تحدثنا عن قضية بعض الخصائص التي آتاها الله الأنبياء وقلنا إنهم يُخيرون قبل الموت ، بعدها يُدفنون حيث يموتون ، وهذه أخذ بها الصحابة لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
فبقيع الغرقد هو موضع اختاره النبي - عليه الصلاة والسلام - لأن يُدفن فيه موتى المسلمين ، اختاره بنفسه إلى الشرق من مسجده وجعل السوق في الغرب وحدد مضمار الخيل ، فخطط المدينة في أيام حياته صلوات الله وسلامه عليه ، فالبقيع هو الذي اختاره ودفن فيه عثمان بن مظعون كأول المهاجرين الذين يُدفنون في البقيع، ومع ذلك لما مات لم يُدفن في البقيع لأن الصحابة اختلفوا أين يُدفن . ومرّ معنا كثيرا أن العبرة لمن يملك النص فقال أبو بكر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم قال ( إنا معاشر الأنبياء نُدفن حيث نموت ) فكان قد مات في حجرة عائشة ، والحُجرة جمعها حُجُرات ، وهذه الحجرات بناها النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثرها شرقي مسجده لما بنى المسجد . وتعلم أنه - عليه الصلاة والسلام - تزوج خديجة وعمره خمسة وعشرون عاما فمكث معها خمسة عشر عاما وهو فرد من الناس لم يُنبأ ولم يُبعث ، ثم لما أتم ّالأربعين وكان له معها خمسة عشر عاما نُبئ فلأنها شاركته أيام كونه غير نبي لوحدها لم يشأ الله أن يشاركها غيرها مع النبي -صلى الله عليه وسلم - وهو نبي ، فلم يتزوج عليها البتة حال حياتها فهي انفردت به قبل البعثة تواسيه وتؤازره ، وانفردت به بعد البعثة ، أما غير ذلك لم تنفرد به امرأة - صلوات الله وسلامه عليه - وإنما الجزاء من جنسس العمل وهي من أعظم سادات نساء المسلمين رضي الله عنها وأرضاها .
هذه المرأة العظيمة لما ماتت عنه تزوج بعد ذلك سودة ثم تزوج عائشة ثم انتقل إلى المدينة فبنى حجرتين ثم كلما عدّد بنى حجرة لما دخله مرض الموت - صلوات الله وسلامه عليه - أضحى يقول : أين أنا غدا ، أين أنا غدا يريد أن يبيت في بيت عائشة ، ففهم نساؤه منه ذاك حتى تنازلن عن حقهن ومُرِّض في بيت عائشة فأضحى في حجرة عائشة يُمرض فلما جاءه الموت - والموت حق - مات في حجرة عائشة في الجهة الجنوبية الغربية من الحجرة ، فلما قُبضت روحه - صلوات الله وسلامه عليه - استقر أمر الصحابة على أن يُدفن في نفس حجرة عائشة فدُفن فيها .
هذا هو الدليل العملي على قوله - عليه الصلاة والسلام - ( إن الأنبياء يُدفنون حيث يموتون ) لكن هذا من خصائصهم أما الناس فيمكن أن يُدفن حيث يموت إذا كان مثلا شهيد معركة أو حتى غير ذلك ، والأصل أن للمسلمين مقابر لكن ليس كل أحد يتأتى أن يُحمل ، فإن لإنسان لا يدري أين يأتيه أجلُه . هذا قوله - عليه الصلاة والسلام - ونحن تكلمنا عن خصائص المرسلين يُدفنون حيث يموتون .
/ مرحلة أخرى : ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)
نحن نشرح ( تِلْكَ الرُّسُلُ) أن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ، الأصل أن الأرض تأكل كل جسد وما يُقال إن الشهداء أو حفظة القرآن لا تأكل الأرض أجسادهم لم يدلّ عليه دليل البتة ، أما ما يُذكر من أن شهداء أُحد وُجدوا فهذاقد يكون لمرحلة زمنية ، لكن الأصل عدم الاستثناء إلا بدليل ، ولا دليل إلا في أجساد الأنبياء بدليل أن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال ( أكثروا من الصلاة عليّ فيهما - يقصد ليلة الجمعة ويومها - قالوا : يا رسول الله وكيف تبلُغك صلاتنا وقد أرمت؟ ، إذا الصحابة استقر في أذهانهم ..... لا الشهداء ولا حفظة القرآن .
فاستنثى فقال ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) ويجب أن يُعمل بما استقرّ في أذهان الصحابة فلما قال - عليه الصلاة والسلام - عن أيام عشر ذي الحجة ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر ، قالوا : ولا الجهاد يا رسول الله ؟) إذا يؤخذ بهذا أن المستقر في أذهان الصحابة أن الجهاد في سبيل الله لا يعدله شيء ، وهذا المستقر في ذهنهم لم يأتِ عبثا إنما أتى من أقوال قالها لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ففقهوا هذا منه ،والمقصود من هذا أن هذا من خصائص الأنبياء .
/ يُطرح أحيانا في الأسئلة العلمية : هل الأنبياء عليهم السلام يُسألون في الأصول الثلاثة المعروفة التي يُسأل عنها الإنسان في قبره ؟والجواب : قطعا ، لا . لكن لِمَ قلنا لا ؟
لأن النبي - صلى الله عليه وسلم أخبر أن الشهداء لا يُفتنون في قبورهم ، لا يُسألون وقال -عليه الصلاة والسلام - ( كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة ) فإذا كان الشهيد لا يُسأل فمن باب أولى ألاّ يُسأل الأنبياء ./ قال ربنا (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)هذا التفضيل بحسب ما يؤتي الله ذلك النبي ، والمستقر عند العلماء أن أفضلهم أولوا العزم ، لكن من الناحية العلمية لابد من أن تأخذ الأمر بتصور صحيح . السؤال : من هم أولو العزم ؟
الله يقول في خاتمة الأحقاف ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)
فبقيع الغرقد هو موضع اختاره النبي - عليه الصلاة والسلام - لأن يُدفن فيه موتى المسلمين ، اختاره بنفسه إلى الشرق من مسجده وجعل السوق في الغرب وحدد مضمار الخيل ، فخطط المدينة في أيام حياته صلوات الله وسلامه عليه ، فالبقيع هو الذي اختاره ودفن فيه عثمان بن مظعون كأول المهاجرين الذين يُدفنون في البقيع، ومع ذلك لما مات لم يُدفن في البقيع لأن الصحابة اختلفوا أين يُدفن . ومرّ معنا كثيرا أن العبرة لمن يملك النص فقال أبو بكر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم قال ( إنا معاشر الأنبياء نُدفن حيث نموت ) فكان قد مات في حجرة عائشة ، والحُجرة جمعها حُجُرات ، وهذه الحجرات بناها النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثرها شرقي مسجده لما بنى المسجد . وتعلم أنه - عليه الصلاة والسلام - تزوج خديجة وعمره خمسة وعشرون عاما فمكث معها خمسة عشر عاما وهو فرد من الناس لم يُنبأ ولم يُبعث ، ثم لما أتم ّالأربعين وكان له معها خمسة عشر عاما نُبئ فلأنها شاركته أيام كونه غير نبي لوحدها لم يشأ الله أن يشاركها غيرها مع النبي -صلى الله عليه وسلم - وهو نبي ، فلم يتزوج عليها البتة حال حياتها فهي انفردت به قبل البعثة تواسيه وتؤازره ، وانفردت به بعد البعثة ، أما غير ذلك لم تنفرد به امرأة - صلوات الله وسلامه عليه - وإنما الجزاء من جنسس العمل وهي من أعظم سادات نساء المسلمين رضي الله عنها وأرضاها .
هذه المرأة العظيمة لما ماتت عنه تزوج بعد ذلك سودة ثم تزوج عائشة ثم انتقل إلى المدينة فبنى حجرتين ثم كلما عدّد بنى حجرة لما دخله مرض الموت - صلوات الله وسلامه عليه - أضحى يقول : أين أنا غدا ، أين أنا غدا يريد أن يبيت في بيت عائشة ، ففهم نساؤه منه ذاك حتى تنازلن عن حقهن ومُرِّض في بيت عائشة فأضحى في حجرة عائشة يُمرض فلما جاءه الموت - والموت حق - مات في حجرة عائشة في الجهة الجنوبية الغربية من الحجرة ، فلما قُبضت روحه - صلوات الله وسلامه عليه - استقر أمر الصحابة على أن يُدفن في نفس حجرة عائشة فدُفن فيها .
هذا هو الدليل العملي على قوله - عليه الصلاة والسلام - ( إن الأنبياء يُدفنون حيث يموتون ) لكن هذا من خصائصهم أما الناس فيمكن أن يُدفن حيث يموت إذا كان مثلا شهيد معركة أو حتى غير ذلك ، والأصل أن للمسلمين مقابر لكن ليس كل أحد يتأتى أن يُحمل ، فإن لإنسان لا يدري أين يأتيه أجلُه . هذا قوله - عليه الصلاة والسلام - ونحن تكلمنا عن خصائص المرسلين يُدفنون حيث يموتون .
/ مرحلة أخرى : ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)
نحن نشرح ( تِلْكَ الرُّسُلُ) أن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ، الأصل أن الأرض تأكل كل جسد وما يُقال إن الشهداء أو حفظة القرآن لا تأكل الأرض أجسادهم لم يدلّ عليه دليل البتة ، أما ما يُذكر من أن شهداء أُحد وُجدوا فهذاقد يكون لمرحلة زمنية ، لكن الأصل عدم الاستثناء إلا بدليل ، ولا دليل إلا في أجساد الأنبياء بدليل أن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال ( أكثروا من الصلاة عليّ فيهما - يقصد ليلة الجمعة ويومها - قالوا : يا رسول الله وكيف تبلُغك صلاتنا وقد أرمت؟ ، إذا الصحابة استقر في أذهانهم ..... لا الشهداء ولا حفظة القرآن .
فاستنثى فقال ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) ويجب أن يُعمل بما استقرّ في أذهان الصحابة فلما قال - عليه الصلاة والسلام - عن أيام عشر ذي الحجة ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر ، قالوا : ولا الجهاد يا رسول الله ؟) إذا يؤخذ بهذا أن المستقر في أذهان الصحابة أن الجهاد في سبيل الله لا يعدله شيء ، وهذا المستقر في ذهنهم لم يأتِ عبثا إنما أتى من أقوال قالها لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ففقهوا هذا منه ،والمقصود من هذا أن هذا من خصائص الأنبياء .
/ يُطرح أحيانا في الأسئلة العلمية : هل الأنبياء عليهم السلام يُسألون في الأصول الثلاثة المعروفة التي يُسأل عنها الإنسان في قبره ؟والجواب : قطعا ، لا . لكن لِمَ قلنا لا ؟
لأن النبي - صلى الله عليه وسلم أخبر أن الشهداء لا يُفتنون في قبورهم ، لا يُسألون وقال -عليه الصلاة والسلام - ( كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة ) فإذا كان الشهيد لا يُسأل فمن باب أولى ألاّ يُسأل الأنبياء ./ قال ربنا (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)هذا التفضيل بحسب ما يؤتي الله ذلك النبي ، والمستقر عند العلماء أن أفضلهم أولوا العزم ، لكن من الناحية العلمية لابد من أن تأخذ الأمر بتصور صحيح . السؤال : من هم أولو العزم ؟
الله يقول في خاتمة الأحقاف ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)
من يملك الآلة العلمية يصل ، فقد الآلة العلمية يعجز عنه المرء أن يصل ، مُحال ، لأن كل شيء له آلة توصل إليه ففقدها يحرم الإنسان من الوصول إلى غايته .
الآلة هنا : اللغة . الله - جل وعلا - يقول (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) القضية في " مِنَ " هل هي بيانية أو بعضية ؟ فإذا قلنا بيانية يُصبح المعنى : أن جميع الرسل أولوا عزم ، وإذا قلنا إن " مِنَ " بعضية يُصبح أن هناك بعضا من الرسل أولوا عزم .
إذا أخذنا بالثاني - أن "مِنَ " بعضية فالآية لا تدل على أكثر من أن هناك أولوا عزم لكنها لا تدلّ على من هم أولوا العزم ولهذا جاء مسألة أخرى عند العلماء - من هم أولوا العزم إذا أخذنا أن "مِنَ " بعضية ؟.- فقال بعضهم : إن أولي العزم من ذكرهم الله في كتابه لأن ليس كل الأنبياء ذكرهم الله في كتابه ، فمن ذكرهم هم أولوا العزم .
- قال آخرون : إن أولي العزم الثمانية عشر المذكورين في الأنعام في ( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا) .
- وقال آخرون : بل هم الخمسة المنصوص عليهم جميعا في آيتي الأحزاب والشورى . الله قال في الأحزاب ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا )وقال في الشورى ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) وهذا القول عليه أكثر العلماء ، والعلم عند الله .
/ ( فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) التفضيل هنا كما قلنا بحسب ما أوتيه هذا النبي ثم بعد ذلك يأتي بيان طرائق التفضيل ، فيقول - جل شأنه - :
- "مِّنْهُم " هذه بعضية بالاتفاق .
- (مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ) وإذا انصُرف لفظ الكليم لا ينصرف إلا إلى موسى بن عمران - عليه السلام - مع أنه كُلم غيره من النبيين ، لكن الكليم إذا أُطلق إنما يُراد به موسى - صلوات الله وسلامه عليه - لأن الله قال (إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي ) وقال - جلّ ذكره - ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )
وقد كلم الله موسى مرتين : أولاهما بغير وعد وهو عندما كان قافلا ، راجعا من أرض مدين إلى أرض مصر عند جبل الطور ، والأخرى : بوعد زمانا ومكانا (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ *وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ) فموسى - عليه السلام - هو كليم الله ، وآدم كلمه الله ونبينا - صلى الله عليه وسلم كلمه الله . هذا المشهور عند العلماء من الذين فضلهم الله - جل وعلا - بالتكليم .
الآلة هنا : اللغة . الله - جل وعلا - يقول (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) القضية في " مِنَ " هل هي بيانية أو بعضية ؟ فإذا قلنا بيانية يُصبح المعنى : أن جميع الرسل أولوا عزم ، وإذا قلنا إن " مِنَ " بعضية يُصبح أن هناك بعضا من الرسل أولوا عزم .
إذا أخذنا بالثاني - أن "مِنَ " بعضية فالآية لا تدل على أكثر من أن هناك أولوا عزم لكنها لا تدلّ على من هم أولوا العزم ولهذا جاء مسألة أخرى عند العلماء - من هم أولوا العزم إذا أخذنا أن "مِنَ " بعضية ؟.- فقال بعضهم : إن أولي العزم من ذكرهم الله في كتابه لأن ليس كل الأنبياء ذكرهم الله في كتابه ، فمن ذكرهم هم أولوا العزم .
- قال آخرون : إن أولي العزم الثمانية عشر المذكورين في الأنعام في ( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا) .
- وقال آخرون : بل هم الخمسة المنصوص عليهم جميعا في آيتي الأحزاب والشورى . الله قال في الأحزاب ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا )وقال في الشورى ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) وهذا القول عليه أكثر العلماء ، والعلم عند الله .
/ ( فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) التفضيل هنا كما قلنا بحسب ما أوتيه هذا النبي ثم بعد ذلك يأتي بيان طرائق التفضيل ، فيقول - جل شأنه - :
- "مِّنْهُم " هذه بعضية بالاتفاق .
- (مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ) وإذا انصُرف لفظ الكليم لا ينصرف إلا إلى موسى بن عمران - عليه السلام - مع أنه كُلم غيره من النبيين ، لكن الكليم إذا أُطلق إنما يُراد به موسى - صلوات الله وسلامه عليه - لأن الله قال (إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي ) وقال - جلّ ذكره - ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )
وقد كلم الله موسى مرتين : أولاهما بغير وعد وهو عندما كان قافلا ، راجعا من أرض مدين إلى أرض مصر عند جبل الطور ، والأخرى : بوعد زمانا ومكانا (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ *وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ) فموسى - عليه السلام - هو كليم الله ، وآدم كلمه الله ونبينا - صلى الله عليه وسلم كلمه الله . هذا المشهور عند العلماء من الذين فضلهم الله - جل وعلا - بالتكليم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق