الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

المجلس التدبري حول الجزأين الثالث والعشرون والرابع والعشرون

أ.ضحى السبيعي

- الجزء الثالث والعشرون :
 
/ { وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ } وذكر بعضهم في القرع فوائد ، منها : سرعة نباته ، وتظليل ورقه لكبره ، ونعومته ، وأنه لا يقر بها الذباب ، وجودة أغذية ثمره ، وأنه يؤكل نيئاً ومطبوخاً بلبه وقشره أيضاً . وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب الدباء ، ويتتبعه من حواشي الصَّحْفة . [تفسير ابن كثير]

/ يا له من شرف! قال تعالى عن خيار رسله: {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ}، تذكر الدار الآخرة والتذكير بها، والعمل لها؛ من نعم الله الخالصة على أوليائه المصطفين الأخيار. قال قتادة: كانوا يُذكرون الناس الدار الآخرة والعمل لها. [ينظر: تفسير ابن كثير]
/ { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } 
وصية إمام مجرب: يقول الشعبي: "إذا قرأت القرآن فاقرأه قراءة تسمع أذنيك، ويفقه قلبك، فإن الأذن عدل بين اللسان، والقلب".
/ كيف نتدبر؟ "إني أحب أن أسمعه من غيري" هكذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- حين سمع قراءة ابن مسعود، وذرفت عيناه من التأثر، وهذا مفتاح من مفاتيح التدبر، فانظر من ترتاح له في الأشرطة أو في صلاة التراويح، فاسمع له بتدبر، فلعلك ترزق دمعات تنجيك من النار.
 / كيف نتدبر؟ الله يخاطبك! فما دمت تتلو القرآن بهذا الشعور، وأن كل آية فيه إنما هي رسالة من الله إليك، فسيكون شعورك مختلفاً تماماً.
 قال الحسن البصري: كان من قبلكم يرون هذا القرآن رسائل من ربهم يقرأونها بالليل ويعملون بها في النهار. وإذا كانت الرسالة من الله، أليست جديرة بالتعظيم والإجلال؟!
لو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فإذا قرأه بتفكر حتى مرّ بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه، كررها ولو مائة مرة ولو ليلة، فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم. [ابن القيم]
 
/ {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا} أن الله تعالى يمنّ على العبد بأكثر مما فقد إذا صبر واحتسب ، لأن أيوب -عليه الصلاة والسلام- وهب الله له أهله ومثلهم معهم ، فأنت اصبر ، تظفر . [ابن عثيمين-رحمه الله-]
/ لا تستخدم جوارحك إلاّ للخير لأنها ستشهد عليك يوم القيامة قالى تعالى {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} وذلك أنّ إقرار الجوارح أبلغ من إقرار اللسان.. [المعين على تدبر الكتاب المبين].

- الجزء الرابع والعشرون:

/ آية تستوقفني كثيرا: {أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَة} يا له من مشهد فظيع من مشاهد المعذبين في جهنم! الأيدي مغلولة فلا يتهيأ له أن يتقي النار إلا بوجهه! إنه مشهد يكفي لردع العاصي عن معصيته، لو تخيل أنه ربما يقع له. اللهم اجرنا من النار [ج.تدبر] .

/ {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} قال مجاهد : عملوا أعمالاً توهموا أنها حسنات ، فإذا هي سيئات . وقال سفيان الثوري : ويل لأهل الرياء ، ويل لأهل الرياء ، ويل لأهل الرياء هذه آيتهم ، وقصتهم . [فتح القدير] .

/ استحضار دائم .. قال تعالى عن آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} قال ابن سيرين: كان أبو هريرة يأتينا بعد صلاة العصر فيقول: عرجت ملائكة، وهبطت ملائكة، وعرض آل فرعون على النار! فلا يسمعه أحد إلا يتعوذ بالله من النار.

/ قد تمر أوقات تنهزم فيها الأمة وتضعف، لكن لا يمكن أن تمر لحظة واحدة ينهزم فيها هذا الكتاب؛ لأن الله يقول: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}. [محمد الراوي]

/ {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} وتأمل في سوق الفريقين إلى الدارين زمراً من فرحة هؤلاء بإخوانهم وسيرهم معهم كل زمرة على حدة، كل مشتركين في عمل متصاحبين فيه على زمرتهم وجماعتهم مستبشرين أقوياء القلوب كما كانوا في الدنيا وقت اجتماعهم على الخير ، كذلك يؤنس بعضهم بعضاً ويفرح بعضهم ببعض. [بدائع التفسير]
  اللهم اجعل أهل مجالس المتدبرين يساقون زمراً إلى جنتك ووالديهم.
 -----------------
 @afagTadabor
 #مجالس_المتدبرين 
فيس بوك : حلقة آفاق التدبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق