الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

المجلس التدبري حول الجزأين الخامس والعشرون والسادس والعشرون

أ.ضحى السبيعي

- الجزء الخامس والعشرون:

/ قال قتادة: يقال: خير الرزق ما لا يطغيك، ولا يلهيك: { وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ}. [تفسير الطبري] .

/ كانت أسماء رضي الله عنها _ تخشى شؤم الذنب ووبال المعصية ، فكانت تصدّع فتضع يدها على رأسها وتقول : " بذنبي وما يغفر الله أكثر " .لقد تلقت هذا الأدب من قوله تعالى : { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [د. محمد الدويش]

أما أثر المعاصي في الحرمان من العلم النافع فمعلوم بالنص والواقع كما قال الله سبحانه { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ‌} ، ولا ريب أن حرمان العلم النافع من أعظم المصائب . [ابن باز -رحمه الله-] 

/ { اللَّـهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ...} أوصى بن قدامة – رحمه الله – أحد إخوانه قائلاً : " واعلم أن من هو في البحر – على اللوح – ليس بأحوج إلى الله وإلى لطفه ممن هو في بيته بين أهله وماله ، فإذا حققت هذا في قلبك فاعتمد على الله اعتماد الغريق الذي لا يعلم له سبب نجاة غير الله " . [الوصية المباركة ص77] .

/ {فِيهَا يُفْرَ‌قُ كُلُّ أَمْرٍ‌ حَكِيمٍ} فتأمل في قوله ( حكيم ) ليتبين للمؤمن أن أوامره مُحكمة متقنة ، ليس فيها خلل ولا نقص ولا سفه ولا باطل ، ذلك تقدير العزيز العليم .[ابن عثيمين-رحمه الله-] .

/ {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالحات} هذه الآية كانت درساً لي، عندما قرأتها شعرت كأني المخاطبة. أريد الجنة، وأريد رؤية الله سبحانه! لكن أين العمل؟! ومن لحظتها قررت الاجتهاد في العمل الصالح. [ج.تدبر] .

/ ومن ظن أن الذنوب لا تضره -لكون الله يحبه- مع إصراره عليها؛ كان بمنزلة من زعم أن تناول السم لا يضره مع مداومته عليه! ولو تدبر الأحمق ما قصّ الله في كتابه من قصص أنبيائه، وما جرى لهم من التوبة والاستغفار، وما أصيبوا به من أنواع البلاء الذي فيه تمحيص لهم، وتطهير؛ علم بعض ضرر الذنوب بأصحابها، ولو كان أرفع الناس مقاما. [ابن تيمية -رحمه الله-].

/ {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالحات} كان الفضيل بن عياض إذا قرأ هذه الآية يقول لنفسه : " ليت شعري ! من أي الفريقين أنت؟!" فما يقول أمثالنا ؟ -----------

- الجزء السادس والعشرون :

/ {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا..}
فالمؤمن لا يذهب طيباته في الدنيا ، بل إنه يترك بعض طيباته للآخرة ، وأما الكافر فإنه لا يؤمن بالآخرة فهو حريص على تناول حظوظه كلها في الدنيا . [بدائع التفسير]

/ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُ‌وا اللَّـهَ يَنصُرْ‌كُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
دليل على أن من استشعر التقوى في مقاصده ، وأخلص النية لله في أعماله ، لم يسلمه الله إلى عدوه ، ولم يُعْلِه وكان الظفر له على من ناوأه . [القصاب – نكت القرآن (4/150)]

/ { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} مثال تولد الطاعة كمثل نواة غرستها ، فصارت شجرة ، ثم أثمرت فأكلت ثمارها وغرست نواها ، فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمرة ، وغرست نواة ، وكذلك تداعي المعاصي ، فليتدبر اللبيب هذا المثال ، فمن ثواب الحسنة الحسنة بعدها ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها . [ابن القيم – الفوائد (35)]

/ انتبه! ما نطق به اللسان ولم يعقد عليه القلب ليس بعمل صالح كما قال تعالى { يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} [محمد بن عبد الوهاب في معرض حديثه عن خطورة قراءة الفاتحة من غير حضور قلب ]

/ {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ..} أمره بما يستعين به على الصبر وهو التسبيح بحمد ربه قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وبالليل وأدبار السجود . [بدائع التفسير]

/ { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} أحد طُرق العلم بل أعظمها: تدبر أسمائه وصفاته، وأفعاله الدالة على كماله وعظمته ، وجلاله . اللهم فقهنا باسمائك وصفاتك على الوجه الذي يرضيك عنّا .[السعدي-رحمه الله-]
 -----------------
@afagTadabor
 #مجالس_المتدبرين
 فيس بوك : حلقة آفاق التدبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق