اليهود ينكرون النسخ في الشرائع ﻷنه ﻻ يكون إلا لشيئين:
إما لحكمة أو عبث.
والله منزّه عن العبث ، وإن كان لحكمة لزِم منه أن الله تعالى تظهر له الحكمة بعد أن كانت خافية عليه، وهذا يلزم الظهور بعد الجهل، وهذا مستحيل على الله . هذه شبهة.
والنسخ عندهم مستحيل ولهذا كذبوا عيسى ومحمد عليه الصلاة والسلام فقيل لهم هاتوا التوراة فإنها تثبت أن الطعام كله كان حلالا لبني إسرائيل ثم حرم إسرائيل على نفسه أشياء وبقي هذا التحريم في ذريته حرام عليهم.
جواب الشبهة : أن النسخ ﻻ يستلزم ﻻ هذا وﻻ هذا بل إن النسخ لحكمة ﻻشك لكن هذه الحكمة تتبع مصالح العباد ، والعباد مصالحهم تختلف، قد يكون من المصلحة أن يُشرع لهم الحل في هذا الزمن والتحريم في زمن آخر، قد يكون من الحكمة أن هذه اﻷمة يُشرع لها الحِل وتلك يُشرع لها التحريم . فهنا الحكمة ﻻ تتعلق بفعل الله ولكن تتعلق بالمخلوق الذي شُرع له الحُكم.
------------------------------
من تفسير بن عثيمين - رحمه الله-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق