الله -عز وجل- دل ذلك على أن القول ليس له مستند، ليس له ما يعززه ويقويه.
 د. الشهري: هذه الحقيقة مسألة مهمة جداً في قضية خلل موجود عند الناس -المسلمين اليوم- في قضية الإيمان والعمل تجد أنه يدّعي الإيمان ولكنه لا يصلي والأدهى من ذلك في رمضان الآن تجد بعضهم إما أنه يصوم ولا يصلي فهو يحتاج إلى تنبيه.
 د. الشهري: توقفنا عند قوله (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) إليه يصعد الكلم الطيب وأعظم الكلم الطيب هي شهادة أن لا إله إلا الله والعمل الصالح يرفعه يعني يرفع ويؤكد ويصدق هذه الكلمة .
د. القاسم: ويقبل القول الطيب إذا كان معه عمل صالح فالذي يقول لا إله إلا الله وهو لا يأتي الفرائض ، لا يصلي مثلاً هذا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" فلا يقبل قوله هذا. 
فالشاهد من ذلك: أنه يجب أن يكون مع القول العمل (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) تتكرر كثيراً، متلازمة لأن القول ناشئ عن القلب، فإذا كان القلب يعتقد هذا القول نشأ عنه ... ولذلك الإيمان عند أهل السنة "قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان" فإذا تخلفت الأركان دل على تخلف وضعف الإيمان. طبعا هناك أقوال أخرى في (وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) الضمير على ماذا يرجع ولكن هذا أظهر الأقوال.
----------------------------------------
من برنامج التفسير المباشر / علوم سورة فاطر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق