الأربعاء، 13 مارس 2013

كلمــــات في التــــــدبر

* من كتاب ليدبروا آياته

/ إن هذا القرآن قد قرأه عبيدٌ وصبيانٌ لا علم لهم بتأويله ، وما تدبر آياته إلا باتباعه ، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده ، حتى إن أحدهم ليقول : لقد قرأت القرآن فما اسقطت منه حرفاً وقد – والله – أسقطه كله ، ما يُرى القرآن له في خُلق ولا عمل .
[الحسن البصري فهم القرآن ص ( 276 )] .

/ تدبر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف ، وبه يستنتج كل خير وتستخرج منه جميع العلوم ، وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته . [ابن سعدي / تفسيره ( ص189 )].

/ قد عُلم أنه من قرأ كتاباً في الطب أو الحساب أو غيرهما فإنه لا بد أن يكون راغباً في فهمه وتصوير معانيه ، فكيف بمن يقرأ كتاب الله تعالى ، الذي به هُداه ، وبه يعرف الحق والباطل ، والخير والشر ؟ فإن معرفة الحروف بدون المعاني لا يحصل معها المقصود ، إذ اللفظ إنما يراد للمعنى . [ابن تيمية / مجموع الفتاوى ( 74/7 )] .

/ تأمل ! جبل عظيم ، شاهق ، لو نزل عليه القرآن لخشع ، بل تشقق وتصدع ، وقلبك هذا الذي هو في حجمه كقطعة صغيرة من هذا الجبل ، كم سمع القرآن وقرأه ؟ ومع ذلك لم يخشع ولم يتأثر ! والسر في ذلك كلمة واحدة : إنه لم يتــدبر . [أ.د. ناصر العمر]

/ عليك بتدبر القرآن حتى تعرف المعنى ، تدبره من أوله إلى آخره ، واقرأه بتدبر وتعقل ، ورغبة في العمل والفائدة ، لا تقرأ بقلب غافل ، اقرأه بقلب حاضر ، واسأل أهل العلم عما أشكل عليك ، مع أن أكثره – ولله الحمد – واضح للعامة والخاصة ممن يعرف اللغة العربية . [ابن باز / فتاوى / 9/25]

/ إياك – يا أخي – ثم إياك أن يُزهّدك في كتاب الله تعالى كثرة الزاهدين فيه ، ولا كثرة المحتقرين لمن يعمل به ، ويدعوا إليه ، واعلم أن العاقل ، الكيّس ، الحكيم لا يكترث بانتقاد المجانين . [الشنقيطي / أضواء البيان 1/5] .

/ ينبغي للقارئ أن يكون شأنه الخشوع ، والتدبر، والخضوع ، فهذا هو المقصود المطلوب،وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب ،وقد بات جماعة من السلف يتلوا الواحد منهم آية واحدة ليلة كاملة أو معظم ليلة يتدبرها عند القراءة. [النووي / الاذكار النووية ص 150] .

/ المؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرضه ، فكان كالمرآة بها ما حسن من فعله وما قبح ، فما خوّفه به مولاه من عقابه خافه ، وما رغّب فيه مولاه رغِب فيه ورجاه ، فمن كانت هذه صفته – أو ما قاربها – فقد تلاه حق تلاوته ، وكان له القرآن شاهداً وشفيعاً ، وأنيساً وحرزاً ، ونفع نفسه ، وأهله ، وعاد على والديه وولده كل خير في الدنيا والآخرة . [الإمام الآجري / أخلاق حملة القرآن ص ( 27 )] .

/ من النصح لكتاب الله : شدةُ حبه وتعظيم قدره ، والرغبة في فهمه ، والعناية بتدبره ، لفهم ما أحب مولاه أن يفهمه عنه ، وكذلك الناصح من الناس من يفهم وصية من ينصحه ، وإن ورد عليه كتاب منه ، عني بفهمه ، ليقوم عليه بما كتب به فيه إليه ، فكذلك الناصح لكتاب ربه ، يعني بفهمه ، ليقوم لله بما أمر به كما يحب ويرضى ، ويتخلق بأخلاقه ، ويتأدب بآدابه . [ابن رجب / جامع العلوم والحكم ص ( 79 )] .

/ يقول أحد أعضاء أسرة تدبر - أستاذ جامعي - : زرت والدي ( قرابة 70 سنة ) في المستشفى فسألته عن نومه ؟ فقال : نمت بحمد الله ، وأنا أفرح إذا طار عني النوم ! فقلت: لم ؟ فقال : لأعيش مع كلام ربي ! فقلت : كم تقرأ ؟ قال : سبعة أجزاء !
يقول هذا الأستاذ : وأنا لا أعرف عن قراءة والدي إلا التدبر والسؤال ، والتكرار ، والوقوف الطويل عند الآيات . إذا عظم في صدرك تعظيم المتكلم بالقرآن ، لم يكن عندك شيء أرفع ، ولا أشرف ، ولا أنفع ، ولا ألذ ، ولا أحلى من استماع كلام الله – جل وعز - ، وفهم معاني قوله تعظيماً وحبا له ، وإجلالاً ؛ إذ كان – تعالى – قائله ، فحب القول على قدر حب قائله . [الحارث المحاسبي / فقه القرآن ، ص : ( 302 )] .

/ وقد أعلم الله تعالى خلقه أن من تلا القرآن وأراد به متاجرة مولاه الكريم فإنه يربحه الربح الذي لا بعده ربح ، ويعرفه بركة المتاجرة في الدنيا والآخرة . [الإمام الآجري / أخلاق حملة القرآن ص : ( 2 )].

 / ما أحسن وقع القرآن ، وبلّ نداه على القلوب التي ما تحجرت ، ولا غلب عليها الأشر والبطر ، والكفر والنفاق والزندقة والإلحاد ! هو والله نهر الحياة المتدفق على قلوب القابلين له ، والمؤمنين به ، يغذيها بالإيمان ، والتقوى لله تعالى ، ويحميها من التعفن والفساد ، وويحملها على كل خير وفضيلة . [الشيخ صالح البليهي / الهدى والبيان في أسماء القرآن] .

/ إذا التبست عليك الطرق ، واشتبهت عليك الأمور ، وصرت في حيرة من أمرك ، وضاق بها صدرك ، فارجع إلى القرآن الذي لا حيرة فيه ، وقف على دلائله من الترغيب والترهيب ، والوعد والوعيد ، وإلى ما ندب الله إليه المؤمنين من الطاعة وترك المعصية ، فإنك تخرج من حيرتك ، وترجع عن جهالتك ، وتأنس بعد وحشتك ، وتقوى بعد ضعفك . [نصر بن يحيى بن أبي كثير].

/ من موانع فهم القرآن والتلذذ به : أن يكون التالي مصراً على ذنب ، أو متصفاً بكبر ، أو مبتلى بهوى مطاع ، فإن ذلك سبب ظلمة القلب وصدئه ، فالقب مثل المرآة والشهوات مثل الصدأ ، ومعاني القرآن مثل الصور التي تتراءى في المرآة ، والرياضة للقلب بإماطة الشهوات مثل الجلاء للمرآة . [ابن قدامة / عنصر منهاج القاصدين ، ص : ( 45)].

 / البكاء مستحب مع القراءة ، وطريق ذلك : أن يحضر قلبه الحزن ، فمن الحزن ينشأ البكاء ، وذلك بأن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد ، والمواثيق والعهود ، ثم يتأمل تقصيره في أوامره وزواجره ، فيحزن لا محالة ويبكي ، فإن لم يحضره حزن وبكاء ، فليبك على فقد الحزن والبكاء ، فإن ذلك أعظم المصائب . [أبو حامد الغزالي / إحياء علوم الدين 2/37] .  

/ ومن أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله من النوافل : كثرة تلاوة القرآن ، وسماعه بتفكر وتدبر وتفهم ، قال خباب بن الأرت لرجل : تقرب إلى الله ما استطعت ، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه . [ابن رجب / جامع العلوم والحكم ص 364]  

/ إن أمة الإسلام – في كثير من مواقعها وأحوالها – تحتاج إلى أن تراجع نفسها في موقفها من قرآن ربها ، فإن كثيراً منهم يجهلون أن للقرآن العظيم تأثيراً حقيقياً في حياتهم المعاشية والمدنية ، يتشككون ويترددون في أثره في تحقيق السعادة المنشودة في الدين والدنيا معاً . [د. صالح ابن حميد] .

/ قيل ليوسف بن أسباط : بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن ؟ فقال : أستغفر الله ؛ لأني إذا ختمته ، ثم تذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت ، فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح  [إحياء علوم الدين 2/55] .

/ فتدبر القرآن إن رمت الهدى * فالعلم تحت تدبر القرآن . [ابن القيم / شرح القصيدة النونية ص 315] 

/ من تدبر القرآن طالبا الهدى منه ؛ تبين له طريق الحق . [ابن تيمية / الواسطية ص 8]

/ وكلمة هذا الإمام جاءت بعد سنين من الجهاد في سبيل بيان الحق الذي كان عليه سلف هذه الأمة ، والرد على أهل البدع ، فهل من معتبر ؟! وليس في القرآن لفظ إلا وهو مقرون بما يبين به المراد ومن غلط في فهم القرآن فمن صورة أو تقصيره . [ابن تيمية / مجموع الفتاوى 20/474].

/ مع أهمية حفظ القرآن الكريم ، إلا أننا نجد أمراً غريباً في عالمنا الإسلامي ، حيث إن فيه مئات الألوف من المدارس التي تعتني بحفظ القرآن ، على حين أننا لا نكاد نجد مدرسة واحدة متخصصة بتدبره وفهمه والتفكر فيه ! . [أ.د. عبد الكريم بكار] .

/ لو سألت أي مسلم : أتؤمن بأن القرآن هدى ، ونور ، ورحمة ، وشفاء ، وحياة للقلب ؟ لأجابك – وبلا تردد – نعم ! . ولكنك تأسف إذا علمت أن الكثير من المسلمين لا يعرف القرآن إلا في " رمضان " ! فإن حال هذا في الحقيقة هي كمن يعلن عن استغنائه عن هدى الله ، ونوره ، ورحمته ، وشفائه ، وحياة قلبه في أحد عشر شهراً ! [د. عمر المقبل] .

/ فو الله الذي لا إله إلا هو ! ما رأيت – وأنا ذو النفس الملأى بالذنوب والعيوب – أعظم إلانة للقلب ، واستدرارا للدمع ، وإحضارا للخشية ، وأبعث على التوبة ، من تلاوة القرآن وسماعه . [عبد الحميد بن باديس] .

/ قال ابن مسعود : "اقرؤوا القرآن وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة" فما يعين على قراءة التدبر المحركة للقلوب أن يكون حزب القارئ وقت القراءة لا مقدار القراءة ، فمثلاً : بدلا من تحديد جزء يومياً ، يكون نصف ساعة يومياً ؛ لئلا يكون الهم آخر السورة . [عبد الكريم البرادي] .

/ إذا كان كلام العالم أولى بالاستماع من كلام الجاهل ، وكلام الوالدة الرؤوم أحق بالاستماع من كلام غيرها ، فالله أعلم العلماء وأرحم الرحماء ، فكلامه أولى كلام بالاستماع والتدبر ، والفهم . [الحارث المحاسبي / فهم القرآن ص 247].

/ ومن أصغى إلى كلام الله ، وكلام رسوله – صلى الله عليه وسلم – بعقله ، وتدبره بقلبه ، وجد فيه من الفهم ، والحلاوة ، والهدى ، وشفاء القلوب ، والبركة ، والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام ، لا نظماً ، ولا نثراً . [ابن تيمية / اقتضاء الصراط 1/384].

/ من موانع التدبر : الغناء فهو " يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن ، وتدبره ، والعمل بما فيه ؛ فالقرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبداً ؛ لما بينهما من التضاد ، فالقرآن ينهى عن إتباع الهوى ، ويأمر بالعفة ، ومجانبة الشهوات ، والغناء يأمر بضده ذلك كله ، ويحسنه ، ويهيج النفوس إلى الشهوات ، فيثير كامنها ، ويحركها إلى كل قبيح". [ابن القيم / إغاثة اللهفان ص 248].

/ أجريت دراسة سلوكية على ( 185 سجيناً ) ممن حفظ القرآن داخل السجن ، واستفادوا من العفو المشروط بالحفظ ، على أنه لم يعد منهم أحد إلى سابق عهده ، وأن نسبة العودة ( 0% ) [د. سليمان الصغير / كتاب عظمة القرآن] .

/ القرآن كلام الله ، وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته : فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال ، فتخضع الأعناق ، وتنكسر النفوس ، وتارة يتجلى بصفات الجلال والكمال فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها ، بحسب ما عرفه من صفات جماله وكماله . [ابن القيم / الفوائد : 69] .

/ فمن تدبر القرآن ، وتدبر ما قبل الآية وما بعدها ، وعرف مقصود القرآن تبين له المراد ، وعرف الهدى والرسالة ، وعرف السداد من الانحراف والاعوجاج . [ابن تيمية / مجموع الفتاوى 15/94].

/ وإني أحثكم أيها الشباب على الحرص التام على تدبر القرآن ومعرفة معانية ؛ لأن القرآن إنما نزل ليدبر الناس آياته ، وليتذكروا به ؛ إذ لا فائدة بتلاوة اللفظ دون فهم للمعنى ، وإذا أشكل عليكم شيء فاسألوا عنه . [ابن عثيمين / لقاءات الباب المفتوح – رقم ( 171 )].

/  العناية بالتجويد مهمة ، ولكن يجب ألا تكون على سبيل العناية بالتدبر والفهم لكلام الله: قال ابن تيمية : ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن : إما بالوسوسة في خروج حروفه ، وترقيقها ، وتفخيمها ، وإمالتها ، والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك ، فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه . [مجموع الفتاوى 16/50] .

/ وقد سمعت من الشيخ الشنقيطي – صاحب أضواء البيان رحمة الله تعالى علينا وعليه – قوله : "لا يثبت القرآن في الصدر ، ولا يسهل حفظه وييسر فهمه ؛إلا القيام به من جوف الليل" . وقد كان رحمه الله تعالى لا يترك ورده من الليل صيفاً أو شتاء . [الشيخ عطية سالم / تتمة اضواء البيان 8/359] .

/ كان عمر – رضي الله عنه – يمر بالآية في ورده ، فتخنقه فيبكي حتى يلزم بيته ، فيعوده الناس يحسبونه مريضاً . [مصنف ابن تيمية 7/95] .

/ كان أبو العباس بن عطاء يختم القرآن كثيراً ، إلا أنه جعل له ختمة يستنبط منها معاني القرآن ، فبقي بضع عشرة سنة ، فمات قبل أن يختمها . [حلية الأولياء 10/302].

/ "من قرأ القرآن – أي حفظه – قبل أن يحتلم فهو ممن أوتي الحكم صبياً " [ ابن عباس ] . فإذا كان هذا شأن من حفظ ، فكيف بمن حفظه ، ثم وضع قدمه على طريق التدبر ؟ إنه لأكثر حظا من الحافظ فقط . [انظر : المدخل إلى السنن للبيهقي 2/38] .

/ رأى أحد طلبة العلم رجلاً من الأتراك – لا يحسن العربية – ولكنه إذا قرأ القرآن يبكي ، فسأله : كيف تبكي وأنت لا تعرف معنى ما تقرأ ؟ فقال له – عن طريق المترجم - : إنه كلام الله ، ولكن أنتم عرب ، فلماذا لا تبكون ؟!.

/ قال أبو زراعة الرازي – وسئل عن كتب فيها بدع وضلالات - : إياك وهذه الكتب عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك ، ومن لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة ! [الآداب الشرعية 2/175] .

/ تأمل هذه الآيات : (وَأَنْ أَتْلُوَ) النمل : 92 ، (حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ) التوبة :6
وقال تعالى : (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ) العنكبوت :45 ونحوها من الآيات ، تشير إلى ضرورة الدعوة بالقرآن ، وأنه أبلغ وأنفع ما توعظ به القلوب ، وتتأثر به – كما هو مشاهد – وهي تشير - أيضاً – إلى أن البلاغ والوعظ بكلام الله من أعظم ما يُطلب من الرسول وأتباعه . [فهد العبيان].

/ سألت أحد الشباب – الذين منّ الله عليهم بحفظ القرآن ، والعيش معه ، كما أحسبه – قلت له : أنت في بيئة عرف عنها النزاعات والخلافات والتفرق ، فكيف نجوت من ذلك؟ فقال : لا أعرف سبباً أعزو الأمر إليه إلا الإقبال على القرآن ، فقد رباني على حفظ اللسان ، والإعراض عما لا ينفعني في الآخرة ، فأعجبني هذا منه . فاللهم أكثر من أمثاله . [عبد الرحمن العقل] .

/ فإذا استمع العبد إلى كتاب الله تعالى ، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام بنية صادقة على ما يحب الله ، أفهمه كما يحب ، وجعل له في قلبه نوراً . [القرطبي / الجامع لأحكام القرآن 11/ 176].

/ ومن أُوتي علم القرآن فلم ينتفع ، وزجرته نواهيه فلم يرتدع ، وارتكب من الإثم قبيحاً ، ومن الجرائم فضوحاً ؛ كان القرآن حجة عليه ، وخصماً لديه ، قال – صلى الله عليه وسلم - : ( القرآن حجة لك أو عليك ) [القرطبي / الجامع لأحكام القرآن 1/2].

 / لما كان القرآن العزيز أشرف العلوم ، كان الفهم لمعانية أوفى المفهوم ، لأن شرف العلم بشرف المعلوم . [ابن الجوزي / زاد المسير ،1/3] .

/ ولذا تجد من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه ، تنقص رغبته في سماع القرآن حتى ربما كرهه . [ابن تيمية / اقتضاء الصراط المسقيم 1/442].

/ قيل لعيسى بن وردان : ما غاية شهوتك من الدنيا ؟ فبكى ، ثم قال : أشتهي أن ينفرج لي عن صدري ، فأنظر إلى قلبي ماذا صنع القرآن فيه وما نكأ ؟.
  فتأمل – يا مؤمن – كيف كان السلف يعتنون بالتقتيش عن أثر القرآن في قلوبهم ؟ وقارنه بالواقـــــع ! [المتمنين لابن أبي الدنيا : 49] .

/ دخل في قوله – صلى الله عليه وسلم - : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) تعليم حروفه ومعانيه جميعاً ، بل تعلم معانيه هو المقصود الأول من تعلم حروفه ، وذلك الذي يزيد الإيمان ، كما قال جندب بن عبد الله ، وعبد الله بن عمر وغيرهما : ( تعلمنا الإيمان  ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً ، وأنتم تعلمتم القرآن ثم تتعلمون الإيمان ، ولهذا يبقون مدة في حفظ السورة ) [ابن تيمية / الفتاوى 63/304].

 / قال البقاعي – مبيننا تناسق ما قبل الآية مع ما بعدها - : " ومن تدبر الابتداء عرف الختم ، ومن تأمل الختم لاح له الابتداء " .
 ومعنى كلامه : أن من تدبر بداية الآية التي هو فيها عرف سر ختام الآية التي قبلها ، وكذلك من تأمل ختام الآية التي هو فيها ظهر له ارتباطها بالآية التي بعدها ، وظهور هذا وخفاؤه يتفاوت بحسب علم الإنسان وقوة تدبره . [نظم الدرر 1/97/ روائع إقبال ( 158 )].

/ تقول عائشة برجت هوني – امرأة إنجليزية – وهي تصف قصة إسلامها : " لن أستطيع – مهما حاولت – أن أصف الأثر الطيب الذي تركه القرآن في قلبي ، فلم أكد أنتهي من قراءة السورة الثالثة من القرآن ، حتى وجدتني ساجدة لخالق هذا الكون ، فكانت هذه أول صلاة لي في الإسلام ؟ ". والسؤال : كم مرة مررنا بهذه السور العظيمة ، وماذا أحدثت في نفوسنا ؟ [قالوا عن الإسلام ص : 287] .

/ قال الشاعر محمد إقبال – في آخر عمره ، وهو يحث المسلمين على تدبر القرآن - :
  " أقول لكم ما أؤمن به وأدين : إنه ليس بكتاب فحسب ، إنه أكثر من ذلك ، إذا دخل في القلب تغير الإنسان،وإذا تغير الإنسان تغير العالم ، إنه كتاب حي خالد ناطق ، إنه يحتوي على حدود الشعوب والأمم ، ومصير الإنسانية " . [روائع إقبال : 158].

/ تأمل كيف تكون قوة الصلة بالقرآن ! محاضرة واحدة فقط استدل سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله – فيها بأكثر من مئة آية . [عن تلميذ الشيخ : د . عمر العيد] .

/ من أعظم الغبن أن يُخبرنا الله في كتابه بأن جنته – التي أعددها لعباده المتقين – عرضها السماوات والأرض ، ثم لا يجد أحدنا فيها موضع قدم ! [صالح المغامسي].

/ إن تحويل القرآن إلى ألحان منغومة فحسب ، يستمع إليه عشاق الطرب ، هو الذي جعل اليهود والنصارى يذيعون القرآن في الأفاق ، وهم واثقون أنه لن يحيي موتى ! [محمد الغزالي / مقدمة السيرة : 7،8] .

/ من القضايا المسلمة أنه مهما تأنق الإنسان في تحبير العبارات – وهو يوضح معاني كلام الله – فما هو إلا كالشرح لشذرة من معانيه الظاهرة ، وكالكشف للمعة يسيرة من أنواره الباهرة ، إذ لا قدرة لأحد على استفاء جميع ما اشتمل عليه الكتاب ، وما تضمنه من لب الألباب . [جمال الدين القاسمي / قدمة تفسيره ( محاسن التأويل ) 1/5].

/ ومن تدبر كتاب الله ، وأكثر من تلاوته عرف صفات الرابحين ، وصفات الخاسرين على التفصيل . [ابن باز – معلقاً على سورة العصر / مجموع فتاوى ابن باز 5/95].

/ ورد ذكر القلب في القرآن أكثر من 130 مرة وأضيف إليه أكثر من 36 عملاً ووصفاً ، وكل ذلك دال على عظيم محله ، وأنه ملك الجوارح ، ومع ذللك نرى إهمال العباد لقلوبهم ، فلا يزكونها ، ولا يتعلمون حق الله فيها ، وينشغلون عنها بأعمال الجوارح وهي الأصل . [د. محمد الخضيري].

---------------------------------------------------
* المصدر منتديات برنامج الجواب الكافي (بتصرف يسير)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق