الأحد، 18 نوفمبر 2012

الملائكة -٢-



الحمد لله على فضله والصلاة والسلام على خير رسله وأشرف خلقه وبعد :
 كنا تحدثنا في اللقاء الماضي - بحمد الله - عن الملائكة ونُتمّ الحديث عنهم - عليهم السلام - في لقائنا هذا .
/ دلّ القرآن على أن الملائكة موالين لعباد الله الصالحين ومن صور موالاتهم أنهم ينزلون بالبشرى ، وإن كانت البشرى ينزلون بها على هيئتهم إنما دلّ القرآن على أنها تكون مع الأنبياء قال الله - جل وعلا - (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى) وكذلك نجّت لوطا - عليه السلام - ، وجاء في الخبر الصحيح ما سيأتي بإذن الله .
/ كلمة "بشرى " : تسمّى البشارة بشارة لأن الإنسان إذا تلقى خبرا مفرحا يظهر هذا على بشرته - بشرة وجهه - فمن هذا الباب قال بعض أهل اللغة سُمّيت بالبشارة ، والبشارة تحدثنا عنها كثيرا في اللقاءات في الأعوام الماضية لكن نُجمِلها فيما يلي :
- بشرت زكريا بالولد
- وبشرت مريم بعيسى
- وقبلهما بشرا إبراهيم عليه السلام وسارة بإسحاق ، أما إسماعيل عليه السلام فإنه وُلد لتوه أي منذ أن تزوج إبراهيم هاجر ولدت إسماعيل وهو ابنه البِكر لكن سارة كانت لا تلِد فقالت (يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) فأتت الملائكة لإبراهيم - عليه السلام - بالبشارة ، فهذا بعض من البشارات التي حملتها الملائكة لهؤلاء الأنبياء والأصفياء الكرام عليهم السلام .
 / أما السنة : فقد دلّت على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال (إن ملكا لم ينزل إلى الأرض قط استأذن ربه في أن ينزل ويُسلّم عليّ ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ) هذا ما كان من أحوال الملائكة في البشارة مع النبيين وقد مرّ معنا في كثير من اللقاءات تفصيله .
/ تبقى بشارة الملائكة للمؤمنين حال الموت ، الله يقول (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) فإن المؤمن في حالة انقطاعه عن الدنيا وإقباله على الآخرة هو أحوج إلى ما يُثبته فيبعث الله - جل وعلا - رحمة بعباده الصالحين وأوليائه المتقين ، يبعث بعضا من ملائكته المقربين يبشرون ذلك الذي يحتضر وهو مُقبل على الآخرة بألاّ يخاف مما هو قادم عليه وألاّ يحزن على ما قد مضى ويبشره بالجنة ويقول له كما قال الله (نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) .
/ الملائكة دلّ القرآن على أنهم حِسان جدا بدلالة النسوة عن يوسف (مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ) ، وفي القرآن عن جبريل (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) "ذو مرة": أي ذو خِلقة حسنة        وهذا يسوقنا إلى القول أن الله - جل وعلا - آتى الملائكة القدرة على التشكّل فقد جاء جبرائيل - عليه السلام - إلى مريم في صورة رجل تام الخلقة ، وجاءت الملائكة (جبرائيل وإسرافيل وميكال) - على أحد الأقوال - إلى نبي الله إبراهيم في صورة رجال ذوي هيئات فأضافهم ، وجاء الثلاثة أنفسهم إلى نبي الله لوط في صورة شباب حِسان الخلقة فافتُتن بهم قوم لوط ، هذا كله يدلّ على أن الملائكة الكرام آتاهم الله - جل وعلا - القدرة على التشكل .
وهم - وهذا عظيم أن تفقهه - مُحبون للمؤمنين يبحثون عن مواطن الذِكر ومواطن الطُهّر ، مواطن الذِكر مثل هذا - أسأل الله أن يجعله كذلك - ويشمل كل موطن ذِكر تحلّق الناس فيه يذكرون الله تعالى .
ومواطن الطُّهر ذلك أن بعض المواطن - عياذا بالله - مليئة إما بالكلمات البذيئة أو بكؤوس الخمر أو بالغناء وما أشبه ذلك فهذا مُحال أن تأتيها الملائكة والدليل أن الله قال عن جبرائيل ومحمد - عليهما السلام - قال (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى*عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى*عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى) قال بن سعدي وغيره " سدرة المنتهى من أجلّ الأماكن طُهّرا - في السماء السابعة - فالتقى عندها عظيمان طاهران هما محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام والمَلك المُقرّب جبرائيل عليه السلام " فالأماكن الطاهرة هي تطهُر بذكر الله ، تُعرف طهارتها معنى بذكر الله . لكن كذلك أماكن اللهو ليست موطنا لحضور الملائكة فيه فلينظر أحدنا أين يكون مقامه ومكانه وموطنه .
/ كذلك دلّ القرآن على أن هؤلاء الملائكة كما يحتفون بأهل الإيمان في الدنيا يحتفون بهم في الآخرة قال ربنا (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ*سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) هذا عند أبواب الجنة .
/ ثم ينتقل الأمر إلى شيء أرفع وهو أن الملائكة تستأذن على صالحي بني آدم أن يدخلوا عليهم في الجنة ، والذي يظهر أن هذا القول هو معنى قول الله - جل وعلا - (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا) فـ"الملك الكبير" استئذان الملائكة على المؤمنين ، وإنما نال المؤمنون هذا المقام الجليل ، والملك الكبير بما كانوا يسجدونه لله - جل وعلا - من سجدات في الأسحار ، وعلى صوم الهواجر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبر الوالدين وإغاثة الملهوف وبذل الندى وكفّ الأذى ، وكل عمل صالح أتوه، فمن جعل بين عينيه هذا الملك الكبير لم يضره في الدنيا إجهاد بدنه أو نصب وحَزن روحه ، ومن لم يلتفت إلى هذا بشيء - عياذا بالله - غلبت عليه شقوته أو شقيت  طينته فهذا - والعياذ بالله - لن ينال من ذلك الملك الكبير شيئا ، والهِمم تختلف ، فقال الله - جل وعلا - (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا) .
/ مما يعنينا في التأسي بالملائكة أمران :
- الأول : كثرة الذكر
- الثاني : الخشية من الله
فأما كثرة الذكر فإن النبي - عليه الصلاة والسلام - سُئل : أي الذكر أحب إلى الله ؟ قال (ما اصطفى الله لملائكته - سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم - ) وإن كنت الرواية التي أحفظها الآن (سبحان الله وبحمده) "سبحان الله العظيم " جاءت في حديث كلمتان خفيفتان على اللسان ..) في آخر صحيح البخاري . فقال (ما اصطفى الله لملائكته سبحان الله وبحمده ) فذكر الله - جل وعلا - أُنس السرائر ، وحياة الضمائر ، وأقوى الذخائر .
الحالة الثانية : خشيتهم من الله ، وإنما جاءت خشيتهم من الله مع ما فطرهم الله عليه من عظيم علمهم بالله ، وقد قال سلفنا الصالح "إن العبد كلما كان بالله أعرف كان لله أخوف" والملائكة من أعظم الخلق خوفا وخشية من الله قال - عليه الصلاة والسلام - (إن الله إذا أراد أن يتكلم بالوحي أخذت السموات منه رجفة شديدة فإذا سم بذلك أهل السموات صُعقوا فيكون أول من يرفع رأسه جبرائيل - عليه السلام - فإذا رفع رأسه أوحى الله إليه بما شاء فيمُر جبرائيل على كل سماء يسأله خزنتها ماذا قال ربنا يا جبريل ؟ فيقول : قال الحق وهو العلي الكبير) فخشيتهم من الله قال ربنا عنها (وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) وهذه الخشية يجب للمؤمن أن يتأسى بالملائكة فيها وأن تعُظم خشيته من ربه تبارك وتعالى .
/ قلنا في اللقاء الماضي سنُفرد شيئا من الحديث عن جبرائيل وميكال .
جبرائيل وميكال كانا يُكثران القدوم على النبي - عليه الصلاة والسلام - حتى في الرؤيا كان - عليه الصلاة والسلام - يراهما وقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه أخبر الناس بأنه رأى رجلين أيقظاه - في الرؤيا - وطلبا منه أن يمضي معهما فمضى فرأى عليه الصلاة والسلام أحوالا كثيرة ثم سألهما عن تأويل ما راى فأجاباه ، ثم سألهما من أنتما ؟ فقال : أنا جبرائيل وهذا ميكال ) مما رآه - صلى الله عليه وسلم - :
- رأى رجلا يُشدخ بصخر ثم إن الصخر يتفرق ثم يُجمع ثم يُرضّ  به رأسه مرة أخرى ، فلما سأل بعد ذلك قالوا هذا الذي يتثاقل عن الصلاة .
- وراى رجلا يسبح في نهر أحمر مثل الدم وعلى الشاطئ رجل آخر فهذا الذي يسبح يأتيه ويفتح فاه فيُلقمه حجرا فيعود يسبح ثم يعود إليه ، فقال له جبرائيل وميكال هذا آكل الربا .
- ورأى - صلى الله عليه وسلم - نساء ورجالا عراة في تنور ضيق من أدناه واسع من أعلاه وهم يتضاغون فيه فقال له جبرائيل وميكال هؤلاء الزناة والزواني .
- ورأى - صلى الله عليه وسلم - رجلا طِوالا وحوله ولدان كثيرون ، قال له جبرائيل وميكال هذا أبوك إبراهيم والولدان الذين حوله كل مؤمن مات قبل البلوغ . فقال له رجل - كان حاضرا - يارسول الله وأطفال المشركين ؟ فقال عليه الصلاة والسلام وأطفال المشركين .
- ورأى صلى الله عليه وسلم رجلا كريه المنظر وحوله نار يحشُّها فسأل صلى الله عليه وسلم جبرائيل وميكال هذا مالك خازن النار .
- ورأى رجالا في هيئة سيئة ثم ما لبثوا في هيئة سيئة نصفهم ونصفهم حسنة ثم ما لبثوا أن عادو في هيئة حسنة فسأل جبرائيل وميكال فقالوا هؤلاء ممن قال الله فيهم (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ).
 إلى غير ذلك مما جاء في هذه الرؤيا الصحيحة عن رسولنا صلى الله عليه وسلم وكان معه فيها جبريل وميكال عليهما السلام .
/ استطراد : يقول العلماء إن الملائكة لا تحكمهم الصورة وقد بيّنا هذا في دروس وأرجو ألاّ يكون هناك بأس من الإعادة إذ أن الجن تحكمهم الإعادة ، فالجني لو تمثل في أي صورة - وقد آتاه الله القدرة على التشكل - ثم قُتل يموت ، والملائكة لا سلطان لأحد عليهم لكنهم لو تشكلوا فلا يستطيع أحد - بقدر الله ، بأمره - لأن يضرهم فإن الهيئة التي هم عليها لا تحكمهم .
/ وموالاتهم للمؤمنين تتجلى في موقفهم مع سعد بن معاذ - رضي الله عنه وأرضاه - وسعد بن معاذ سيد الأوس ، والأوس والخزرج - كما يُعرف - كانا يسكنان المدينة وهما كانا قد خرجا من اليمن فإن سدّ مأرب لما فُتح (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ) تفرق الناس ، وهذه تعرف فيها أقدار الله فتفرق القوم كل يبحث في جزيرة العرب وما حولها أين يسكنون فقال قائل للأوس والخزرج إن أردتم الراسخات في الوحل ، المطعمات في المحل - النخل - فاذهبوا إلى يثرب فهم خرجوا يريدون النخل ليسوا أهل كتاب لا يعرفون نبي آخر الزمان ولا يعرفون رسولا فسكنوا المدينة ، فكانت اليهود إذا تحاربوا معهم تقول لهم يهود غدا يظهر نبي آخر الزمان فنبيدكم ، فلما ظهر نبينا عليه الصلاة والسلام لم تؤمن به قريش وهي التي ولدته ، ولم تؤمن به اليهود وهي التي أخبرت بخروجه ، آمن به هؤلاء فالهداية حيث يسوقها الله (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ) نعم آمن به ثُلة منهم لكن جُلّ قريش كادوا له - صلى الله عليه وسلم - ، وهؤلاء اليهود قال الله - جل وعلا - عنهم ( وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ) هؤلاء قبِلوا كلام نبينا - صلى الله عليه وسلم - منهم سعد بن معاذ ، والسيادة والسؤدد هذا شيء من الله فإن سعدا لم يكن كبيرا في السن لكنه لما أسلم لم يبقَ أوسي إلا أسلم إلا واحد ثم أسلم بعد ذلك قبل أُحد أو قبل بدر ، وإما لما أعلن إسلامه لم يبقَ أوسي لم يُسلِم لسؤدد سعد في قومه مع أن سعدا يومها لتوه جاوز الثلاثين فلما مات - استشهد - رضي الله عنه نزل من السماء سبعون ألف ملَك يُشيعونه.
ونقول دائما سعدٌ شهد بدرا ، شهد أُحد ، شهد الخندق ومات ، وافاه أجله لكن أي سريرة هذه كانت في قلب سعد جعلت سبعين ألف ملك ينزلون ليشهدوا جنازته !؟
الذي يعرف يقرأ السيرة ، يفقه النصوص ، النصوص محفوظة ، تفتح أي كتاب تقرأ النصّ ، فنحن عندما نقول أن سبعين أف ملك نزلوا لسعد هل هذا يجهله أحد ؟ أنا أعلم من في المسجد أو خارج المسجد يعرف هذا الخبر ، لا يجهله أحد لكن فقه النص أن لسعد أعمالا وسرائر جعلت ذكره يشيع حتى في السموات ، فلما مات حتى أهل السموات لِما شاع عندهم من ذِكره الصالح وعمله الذي كان يُرفع شعروا بفقد سعد فنزلوا يُشاركون في تشييعه ، لأجل ذلك نزل سبعون ألف ملك . فخرج صلى الله عليه وسلم يجُرّ رداءه حتى لا يُحب أن يغلبه أحد في الخير ، لا تُنافسه الملائكة في أنهم يكرمون سعدا أكثر منه ، فخرج - صلى الله عليه وسلم - يجر رداءه ثم دفنه ، بعد الفراغ من الدفن قال - وانظر سُنن الله التي لا تتبدل - فلا يُطلب من أحد سياسي أو عسكري ، إمام أو داعية ، أو رجل أو زوج يأتي للسنن يريد أن يُبدلها ، السنن لا تتبدل ، لا يُغيرها مهما عظُم ، فالله قضى ، حكم أن كل أحد يُضم في القبر ، فهذا ينزل سبعون ألف ملك لكن السنة لا تُبدّل ، قال - صلى الله عليه وسلم - (إن للقبر ضمة لو نجى منها أحد لنجى منها هذا العبد الصالح ) لكن هذا العبد الصالح لم ينجُ منها لأن هذا سُنة كتبها الله - جل وعلا - والله يقول (وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا) لكن لا يعني ذلك أن سعدا عُذب أو ما إلى ذلك هذا لا يقول به عاقل فأتته الضمة ثم فُرج عنه - رضي الله عنه وأرضاه - حتى قال - عليه الصلاة والسلام - (إن عرش الرحمن اهتزّ لصعود روح سعد) - رضي الله عنه - وهذا يُعنى أن الملأ الأعلى يحتفون بأرواح الصالحين ، ورُب رجل في الدنيا لا يعرفه أحد ، لم يظهر على الشاشات ويجهله جيرانه وربما يموت ولا يدري أحد أنه مات ولا يحمل جنازته إلا قليل وترى الناس لا يذكرونه ، بعد أيام ينسونه ، وربما يكون له من الأعمال عند الله ما يحتفي به أهل السموات ويُرفع مقامه ويُمدّ له في قبره مدّ البصر ويرى من رحمة الله ما لا يراه فالأمور كلها سرائر مودعة في القلوب وأعمال صالحة يُتقرب بها إلى علاّم الغيوب . والموفق من وفقه الله ، والحمد لله رب العالمين .          

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق