{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا *قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا *مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا } والصلاة والسلام على خير البشرية وهادي الإنسانية محمد بن عبد الله وآله وصحبه ومن سار على منهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين .
تقدم الحديث عن السور الأولى من قصار المفصل ، تحدثنا عن سورة الضحى ثم تحدثنا عن سورة الشرح ، واليوم نتحدث في سورة التين .
مناسبة السورة لما قبلها : في سورتي الضحى والشرح بيّن الله النِعم على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وفي هذه السورة يبيّن الله تعالى حال المكذبين المنكرين لنِعم الله على البشرية । لقد خلق الله الناس جميعا في أحسن تقويم ولكن أكثر الناس مع كل أسف أبوا إلا أن يكفروا ، أبوا إلا أن يتعدوا حدود الله عز وجل ويتركوا شكر نعمة الله عليهم مع أن الله خلقهم في أحسن تقويم وصورهم في أجمل سورة ، فهم خير هذه الكائنات في خلقتهم وفي حالهم ، وفيما جعله الله لهم ومع ذلك أبوا إلا أن يكذبوه بغير حجة ولا برهان مع كل أسف .
فوائد :
- لا يُقسم الله بالشيء إلا لمنفعته أو لعظمته وقد اجتمعا في هذه السورة.
- من عجائب التين أنه لا يُلقى منه شيء لا لب ولا قشر .
- من العجيب أن التين والزيتون ينبتان في المنطقة التي فيها جبل الطور - الشام - وهذا تناسب بين الآيات .
- أن الجامع بين هذه الأمور الأربعة أن كل واحد من هذه المواطن الثلاثة التي أشير إليها يدل على نبي من أنبياء الله وواحد من أولي العزم من الرسل، فالتين والزيتون منطقة بيت المقدس التي بُعث فيها عيسى عليه الصلاة والسلام ، وطور سينين المنطقة التي بُعث فيها موسى عليه الصلاة والسلام وأوحي إليه فيه ، والبلد الأمين المنطقة التي بُعث فيها فيها سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام .
- أن الله جمع لنا بين نعمتين الأولى هي نعمة الوحي الذي أُنزل على موسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم جميعا وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم . والنعمة الثانية الحسية المادية أن خلقنا الله في أحسن تقويم .
- معظم الناس قد شاهدوا خلق الله لهم في أحسن تقويم ثم رضوا بالدون فكفروا ولم يزكوا أنفسهم فالإنسان بطبعه ظلوم جهول .
- أن النجاة عند الله لا يكون بمجرد الدعاوى وإنما بالإيمان بإذن الله والعمل الصالح بعد رحمة الله ، ورحمة الله إنما تُستدر بالإيمان والعمل الصالح . - الدين في السورة هو الجزاء والحساب .
- علينا أن نرضى بالله تعالى وبكتابه العظيم حكما وهدى ورحمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق