السبت، 17 ديسمبر 2016

تفسير سورة هود (٩١ - ١٠٨) الأترجة

 د. ناصر بن محمد الماجد



 بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد ..
 فهذا هو المجلس السابع من مجالس مدارسة سورة هود عليه السلام وقد انتهى بنا المجلس السابق عند جواب شعيب عليه السلام عن قومه وبيان حقيقة ما جاء به وأنه إنما يريد من كلامه هذا الإصلاح ما استطاع.
ثم بعد هذا الكلام العظيم البيّن الواضح المتضمن الشفقة والإحسان وإرادة الخير لهم والإصلاح ماذا كان جواب قومه ؟ نستمع لهم.
 يقول الله عز وجل عنهم :
{ قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ }
يقولون : أننا لا نفقه كثيراً من هذا الكلام الذي تقوله وكأنه يتكلم بلسان أعجمي وكأنه غير فصيح في كلامه مع أن بعض المفسرين يقول أن شعيب هو خطيب الأنبياء من فصاحته في كلامه وهم يقولون : (مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا ) لماذا يقولون ذلك؟
انقطعت الحجة، لم يعد عندهم حجة يُجادلون بها شعيب كما قال قبل ذلك قوم نوح وكما قال كل المكذبين لرسل الله : { قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا } كلهم يقولون خلاص هات الذي أنت تعِدنا به، استعجال للعقوبة وانقطاع للحجة.
/ ثم قالوا : { وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا } وإشارتهم إلى ضعفه فيها تهديد مبطن بأنك ضعيف نستطيع أن نبطش بك.
 { وَلَوْلَا رَهْطُكَ } الرهط هم جماعة الرجل وقرابته، يعني يقولون لولا رهطك وقرابتك التي لا نريد إغضابها وأن نقع معها في خلاف { لَرَجَمْنَاكَ } يعني لقتلناك بالحجارة، وقتله بالحجارة قصدهم بذلك التحقير والخزي له أن يُقتل بالحجارة ولا يُقتل كما يُقتل الناس.
س: ....
جـ: لم يرِد في الآيات الكريمة الإشارة إلى أنهم مؤمنين أم أنهم ليسوا مؤمنين لكن المقصود أن هذا الرهط -قرابته- كان لهم مكانة عند قومه فما أرادوا إغضابهم بقتله. ولكن تأملوا حينما قالوا له : { وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا } يعني ما علاقة ضعفه وقوته بما يدعو إليه؟
هل لأنه ضعيف يكون الذي يدعو إليه خطأ؟ أو إذا كان قويا يكون الذي يدعو إليه حق؟
 هذه اختلال الموازين عند من يرُد دعوة الحق، تكون الموازين في تقييم الأقوال والأشخاص مختلة، كم عندك من مال ؟ هل أنت قوي؟ هل أنت ضعيف؟ هل لك جاه؟ هل لك منصب؟ فقط، موازين مختلّة ما ينظرون إلى ذات الكلام ومضمونه وحقائقه وما يدعو إليه هل هو حق، هل هو صواب، هل هو باطل، هل هو خطأ، ما ينظرون إلى ذلك ينظرون إلى أشياء خارجة عن الكلام وهذا ديدن المكذبين. وإذ كان هذا الكلام منهم قد بُطّن بالتهديد والوعيد هو تهديد ووعيد مُبطن قال لهم جواب في منتهى القوة في منتهى الثقة بالله: { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي } يعني جماعتي وقرابتي { أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ } يعني أعظم شأناً وقدراً ومقاماً من الله الذي أرسلني فتتركوا إيذائي وقتلي ورجمي من أجلهم ولا تفعلون ذلك من أجل أني رسول الله؟!
/ ثم قال : { وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا } الظهري نسبة إلى الظهر يعني اتخذتم أمر الله عز وجل وحدوده وراءكم ظهرياً، ولا يكون الشيء ظهرياً إلا إذا نُسِي فهو يقول أنكم نسيتم أمر الله وتركتموه لأن الإنسان إذا ألقى الشيء أمامه ربما يتذكر فيرجع يأخذه لكن إذا ألقاه وراء ظهره فإنه ينساه ولا يرجع إليه فقوله : { ظِهْرِيًّا } يعني مبالغة في إعراضهم ونسيانهم لحدود الله ولأمره، نسيانهم لمقام الله عز وجل وقدره.
/ { إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } يعني محيط بكم وبما تعملون، والإحاطة: العلم التام بالشيء.
/ ثم قال بعد ذلك بعد أن رأى منهم هذا الإعراض الذي لا مجال للإصلاح فيه وهذا الصدّ الذي لا مجال للإحسان معهم فيه قال بعد ذلك : { وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُم إِنِّي عَامِلٌ } اعملوا على المكانة التي أنتم عليها، على الطريقة التي أنتم عليها، على الأسلوب الذي أنتم عليه
 { إِنِّي عَامِلٌ } يعني إني عامل على طريقتي، أنتم على طريقتكم وأنا على طريقتي، وهذا فيه إشارة إلى أنه سيستمر في القيام بدعوة الله عز وجل وأنه لن يتوقف مهما كان صدهم وإعراضهم { وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ۖ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ } هنا قال لهم على سبيل التهديد والوعيد سوف تعلمون من يأتيه العذاب الذي يخزيه ويُذله غاية الإذلال ومن هو كاذب في قوله ودعواه، وهذا فيه تعريض بهم بأنهم كذَبوا في كلامهم وفي أجوبتهم وفي ردهم.
 { وَارْتَقِبُوا } الارتقاب: الانتظار، أصل الارتقاب الترقب والانتظار للشيء ترقُب مع توقع فالارتقاب هو انتظار مع توقع، فإذا كنت تتوقع شيء وتنتظره فأنت مرتقب له ولذلك قال : { وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ } وهذا فيه أيضاً تهديد لهم بأن العذاب سينزل ويحل بهم.
وقال الله عز وجل بعد ذلك، بعد أن ذكر قصة شعيب وموقف قومه منه قال : { وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ } وانظروا البداية بنجاة شعيب، في سورة الأعراف يبدأ بإهلاكهم { وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ } يبدأ بهم لكن هنا يبدأ بنجاة نبي الله لأن هذا مرتبط بموضوع السورة المتعلق بتسلية الرسول وتثبيت فؤاده بأن الله سينجيه وينصره كما نصر الأنبياء السابقين له.
 { نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } وهذا مثل السابق في معنى أن العذاب نزلت بهم الصيحة وأن الله أهلكهم وجثوا في أماكنهم وفي ديارهم لم يبرحوها ولم يتجاوزوا فيها.
 قال الله بعد ذلك : { كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ } يعني بُعداً لأصحاب مدين مدين هذه المدينة { كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ } يعني بعداً لهم وسُحقاً وعقوبة وعذابا لهم وإهلاكا لهم كما بُعِد وأُهلك قوم ثمود.
/ ثم قال الله عز وجل بعد ذلك : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ ۖ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ * يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ۖ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ }
يقول عز وجل : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا } يعني أرسلناه مصحوباً بآياتنا فالباء هذه للمصاحبة مصحوباً بالآيات وقال : {بِآيَاتِنَا} والآية هي: العلامة الواضحة البينة فالمقصود { بِآيَاتِنَا } يعني بالحجج البيّنة الواضحة سواءً كانت آيات متلوة وهي التوراة أو آيات آخرى كاليد والعصا وغير ذلك من الآيات التي جاء بها موسى عليه السلام.
 { بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ } يعني وحجة ظاهرة السلطان هو الحجة الظاهرة إذا كانت حجة ظاهرة قوية ملزِمة تسمى سلطان ومع ذلك وصفها الله بأنها { مُبِينٍ } هذه الحجة بيّنة في نفسها وتُبين للغير أيضاً، فهي في ذاتها بيّنة ومبينة للغير { وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ ۖ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ }.
قوله : { فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ ۖ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ } الرشيد : الرشد ضد السفه وهو إصابة الحق إذا أصاب الحق والصواب قيل هذا رشيد وأصاب الرُشد ونحو ذلك، وهنا قال الله عز وجل في وصف فرعون : { وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ } فنفى عنه الرُشد ولم يصِفه بالسفه مع أنه إذا انتفى الرشد فإن مقابله السفه ، ما قال وفرعون سفيه ونحو ذلك لِمَ ؟
 لأن الخطاب عن أتباع فرعون تأملوا ماذا قال الله عز وجل { فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ } يعني الملأ اتبع أمر فرعون، الإنسان يتبع غيره لماذا ؟ لأنه يعتقد فيه الرُشد لأجل ذلك تتبعه فإذا أردت أن تقول للشخص أن هذا الذي اتبعته سيُضلك تقول : هذا الذي اتبعته ليس برشيد لأنه أصلاً الإنسان اتبعه يريد الرشد فأنت تنفي هذه الفكرة بعد ذلك كونه سفيه كونه ضال كونه مخطئ هذا أمر آخر لكن أهم شي أن تنفي عنه صفة الرشد التي من أجلها اتبعه ولأجل هذا قُدِّمت في الآية وصف نفي الرُشد عنه { وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ }.
 { يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } وقوله : { يَقْدُمُ قَوْمَهُ } يعني يتقدم قومه { فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ }
انظروا { يَقْدُمُ } و (أورد) بالمضارع ثم بالماضي التعبير بالماضي (أوردهم) وكما ذكرنا أن التعبير بالماضي لتحقق الوقوع لأنه قال { يَوْمَ الْقِيَامَةِ } ويوم القيامة لم يقُم بعد ذلك فدل على أن المقصود تحقق وقوع هذا الأمر.
س: ما معنى { أَمْرُ فِرْعَوْنَ}؟
جـ: شأنه، أمر الإنسان شأنه وحاله وما هو عليه. يعني وما شأن فرعون ، وما حال فرعون، وهذه المعاني كلها تصح.
س: ...
جـ : هذا من الطغيان الفرعوني الذي بلغ أوجه يقول ما أُريكم إلا ما أرى، لا يمكن أن تروا شيء ولا يكون لكم رأي إلا رأيي أنا الذي أُريكم إياه. طيب وهذا الرأي الذي تُرينا إياه ما بعده؟ يقول وحتى هذا أنا لا أُريكم إلا الرشاد. قمة تزكية النفس لا يوجد شيء بعد ذلك، لا ترون إلا ما أراه والذي أراه هو الرشاد غيره ما فيه.
/  قال الله عز وجل هنا :{ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ۖ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ }
 { وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ } الوِرد من الإيراد وهو جعل الشيء وارداً، والوِرد الماء الذي يرِده الناس ، قيل : الناس يردون الماء يعني يأتون الماء فيستقون منه وهذا كان موجود أيام وجود آبار الماء والعيون والينابيع يرِدها الناس لأجل أن يشربوا، الذي يأتي إلى الماء يُسمى وارد والذي يرجع عن الماء صادر، صدر عن الماء وورد إلى الماء استقى الماء ، وصَدَر يعني ذهب بعد أن ورد الماء إذاً قوله : { وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ } المقصود بالوِرد هو الماء الذي يرده الناس والبهائم ليستقوا منه ومعنى الآية: بئس الوِرد الذي وردوه لأنهم سيقدمون يوم القيامة على أي شيء ؟ على النار -والعياذ بالله- فسمى ذلك وِرداً كما يرد الناس، الناس إذا أرادوا أن يأتوا إلى مورد الماء يأتون مسرعين ومستوفزين من أجل أن يستقوا الماء بل ويحصل خصومات من أجل الوصول إلى الماء فأنزلهم الله قوم فرعون منزلة هؤلاء يأتون يوم القيامة مسرعين خلف فرعون فإذا به يقودهم ليس إلى الماء الذي يُطفئ الظمأ بل إلى النار -والعياذ بالله- وهذا غاية في التهكم بهم { وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ }.
 / قال عز وجل : { وَأُتْبِعُوا } الإتباع الإلحاق { وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ لَعْنَةً } يعني في هذه الحياة الدنيا على تقدير محذوف، يعني مع هذا الذي يحصل عليهم في هذه الدنيا اُتبعوا لعنة { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ } الرِفد أصله ما يُرفد به ويُعان به الناس وهنا غاية في البلاغة والدقة في التعبير يعني الله عز وجل ألحقهم وأتبعهم بأي شيء ؟ باللعنة ثم ذم هذه اللعنة فقال : بئست هذه اللعنة رفداً لهم يعني بئست هذه اللعنة إعانة لهم. وضح المعنى ؟ يعني أتبعهم بلعنتة عليهم ثم ذمّ هذه اللعنة لأنها لا تعينهم بشيء مع أن الأصل أن الرفد أن يعين فإذا أُعينوا باللعنة هل استفادوا منها ؟ لم يستفيدوا منها شيئاً.
 والآية الكريمة الحقيقة فيها تنبيه على خطورة الأئمة المضلين الذين يُضلون الناس وقد سبق الإشارة إلى الملأ الكافر وهنا المُضل رأس الكفار والطغاة فرعون الذي أضل قومه وهم اتبعوه يعتقدون أنه سيُنجبهم وسيهديهم سبيل الرشاد، بل ما انتفعوا منه إلا أن قادهم إلى النار وأوردهم إياها -والعياذ بالله- وهذا خطورة الأئمة المضلين وقد قال الله عز وجل :{ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا } لأنهم أضلوهم عن الحق ومنعوهم من القبول والانقياد إليه.
/ ثم قال الله عز وجل بعد ذلك : { ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ }
نحن بدأنا في شرح السورة ببيان أن هذه السورة جاءت لبيان موقف الأمم وتسلية لرسول الله، أُستفتحت بذكر حقيقة مبعث النبي ونبوته أليس كذلك ؟ وأنه مبعوث لهم لا يسأله الله عز وجل عن اهتدائهم من عدمه، ثم قصّ عليه بعد ذلك قصص الأنبياء نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى ثم رجع إلى المقصود فقال الله عز وجل : { ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ } القصّ تتبع الأثر وسُميت حكاية أخبار الماضيين قِصة لأنك تتتبع آثارهم { نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ }.
قوله : { مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى } النبأ : هو الإخبار بأمر مهم ، إن كان أمراً مهم تقول نبأ ولا يطلق النبأ إلى على الأمر المهم.
{ ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَىٰ } أي القرى الماضية { نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا } من تلك الأنباء أو من تلك القرى { قَائِمٌ وَحَصِيدٌ } فأما القائم فهو الزرع المستقِل على سوقه يُسمى قائماً على سوقه ، والحصيد المُسوى بالأرض،  الحصيد على وزن فعيل بمعنى محصود يعني مسوى بالأرض مثل قتيل يعني مقتول وذبيح يعني مذبوح، فحصيد بمعنى محصود يعني يقول الله عز وجل : تلك القرى التي قصصنا عليك أنباءها منها قائم يعني منها ما بقي من آثارها فتجد منازلهم وتجد باقي آثارهم وقرى أخرى سُويت تماماً بالأرض فلم يبقَ منها شيء مثل قرية قوم لوط ما بقي من آثارهم شيء لكن قوم صالح وقوم هود بقيت آثارهم. فإذاً { مِنْهَا قَائِمٌ } يعني منها باقي الأثر والحصيد الذي لم يبقَ منهم شيء.
/ ثم قال عز وجل : { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ } بهذه العقوبة التي نزلت بهم { وَلَٰكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ۖ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ } يقول الله عز وجل : أن الله لم يظلمهم ولكنهم هم الذين ظلموا أنفسهم بهذا الفعل واتباع آلهتهم ومطاوعتهم لتلك الآلهة، وهذه المطاوعة والمتابعة هي التي أوقعتهم في العقوبة والعذاب بل هؤلاء الذين عبدوا تلك الآلهة هم يرجون نفعها { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ } لكن انظروا ماذا قال الله عز وجل : { وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} التتبيب : مصدر تبّبه إذا أوقعه في التَّباب، والتباب هو الخسارة، إذاً { زَادُوهُمْ } أثبت الله أنهم زادوهم الزيادة أصلا تكون زيادة خير أو شر؟ الأصل أن تكون زيادة خير لكن هنا الزيادة التي زادتهم تلك الآلهة خسارة لم يزيدوهم شيئاً آخر غير ذلك.
 هذه الخاتمة لقصص الأنبياء الذين ذكرهم الله عز وجل الحقيقة تشير إلى عدد من الفوائد والمعاني التي ينبغي التأكيد عليها:
 أولاً : أن هذه القصص فيها أعظم العبرة والعظة ولذلك قال عز وجل : { ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ }.
/ ثم أيضاً فيها دلالة على أن الأمم التي عاقبها الله عز وجل وعذبها كهذه الأمم التي ذكرها الله عز وجل في هذه السورة الكريمة أنها أمم ظالمة وأن الله عز وجل لم يظلمها بل هي الظالمة ولهذا قال عز وجل : { وَمَا ظَلَمْنَاهُم } بتلك العقوبات التي نزلت عليهم ولكن ظلموا أنفسهم، وأصل الظلم مجاوزة الحد، أما لِم أن الله لم يظلمهم لأن الله:
 أولاً : أقام لهم أدلة وحدانيتة عز وجل في أنفسهم ففطرتهم مغروسة على توحيد الله عز وجل (خلقت عبادي حنفاء ) كما في الحديث الصحيح هذا أولاً.
 وثانياً : أن الله أقام في مشاهد الكون في الآفاق والأنفس دلائل وحدانيته التي تقود إليه وتدل عليه
 وفي كل شيء له آية  ** تدل على أنه واحد
 ثم أيضاً مع ذلك أنزل الكتب الإلهية منه عز وجل التي تهدي للتي هي أقوم وأيّدها بالمرسلين المصطفين أكرم الخلق فلا يهلك على الله إلا هالك، بعد هذه الحجج البيّنات لا يهلك على الله إلا هالك ولهذا قال الله عز وجل : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا } فلا يهلك على الله إلا هالك ولهذا قال الله عز وجل : { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ }.
 ثم أيضاً معنىً آخر وهو معنى مهم أيضاً أن الإنسان بل كثير من الناس قد يعلِّقون أنفسهم على أسباب وأحوال يظنون أن بها نجاتهم وسعادتهم وسلامتهم ثم تخذلهم هذه الأسباب وتلك الوسائل في أشد أحوالهم حاجة لها، ولهذا هذا المعنى أشار إليه قوله عز وجل : 
{ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ } هم لماذا عبدوا تلك الأصنام ؟ أرادوا التقرب إلى الله زلفى، أرادوا أن تحميهم أن تعينهم أن يلتجئوا إليها إذا أصابهم الضر وهي أسباب واهية تعلّقوا بها وظنوا أن بها معقد النجاة ولكنها خذلتهم لما جاءت وقت الحاجة ولذلك قال عز وجل : { فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ } فمع أنها لم تغنِ شيئاً إلا أنها زادتهم خسارة إلى خسارتهم والعياذ بالله تعالى.
/ وقوله عز وجل : { وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ } يعني على تقدير محذوف ومثل هذا الأخذ الذي قصصناه لك قصّ الله أخذه لقوم نوح وقوم هود وقوم لوط وقوم صالح وقوم شعيب وقوم موسى ثم قال : { وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ } يعني مثل هذا الأخذ يأخذ الله كل قرية ظالمة 
{ وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } نعم الله عز وجل رحيم وغفور وحليم ولا يُعاجل بالعقوبة ويُعذِر إلى عباده وإذا عذب كان أخذه وعذابه الغاية في الألم ولذلك قال :{ وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } أليم على من يقع عليهم وشديد في ذاته أيضاً.
/  ثم قال عز وجل بعد ذلك وهذا تعقيب آخر تعقيب بعد تعقيب على القصة :{ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً } يعني في هذا الذي قصصناه وبيناه في هذه السورة { إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً } يعني علامة بيّنة واضحة لكن لمن ؟ هل هي آية لكل أحد ؟ كلا { إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ } لمن يخاف العذاب يوم القيامة ويخشى مقام ربه ووقوفه بين يديه { إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ } قوله : { ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ } اللام للتعليل يعني أي مجموع لأجله الناس فالجمع لذلك اليوم مقصود وجمع الناس من أجل ذلك اليوم مقصود لأن في ذلك اليوم يتحقق المُلك لله عز وجل دون سواه لا مُلك لأحد مع الله عز وجل { لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } في ذلك اليوم يُعطَى المُحِق ويكافأ ويُكرم، ويعاقب المذنب والظالم.
/ ثم قال عز وجل : { ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ } وقوله : { مَشْهُودٌ } يحتمل أموراً:
- يعني يحتمل يشهده الناس { مَشْهُودٌ } يعني ذلك اليوم عظيم يشهده الناس والنص على هذا تعظيم له.
- ويحتمل أن معنى مشهود يعني محقَق الوقوع لا شك في وقوعه.
يعني محتمل أن يكون مشهود يشهده الناس كلهم ويحتمل أن يكون المقصود بـ { مَشْهُودٌ } يعني متحقق الوقوع لا شك فيه ولا شبهة. ويمكن أيضاً معنى آخر أنه كثير من يشهد فيه كثير الشاهدين له لشُهرته لأن الخلق كلهم يجمعون في ذلك اليوم مثال ذلك تقول : مجلس فلان مجلس مشهود يعني يحضره الناس الكُثر وكل يشهد به ويوقعه ويعرفه ويعرف فلان ومكانه لأن مجلسه مشهود فهذه كلها معاني وهي معاني صحيحة لا تعارض بينها.
/ ثم قال عز وجل : { وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ } هذا جواب على سؤال يرد في الذهن إذا كان ذلك يوم مجموع له الناس لا شك وذلك يوم مشهود لا شك فأين هو؟ لماذا أخره الله ؟ يأتي الجواب يقول : { وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ } يعني لا نُأخر هذا اليوم إلا لوقت وأجل محدد، أصلاً الأجل هو: الوقت المنتهي إلى غاية هذا يسمى أجل، ما يطلق لفظ الأجل إلا على المدة المؤقتة ومع ذلك قال { لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ } يعني مؤقت ومعدود فهو مضبوط تماماً ما يزيد ولا ينقص.
{ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٌ } طيب ما صفة ذلك اليوم؟ ما أحواله ؟ قال : { يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ } وقوله : { يَوْمَ يَأْتِ } يعني في ذلك اليوم في ذلك الحين تأتي كل نفس لا تكلّم إلا بإذنه، وهذه أول مظاهر المُلك المطلق لله عز وجل في ذلك اليوم أن أحداً كائناً من كان لا يستطيع أن ينطق بكلمة في ذلك اليوم مهما كانت منزلته ومكانته عند الله فإنه لا ينطق، حتى الملائكة المقربون { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَا يَتَكَلَّمُونَ } وهذه من أعظم مظاهر مُلك الله عز وجل في ذلك اليوم أن أحداً لا يتكلم في ذلك اليوم إلا إذا أذِن الله عز وجل له. قال : { يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ } فلا يتكلم أحد إلا بإذنه حتى يأذن الله عز وجل لمن يشاء ويرضى كما جاء في الآية الأخرى.
{ فَمِنْهُمْ } يعني من هؤلاء الناس المجموعون في ذلك اليوم منهم شقي وسعيد فقط ما فيه قسم ثالث، إما سعيد سعادة مطلقة تامة لا يعقبها سعادة ، أو شقي شقاءً مطلقاً لا شقاء بعده، وهذه حال الناس إما من أهل اليمين أو من أهل الشمال -والعياذ بالله- قال : { فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ } والبدء بالشقي لأن سياق الآيات يناسب ذلك سياق الآيات فيه التهديد لهؤلاء المكذبين بالرسل المعرضين عن الحق ولذلك قدم ذكرهم.
/ ثم قال الله عز وجل فصّل حال الذين شقُوا قال : { فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ } يعني مكانهم ومصيرهم في النار { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ } الزفير : هو صوت خروج النَفَس من الجوف، والشهيق: صوت دخول النَفَس إلى الجوف. فهي إشارة إلى العذاب الشديد الذي يجعل الإنسان في هذه الحالة الاضطراب النفسي يخرج صوته قوي عند خروج النفَس وقوي عند دخول النفس وهذه الحالة تدل على أن الإنسان في شدة وكرب عظيم.
 { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيق*خَالِدِينَ فِيهَاٌ } الخلود هو: طول المكث { خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْض ُ} يعني ما بقيت السماوات والأرض. قوله : { مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } يذهب الكثير من المفسرين أن المقصود بـ { مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} هذا تشبيه كنائي المقصود به طُول المُكث ليس مربوطاً ببقاء السماوات والأرض لأن أصلاً السماوات والأرض قد زالتا وبُدلتا فلا يوجد هناك سماوات وأرض ولكن المقصود أنهم خالدين أبداً فيها { إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ } وتعليقه بالمشيئة إشارة إلى أن هذه العقوبة هي بحكم الله عز وجل ومشيئته ولو شاء لم يقع ذلك فلا مُكره له عز وجل.
 { إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } فهو عز وجل يفعل ما يشاء وما يريد لا مُعقِّب لحكمه سبحانه وبحمده.
/ ثم قال هؤلاء الذين شقوا وفي مقابلهم : { وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا } يعني أهل السعادة { فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ } وهذا الاستثناء لتعليق الأمر بمشيئة الله عز وجل وأنه لا مُكره له سبحانه وبحمده.
/ ثم قال : { عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } أصل الجذّ القطع أي عطاء غير مقطوع، ولما كان هذا عطاء والعطاء نعمة عظيمة لكن دائماً هذا العطاء يخاف الناس من شيء فيه وهو أنه قد ينقطع، عطاء الدنيا نعيمها يُعكِّر عليك صفوه أنك تخشى انقطاعه هذا أعظم ما يُعكِّر صفو يعني أهل النعيم في الدنيا، إذا أردت أن تُعكِّر صفو نعيمه تقول سوف تموت ينقطع هذا النعيم الذي أنت فيه ولذلك يكثر في القرآن الكريم التأكيد على أن هذا العطاء خالد أبداً وأنه لا ينقطع ولهذا قال عز وجل : { عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } التعبير بصيغة العطاء بصيغة النكرة للتعظيم لهذا العطاء عطاء كثيراً واسعاً ومع ذلك فهو غير مقطوع فهو لا ينقطع أبداً نسأل الله الكريم من فضله.
/ ثم الآية أيضاً فيها دلالة على خلود أهل النار في النار وخلود أهله الجنة في الجنة وأن بقاءهم فيها أبد الآبدين وهذا ما تدل عليه ظواهر الكتاب والسنة وهذا ما ذهب إليه عامة أهل الإسلام خصوصاً أهل الجنة أنهم باقون فيها أبداً، وذهب أهل السنة والجماعة إلى أن أهل النار خالدين فيها أبداً لا يفنون بفناء النار وهذا أخذاً بظواهر نصوص الكتاب والسنة المتكاثرة الدالة على خلود أهل النار فيها مثل قوله عز وجل : { لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا } والأحقاب هي الأزمنة الطويلة، وفي الحديث أيضاً أنه يقال : ( يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت ) وهذا كله يدل على أن نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار باقٍ خالد لا ينقطع ولا يزول.
 نتوقف عند هذا ونكمل إن شاء الله بعد أداء صلاة العشاء هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق