بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه. فهذا اللقاء مع الجزء السابع والعشرين من كلام رب العالمين -جل جلاله- ولنا معه وقفاتٌ ثلاث -كما جرت به العادة في مثل هذه اللقاءات-.
والوقفة الأُولى: مع فاتحة سورة الطور: قال أصدق القائلين -جل جلاله:
بسم الله الرحمن الرحيم {وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3)
وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5)
وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ}
"الواو" في كُل ما سلف واو قسم مستقل، أقسم الله -جل وعلا- أول السورة بالطور والطور على الصحيح من حيث اللغة، من حيث العُموم هو كل جبلٍ نبت عليه شجر لكن الألف واللام هُنا إنما هي للعهد عهد ذهني وما الذي في ذهن من يسمع من الجِبال، من الطور الجبل الذي كلَّم الله عنده موسى إذاً المُراد بالقسم في قوله -جل وعلا- (وَالطُّورِ) هو الجبل الذي في أرض سيناء الذي كلّم الله عنده كليمه ونبيه وصفيه موسى ابن عِمران.
(وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ) الكتاب المسطور هُنا على الصحيح هو التوراة والذي يدفعُنا أن نقول إن المُراد بقوله -جل شأنه- (وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ) هو التوراة أسباب منها:
/ أن المُقسم به من قبل هو الطور وهو يتعلق بموسى والتوراة أُنزلت على موسى وقت نزُول هذه السورة لم يكُن القُرآن قد كُتب فبعيدٌ أن يكون القُرآن وإنما التوراة قد كُتبت فلهذا قُلنا إن المراد به التوراة. قال جل وعلا (وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ) أي مكتوب سطراً بعد سطر، أين مكتوب؟ قال -جل ذِكره- (فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ) الرق: الجلد إذا كان أبيض ويُكتب عليه لكنه أحياناً يكون مطوياً وأحياناً يكون منشوراً، منشوراً: يعني مبسوطاً.
لمَّا يكون هُناك ذِكر مكتوب في ورقة ما أشرفُ أحواله حال طيه أم حالُ نشره؟ حالُ نشره لأن حال نشره تدُل على أنه وقت قِراءته. أقسم الله بالتوراة في أشرف أحوالها قال (مَنْشُورٍ) فالجِلد الذي كُتبت عليه التوراة منشور.
ومالذي يُدرينا أن التوراة كُتبت؟ أن الله قال (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ) فالله -جل وعلا- أخبر أن التوراة نزلت مكتوبة فالقُرآن جاء بالتلقي (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) والتوراة جاءت مكتوبة (فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ).
ثم قال -جل وعلا- (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) بعضُ العُلماء قال: إن البيت المعمور هُنا هو بيتٌ في السماء السابعة الوارد ذكرُه في حديث المعراج.
وقال آخرون: بل البيت المعمور هُنا هو الكعبة.
قُلنا: أين القرينة على أنه الكعبة؟ قالوا الله الآن يتكلم عن موسى وعن الجبل الذي كلّمه الله -جل وعلا- عنده فالمُناسب أن يذكُر مكاناً آخر لنبيّ آخر هو نبينا -صلى الله عليه وسلم- الذي نزل عليه القُرآن فيكون قول الله جل وعلا -على قول هذه الطائفة من العُلماء- أن البيت المعمور هو الكعبة. والأكثرون على أن البيت المعمور هو البيت الذي في السماء. وممن قال بأن البيت المعمور هو الكعبة الحسن البصري أبو سعيد -رحمه الله-وأنا بين الحين والآخر أُعطي بتراجِم لبعض الأئمة عمداً، أحدُ التابعين الكِبار -رضي الله عنه وأرضاه- ويُقال في خبره أنه قام يوماً خطيباً فأغلظ على الحجاج فبعث الحجَّاج إليه وقد اشتاط غضبه وأعدّ السيف والنطعَ، النطع: الجلد الذي يجلس عليه من يُراد قتله ، ودعى السيَّاف وأرسل إلى الحسن فدخل الحسن فلما دخل الحسن مع الباب حرك شفتيه ثم جاء للحجَّاج -يعني في صدر المجلس- فقال له الحجاج كيف أنت يا أبا سعيد ثمة مسائل أُريد أن أسألك عنها وأخذ يسألُه والحسن يُجيبه وكُلما فرغ قال الحجاج له أنت سيدُ العُلماء يا أبا سعيد فلمَّا أراد أن يخرُج طيبهُ بطِيب -بغالية عندهُم- غالية يعني إناء فيه طيب، وخرج الحسن، لمَّا خرج مع الباب تبِعه الحاجِب الذي كان على الباب قال يا أبا سعيد -الآن خرج عن القصر- والله إنك لتعلم أن الحجاج ما دعاك ليُكرمك ومع ذلك أكرمك لكني رأيتك عندما دخلت مع الباب حركت شفتيك فأسألُك بالله ماذا كُنت تقول؟ قال كُنت أقول : "اللهم يا ولي نِعمتي وملاذي عند كُربتي اجعل نِقمته برداً وسلاماً علي كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم" فلجأ إلى ربه فكفاه الله -جل وعلا- الحجاج . نعود للآية: الله يقول (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) فهذا قُلنا من الذين قالوا البيت المعمور هو الكعبة هو الحسن البصري.
ثم قال ربُنا (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) الجمهور: على أنها السماء بدليل أن الله -جل وعلا- قال (وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَحْفُوظًا) والمُناسبة بالقسم بها قالوا مِنها -أي من العُلو- نزل القرآن ونزلت التوراة (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ).
ثم قال أصدق القائلين (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) -واو قسم تجُر- البحر هل هو جنس البحار أو هو بحرٌ بعينه؟
بعض العلماء قال: جنس البحار، ومسجور قالوا: إنه ممتلئ.
وقال آخرون: إنما هذا قسمٌ به حال ما يكون يوم القيامة (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) بمعنى مُلأت ناراً.
وقال فريقٌ من العُلماء: إن الألف واللام في البحر لسيت لام جنس وإنما لام عهد، فلما ذكر الله -جل وعلا- الطور وموسى والتوراة فإن البحر هو بحر القلزم المعروف الآن بالبحر الأحمر قالوا والمُناسبة بالقسم به: أن هذا البحر فيه نجَّى الله موسى (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ).هذه كُلها قسمٌ مُتتابع أقسم بها رب العالمين -جل جلاله-
أما جواب القسم فهو قوله تبارك اسمه وجل ثنائُه (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) ولا ريب أن عذاب الله الأُخروي واقعٌ لا محالة وعذابه الدنيوي واقع على من كتبه الله -جل وعلا - عليهم أن يُعذبهم فأفادت هذه الأقسام المُتتابعة عظمة وعيد الله -جل وعلا- وأنت تعلم أن هؤلاء المُخاطبين بالآية كان فيهم من قسوة القلوب ما فيهم، والسورة عموماً -سورة الطور- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها في صلاة المغرب فإن جُبير بن مُطعِم لمَّا كانت معركة بدر وقبِل النبي -صلى الله عليه وسلم- فداء الأسرى فإن قريشاً صُدمت بما وقع لها فحتى لا يشمت بها المؤمنون منعوا البُكاء على الميت، وذات يومٍ رجُلٌ كبير فيهم مات له أولاد -ثلاثة تقريباً- في بدر أصبح في قلبه حَزَن فيُريد أن يبكي لكن قريشاً منعت البُكاء وهو منهم لا يستطيع أن يخرج عنهم فسمِع نواحاً -يعني صياحاً- فقال لغلام له قم فاذهب وانظر من الذي يصيح وعلاما يصيح فلعل قريشاً أذِنت بالبكاء على قتلاها فإن في صدري ما فيه فرجع -هذا ذهب ورجع- قال هذه امرأة أضاعت بكراً لها -يعني فتى من الإبل، الإبل في سن معين- فقال:
تبكي أن يضِل لها بعيرٌ ** ويمنعها من النوم السهودُ
فلا تبكي على بكرٍ ولكن ** على بدرٍ تقاصرت الجدود
على بدرٍ سُرات بني هصيص ** ومخزومٍ ورهط أبي الوليدِ
ألا قد ساد بعدهمُ أُناسٌ ** ولولا يوم بدرٍ لم يسودوا
فلما جاء الأمر بفداء الأسرى جاء جُبير بن مُطعم من مكة إلى المدينة وهو مُشرك ليدفع الفِدية حتى يفدي أسراه فدخل المدينة والنبي -صلى الله عليه وسلم- يُصلي بالصحابة المغرب فسمِعه يقول في سورة الطور يقرأ (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ*أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۚ بَلْ لَا يُوقِنُونَ) قال -رضي الله عنه وأرضاه- : كاد قلبي أن يطير. يعني ما أن سمعتُها كاد قلبي أن يطير فكانت سبباً في إسلامه بعد ذلك رضي الله عنه وأرضاه .
"الواو" في كُل ما سلف واو قسم مستقل، أقسم الله -جل وعلا- أول السورة بالطور والطور على الصحيح من حيث اللغة، من حيث العُموم هو كل جبلٍ نبت عليه شجر لكن الألف واللام هُنا إنما هي للعهد عهد ذهني وما الذي في ذهن من يسمع من الجِبال، من الطور الجبل الذي كلَّم الله عنده موسى إذاً المُراد بالقسم في قوله -جل وعلا- (وَالطُّورِ) هو الجبل الذي في أرض سيناء الذي كلّم الله عنده كليمه ونبيه وصفيه موسى ابن عِمران.
(وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ) الكتاب المسطور هُنا على الصحيح هو التوراة والذي يدفعُنا أن نقول إن المُراد بقوله -جل شأنه- (وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ) هو التوراة أسباب منها:
/ أن المُقسم به من قبل هو الطور وهو يتعلق بموسى والتوراة أُنزلت على موسى وقت نزُول هذه السورة لم يكُن القُرآن قد كُتب فبعيدٌ أن يكون القُرآن وإنما التوراة قد كُتبت فلهذا قُلنا إن المراد به التوراة. قال جل وعلا (وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ) أي مكتوب سطراً بعد سطر، أين مكتوب؟ قال -جل ذِكره- (فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ) الرق: الجلد إذا كان أبيض ويُكتب عليه لكنه أحياناً يكون مطوياً وأحياناً يكون منشوراً، منشوراً: يعني مبسوطاً.
لمَّا يكون هُناك ذِكر مكتوب في ورقة ما أشرفُ أحواله حال طيه أم حالُ نشره؟ حالُ نشره لأن حال نشره تدُل على أنه وقت قِراءته. أقسم الله بالتوراة في أشرف أحوالها قال (مَنْشُورٍ) فالجِلد الذي كُتبت عليه التوراة منشور.
ومالذي يُدرينا أن التوراة كُتبت؟ أن الله قال (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ) فالله -جل وعلا- أخبر أن التوراة نزلت مكتوبة فالقُرآن جاء بالتلقي (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) والتوراة جاءت مكتوبة (فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ).
ثم قال -جل وعلا- (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) بعضُ العُلماء قال: إن البيت المعمور هُنا هو بيتٌ في السماء السابعة الوارد ذكرُه في حديث المعراج.
وقال آخرون: بل البيت المعمور هُنا هو الكعبة.
قُلنا: أين القرينة على أنه الكعبة؟ قالوا الله الآن يتكلم عن موسى وعن الجبل الذي كلّمه الله -جل وعلا- عنده فالمُناسب أن يذكُر مكاناً آخر لنبيّ آخر هو نبينا -صلى الله عليه وسلم- الذي نزل عليه القُرآن فيكون قول الله جل وعلا -على قول هذه الطائفة من العُلماء- أن البيت المعمور هو الكعبة. والأكثرون على أن البيت المعمور هو البيت الذي في السماء. وممن قال بأن البيت المعمور هو الكعبة الحسن البصري أبو سعيد -رحمه الله-وأنا بين الحين والآخر أُعطي بتراجِم لبعض الأئمة عمداً، أحدُ التابعين الكِبار -رضي الله عنه وأرضاه- ويُقال في خبره أنه قام يوماً خطيباً فأغلظ على الحجاج فبعث الحجَّاج إليه وقد اشتاط غضبه وأعدّ السيف والنطعَ، النطع: الجلد الذي يجلس عليه من يُراد قتله ، ودعى السيَّاف وأرسل إلى الحسن فدخل الحسن فلما دخل الحسن مع الباب حرك شفتيه ثم جاء للحجَّاج -يعني في صدر المجلس- فقال له الحجاج كيف أنت يا أبا سعيد ثمة مسائل أُريد أن أسألك عنها وأخذ يسألُه والحسن يُجيبه وكُلما فرغ قال الحجاج له أنت سيدُ العُلماء يا أبا سعيد فلمَّا أراد أن يخرُج طيبهُ بطِيب -بغالية عندهُم- غالية يعني إناء فيه طيب، وخرج الحسن، لمَّا خرج مع الباب تبِعه الحاجِب الذي كان على الباب قال يا أبا سعيد -الآن خرج عن القصر- والله إنك لتعلم أن الحجاج ما دعاك ليُكرمك ومع ذلك أكرمك لكني رأيتك عندما دخلت مع الباب حركت شفتيك فأسألُك بالله ماذا كُنت تقول؟ قال كُنت أقول : "اللهم يا ولي نِعمتي وملاذي عند كُربتي اجعل نِقمته برداً وسلاماً علي كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم" فلجأ إلى ربه فكفاه الله -جل وعلا- الحجاج . نعود للآية: الله يقول (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) فهذا قُلنا من الذين قالوا البيت المعمور هو الكعبة هو الحسن البصري.
ثم قال ربُنا (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) الجمهور: على أنها السماء بدليل أن الله -جل وعلا- قال (وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَحْفُوظًا) والمُناسبة بالقسم بها قالوا مِنها -أي من العُلو- نزل القرآن ونزلت التوراة (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ).
ثم قال أصدق القائلين (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) -واو قسم تجُر- البحر هل هو جنس البحار أو هو بحرٌ بعينه؟
بعض العلماء قال: جنس البحار، ومسجور قالوا: إنه ممتلئ.
وقال آخرون: إنما هذا قسمٌ به حال ما يكون يوم القيامة (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) بمعنى مُلأت ناراً.
وقال فريقٌ من العُلماء: إن الألف واللام في البحر لسيت لام جنس وإنما لام عهد، فلما ذكر الله -جل وعلا- الطور وموسى والتوراة فإن البحر هو بحر القلزم المعروف الآن بالبحر الأحمر قالوا والمُناسبة بالقسم به: أن هذا البحر فيه نجَّى الله موسى (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ).هذه كُلها قسمٌ مُتتابع أقسم بها رب العالمين -جل جلاله-
أما جواب القسم فهو قوله تبارك اسمه وجل ثنائُه (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) ولا ريب أن عذاب الله الأُخروي واقعٌ لا محالة وعذابه الدنيوي واقع على من كتبه الله -جل وعلا - عليهم أن يُعذبهم فأفادت هذه الأقسام المُتتابعة عظمة وعيد الله -جل وعلا- وأنت تعلم أن هؤلاء المُخاطبين بالآية كان فيهم من قسوة القلوب ما فيهم، والسورة عموماً -سورة الطور- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها في صلاة المغرب فإن جُبير بن مُطعِم لمَّا كانت معركة بدر وقبِل النبي -صلى الله عليه وسلم- فداء الأسرى فإن قريشاً صُدمت بما وقع لها فحتى لا يشمت بها المؤمنون منعوا البُكاء على الميت، وذات يومٍ رجُلٌ كبير فيهم مات له أولاد -ثلاثة تقريباً- في بدر أصبح في قلبه حَزَن فيُريد أن يبكي لكن قريشاً منعت البُكاء وهو منهم لا يستطيع أن يخرج عنهم فسمِع نواحاً -يعني صياحاً- فقال لغلام له قم فاذهب وانظر من الذي يصيح وعلاما يصيح فلعل قريشاً أذِنت بالبكاء على قتلاها فإن في صدري ما فيه فرجع -هذا ذهب ورجع- قال هذه امرأة أضاعت بكراً لها -يعني فتى من الإبل، الإبل في سن معين- فقال:
تبكي أن يضِل لها بعيرٌ ** ويمنعها من النوم السهودُ
فلا تبكي على بكرٍ ولكن ** على بدرٍ تقاصرت الجدود
على بدرٍ سُرات بني هصيص ** ومخزومٍ ورهط أبي الوليدِ
ألا قد ساد بعدهمُ أُناسٌ ** ولولا يوم بدرٍ لم يسودوا
فلما جاء الأمر بفداء الأسرى جاء جُبير بن مُطعم من مكة إلى المدينة وهو مُشرك ليدفع الفِدية حتى يفدي أسراه فدخل المدينة والنبي -صلى الله عليه وسلم- يُصلي بالصحابة المغرب فسمِعه يقول في سورة الطور يقرأ (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ*أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۚ بَلْ لَا يُوقِنُونَ) قال -رضي الله عنه وأرضاه- : كاد قلبي أن يطير. يعني ما أن سمعتُها كاد قلبي أن يطير فكانت سبباً في إسلامه بعد ذلك رضي الله عنه وأرضاه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق