الأحد، 15 مايو 2016

‏‪ الرسالة -٣- [إقامة مجالس التدارس سنة متبعة عند السلف]

من أعظم ما يستند إليه في إقامة مجالس التدارس أنها سُنة متبعة عند السلف، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته خير أسوة وقدوة.
/ أخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ).
دلالات الحديث على المجالس:
ـ يدل الحديث على أن المجالس سنة نبوية، وكفى مجالس التدارس فضلاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فعلها، والأعظم فضلاً أنه داوم عليها في رمضان.
ـ يدل الحديث على أن أفضل الأزمنة للتدارس ليالي رمضان، لما يتهيأ في هذه الليالي من النفحات الإلهية بعد صيام النهار، وهي سُنة رمضانية غائبة. قال الشيخ عبد الكريم الخضير في شرح الحديث:
"قوله " فيدارسه القرآن" مدارسة القرآن سنة، لا سيما في ليالي رمضان اقتداءً بما حصل منه-عليه الصلاة والسلام - مع جبريل، فلو أن كل واحد من طلاب العلم اختار له من يناسبه من زملائه وأقرانه فصاروا يتدارسون القرآن، والمدارسة مفاعلة بين الاثنين، يعني كل واحد يقرأ على الثاني، ويسأل الثاني عما يُشكل عليه، وهذا يكون بين الأقران وهذه سنة .. "

دلالات ألفاظ الحديث:
 [ حين يلقاه جبريل ] : 
- تدل على اختيار شيخ أو مُعلم يكون موجهاً في المجالس.
- تدل على أن أقل عدد في التدارس اثنان.
[ كل ليلة في رمضان ]:
- تدل على أن من السنة التدارس كل ليلة من رمضان.
- تدل على فضل مدارسة القرآن ليلاً.
 [ فيدارسه القرآن ]:
- تدل صراحة على التدارس ، وأنه المنهج الأمثل لهذه المجالس.
[ فكان إذا لقيه جبريل ]: - تدل على أثر مجالسة أهل العلم والفضل والقرآن من مزيد الإيمان والجود.
[ أجود بالخير من الريح المرسلة ]: - تدل على عِظم أثر مجالس القرآن، بكونها تزيد أصحابها جوداً وخيرا، وذلك لبركة القرآن المُضاعفة، وما يبعثه في نفس المؤمن من إيمان وهداية.

 #مجالس_المتدبرين‬‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق