السبت، 29 يونيو 2024

حصاد تدبر الجزء الثامن | خالد أبو شادي

 من سورة الأنعام الآية 111) ) إلى سورة الأعراف الآية (87).


/ ( ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله) إيمانك كان بمشيئة الله وتوفيقه، فهل أدركت الآن قدر نعمة الله عليك؟

/ (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن) هيهات أن تسلك طريق الأنبياء دون أن تقابل أعداءهم على قارعة الطريق.
/ حتى الأنبياء كان لهم أعداء، فكيف تستبعد وجودهم حولك؟ 
/ كلما كانت رتبة العبد أعلى، كانت البلايا أشد، والعداوة أصعب، ولذا كان أشد الناس بلاء الأنبياء عليهم السلام.
/ شياطين الإنس أشد خطورة من شياطين الجن لذا قدم الله ذكرهم.

/ ( زخرف القول غرورا)  إذا كثرت زخارف القول فاعلم أنها تُخفي وراءها عيوب فكرة باطلة، قال صلى الله عليه وسلم (إنما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان).

/ أطفئ لهيب الحزن والألم في قلبك وتعرف على الحكمة الغائبة من الأحداث وذلك بتأملك في قول ربك (ولو شاء ربك ما فعلوه).

/ (ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون)
التدرج الشيطاني مخادع ورهيب، فأول خطوة الإصغاء، والثانية الرضا، والثالثة اقتراف الحرام.

/ (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا) كل ما في القرآن لا يزيد عن خبر أو أمر، فخبره صدق، وأمره عدل، بل لا أصدق من الأخبار التي أودعها الله في كتابه، ولا أعدل من أوامره ونواهيه.

/ أتباع الشياطين أكثر من أتباع المرسلين واقرأ إن شئت (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) فلا تغرنك الكثرة.
/ الاغترار  بالكثرة يؤدي إلى العقل الجمعي ويفسر سياسة القطيع والتي تقودك لمواكبة من حولك ولو كانوا على خطأ.

/ (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها)
س: لم اكتفي بذكر أكابر المجرمين؟
ج: لأن باقي المجرمين تبع لهم.

/ قال سهل بن عبد الله حين سئل عن قوله (وذروا ظاهر  الإثم وباطنه) ظاهره الفعال وباطنه الحب، باطن الإثم يشمل ما لا يعرفه الخلق من الحسد والحقد، وسوء الظن بالناس، وإضمار الشر لهم وغيرها من آثام القلوب.

/ (أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس)
القرآن حياة لقلبك ونور يضيئ ظلام دربك.

/ (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها) في كل بلد مجرمون يفسدون فإن تركهم الناس ولم يأخذوا على أيديهم هلكوا معهم.

/ (ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا) ضيق صدرك لعله علامة ضلال عن طريق الحق فتخلص من هذا الضيق بالرجوع إلى الحق.

/ (يشرح صدره للإسلام) بقدر إيمانك وحسن إسلامك يكون انشراح صدرك.

/ (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) ينتقم الله من الظالمين بالظالمين، ثم ينتقم الله من الظالمين أجمعين، فكأن الظالم له رسالة أن ينتقم من ظالم مثله قبل أن يهلكا جميعا.
● سئل الأعمش عن قوله تعالى (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) قال: سمعتهم يقولون إذا فسد الناس أُمِّر عليهم شرارهم.

/ (ولكل درجات مما عملوا) قدرك عند الله على قدر عملك.

/ ( وربك الغني ذو  الرحمة) الغنى والرحمة نادرا ما يجتمعان، ولا يجتمعان إلا في عظيم، فسبحان ربي العظيم.

/ (إنما توعدون لآت) ترشدك إلى قصر الأمل، فكل آت قريب، ومن قصُر أمله لا بد أن يحسُن عمله.
/ لا أحد يقدر على أن يمنع تحقيق وعد الله أو وعيده، بل إن زوال السماوات والأرض لأهون على الله من إخلاف وعد من وعوده.

/ ( ومن الأنعام حمولة وفرشا) الحمولة: هي ما حُمل عليه من الإبل وغيرها، والفرش :صغار الإبل التي لم تدرك أن يُحمل عليها،.

/ (ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) قال الزهري: " لا تنفقوا في معصية الله تعالى.
وقال مجاهد: " لو كان أبو قبيس - أبو قبيس جبل- ذهبا فأنفقه رجل في طاعة الله تعالى لم يكن مسرفا، ولو أنفق درهما في معصية الله تعالى كان مسرفا".
/ قيل لحاتم الطائي لا خير في السرف، فأجابهم: " بل لا سرف في الخير"

/ (نحن نرزقكم وإياهم) وقال في الإسراء (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق) أي لا تخافوا من فقركم بسبب أولادكم، ولهذا قال هناك (نحن نرزقهم وإياكم) فبدأ برزقهم للاهتمام بهم، وأما في هذه الآية فلما كان الفقر حاصلا قال (نحن نرزقكم وإياهم) لأنه الأهم ها هنا.

/ ( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) ما بطن من الفواحش هو محبة القلب للذنب لكن لا يقدر على فعله لعدم توفر الظروف، أو لخشية افتضاحه بين الناس، ولو تخلص من هذا لوقع في الذنب.
(ولا تقربوا الفواحش) الاقتراب من الخطر بداية السقوط.

/ ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) ما أقبح أن تضاعف جراح اليتيم بأخذ ماله دون وجه حق.

/ (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا  لعلكم ترحمون)
قال السعدي: " فأكبر سبب لنيل رحمة الله اتباع هذا الكتاب علما وعملا".

/ (لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن أمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) لماذا لا ينفع النفس إيمانها؟ قال السعدي: " والحكمة في هذا ظاهرة فإنه إنما كان الإيمان ينفع إذا كان إيمانا بالغيب، وكان اختيارا من العبد، فأما إذا وجدت الآيات صار الأمر شهادة ولم يبقَ للإيمان فائدة لأنه يشبه الإيمان الضروري كإيمان الغريق والحريق ونحوهما ممن إذا رأى الموت أقلع عما هو فيه".

/ (قل انتظروا إني معكم من المنتظرين) انتظار الفرج من أعظم العبادات، فأحسِن الظن برب الأرض والسماوات.

/  الإسلام نظام شامل يشمل شؤون الحياة جميعا ولا فصل فيه بين سياسة الأمة ودينها (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)

/ (ليبلوكم فيما آتاكم) أي ليمتحنكم فيما أعطاكم من نِعم، والنعم هي رصيدكم في سوق الحياة والسوق مكان التجارة فيربح فيه من ربح، ويخسر من خسر.

/ (إن ربك سريع العقاب) هو العقاب المعجل على الذنب في الدنيا قبل أن يرجع إلى الأخرة فيلقى العقوبة الأشد.

/ (فلا يكن في صدرك حرج منه) لن تحمل رسالة تتحرج عن ذكر تفاصيلها أمام الغير.
/ لا يكن فيك ضيق صدر من تبليغ القرآن مخافة أن يكذبوك أو يؤذوك، أو يستهزئوا بك، فبلّغ رسالة الله ولو ساءهم ذلك.

(فلا يكن في صدرك حرج منه) خطاب لرسول الله ﷺ يتضمن خطابا لأمته، فإياك أن تتحرج من آية في كتاب الله أن تبلغها لغيرك.
 قال مجاهد وقتادة: " الحرج هنا الشك لأن الشاكّ ضيق الصدر، والمراد أمة النبي ﷺ ، أي لا يشك أحد منكم في آية من كتاب الله".

/ (فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين) سيقص الله علينا يوم القيامة ما كنا نعمل في الدنيا، وسنكتشف أنه سبحانه لم يكن غائبا عن أي شيء عملناه فواخجلتاه يومئذ أو وافرحتاه.

/ (فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون)
قال ابن كثير: " فكان منهم من جاءه أمر الله وبأسه ونقمته بياتا أي ليلا، (أو هم قائلون) من القيلولة وهي الاستراحة وسط النهار، وكلا الوقتين وقت غفلة ولهو.

/ (فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين)
قال رسول الله ﷺ : (يُدعى نوح يوم القيامة فيقال هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيُدعى قومه فيقال: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد، قال: فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول محمد وأمته)

/ (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة)
قال وهب بن منبه: " إنما يوزن من الأعمال خواتمها، وإذا أراد الله بعبد خيرا ختم له بخير، وإذا أراد الله به شرا خاتم له بشر عمله".

/ ( أنا خير منه) شعار إبليس الذي أهلكه ويهلك كل يوم خلقا يسير على خُطى إبليس، قال الأوزاعي - رحمه الله-: " لبقية ابن الوليد وإذا سمعت أحدا يقع في غيره أنه إنما يقول أنا خير منه.
 علامة الكبر" قال أبو حازم: "من رأى أنه خير من غيره فهو مستكبر، وذلك أن إبليس قال أنا خير منه فكان ذلك استكبارا، إنما أهلك إبليس العُجب بنفسه (أنا خير منه)وكمُلت فضائل آدم باعترافه بذنبه (ربنا ظلمنا أنفسنا)" .

/ (خلقتني من نار وخلقته من طين) قال ابن سيرين: " من قاس الدين برأيه قرنه الله مع إبليس"

/ (قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين)
قال الله تعالى: ( الكبرياء ردائي فمن نازعني في ردائي قصمته)

/ دعا إبليس ربه (رب فأنظرني إلى يوم يبعثون) فاستجاب الله له( قال فإنك من المنظرين) أفلا يستجيب لك؟ّ

/ (ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين)
حرص ربنا على وقايتنا من الحرام، فأمرنا بعدم الاقتراب منه كي لا تجذبنا دوامة الحرام عند الاقتراب منها.

/ (وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين)
ليس من القسمة بل من القسم، أي حلف لهما الشيطان.
الكاذب كثير الحلف، دون أن يطلب منه أحد ذلك.

/ ( فدلاهما بغرور) قال ابن عباس: " غرهما باليمين وكان آدم يظن أنه لا يحلف أحد بالله كاذبا"

/ تعريف الخسارة في القرآن هو في عدم المغفرة (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)
قال ابن القيم: " تالله ما نفع آدم عز (اسجدوا) ولا شرف (وعلم آدم) ولا فخر (ونفخت فيه من روحي) وإنما انتفع بذل (ربنا ظلمنا أنفسنا)

/ (ولباس التقوى ذلك خير) 
يقول ابن عباس : "لباس التقوى هو العمل الصالح
 مهما ارتديت أجمل الثياب ستظل التقوى أجمل ثوب لأنها ما يحب الله أن يراه عليك.

/ (يا بني آدم لا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة) تذكير بالثأر ممن كان سبب خروج أبيك من الجنة، وهذا كفيل بإذكاء نار العداوة بينك وبين إبليس، فكيف تبيع جوهر العمر النفيس بعمل خسيس!!

/ (ينزع عنهما لباسهما) اللباس جولة رئيسية ومعركة محورية في صراع الشيطان مع الإنسان.

/ ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) عدو يراك ولا تراه، فما أسهل أن يظفر بك.

/ تبدأ المعصية صغيرة، ثم تكبر، ثم تصبح عادة، والسبب غياب نور الإنكار،و اعتياد رؤية الأوزار  (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا آباءنا عليها والله أمرنا بها)

/ (فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة)
الهداية محض فضل من الله، وأما الضلالة فيجلبها العاصي على نفسه.

/ (ويحسبون أنهم مهتدون)
لو علم الضال أنه ضال لانفكت العقدة.
/ أبشع ألوان الضلال من ظن صاحبها أنه على خير حال.

/ (فدلّهما) أي أنزلهما من مرتبتهما العالية إلى مواقع الخطيئة، والتدلية هي السقوط من علٍ، فالطاعة علو والعصيان هبوط.

/ (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)
قال ﷺ (إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب)

/ (واستكبروا عنها لا تُفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة)
   ما دام في القلب كبر فالطريق نحو الجنة مسدود.

/ ( كلما دخلت أمة لعنت أختها)
ما أشد تخاصم أهل النار كل يُلقي باللوم على غيره وينسى نفسه.
 تحية أهل النار اللعن، والتعبير عن المستقبل بلفظ الماضي للتنبيه على تحقق وقوعه.

/ (حتى يلج الجمل في سمّ الخياط)
المقصود بالجمل الحبل الغليظ، لا الجمل المعروف. (*)

/ (ونزعنا ما في صدورهم من غل) حين نُطهّر قلوبنا من الغل نعيش في بقعة من الجنة، وحين نحمل الغل فإننا نحمل في صدورنا النار.

/ ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا) أي أخوة هذه التي لا تطّهر القلوب من الغل والحسد.

/ إذا لفحتك يوم نار الغرور فأذكر دعاء أهل الجنة (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله)

/ ( أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون)
تطيبا من الله لخواطر المؤمنين وإلا فإنهم إذا رأو مقاعدهم في الجنات علموا أن أعمالهم المشوبة بالتقصير لا توجب لهم أبدا هذه الدرجات.

/ (الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون) الميراث دليل على أن الجنة عطية من الله ومحض فضل منه لأن إيمان العبد وطاعته لا يوجب عقلا ولا عدلا إلا نجاته من العقاب المترتب على الكفران والعصيان، لكن لا يوجب جزاءا ولا عطاء.
/ الجنة ميراث يرثه أهل الجنة من قوم كانت قد أعدت لهما لكنهم لم يقدموا الثمن اللازم لشرائها قال رسول الله ﷺ (كل أهل النار يرى منزله من الجنة فيقولون لو هدانا الله فتكون عليهم حسرة، وكل أهل الجنة يرى منزله من النار فيقولون لولا أن هدانا الله فهذا شكرهم.

/ قال ميمون مهران: " إن الرجل يقرأ القرآن وهو يلعن نفسه قيل وكيف يلعن نفسه؟ قال: يقول ألا لعنة الله على الظالمين وهو ظالم".

/  نادى رجل على سليمان عبد الملك وهو جالس على المنبر فقال: يا سليمان اتق الله واذكر يوم الأذان، فنزل سليمان عن المنبر مغضبا ودعا بالرجل فقال: أنا سليمان فما يوم الأذان؟ فقال الرجل: ( فأذن مؤذن  بينهم أن لعنة الله على الظالمين)، قال: وما مظلمتك؟ قال: وكيلك قد غلبني على أرضي، قال: فأمر بالكتاب إلى وكيله أن أعطيه أرضه وأرضي مع أرضه.

/ أمر الله لعباده بالدعاء هو إعانة لأصحاب المِحن، وعطاء لأصحاب الحوائج، وراحة لأصحاب الهموم، و أنس لأصحاب القرب من الله.

/  علمنا الله آداب الدعاء حين قال ( تضرعا وخفية) لندعوه بلسان الافتقار والانكسار والاضطرار فتنهمر علينا عطاياه كالأمطار.

/ من غاية إكرام الله لنا أن جعل الإمساك عن دعائه المؤدي إلى عطائه اعتداء منا.
الاعتداء في الدعاء على وجوه: منها علو الصوت فيه، والصياح، أو الدعاء بمُحال، أو بما ليس في الكتاب والسنة، فيتخير الداعي كلمات فيها سجع كثير، ويترك ما دعا به رسوله ﷺ .

/ ( أدعوا ربكم تضرعا وخفية) أفضل الدعاء أخفاه لأنه دليل إخلاص العبد، ومن أسباب القبول.


/ ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)
قال ابن عطية: " ولا تفسدوا في الأرض فيُمسك الله المطر، ويهلك الحرث بمعاصيكم"
وفي الحديث ( لم يمنع قوم زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا)

( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)
● قال أبو حيان: هذا نهي عن إيقاع الفساد في الأرض وإدخال ماهيته في الوجود بجميع أنواعه من إفساد النفوس والأموال والأنساب والعقول والأديان.
● قال يحيى بن معاذ الرازي: " ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه"

/ (وادعوه خوفا وطمعا) اجعل خوف العقاب ورجاء الثواب جناحين يحملان طير قلبك إلى طريق الاستقامة فإن انفراد أحد الجناحين يسقط بالطائر، ويهلك العبد.

/ ( إن رحمة الله قريب من المحسنين) 
كلما ازداد الإحسان زاد قربك من الرحمن.

/ (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه) إذا زكى الأصل طاب الفرع، وإذا خبُث لم يطب ما خرج منه، فالمظهر يدل على الجوهر، ومن صفا باطن قلبه زكى ظاهر فعله، ومن كان بالعكس فحاله بالضد.
/  شبه الله سبحانه الوحي الذي نزل من السماء على القلوب بالماء الذي نزل من السماء على الأرض لحصول الحياة بهذا وذاك.

/ (وأعلم من الله ما لا تعلمون) قال قتادة: " إني أعلم من إحسان الله تعالى إليّ ما يوجب حسن الظن به" راجع ملفاتك القديمة في معاملاتك مع الله، وأنعش روح الأمل.

/ قال قوم هودا له (إن لنراك في سفاهة) فأجابهم  (يا قوم ليس بي سفاهة) ما أرقى سلوك الأنبياء في مواجهة السفهاء.

/ (يا قوم ليس بي سفاهة) لما ولي عمر بن عبد العزيز خرج ليلة ومعه الحرس فدخل المسجد فمرّ في الظلمة برجل نائم فتعثر به فرفع الرجل رأسه إليه فقال: أمجنون؟ قال عمر:  لا، فهمّ به الحراس، فقال لهم عمر:  مه .. إنما سألني أمجنون أنت؟ فقلت لا.

/ (إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان) كل قول في الدين لا يستند لدليل أو شاهد من الشرع فمصيره التكذيب والنكران.

/ (ولكن لا تحبون الناصحين)
من علامة الهلاك كراهية الناصح وحب المادح.
محبة الناصح هي علامة القلب الحي، وكلما توارت هذه المحبة عن القلب زادت قسوته واقترب موته.
/ ( وتبعونها عوجا) كثير ممن حولنا يحبون انحرافنا عن صراط الله المستقيم، ويسعون في هذا سعيا حثيثا.

/ (ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله) 
توعدو المؤمنين بشعيب بسوء العذاب وبسبب هذا الوعيد خاف كثير من الناس من اتباع الحق فوقع الصد عن سبيل الله سنة جارية متكررة في كل عصر.
------------------------------------------

(*) أقوال المفسرين في معنى (الجمل):
١- "ولا يدخلون الجنة أبدًا حتى  يدخل  الجمل - وهو من أعظم الحيوانات - في  ثقب الإبرة  الذي هو من أضيق الأشياء، وهذا من المستحيل". *المختصر في التفسير
٢- ﴿ولا يدخُلونَ الجنَّة حتى يلجَ الجملُ﴾: وهو البعير المعروف ﴿في سَمِّ الخِياطِ﴾؛ أي: حتى يدخُلَ البعير الذي هو من أكبر الحيوانات جسماً في خرق الإبرة الذي هو من أضيق الأشياء" * تفسير السعدي
٣- "وقوله تعالى: ﴿وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾ هكذا قرأه الجمهور وفسروه بأنه البعير. قال ابن مسعود: هو الجمل ابن الناقة، وفي رواية زوج الناقة" *تفسير ابن كثير.
٤- "(حتى يلج الجمل في سم الخياط ) أي : حتى يدخل البعير في ثقب الإبرة ، والخياط والمخيط الإبرة.." *تفسير البغوي

/ قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قرأة الأمصار وهو: ﴿ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ﴾، بفتح " الجيم " و " الميم " من " الجمل " وتخفيفها، وفتح " السين " من " السم "، لأنها القراءة المستفيضة في قرأة الأمصار، وغير جائز مخالفة ما جاءت به الحجة متفقة عليه من القراءة. وكذلك في فتح " السين " من قوله: ﴿سَمِّ الخياط﴾
وإذ كان الصواب من القراءة ذلك، فتأويل الكلام: ولا يدخلون الجنة حتى يلج = و " الولوج " الدخول، من قولهم: " ولج فلان الدار يلِجُ ولوجًا "، ﴿٣١﴾ بمعنى: دخل الجملُ في سم الإبرة، وهو ثقبها"
 * تفسير الطبري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق