الثلاثاء، 5 أبريل 2011

تحقيق كمال العبودية لله هو المقصد والغرض من سورة الفاتحة


من دورة الأترجة للد.محمد بن عبدالله الربيعة

هذه السورة العظيمة التي عظمها الله ورسوله أيّها الأحبّة وفرضها الله علينا في كل صلاة, بل في كل ركعة نقرؤها, لابدّ أن نُحقِق فيها معنىً عظيماً, ولابدّ أن تكون هذه السورة تعني وترجع إلى معنىً لابدّ أن نُحقِقه في قلوبنا ألا وهو تحقيق كمال العبودية لله عزّوجل, هذا مقصدها باختصار "تحقيق كمال العبودية لله عزوجل" بمعنى أنّك في كل صلاة تقرأ هذه السورة ، في كل ركعة تُجدِد العبودية لربّك بل تزداد عبوديتك لربّك بحسب معرفتك لما تضمّنته هذه السورة, ألست معي حينما قال ابن القيم - رحمه الله - : (أنها اشتملت على أمهات المطالب العالية أتم اشتمال وتضمنتها أكمل تضمن) ؟ أنت أيّها الأخ المسلم حينما تقرأ هذه السورة وتُحقِقها في قلبك اعتقاداً ومعنىً واستحضاراً فإنّك تُجدد العبودية لله, ولعلّنا من خلال التأمّل السريع نقف بعض الوقفات تبيّن هذا الغرض وتؤكدّه:
أولاً : كلنا يعلم الحديث الذي في الصحيح الذي أخرجه البخاري في قول الله - عز وجل - في الحديث القدسي : (قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين, فنصفها لي ونصفها لعبدي) هذه الصلاة يعني الفاتحة, وإنمّا سُمّيت صلاة لأنّها ركنٌ في الصلاة, فقسمها الله تعالى نصفين, نصف لله ونصف للعبد, فالثلاثة الآيات الأولى فيها بيان استحقاق الله عزّوجل للكمال المطلق .والثلاثة آيات الأخيرة والآية الوسطى وهي ركيزتها وعمدتها هي بين الله وبين عبده, كما قال الله تعالى: (هذا بيني وبين عبدي) .
والثلاثة الآيات الأخيرة هي في حقّ العبد في سؤاله ربه عزّوجل أن يهديه الصراط المستقيم للنجاة في الدنيا الآخرة.

يقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - : " من تحقق بمعاني الفاتحة علماً ومعرفةً وعملاً وحالاً - أي واقعا - فقد فاز من كماله بأوفر نصيب, وصارت عبوديته عبودية الخاصّة الذين ارتفعت درجتهم عن عوامّ المتعبدين) الله أكبر!
إذا كنّا نعلم أنّ هذه الفاتحة ستُحقق لنا عبوديةً خاصةً, ونُحقِق بها كمالاً بشرياً, فوالله حقّ علينا أن نُولي هذه السورة عنايةً كبرى في حياتنا وأن نستحضرها معنى ًوعملا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق