د. محمد بن عبد العزيز الخضيري
المثل الرابع من الأمثال التي معنا هو المَثَل المذكور في سورة الأعراف عندما قال الله عز وجل:
المثل الرابع من الأمثال التي معنا هو المَثَل المذكور في سورة الأعراف عندما قال الله عز وجل:
( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) )
هذا المَثَل جعله الله عز وجل بين يدي هؤلاء الكُفار الذين جاءهم الحق فرفضوه بعد أن كانوا يتمنونه ويطلبونه ويتمنون أن يُبعث فيهم رسول يدُلهم على الحق ويهديهم إليه فلمَّا جاءهم الرسول جاءهم بالآيات البيِّنات والحُجج الواضِحات والبراهين الساطِعات أَبَو أن يقبلوا فيضرِب الله لهم مثلاً برَجُل ويقولُ لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ) والنبأ يُطلق على الخبر العظيم المُهم مأخوذٌ من النَبْوة وهي الشيء المرتفِع العالي.
( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا ) أعطيناه وأكرمناه بأنْ جعلناه حامِلاً لآياتِنا مُطَّلعاً عليها حافِظاً لها قارِئاً مُستطيعاً .
( آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا ) أُنظر الله هو الذي آتاه الآيات ولم يسلَخهُ منها وإنَّما انسلخ بنفسه اختياراً تَبِع هواه وأضلَّه الله على عِلم.
( فَانسَلَخَ مِنْهَا ) كما تنسلِخُ الحيَّة من جلدِها قال الله عزَّ وجل (فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ) يعني لمَّا انسلخ وجد فيه الشيطانُ بُغيتَه.
(فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) هُنا استلمَهُ إبليس في غِوايةٍ إثر غِواية حتى لا يكاد يُبصر من الحق شيئاً بعدَ أن كان قلبُه مُستنِيراً بنور الهُدى والوحي صار إلى ما صار إليه كما قال الله ( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) .
ثُم قال الله عزَّ وجل (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ) أي لو شاء الله لرفعَهُ بهذه الآيات لأنَّ مُجرد العلم لا يرفع الإنسان ولو كان مُجرد العلم يرفع الإنسان لكانَ إبليس أرفع الخلق لأنَّ إبليس عالِم ولكِن لا يرتفِع الإنسان بالعلمِ وحده إنَّما يرتفع ببذله الأسباب في العمل بالعلم طلَب الحق وإرادتِه وإيثاره على ما سِواه وإلا فإنَّ العلم يكون حُجة على الإنسان بل وسبب من أسباب زَيغِه وتراكُم الظُلمات على قلبه. قال (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ) أي بهذه الآيات هذا هو القول الصحيح ومن العُلماء من يقول (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ) أي الكُفر ( بها) أي بالآيات ولكِنَّ الأقرب والذي عليه جماهير المُسلمين (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ) أي هذا الذي آتاه آياته فانسلخ منها لرفعناه بالآيات ولكنه أخلدَ إلى الأرض واتَّبع هواه، السر في حصول ما حصل له أنَّه أخلد إلى الأرض أي رَكَن إليها وأقام بِها ورضِي بها وسكَن إليها الأرض يُقصد بها هُنا الدُنيا وكأنَّه أشار أو عبَّر عن الدُنيا بالأرض في مُقابل السماء لأنَّ الإنسان بين حالين:
الحال الأولى أن يرتفِع بنفسه إلى المحل الذي جاءت منهُ روحه لأنَّ الروح نفخةٌ من الرب والإنسان مُكوّن من عُنصرين العُنصر الأول عُنصر اللحم والعظم والجسد وهذا مخلوقٌ من طينةِ الأرض والعنصر الثاني عُنصر الروح وهو نفخةُ الرب سُبحانه وتعالى وأنت بين خيارين إمَّا أن تميل إلى ما خُلِق منه بدَنُك وهو الأرض فتركن إلى الأرض وترضى بالدُنيا تطلُب الراحة والدَّعة وإمَّا أن تلحق روحك التي نزلت من السماء وترجِع إلى المحل الذي هبط منه أبوك آدم عليه الصلاة والسلام فأبونا آدم كان في الجنَّة عصى الله فأهبطه الله من الجنَّة ثُمَّ قيل له ارجع من المكان الذي كُنت فيه كيف نرجِع ؟ لن نرجِع إلى المكان الذي كُنا فيه لا بِحبل ولا بطيارة ولا بصاروخ وإنَّما نرجِع بشيءٍ واحد وهو العمل بهذا الكِتاب وإيثار الحق والسعي في تزكية النفس ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ) رفعها وأعلاها ( وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) أي أخملها وأخفاها فأنت بين صراعين صراع يقول لك اذهب مع روحِك فوق والثاني يقول اهبط مع جسدِك تحت ولذلك قال هُنا قال ( وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ ) رضيَ بها واطمأنَّ إليها ولم يرتفِع ويتسامى ويصعد إلى فوق حتى يعود إلى المحل الذي جاء منه وهذا هو غالِب ما يحدُث للناس من ضلالتِهم هو بسبب إخلادِهم إلى الأرض قُم يافُلان صلِ لا يقوم للصلاة لأنَّ الصلاة فيها مشقة وتعب ووضوء وأحياناً برد وفيها قطع للطريق وفيها ذهاب في أوقات متعددة في اليوم والليلة وهذا صعب على الإنسان فهو يقول لا .. لا .. مكاني مكاني، صُم لكي تزكُوا نفسُك لا يصوم ، آمن بالله وبرسوله وباليوم الآخر لا يفعل، جاهِد في سبيل الله لا يفعل كما قال الله عزَّ وجل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) ماذا ؟ (اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ) ماذا قال الله؟ (أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ* إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) رأيتُم يا إخواني كيفَ يُعبر بإيثار الدُنيا بالخلود إلى الأرض والتثاقُل إليها والركُون إليها طلب الدَّعة والراحة ولذلِك قال هُنا ( وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ) مالَ وصار تابِعاً لما تهواه نفسُه وهذا هو مكمَنُ الشقاء أن تُحب الدُنيا وتتبع الهوى ماعاد يُصبح هناك لك طريق إلى الهُدى تُغلق على نفسك جميع أبواب الهداية إذا أحببت الدُنيا ومِلت مع الهوى ماذا بقيَ من الهُدى ؟ قال الله عز وجل ( فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَىٰ (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَىٰ (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَىٰ (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ (41) ) رأيتم يا إخواني إذاً أنت بين امتحانين الامتحان الأول أن تصعد بنفسِك وألا تتبع هواك فمتى هبطت بنفسِك واتَّبعت هواك فقد مكَّنت عدوك من نفسك من هو عدوك ؟ عدوك الشيطان خلاص يجُرك إلى حيث يُريد من أودية الهوى وأودية الدُنيا السحيقة من ظُلم وضلال وبدعة وشرك ومعصية وعُدوان على الله وعلى دينه وعلى عباده.
قال ( وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ ) أي مثل من كان هذه حالُه ( كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ) لِماذا شبههُ بالكلب ؟ لأنّ الكلب يتميز عن سائر الحيوانات بشدَّة الحِرص وظُهور أثر ذلك على تصرفاتِه وحركاتِه بل حتى وعلى خِلقتِه، الكلب يا إخواني يرضى بأدنى الأشياء ودائماً يبحث عن الطعام ولو - أكرمكُم الله - كان ذلك في النجاسات وأنفُه الذي هو أعلى شيءٍ فيه وأرفع شيءٍ منه أين يضعُه يا إخواني ؟ دائماً تجِده في الأرض ولا يتحسس ويتشمم من جسده إلا دُبُره، وإذا وجد ميتة قبل أن يجدها أصحابُه معه فإنَّه يقف على هذه الميتة ويهِر وينبح عليها لا يُريد أن يقربها أحدٌ معه وما يزال ينبح على الكِلاب حتى يصُدهم جميعاً عنها ومن مزاياه ما ذكره الله في الآية قال ( إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ) طوال الوقت يسعى إن نصحتَهُ فهو يُريد الدُنيا وإنْ تركتَه فهو يُريد الدُنيا إن وعظتَهُ فهو يُريد الدُنيا لا يرى من موعِظتك شيئا وإنْ تركتهُ بلا موعِظة فهو ساعٍ في طريق ضلاله لا يَدعُ منهُ شيئاً كالكلب إنْ تحمِل عليه يلهث وإنْ تتركهُ أيضاً يلهث وهَذه لا توجدُ في شيءٍ من الحيوانات إلا في الكلب وذلِكَ لأنَّه شديد العطش كثير الطَّلب قد يصبر على الجوع قليلاً لكِنَّه لا يصبر على الشراب حتَّى إنَّه يلعَقُ الثرى من شدة العطش ضُرِبَ مثلاً لهذا الذي أُوتي آيات الله فانسلخَ منها وآثر الدُنيا واتَّبع الهوى وعِندهُ استِعداد أن يُسخِّر الآيات والأحاديث والفتاوى لِخدمةِ باطِله وهوَ يسألُك قبل أن يُجيبك ماذا تُريد ؟ لأُفتي لك كم تُعطيني وأُعطيك الفتوى المُناسبة وأُصرِّف لكَ الآيات على الوجه الذي تُريد لا يهُمه فيما يقول أو يفعل وفيما يتكلم به أو يُفتي فيه إلا شيءٌ واحد وهو كم سيُحصِّل من وراء ذلِك الكلام الذي سيقُوله. وهذا المَثل يا إخواني ضرَبه الله لأولئك الذين باعوا العِلم النافع بعَرَضٍ من الدُنيا قليل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( بادروا بالاعمال فِتنناً كقِطع الليل المُظلم يُصبح الرجُل فيها مؤمناً ويُمسي كافِراً يبيعُ دينهُ بعَرضٍ من الدُنيا قليل ) - نسأل الله العافية والسلامة - قال ( فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ).
قال الله عزّ وجل ( فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ) ضربَ الله هذا المَثل لمن أعطاه الله عزَّ وجل الوحي ورفعهُ الله بالعِلم فآثر الدُنيا فهو يلهثُ وراء الدُنيا ويجري وراءها ويؤثرها على كُل شيءٍ سواها مع أنَّ الله قد رفعَهُ بالعلم .. فضَّله به وبالوحي إلا أنَّهُ يُصرّ على أن يأخُذ الأدنى ويأخُذ الدُنيا الفانية - نسأل الله العافية والسلامة - وهذهِ الآية جاءت بعد قوله عزَّ وجل في سورةِ الأعراف ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ ) أي أعطاهُم الله عزَّ وجل عِلم الكِتاب ( يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا ) إذا قضوا بين الناس أخذوا الرِشوة وإذا أرادوا أن يُفتوا فتوى نظروا إلى من يُعطيهم حتى يقولوا الشيء الذي يُريد ويرغب فيه ويقولونَ مع هذا الظُلم العظيم الذي فعلوه والقول على الله بغير علم يقولون (سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ) وهم مُقيمون على ماهُم عليه ويقولون في نفس الوقت سيُغفر لنا كيف سيُغفر لكُم وأنتم لازلتُم مُقيمين على ما أنتم عليه من القول على الله بغير عِلم وبيع آيات الله بثمنٍ قليل قال الله عز وجل ( أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَٰقُ ٱلْكِتَٰبِ أَن لَّا يَقُولُوا۟ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلْحَقَّ وَدَرَسُوا۟ مَا فِيهِ ۗ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌۭ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) وفي هذه الآية التي معَنا وهيَ آية المَثل هذِه آيةٌ عظيمةٌ في حق أهل العِلم عليهِم أن يتقوا الله عزَّ وجل في هذه الأمانة التي حُمِلوها وألا يشتروا بهذا العِلم شيئاً من الدُنيا قليلاً ولا كثيراً وأن يكونوا أُمناء على هذه الرسالة قائمون بها ولو فقدوا كُل شيء مما أُوتوه في الدُنيا ماداموا مُستمسكين بكلمة الله مُستعصمين بحبل الله قائلين بالحق ذابِّين عنه ناصرين له . نسأل الله سبحانه وتعالى بمنِّه وكرمه أن يجعلنا منهم وألا يبتلينا أن نبيع شيئاً من ديننا بعرضٍ من الحياة الدُنيا قليل.
وهذهِ الآية شديدة يا إخواني على كُل من علِمَ شيئاً من الحق فجحَدهُ أو أخفاه لعَرَضٍ من الدُنيا يرجوه وهي من أشدِّ الآيات على أهل العِلم وعلى طُلاب العِلم وعلى من تسلَّمَ منصِباً عِلميَّا أو شرعياً كتعليم أو فتوى أو غير ذلك ألا يقول على الله إلا الحق وألا يؤثر الهوى والدُنيا على ما حمَّله الله عزَّ وجل من الأمانة والوحي والرسالة.
قال الله عزَّ وجل ( ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا) يعني هذا المَثل لأولئك القوم الذين كانوا يطلبون الحق فلمَّا جاءهُم الحق كذَّبوا به مثلُهم كمثَل الكلب هم يُريدون حقاً يمشي مع أهوائهم يُريدون حقاً لا يتعارض مع دُنياهم يُريدون حقاً لا يمنعهم من شيء من أهوائهم، لا .. غالِبُ الهُدى يُعارض الهوى ولذلك يبقى الإنسان في صراعٍ دائم بين اتِّباع الهُدى أو اتِّباع الهوى وأيُهما تختار هو الذي ستسير في طريقه إلى أن تلقى ربَّك سبحانه وتعالى.
قال ( فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا ) أي قبُح هذا المثَل لأُولئك الذين كذبوا بآياتِنا وأنفُسهم كانوا يظلمون
( مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) وهذا يُبيِّن لنا يا إخواني أنَّ الهداية بيدِ الله وأنَّ العبد عليه أن يسأل الله سبحانهُ وتعالى أن يُثبِّته على الحق وأنْ يقول كلِمة الحق في المنشَط والمكرَه وما يُحب وما يكره وفيما يُرضي الناس وما لا يُرضيهم يطلُب بذلك رضوان الله عزَّ وجل ورضوان الله لا يُنال باتباع الهوى ولا بالإخلاد إلى الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق