السبت، 4 يوليو 2015

فوائد تربوية من قصة يوسف عليه السلام

/ (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا)
 - قالوا رأى هذه الرؤيا وعمره سبع سنين -وهو طفل صغير- رأى هذه الرؤيا، وأنا متأكد فيه أطفال يرون لكن من حسن تربيتنا أنه لو رأى رؤيا ما يقُصّها على أبيه لأنه يخاف يُكذِّبه .. يخاف يضربه .. يخاف يستهزئ به، ما لها قيمة رؤيا طفل ما لها قيمة، لا، كيف ما لها قيمة هذه رؤيا ولها قيمة.
 - توجهه إلى أبيه وهذا دليل على أن الجسر الذي بينه وبين أبيه ممدود وأنه إذا أصابه أمر أو أصابه شيء مباشرة يقُصّه على أبيه.
 - (يَا أَبَتِ) هذا من حسن التخاطب مع اﻷب.

/ (لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)
 - أن يعقوب عليه الصلاة والسلام كلّم ولده يوسف عليه السلام وكان سنه صغيرا ما بين السابعة إلى العاشرة كلاما كبيرا فبين له المكيدة والمشكلة التي يمكن أن تحصل له ولم يقل هذا صغير ﻻ يفهم الكلام ولذلك اليوم يمكن أنت تتحدث مع ولدك الذي في الصف الأول الابتدائي وتحذِّره حتى من المخدرات ومن الصحبة السيئة ﻻ تقل صغير ما يفهم ، هو يفهم أو قد يأتي يوم يسترجع فيه هذا الكلام. فهو حدّثه عن قضية خطيرة ، كيد .. مكر وهو في هذه السن.
 - تقديم العُذر خصوصا لمن تعرف علاقتك به كاﻹخوة واﻷصحاب واﻷقارب فقال له ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) يعني كأنه يريد أن يقول له إن إخوتك حتى لو كادوا لك، حتى لو حصل بينكم مشكلة فإن السبب في ذلك هو الشيطان. ربّاه على التماس العُذر للمُخطئ.
- اﻻستشارة فيها خير كثيرفاستشيروا آباءكم ، استشيروا إخوانكم في أمور ﻻ تعرفونها وﻻ تدركونها اﻵن وإذا وجّهك إنسان توجيها حسنا فخذ به واستفد منه.
- إذا نهيت الصغير عن شيء فعلِل له وفسِّر له، قل ما السبب لا تقل هذا صغير ﻻ يفهم وﻻ يعرف. كثير من الناس اﻵن يخطئون في قضية أنهم ﻻ يتعاملون مع الصغير بالطريقة الصحيحة ثم إذا مضت اﻷيام واﻷيام واﻷيام .. هو الآن يتربى، هو الآن يفهم، ولذلك يكذب عنده، ويخلف الوعد، يعِده بشيء وﻻ يأتِ به، وإذا سألته لماذا؟ يقول هذا صغير ما يفهم، من قال أنه ﻻ يفهم، هو يفهم وأنت تربيه على الكذب الآن، على إخلاف الوعد، إذا لم تستطع أن توفي بشيء ﻻ تعِده ولو بكى ولو صرخ ولو فعل ما فعل قل له أنا ما أستطيع، خلك واضح معاه أو قل له سآتي به متى استطع، حاول أن تُفهمه، هذه تربية، التربية تحتاج إلى صبر وتعب.
- إذا لم تستطع أن تزيل الشر كله فأزل ما تستطيع منه فإن الشر بعضه أهون من بعض.
- من حُسن الأدب ألا تعلِّم ولدك الكُره للآخرين، اجمع الناس ولا تفرِّقهم، لا تزرع البغضاء بين الناس .. ابحث عن أعذار .. علِّل بتعليلات الشيطان -وهو صحيح- إذا علّلت بالشيطان هو صحيح لأن الذي يُوجد العداوة بين الناس هو الشيطان (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ) الشيطان هو الذي يُوجد العداوة بين الناس .

/ (إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ)
 -إظهار الحب الزائد قد ينتج عنه أمر خطير جدا في التربية فقد يُسبب كُرها بين أولادك يصل بينهم إلى حدّ القتل والعداوات.
- محبة القلب وميله لا تتعلق بالعصبة ولا بالقوة، لا، إنما محبة القلب وميله أمر إلى الله فيه شيء لا يستطيع الإنسان أحيانا أن يقوم به لأنه فوق طاقته لكن فيه شيء تستطيع أن تقوم به .. إظهار الفرح والبِشِر لهم كلهم والعدل في العطية والهبة، هذه تستطيعها، لكن ميل القلب من الداخل لأحد دون أحد هذا إلى الله سبحانه وتعالى.
 - من الخطأ أن نضع التبرير ثم نُخطِّئ الناس بناء عليه ثم نعمل القرار بناء على ذلك، فإذا وضعت مُقدمة فانظر أولا هل هي صحيحة أم غير صحيحة، فإن إن كانت صحيحة فإنها تؤدي إلى أمر صحيح، والمُقدمة الخاطئة تؤدي إلى أمر خاطئ.
- (إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ) فيه دليل على أن الحسد يُعمي ويُصِم، وعلى أن أزهد الناس في العالِم أهله.
- من أحسن الأشياء التي نُكافئ بها أنفسنا أن نغسِل قلوبنا من الحسد. أُتركوا الخلق للخالق .. رِزق الله واسع، عوِّد نفسك أن تفرح للناس وللآخرين بالخير حتى ترتاح وحتى ما تنزلق في أمور خطيرة بعد ذلك.
- الحسد داء لا يقتل إلا صاحبه.
- أنت أيها الأب لا تكن سببا في تحاسد الأبناء، أنت مسؤول عن هذا الأمر فلذلك لا تُكرِّههم في بعضهم .. ربِّهم على المحبة، وأنت يا أخي المعلم .. وأنت يا أخي المُدرِّس .. وأنت يا أخي المُوجِّه لا تربي أبناءك ولا طُلابك على أن يكرهوا فلانا حتى لو كان مُخطئا في شيء، نعتذر له وننشر المحبة بيننا ونتعذر لإخواننا المسلمين.

 / (يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ)
- شُبّه لعِب الطفل ومرحه في البَرّ وفي المكان الخالي برعي البهائم لأنها تحب أن تذهب فيه ويكون المكان واسع والطفل يُحبّ هذا الأمر يحب أن يكون المكان واسع ولذلك إذا كان في حجرة أو كان في شقة أو كان في بيت تجده يتضايق فإذا خرجت به للبر يحب المكان الواسع.
 - فيه أن اللعب من خصائص الطفولة فمن حق الطفل أن يلعب.

 / (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)
- لما تأتيك أي مصيبة -واﻹنسان معرض في أي لحظة ﻷن يسمع خبرا أو يرى شيئا- ربّي نفسك على أنك أول شيء تقول ﻻ حول وﻻ قوة إﻻ بالله .. الله المستعان .. لله ما أخذ ولله ما أعطى ، ﻷنك إذا فعلت ذلك ووفقك الله إلى هذا فإن الله يسهل عليك.
 - استعان بالله تعالى على هذه المصيبة حتى يُصبِّره الله وهو نبي ، ما قال أنا نبي .. أنا قوي ، ﻻ .. إذا ما أعانك الله ما ينفعك شيء .

/ (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)
- كثير من الناس تجد اعتماده على نفسه وعلى قدراته وينسى أن اﻷمر إلى الله سبحانه وتعالى .

 / (عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا)
 البلاء موكل بالمنطق، دائما قُل خيرا ، إذا تكلمت قل خيرا ﻻ تقل شرا فالبلاء منوط بالقول كن مُتفائلا ﻻ تكن متشائم .

 / أشعر قوله تعالى (وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) أن يوسف عليه السلام مُحسن، أو أن من أهمّ صفاته اﻹحسان ولذلك الله أعطاه هذه اﻷمور ﻷنه مُحسن ودلّ ذلك - والله أعلم - أن اﻹنسان إذا أراد أن يعطيه الله حكما أو حكمة وعلم وهداية وخير فليُحسن ﻷن الله عز وجل ذكر اﻹحسان هنا كالتعليل ﻹعطاء هذه المِنح، فبعض الناس يريد الخير، يريد أن يكون عنده عِلم وحكمة، واحد من الطرق المُوصلة إلى ذلك كُن محسنا.

/ (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
 اﻹحسان ممكن أن يكون بالكلمة وممكن أن يكون بالرأي وممكن أن يكون بالمال وممكن أن يكون باﻷخلاق ببشاشة الوجه باﻻبتسامة ، اﻹحسان له صُور كثيرة ، وذكر الله سبحانه وتعالى الإحسان في القرآن في مواضع كثيرة جدا.
 الإحسان هو أعلى صور العلاقة بين المخلوق والخالق وهو أعلى صور العلاقة بين المخلوق والمخلوق.
-----------------------------------
* من تفسير سورة يوسف / د.عويض العطوي المحاضرة الأولى والثانية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق