من دورة الأترجة للد.محمد بن عبدالله الربيعة
أولاً : كلنا يعلم الحديث الذي في الصحيح الذي أخرجه البخاري في قول الله - عز وجل - في الحديث القدسي : (قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين, فنصفها لي ونصفها لعبدي) هذه الصلاة يعني الفاتحة, وإنمّا سُمّيت صلاة لأنّها ركنٌ في الصلاة, فقسمها الله تعالى نصفين, نصف لله ونصف للعبد, فالثلاثة الآيات الأولى فيها بيان استحقاق الله عزّوجل للكمال المطلق .والثلاثة آيات الأخيرة والآية الوسطى وهي ركيزتها وعمدتها هي بين الله وبين عبده, كما قال الله تعالى: (هذا بيني وبين عبدي) .
والثلاثة الآيات الأخيرة هي في حقّ العبد في سؤاله ربه عزّوجل أن يهديه الصراط المستقيم للنجاة في الدنيا الآخرة.
يقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - : " من تحقق بمعاني الفاتحة علماً ومعرفةً وعملاً وحالاً - أي واقعا - فقد فاز من كماله بأوفر نصيب, وصارت عبوديته عبودية الخاصّة الذين ارتفعت درجتهم عن عوامّ المتعبدين) الله أكبر!
إذا كنّا نعلم أنّ هذه الفاتحة ستُحقق لنا عبوديةً خاصةً, ونُحقِق بها كمالاً بشرياً, فوالله حقّ علينا أن نُولي هذه السورة عنايةً كبرى في حياتنا وأن نستحضرها معنى ًوعملا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق