الاثنين، 1 ديسمبر 2014

الحلقـ الثلاثون ــة / سورة غافر الآية (٧)



الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على من هدى الله به الخلائق وأوضح الله به الطرائق وعلى آله وأصحابه أهل الفضل والمروءات وبعد ..
الآية التي سنشرُف بالحديث عنها قول الله جل وعلا : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا )
مناسبة الآية لِمَا قَبْلها: قال الله عز و جل قبلها : ( وَكَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ) فذكر الله جل وعلا عُصاة بني آدم وأعلاهم معصية وهم الكفار وأخبر أن هؤلاء حقّت عليهم الكلمة أنهم أصحاب النار بما وقع منهم من تكذيب الآيات ورَدِّ الرسل وجحودهم لألوهية ربهم فلما ذكر الله جل وعلا من عصاه من خَلقه في العالم السُفلي وقال : ( حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ ) وهو وعيده الذي لا يتبدل المبيِّن لمعنى قول الله جل وعلا: ( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ)، بعد أن ذكر هؤلاء في العالم السفلي وما وقع منهم ذكر أهل الملكوت العلوي وهم الملائكة المقربون فقال جل وعلا : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ )
 والعرش -مرَّ معنا- أنه سقف المخلوقات وهو سرير ذو قوائم تحمله الملائكة والله جل وعلا يتكلم هنا -يتحدث في القرآن- يتكلم في القرآن عن حملة عرشه بعد أن ذَكَر الكفار من العالم السُفلي ذكر العظماء الأجلاء الشرفاء من العالم العلوي فقال : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ) فحَمَلةُ العرش خّلْقٌ من الملائكة أوكل الله جل وعلا إليهم وهو غنيٌّ عنهم حمل عرشه وقال عنهم في الحاقة : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) والمحفوظ -المشهور- عند أهل العلم أن أربعة منهم يقولون : "سبحانك اللهم وبحمدك ، لك الحمد على حلمك بعد علمك" وأربعة يقولون : "سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك" . وقد جاء في بعض الآثار كما عند ابن أبي حاتم بسند صحيح من حديث جابر: (أُذِنَ لي أن أُحدِّث عن أحد حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام).
قال الله جل وعلا : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْش ) ثم قال : ( وَمَنْ حَوْلَهُ ) أي هناك ملائكة آخرون غير حملة العرش يطوفون بماذا ؟ يطوفون بالعرش ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ) كلا الطائفتين ( يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ) أي ينزهون الله جل وعلا عما لا يليق به ( وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ) مع أن انتفاء الإيمان عن الملائكة غير وارد لكن الله عيَّنَه .. نَصَّ عليه .. ذَكَرَهُ لِمَ ؟ حتى يعرف الكفار شرف الإيمان الذي فاتهم. ( يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ) فأخبر الله جل وعلا على أن هؤلاء الملائكة مُتصفون بالإيمان دأبهم تسبيح الرحمن ، ثم بيَّن حالةً أخرى قال : ( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) وهذا يدل على أن الملائكة من أنصح الخلق للمؤمنين  قال ربنا : (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) ويدل على أن من أعظم الوشائج هي وشائج الإيمان وقد جعلت هؤلاء المؤمنين في الأرض تستغفر لهم ملائكة السماء بل وأي ملائكة ؟ حملة العرش ( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ).
 ثم بَيَّن دعائهم قالوا : ( رَبَّنَا ) ومن تدبَّرَ القرآن كما قال مالك -رحمه الله- يلحظ أن أكثر أدعية الصالحين في القرآن تبدأ بـ (رَبَّنَا ) أو ( رَبِّي ) وهذا مُستفيض في القرآن إن كان من دعاء الأنبياء أو كان من دعاء الملائكة قالوا : ( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ) هذا توسلٌ إلى الله جل وعلا بصفاته ( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) يوجد نجاة من عقاب ويوجد تمتع بالثواب .. كم حالة ؟ حالتان يوجد ماذا ؟ نجاة من العقاب ويوجد تمتع وحصول الثواب لكن لا يلزم من النجاة من العقاب حصول الثواب فالملائكة هنا ماذا يقولون ؟ قالوا : ( وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) هنا ماذا طلبوا لأهل الإيمان ؟ النجاة من العقاب ، الله جل وعلا يقول في آية أخرى : ( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ) فلا يسمى فوز حتى يقع أمران : أن يُزحزح العبد عن النار وأن يدخل الجنة ، الملائكة فقِهوا هذا قالوا : ( وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) هذا نجاة من ماذا ؟ نجاة من العقاب نجاة من النار المقابِلة لقوله تعالى : ( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ ).
أما الثانية وهي دخول الجنة التي قال الله جل وعلا فيها : ( وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ) قالوا عنها كما قال الله جل وعلا : ( وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ ) فقولهم وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ ) هذا حصول الثواب لأنه لا يكفي النجاة من العقاب.
 ( وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ ) هي أصلها جنة لكن داخلها جنات والله قال : (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) وقال : (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ) عَدَنَ في المقام يعني خَلُدَ فيه وأقام خَلُدَ في المكان وأقام هذا معنى عَدَن ( جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ ).
 وقولهم -أي الملائكة- لربهم في دعائهم ( وَعَدْتَهُمْ ) هذا نوع من الاسترحام أي بما أنك قد وعدتهم فلا تخذلهم شيئاً منيّتَهم إياه وأين وعَدَنا الله الجنة ؟ في اثنين : في طيات كتبه وعلى ألسنة رُسله في طيات كتبه وعلى ألسنة رُسله وعَدَنا الله جل وعلا الجنة.
 ( جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ ) معطوفة والمعنى: أدخلهم ( جَنَّاتِ عَدْن ) وأدخِل ( مَن صَلَح مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ)  الذرية من هم ؟ الأبناء ، وأيهما أقرب للزوج ؟ أقرب للرجل ابنه أم زوجته ؟ ابنه قطعاً إجمالاً ، وهنا قدَّم الله الزوجة ، الله جل وعلا يقول هنا : ( وَمَنْ صَلَح مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۚ ) إذاً الترتيب هنا ترتيب سَبْق ، يعني ترتيب حسب الوجود، ترتيب حسب الوجود فلا يكون رجل حتى يكون أبوه ولهذا قدَّم الآباء ( وَمَنْ صَلَح مِنْ آبَائِهِمْ ) ولا يكون ابن حتى تكون زوجة إذ لا سبيل إلى وجود الأبناء والبنات إلا بعد وجود الأزواج -أي الزوجات- فرتبهم الله جل وعلا ترتيب سَبْق بالوجود فقال جل وعلا : ( وَمَنْ صَلَح مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .
هذا الترتيب أو هذا الدعاء من الملائكة لِمَا استقرَّ في عِلم الملائكة أن أي أحد تطيب نفسه أن يدخل الجنة معه أهل بيته والله يقول : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) ولو أن أحدنا إذا جلس مع أهل بيته في مكان يُحبه داخل الدار أو خارجه طَمِع في أن يكون هؤلاء أهله معه في الجنة هذا أول طريق لأن تدلهم على طريق الهداية تتمنى في قلبك ترغب إلى الله أن يكون أهلك .. والداك .. زوجتك .. بنوك .. بناتك معك في الجنة فإن وقع هذا في قلبك سيقع في قلبك أيضاً كمال النُصح لهم بيسرٍ ورحمة إلى أن يكونوا معك في الجنة قال الله : ( وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
ثم قال الله عنهم -أي من دعاء الملائكة-  (وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ ) أي جنبهم السيئات ، قال أهل العلم : إن المرء إذا وُقِيَ السيئات فهذا من دلائل التوفيق للصالحات أن المرء إذا وُقِيَ السيئات فهذا من دليل أن يوَفَّق والتوفيق للصالحات (وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ ) بدليل أن الله جل وعلا قال بعدها في جملة شرطية : ( وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) يعني ( وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ ) في الدنيا فإنك يوم القيامة قد رحمته لأنه لا تبعات يحملها على ظهره مادام الله جل وعلا قد وقاه السيئات في الدنيا فلا تبعات يحملها على ظهره يوم القيامة ( وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) فالفوز العظيم أن يُقَى العبد في الدنيا السيئات ويوفقه الله جل وعلا للصالحات .
بقي أن نختم بعد هذا كل الذي ذكره الله جل وعلا عن أوليائه وعباده المقربين أن يعلم كل أحد أن التوبة وظيفة العمر قال الله ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) والتوبة في حقيقتها حصول رغبة في القلب أن يفيء المؤمن أو العبد إلى ربه و يشعر بالندم لِما وقع منه وليس أحدٌ لم يقع منه شيء لا المتكلم ولا السامعين ولا من يرى ولا غيرنا
 إن تغفر اللهم تغفر جمَّا ** وأي عبدٍ لك ما ألمَّا
 لكن شعور العبد بأنه حقيقٌ به أن يؤوب إلى الله هو طريق التوبة الأول لكن هذا الطريق وهو طريق التوبة لابد أن يصحبه علمٌ بجلال الله لأن العلم بجلال الله وجماله يعين العبد على أن تمضي أقدامه وخُطواته في طريق التوبة ولا ينتكس ولا يرجع لعلمه عَظَمة من هو قادم عليه ومن يؤوب إليه.
 ثم لابد أن يصحب هذا عمل صالح يُذهب به المرء ما يريد أن يتوب منه والله يقول في آية مُحكَمة : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ ) وأصله أن رجلاً من الأنصار قبَّل امرأة و ربما ضمها ثم أخبر النبي صلى الله عليه و سلم فسكت عنه ثم صلى العصر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما فرغ من صلاته سأل عنه قال : أنا هنا يا رسول الله قال : أصليت معنا ؟ قال : نعم قال : إن الله أنزل : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ ) فالإكثار من الحسنات والصلوات على وجه الخصوص من دلائل أن العبد يحب يتوب إلى الله .
الوصية الخاتمة في التوبة نفسها أن يدخر الإنسان لنفسه سريرة عند الله عملٌ يرى أنه قادر عليه ولا يرغب أن يراه أحد فيكثر من هذا العمل مع طوية في القلب أنه يريد به وجه الله فيدخِر له ربه هذه السريرة فيجعلها حافظة ًمُوفِقة له في دنياه .. حافظةً موفقةً له في قبره  .. حافظةً موفقةً له إذا قام الأشهاد وحُشِر العباد، فوالله إنك لن تستودع أحدا عملك أرحم بك من الله ولا أعظم فضلاً بل مثل هذا أن يُودع الإنسان أعمالاً صالحةً عند الله حتى في مُدلهمات الأيام و نزول الخطوب وتوالي الكوارث يجدها الإنسان من حيث لا يشعر فربما عبد له سريرة عند الله فإذا به يُنبأ بحصول شيء وقع عليه فتجده أعظم ثباتاً وأشد صبراً مع أن الذين يخالطونه لم يكن يتوقعون منه أن يكون صابراً على هذا الحال لأنهم يجهلون أن له سريرة عند الله وبسريرته هذه ثبّته ربه جل وعلا وأعانه، فإذا كان هذا من تثبيت الله له في الدنيا فكيف بتثبيت الله  له في الآخرة!!
 اللهم إنا نسألك بأحب أسمائك إليك وأقربها زلفى لديك وبأنك أنت الله الحي الذي لا إله إلا هو أن ترحم ضعفنا وعجزنا وقلة حيلتنا وأن تهدينا اللهم سواء السبيل
 اللهم ردنا إليك رداً جميلاً
 اللهم ردنا رداً جميلاً
 اللهم ردنا رداً جميلا
 اللهم ردنا إليك رداً جميلاً
 اللهم إنا نسألك الإيمان والعفو عما مضى وسلف وكان من الذنوب والآثام والعصيان
 اللهم إنا نسألك بنور وجهك الذي أشرقت منه الظلمات وصَلُح عليه أمر الدنيا والآخرة أن لا تسلبنا الإيمان بك حتى نلقاك
 اللهم لا تسلبنا الإيمان بك حتى نلقاك
 اللهم لا تسلبنا الإيمان بك حتى نلقاك
 اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
 اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
 اللهم استر عوراتنا
 اللهم استر عوراتنا
 اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا
 اللهم اجعلنا من أغنى خلقك بك وأفقر عبادك إليك ياذا الجلال والإكرام
 اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمن له حق علينا واجعلنا اللهم من أوليائك المقربين وعبادك الصالحين ..
 وصلِ اللهم على محمد وآله والحمد لله رب العالمين. 
 آمين .. اللهم آمين. 
_______________________________________________
تم بحمد الله ومنته وتوفيقه تفريغ حلقات بـ/ مع القرآن (٢) للشيخ صالح المغامسي
جزى الله خيرا حبيبتنا في الله (^_^) على مساهمتها في تفريغ الحلقات وبارك لها في وقتها وعافيتها وذريتها وجعله ثقيلا في موازين حسناتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق