الأحد، 15 مايو 2016

الرسالة -٢- التأصيل الشرعي لتدارس القرآن الكريم

‏‪  - الأدلة من السنة :
/ أخرج مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده" [أخرجه مسلم ( ٤/ ٢٠٧٤) ].
تضمن هذا الحديث أعمالاً أربعة  ورتّب عليها أربعة أجورا:
فأما الأعمال فهي: اجتماع، في بيت من بيوت الله ، تلاوة القرآن ، تدارس الآيات .
 أما الأجور فهي : نزول السكينة ، غشيان الرحمة ، حضور الملائكة ، ذِكر الله تعالى للمُتدارسين في الملأ الأعلى.

/ أن الأعمال الأربعة مرتبة على وجه الترقي للكمال والفضل، فالاجتماع فضل، ويفضل بكونه في بيت من بيوت الله ، ويزداد فضلاً بكونه مُتضمناً لتلاوة القرآن ، ويكمُل الفضل بكونه متضمناً لتدارس القرآن للاهتداء والعمل. بدأ بالسكينة وانتهى بذكر الله لهم فيمن عنده، وهذا دال على مراتب الكمال عند الله تعالى، وأن المجالس هي أعظم طريق لتحقيق الكمال والرفعة.

دلالات ألفاظ الحديث:
-[ ما اجتمع ]: يدل على مشروعية الاجتماع لتدارس القرآن ، وأفضله التحلُّق فهو يُورِث الألفة ويحقق التعاون.
-[ قوم ]: يدل على أن المجالس مُوجهة لعامة الناس؛ ويدخل فيها كل الفئات والجنسيات ذكوراً وإناثا.
-[ في بيت من بيوت الله]: يدل على أن أفضل الأماكن لهذه المجالس بيوت الله لما يتحقق فيهامن صفاء الذهن وحضور القلب.
* ذكر بيوت الله هنا لا يفيد الحصر وإنما الأفضلية، ودليله ما جاء في الرواية الأخرى" ما اجتمع قوم يتلون كتاب الله ...." ولذلك تُشرع في أماكن العلم والمعاهد ودور القرآن والأُسر.
*يفهم من تخصيص بيوت الله : مشروعية الطهارة الحسية والمعنوية لهذه المجالس، لأنه اختار لها أفضل الأماكن الطاهرة، فمن باب أولى طهارة نفوسهم وأبدانهم .
-[ يتلون ]: تدل على مشروعية ابتداء المجلس بالتلاوة والغرض منها تصحيح قراءة الحاضرين، كما أنها تهيئ النفوس للتدارس، ولذلك عبّر بالتلاوة دون القراءة  مما ينبغي أن تكون التلاوة بترتيل وخشوع يبعث على حضور القلب وتهيئته.
-[ ويتدارسونه]: تدل على تفاعل أعضاء المجلس كلهم بتدبرهم ومشاركتهم بحسب علومهم. 

 #مجالس_المتدبرين‬‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق