/ سورة الواقعة مكيّة، نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة وهي من سور المفصل.
/ اسمها : سميت بهذا الاسم لورود اسم الواقعة في مطلعها، والواقعة اسم من أسماء يوم القيامة.
/ من عجائب السورة أنه لم يرد في آياتها لفظ الجلالة (الله).
/ من أهداف سورة الواقعة :
- السورة حافلة بصورة رئيسة عن يوم القيامة وأحواله، حيث تبتدئ آياتها بذكر الواقعة، وهي اسمٌ من أسماء يوم القيامة، وتتحدث عن الأحداث المرعبة التي فيه.
- ورد فيها تقسيم الناس إلى ثلاثة أصنافٍ وهم : أصحاب الشمال، وأصحاب اليمين، والمقرّبون. قال البقاعي: سورة الواقعة مقصودها شرح أحوال الأقسام الثلاثة في الرحمن للأولياء من السابقين، واللاحقين، والأعداء المشاققين.
/ فضلها : جاء في فضل سورة الواقعة ما رواه الترمذي : قالَ أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ: يا رسولَ اللَّهِ قد شِبتَ، قالَ: شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتَسَاءَلُونَ، وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ .
/ توجيه المتشابه :
/ {لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ (19)} [الواقعة ] / {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47)} [الصافات]
كلتا الآيتين في مدح خمر الجنّة لكن آية الواقعة أعلى وأكمل مدحًا من آية الصافات ذلك أن في الواقعة قال {لَّا يُصَدَّعُونَ} أي لا يصيبهم منها صداع فنفى الأدنى ، أما في الصافات {غَوْلٌ} والغول: القتل فنفى الأعلى ومما يعزز ويقوي ما قلت : أن في آية الصافات جاء الفعل فيها مبنيًا للمجهول {يُنزَفُونَ} ، وفي آية الواقعة جاء الفعل فيها مبنيًا للمعلوم {يُنزِفُونَ} والفعل المبنى للمعلوم أكمل وأتم وأعلى من الفعل المبني للمجهول لذا آية الواقعة أعلى وأكمل وأتم. والله أعلم.
•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•
/ {وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20)} الواقعة
/ {وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا} الأعراف ، ونظيره {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ (13)} طه
- تخيَّر: يتعيّن أن المعروض كله عالي الجودة وفاكهة الجنة كذلك.
*اختار: يتعين أن المعروض فيه جيد ورديء وبينه تفاضل كبير، والقوم بينهم تفاضل كما هو ظاهر القرآن.
•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•
/ { أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47)} الواقعة
/ {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (53)} الصافات
اختلاف الفاصلة يحدده السياق القرآني، فهي تبعًا له:
{لَمَبْعُوثُونَ} هذا الكلام في الدنيا من منكري البعث.
{لَمَدِينُونَ} هذا الكلام في الآخرة يقوله المؤمن لأصحابه وجلسائه من أهل الجنة. والمعنى : أإنا لمحاسبون ومجزيُّون.
•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•
{ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51)}
{وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92)}
كلتا الآيتين في الواقعة : في الأولى قدم {الضَّالُّونَ} لأنها جاءت عقب قوله تعالى {وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ} قال ابن عباس: الحنث هو الشرك، والضلال هو الشرك {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}
وفي الثانية قدم {الْمُكَذِّبِينَ} لأنها جاءت عقب قوله {أَنتُم مُّدْهِنُونَ} قال ابن عباس: أي مكذبون، وجاء في سياقها {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} فقدم تبارك وتعالى كل لفظة في سياقها، وهذا من بديع نظم القرآن.
•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•
{ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ }/ { لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ }، كلتا الآيتين في الواقعة:
الأولى اقترن جوابها باللام {لَجَعَلْنَاهُ} ، جاءت اللام لتؤكد أن هذه الحالة للزرع المحطم هي ثقيلة على نفوس من سقوه وتعاهدوه بالرعاية، وليس بمقدورهم إعادته فأكد ذلك باللام .
الثانية خلا جوابها من اللام {جَعَلْنَاهُ}لأنها حالة المطر الذي لو شاء الله تعالى لجعله أجاجًا، ولكنه حالة يسيرة على البشر أن يحوّلوا هذا الماء من أجاج إلى عذب، لذا لم يؤكد الجواب باللام فقال {جعلناه أجاجًا}.
والحمد لله رب العالمين ..
---------------------------------------
سلسلة تغريدات للشيخ : صالح التركي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق