الثلاثاء، 5 أبريل 2011

فضائل سورة الفاتحة


فضائل سورة الفاتحة من برنامج إضاءات قرآنية للشيخ محمد الشنقيطي





فضل سورة الفاتحة من دورة الأترجة للشيخ الدكتور / محمد بن عبدالله الربيعة



*أيّها الأحبة سورة عظيمة , وعليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- يقول -واسمع ما يقول- يقول : "لو شئت لأوقرت لكم - يعني حمّلت لكم - سبعين بعيراً من سورة الفاتحة" الله أكبر ! يقول لو شئت لكتبتُ صحفاً ما يحملها إلاً سبعين بعيراً من تفسير وبيان سورة الفاتحة .
 أن نُلمّح إلماحةً إلى بعضِ فضائلها :
 فقد جاء في مسند الإمام أحمد , عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أنّه قرأ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : « والذي نفسي بِيَدِه مَا أُنْزِلَ في التَّوْرَاةِ وَلاَ في الإِنْجِيلِ وَلاَ في الزَّبُورِ وَلاَ في الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا إِنَّهَا السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الذي أُوتيته » أي أنّها اشتملت على القرآن كله , وهذا دليلٌ كافٍ في فضلها.
 وأخرج البخاري عن أبي سعيد بن المعلّى , وهو حديث عظيم , قَالَ : « كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ أُجِبْه - لأنّه كان في الصلاة - فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي , قَالَ : أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ : (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) ثُمَّ قَالَ لِي - اسمع ما يقول - لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِي أَعْظَمُ سُّوَرِة فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ » فلم يُخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أراد أن يخرج فأخذ بيده , النبي -صلى الله عليه وسلم- أراد أن ينظر مدى اهتمام سعيد بن معلّى اهتمامه وحرصه على هذه الفائدة العظيمة وهذه الهدية الكبيرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم , هل هو مهتم أم لا ؟! « فلمّا أراد أن يخرج وقف سعيد بن المعلّى -رضي الله تعالى عن أبي سعيد- , فقال يا رسول الله إنك قلت : « لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أَعْظَمُ سُورَةٍ في الْقُرْآنِ » قَالَ :« نعم (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هِي السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ » والحديث في البخاري .
 وإنّما كانت أعظم سورة في القرآن لماذا ؟! لماذا كانت أعظم سورة في القرآن ؟
لأنّها تضمّنت جميع معاني القرآن ومقاصده , ولهذا سُميّت بأم القرآن , وأم الكتاب , والأساس , والوافية , والكافية , كل ذلك دليلٌ على أنّها تضمّنت أصول القرآن كله , وقد تظافرت أقوال المفسرين في هذا ممّا يطول في ذكره , اسمع إلى ما ذكر ابن القيم في كلامٍ نفيس قال : "اعلم أنّ هذه السورة اشتملت على أُمّهات المطالب العالية أتمّ اشتمال , وتضمّنتها أكمل تضمن , فاشتملت على التعريف بالمعبود سبحانه وتعالى بثلاثة أسماء , وهي مرجع الأسماء الحسنى والصفات العلى" . فانظر يا رعاك الله إلى ذلك بعين بصرك وبصيرتك .
--------------------------------------------------
*النص من ملتقى أهل التفسير (بتصرف يسير)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق