/ لماذا قال ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ولم يقل أحمد ربي أو حمدا لله رب العالمين ؟ مالفرق بينهما ؟
( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) تفيد الاستغراق ،فإن الألف واللام في قولك ( الْحَمْدُ لِلَّهِ) للاستغراق ، - ولله المثل الأعلى - أيهما أكمل في المعنى حين تقول الرجل أو رجل ؟ الرجل ،لأنك حين تقول ( هذا الرجل ) يعني قد كمُلت معاني الرجولة فيه ، أما قولك ( هذا رجل ) فيعني فيه بعض صفات الرجولة .
- ولله المثل الأعلى في ذاته وأسمائه وصفاته - فإن قولك ( الْحَمْدُ ) يعني جميع معاني الحمد لله رب العالمين . وأيضا فإن قولنا ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) في افتتاح الفاتحة فيها يُفيد أن الله محمود قبل أن يحمده الحامدون ، فهؤلاء سواء حمِدوا أم لم يحمدوا فهو سبحانه محمود منذ الأزل إلى الأبد سبحانه وتعالى.
قولك ( رَبِّ الْعَالَمِينَ )
تخصيص وصف الرب وافتتاح الصفات به قبل الرحمن ، قبل الملِك ، لماذا ؟
لأن الرب أعظم المقامات أثرا وتعلقا بمصلحة العباد والإحسان إليهم، لأنه يدخل فيه معنى السيد المربي سبحانه وتعالى ، ويدخل فيه النفع والضر والإحسان وغير ذلك ، فخصّه سبحانه وقدمه ليكون أول ما يشنف آذانهم فيدعوهم إلى سرعة اللجؤ والاستجابة إليه سبحانه وتعالى ، ويكون أقوى لتحريك قلوبهم وعطفهم إلى ربهم سبحانه وتعالى .
وفي تقديمه أيضا دليل على أن رحمة الله سبقت غضبه ، فلم يُقدم ملِك على الرب ، لو قال الحمد لله مالك يوم الدين رب العالمين لكان غضبه قد سبق رحمته فأما وقد قدم هنا في الفاتحة التي هي فاتحة كتابه قدم الرب على ملِك فيدل ذلك على أن رحمته سبقت غضبه وله الفضل والمنة سبحانه .
- ولله المثل الأعلى في ذاته وأسمائه وصفاته - فإن قولك ( الْحَمْدُ ) يعني جميع معاني الحمد لله رب العالمين . وأيضا فإن قولنا ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) في افتتاح الفاتحة فيها يُفيد أن الله محمود قبل أن يحمده الحامدون ، فهؤلاء سواء حمِدوا أم لم يحمدوا فهو سبحانه محمود منذ الأزل إلى الأبد سبحانه وتعالى.
قولك ( رَبِّ الْعَالَمِينَ )
تخصيص وصف الرب وافتتاح الصفات به قبل الرحمن ، قبل الملِك ، لماذا ؟
لأن الرب أعظم المقامات أثرا وتعلقا بمصلحة العباد والإحسان إليهم، لأنه يدخل فيه معنى السيد المربي سبحانه وتعالى ، ويدخل فيه النفع والضر والإحسان وغير ذلك ، فخصّه سبحانه وقدمه ليكون أول ما يشنف آذانهم فيدعوهم إلى سرعة اللجؤ والاستجابة إليه سبحانه وتعالى ، ويكون أقوى لتحريك قلوبهم وعطفهم إلى ربهم سبحانه وتعالى .
وفي تقديمه أيضا دليل على أن رحمة الله سبقت غضبه ، فلم يُقدم ملِك على الرب ، لو قال الحمد لله مالك يوم الدين رب العالمين لكان غضبه قد سبق رحمته فأما وقد قدم هنا في الفاتحة التي هي فاتحة كتابه قدم الرب على ملِك فيدل ذلك على أن رحمته سبقت غضبه وله الفضل والمنة سبحانه .
/لماذا قال ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ولم يقل رب الناس ، ولم يقل رب الدنيا والآخرة ؟
ليُفيد كمال الله عز وجل فإنه رب للعالمين جميعا إنسا وجنا وحيوانات ، والعالمون كُثر لا يُعدون فهذا يُفيد كمال ربوبيته।
/ما هو وجه تخصيص يوم الدين؟!
لماذا قال: (مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ولم يقل مالك الدنيا والآخرة ؟ مالك السماوات والأرض؟
لماذا خصّ هنا يوم الدين مع أنّ السورة في بيان كمال الله المطلق في ذاته وأسمائه وصفاته, فلماذا خصّ يوم الدين ؟
في ذلك اليوم يوم القيامة لا يكون مُلك إلا لله عزّوجل, قال الله عزوجل : (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) في يوم القيامة يوم يُجمع الخلائق كلهم من أولهم إلى آخرهم انسهم وجنّهم وجميع الخلق يُجموعون في ذلك اليوم, فليس لأحدٍ مُلك, ليس لأحدٍ في ذلك اليوم قدرة ولا نفع ولا ضر إلاّ بإذن الله, فحينها يقول الله تعالى : ( لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) فيُجيب الله تعالى بنفسه: ( لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) فانظروا وتأمّلوا قوله: (الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) فحين تمّثل المُلك الكامل لله عزوجل في ذلك اليوم, جاء في هذه السورة التي تُحقق الكمال لله تعالى تخصيص يوم الدين ،أمّا في الدنيا فإنّ الله جعل للخلق مُلك تحت مُلكه سبحانه وتعالى, لكنّه في الآخرة ليس لأحد مُلك, فلذلك قال هنا: (يَوْمِ الدِّينِ)
ولماذا قال: (يَوْمِ الدِّينِ) ولم يقل يوم القيامة؟ أو يوم الجزاء؟ لماذا خصّ يوم الدين؟
للإشارة إلى أنّ ذلك اليوم هو يوم الجزاء على الدين, وما هو الدين؟! هو دينه سبحانه وتعالى, أمّا غيره من الأديان فليس لها عند الله نصيب । فكأنّ الله تعالى سبحانه في هذه الآية يقول: في ذلك اليوم هو الجزاء لديني, من أراد أن يكون من أهل ديني فإنّ ذلك اليوم هو جزاؤهم على الدين. فانظروا وتأمّلوا هذا التعبير العظيم الكريم البليغ .
لماذا خصّ هنا يوم الدين مع أنّ السورة في بيان كمال الله المطلق في ذاته وأسمائه وصفاته, فلماذا خصّ يوم الدين ؟
في ذلك اليوم يوم القيامة لا يكون مُلك إلا لله عزّوجل, قال الله عزوجل : (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) في يوم القيامة يوم يُجمع الخلائق كلهم من أولهم إلى آخرهم انسهم وجنّهم وجميع الخلق يُجموعون في ذلك اليوم, فليس لأحدٍ مُلك, ليس لأحدٍ في ذلك اليوم قدرة ولا نفع ولا ضر إلاّ بإذن الله, فحينها يقول الله تعالى : ( لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) فيُجيب الله تعالى بنفسه: ( لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) فانظروا وتأمّلوا قوله: (الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) فحين تمّثل المُلك الكامل لله عزوجل في ذلك اليوم, جاء في هذه السورة التي تُحقق الكمال لله تعالى تخصيص يوم الدين ،أمّا في الدنيا فإنّ الله جعل للخلق مُلك تحت مُلكه سبحانه وتعالى, لكنّه في الآخرة ليس لأحد مُلك, فلذلك قال هنا: (يَوْمِ الدِّينِ)
ولماذا قال: (يَوْمِ الدِّينِ) ولم يقل يوم القيامة؟ أو يوم الجزاء؟ لماذا خصّ يوم الدين؟
للإشارة إلى أنّ ذلك اليوم هو يوم الجزاء على الدين, وما هو الدين؟! هو دينه سبحانه وتعالى, أمّا غيره من الأديان فليس لها عند الله نصيب । فكأنّ الله تعالى سبحانه في هذه الآية يقول: في ذلك اليوم هو الجزاء لديني, من أراد أن يكون من أهل ديني فإنّ ذلك اليوم هو جزاؤهم على الدين. فانظروا وتأمّلوا هذا التعبير العظيم الكريم البليغ .
لماذا قال ( إياك نعبد ) ولم يقل إياه نعبد ؟
الحديث هنا قال ( الْحَمْدُ للّهِ) لم يقل ( الحمد لك ) فالحديث هنا للغائب لماذا جاء الحديث المخاطب هنا قوله ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) مباشرة فالتفت من الغيبة إلى الخطاب وهذا التفات بديع ، وهو أدخل في استجلاب النفوس واستمالة القلوب وايقاظ الأسماع ، كما أن فيه مناسبة لما قبله وهو أنه لما أخبر عن نفسه بأجمع الصفات وأجملها وأجلها تجلى للقارىء والسامع كمال ربه -سبحانه - المطلق فاستدعى ذلك مباشرة فيقول (إِيَّاكَ ) نعبد فكأنه ترقى وهذا من كلام ابن القيم كأنه ترقى من كمال البرهان والدليل إلى كمال الإقرار والاعتراف ومن رتبة الإيمان والتصديق إلى رتبة الإحسان ، كلام جميل يقول " كأنه ترقى من كمال البرهان يعني المعرفة إلى كمال الإقرار ومن رتبة الإيمان والتصديق إلى رتبة الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك "
. /لماذا قال ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) ولم يقل إياك أعبد ؟
تصوروا هذا وتأملوه لماذا جمع هنا فقال إياك نعبد ولم يقل إياك أعبد ؟
الجمع في ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) دون الإفراد دال على معانٍ جميلة جليلة بديعة منها : أنه مناسب لما أخبر عن شمول صفاته وإحاطته بالكمال وأنه رب العالمين جميعًا ، معنى عظيم ! حينما تقول( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) و ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) فإنك تعترف بأن الخلق كله عباد لله وأنه رب العالمين جميعًا ليس ربك أنت فقط حين تقول : الحمد لله ربي ، تعترف بأنه ربك لكن حينما تقول ( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) وتقول ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) فإنك تستحضر هنا أن الله عزوجل له حق العبودية من الخلق كلهم ، أي معنى ً يحققه الإنسان في هذا في قلبه أيها الإخوة ؟ استحضار أن الله تعالى معبود لجميع المخلوقين سبحانه وتعالى .
وهذا معنى قول إبراهيم عليه السلام ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ) ما قال أسلمت لربي ، لاحظ هذه اللطيفة البديعة ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ) ماذا قال؟ : (أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) .
الله أكبر!! اعتراف بأن الله رب العالمين جميعًا وهذا أكمل في العبودية من قولك ( الحمد لله ربي ) أو قولك ( إياك أعبد ) فالحظ هذا وتدبره وفقك الله . ثم أيضًا فإن قولك ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) كأنك بضعفك وتقصيرك ومعصيتك تريد أن تدخل مع عباد الله الصالحين ، فكأنك تقول أنا ياربي لوحدي لا أستطيع تحقيق كمال عبوديتك ضعفي وقصوري لا تحقق كمال عبوديتي لله فحينها تدخل بعبوديتك مع عبودية عباد الله الصالحين كلهم فتدخل مع الصالحين جميعًا في هذه العبودية لتحقق معهم الكمال .
وهنا أيضًا مسألة أخرى وهي الجمع بين العبودية والإستعانة . قولك ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) كافٍ في تحقيق العبودية
فلماذا قال ( إياك نستعين ) أيضا ؟
مع أن العبادة متضمنة للاستعانة لأن العبادة هي اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه وهي تشمل الحب والخوف والرجاء والاستعانة والتوكل ،كل ذلك داخل في معنى العبادة فلماذا خص العبادة هنا ؟
لأمر عظيم فتأملوه ، لأنه لا سبيل للعبد إلى تحقيق العبادة إلا بالله - عز وجل - وعونه ، هل يمكن لك أنت أيها العبد بقدرتك وضعفك وما يحفُك من الصوارف الشيطان والنفس الأمارة أن تعبد الله حق عبادته ؟ لا والله ، إذا لم يكن عون من الله للفتى *** فأول ما يجني عليه اجتهاده هنا أيها الأخ الحبيب وأنت تعترف لله - عزوجل - بالعبودية يمكن أن يأتيك الشيطان فيبعث في نفسك الفخر ، وأنك تعبد الله وكثير من الناس لايعبده ، هنا يُكسر هذا العُجب بقولك إياك نستعين أي ليس لي سبيل لعبادتك إلا بك سبحانك وحدك لاشريك لك فهذا معنى ً عظيم فتأملوه وتدبروه .
وقدم العبادة على الاستعانة لأن العبادة هي المقصودة والاستعانة وسيلة لها ، كما أن العبادة حقه تعالى والاستعانة حق للعبد من لله ، يعني العبادة حق لله من العبد أن يعبده ، والاستعانة حق للعبد من الله أن يعينه فكان ذلك جمعًا بين حق الله وحق العبد وهو معنى قوله السبع المثاني .
الجمع في ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) دون الإفراد دال على معانٍ جميلة جليلة بديعة منها : أنه مناسب لما أخبر عن شمول صفاته وإحاطته بالكمال وأنه رب العالمين جميعًا ، معنى عظيم ! حينما تقول( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) و ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) فإنك تعترف بأن الخلق كله عباد لله وأنه رب العالمين جميعًا ليس ربك أنت فقط حين تقول : الحمد لله ربي ، تعترف بأنه ربك لكن حينما تقول ( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) وتقول ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) فإنك تستحضر هنا أن الله عزوجل له حق العبودية من الخلق كلهم ، أي معنى ً يحققه الإنسان في هذا في قلبه أيها الإخوة ؟ استحضار أن الله تعالى معبود لجميع المخلوقين سبحانه وتعالى .
وهذا معنى قول إبراهيم عليه السلام ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ) ما قال أسلمت لربي ، لاحظ هذه اللطيفة البديعة ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ) ماذا قال؟ : (أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) .
الله أكبر!! اعتراف بأن الله رب العالمين جميعًا وهذا أكمل في العبودية من قولك ( الحمد لله ربي ) أو قولك ( إياك أعبد ) فالحظ هذا وتدبره وفقك الله . ثم أيضًا فإن قولك ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) كأنك بضعفك وتقصيرك ومعصيتك تريد أن تدخل مع عباد الله الصالحين ، فكأنك تقول أنا ياربي لوحدي لا أستطيع تحقيق كمال عبوديتك ضعفي وقصوري لا تحقق كمال عبوديتي لله فحينها تدخل بعبوديتك مع عبودية عباد الله الصالحين كلهم فتدخل مع الصالحين جميعًا في هذه العبودية لتحقق معهم الكمال .
وهنا أيضًا مسألة أخرى وهي الجمع بين العبودية والإستعانة . قولك ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) كافٍ في تحقيق العبودية
فلماذا قال ( إياك نستعين ) أيضا ؟
مع أن العبادة متضمنة للاستعانة لأن العبادة هي اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه وهي تشمل الحب والخوف والرجاء والاستعانة والتوكل ،كل ذلك داخل في معنى العبادة فلماذا خص العبادة هنا ؟
لأمر عظيم فتأملوه ، لأنه لا سبيل للعبد إلى تحقيق العبادة إلا بالله - عز وجل - وعونه ، هل يمكن لك أنت أيها العبد بقدرتك وضعفك وما يحفُك من الصوارف الشيطان والنفس الأمارة أن تعبد الله حق عبادته ؟ لا والله ، إذا لم يكن عون من الله للفتى *** فأول ما يجني عليه اجتهاده هنا أيها الأخ الحبيب وأنت تعترف لله - عزوجل - بالعبودية يمكن أن يأتيك الشيطان فيبعث في نفسك الفخر ، وأنك تعبد الله وكثير من الناس لايعبده ، هنا يُكسر هذا العُجب بقولك إياك نستعين أي ليس لي سبيل لعبادتك إلا بك سبحانك وحدك لاشريك لك فهذا معنى ً عظيم فتأملوه وتدبروه .
وقدم العبادة على الاستعانة لأن العبادة هي المقصودة والاستعانة وسيلة لها ، كما أن العبادة حقه تعالى والاستعانة حق للعبد من لله ، يعني العبادة حق لله من العبد أن يعبده ، والاستعانة حق للعبد من الله أن يعينه فكان ذلك جمعًا بين حق الله وحق العبد وهو معنى قوله السبع المثاني .
/ لماذا قال (اهدنا ) ولم يقل اهدني ؟
كما قلنا في (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ5) فإن ذلك الثناء على الله عزوجل بسعة مجده وكثرة عباده وكثرة سائليه مالا يتضمنه لفظ الإفراد كما قال ابن القيم تعالى . كما أن الجمع أدل وأكمل في طلب الهداية وأرجى للقبول ، فدخول العبد في جملة دعاء العابدين أرجى للإجابة وأمنع للرد. فحين تقول ( اهدِنَــــا ) فإنك تدعو لنفسك وتدعو للمسلمين جميعًا للأقربين والأبعدين وتستحضر ذلك في دعائك.
/ لماذا عبر بالصراط ولم يقل الطريق المستقيم ؟
تذكيرًا بصراط الآخرة ، وفي هذا الدعاء حين تقول ( اهدنا الصراط المستقيم ) فإنك تدعو ربك - عزوجل - بدعائين : دعاء أن يهديك صراط الدنيا بالعبودية وأن يهديك صراط الآخرة الذي تدلف به إلى جنة ربك .
فما أعظم أن يستحضر المسلم هذا الدعاء أو هذا المعنى حينما يقول ( اهدنا الصراط المستقيم ) صراط الدنيا وصراط الآخرة .
والصراط التعبير بالألف واللام اهدنا الصراط ولم يقل ( اهدنا صراط ) لماذا ؟
للاستغراق بمعنى أنك تطلب من الله كمال الهداية لهذا الصراط ، والصراط كله الصراط كله بكل مايتضمنه من خير ومن رضا لله - عزوجل - فإذا حققت ذلك حققت كمال السؤال في هذه الآية ويستشعر العبد في هذا السؤال (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) كمال الهداية لأمور الدنيا والآخرة وهذا معنى يغفل عنه كثير من الناس . قولك (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) تفيد أنك تسأل الله أن يوفقك للصراط المستقيم حتى في أمور دنياك ، في بيتك مع زوجك وأولادك في تربيتك لهم، في وظيفتك وعملك أم يهديك الصراط المستقيم في بيعك وشرائك وتجارتك (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) في تعاملك مع الناس ( اهدنا الصراط المستقيم ) فضلًا عن تعاملك مع ربك أن يهديك الصراط المستقيم في عبوديته فهذا المعنى يغفل عنه كثير من الناس . أيها الأحبة أنك تسأل الله الصراط المستقيم الذي يشمل كل خير في الدنيا وفي الآخرة فإذا سألت الله في الدنيا والآخرة يسر لك أمر ك في دنياك وأخراك ، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي ( قل اهدني وسددني واقصد بقولك اهدني هداية الطريق وسددني سداد السهم ) مع أن قول اهدني وسددني للآخرة في أمر الآخرة لكنه حينما يستشعر فيه المسلم عموم فضل الله عليه في أمر دينه ودنياه فإنه بذلك يحقق كمال الطلب من الله عز وجل .
فما أعظم أن يستحضر المسلم هذا الدعاء أو هذا المعنى حينما يقول ( اهدنا الصراط المستقيم ) صراط الدنيا وصراط الآخرة .
والصراط التعبير بالألف واللام اهدنا الصراط ولم يقل ( اهدنا صراط ) لماذا ؟
للاستغراق بمعنى أنك تطلب من الله كمال الهداية لهذا الصراط ، والصراط كله الصراط كله بكل مايتضمنه من خير ومن رضا لله - عزوجل - فإذا حققت ذلك حققت كمال السؤال في هذه الآية ويستشعر العبد في هذا السؤال (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) كمال الهداية لأمور الدنيا والآخرة وهذا معنى يغفل عنه كثير من الناس . قولك (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) تفيد أنك تسأل الله أن يوفقك للصراط المستقيم حتى في أمور دنياك ، في بيتك مع زوجك وأولادك في تربيتك لهم، في وظيفتك وعملك أم يهديك الصراط المستقيم في بيعك وشرائك وتجارتك (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) في تعاملك مع الناس ( اهدنا الصراط المستقيم ) فضلًا عن تعاملك مع ربك أن يهديك الصراط المستقيم في عبوديته فهذا المعنى يغفل عنه كثير من الناس . أيها الأحبة أنك تسأل الله الصراط المستقيم الذي يشمل كل خير في الدنيا وفي الآخرة فإذا سألت الله في الدنيا والآخرة يسر لك أمر ك في دنياك وأخراك ، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي ( قل اهدني وسددني واقصد بقولك اهدني هداية الطريق وسددني سداد السهم ) مع أن قول اهدني وسددني للآخرة في أمر الآخرة لكنه حينما يستشعر فيه المسلم عموم فضل الله عليه في أمر دينه ودنياه فإنه بذلك يحقق كمال الطلب من الله عز وجل .
/ لماذا وصف الله الصراط بالمستقيم ولم يقل الصراط؟
للدلالة على أمور فتأملوها :
أولًا : دليل على أنه لا اعوجاج فيه وهذا يبين أن صراط الله لااعوجاج فيه ، صراط مستقيم واضح وأيضًا يدل على وضوحه ويدل على قربه لأن أقرب خط بين نقطتين هو خط المستقيم ، فأقرب طريق إلى الله هو دينه وهو عبوديته لا زيغ ولا انحراف ولا ميل فهذا يبين لك في قولك المستقيم أن دين الله واضح وأنه سهل وأنه وأن معالمه واضحة وأنه أقرب الطرق ، كل هذه المعاني تدخل في معنى قولك المستقيم .
وأنت حينما تقول ( اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) تطلب ربك أن ييسر لك الخير في أقرب سبيل ، وأيسر سبيل ، وأوضح سبيل ، وأعظم سبيل . قال ابن القيم - رحمه الله - في المراد بالصراط المستقيم قال " وحقيقته شيء واحد ـ حقيقة الصراط المستقيم شيء واحد ـ وحقيقته شيء واحد وهو طريق الله الذي نصبه لعباده على ألسن رسله وجعله موصولا لعباده إليه ولا طريق لهم إليه سواه بل الطرق كلها مسدودة إلا هذا وهو إفراده بالعبودية وإفراد رسوله بالطاعة وهذا كله مضمون الشهادتين فأي شيء فسر به الصراط فهو داخل في هذين الأصلين " .
أولًا : دليل على أنه لا اعوجاج فيه وهذا يبين أن صراط الله لااعوجاج فيه ، صراط مستقيم واضح وأيضًا يدل على وضوحه ويدل على قربه لأن أقرب خط بين نقطتين هو خط المستقيم ، فأقرب طريق إلى الله هو دينه وهو عبوديته لا زيغ ولا انحراف ولا ميل فهذا يبين لك في قولك المستقيم أن دين الله واضح وأنه سهل وأنه وأن معالمه واضحة وأنه أقرب الطرق ، كل هذه المعاني تدخل في معنى قولك المستقيم .
وأنت حينما تقول ( اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) تطلب ربك أن ييسر لك الخير في أقرب سبيل ، وأيسر سبيل ، وأوضح سبيل ، وأعظم سبيل . قال ابن القيم - رحمه الله - في المراد بالصراط المستقيم قال " وحقيقته شيء واحد ـ حقيقة الصراط المستقيم شيء واحد ـ وحقيقته شيء واحد وهو طريق الله الذي نصبه لعباده على ألسن رسله وجعله موصولا لعباده إليه ولا طريق لهم إليه سواه بل الطرق كلها مسدودة إلا هذا وهو إفراده بالعبودية وإفراد رسوله بالطاعة وهذا كله مضمون الشهادتين فأي شيء فسر به الصراط فهو داخل في هذين الأصلين " .
/مافائدة إعادة لفظ الصراط وتعريفه بأنه صراط الذين أنعمت عليهم ؟
مع أنها سورة مختصرة وسورة جمعت أجمع المعاني إلا لأن هذا أمر عظيم يجب أن نستشعره أيها الأحبة 1ـ هذه الآية غرضها التعريف بالصراط المستقيم وأهله حتى يتضح لك ماهو الصراط المستقيم ، فأنت حينما تقول ( اهدنا الصراط المستقيم ) فيأتيك سؤال ماهو الصراط المستقيم ؟ لم يترك الله الجواب في سورة أخرى أو في آية أخرى وإنما جعله مباشرة في هذه السورة فقال هو ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ) فتأملوا معي فقولك (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ) هذا تعريف بالصراط وقولك ( الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ) المراد بالنعمة هنا كمال الهداية للدين الباعث على كمال التفضيل في الدنيا والآخرة المؤدي لكمال الجزاء وهذا هو المتوافق مع مقصد السورة كما ذكرت وهو الأنسب لكمال الطلب .
مع أنها سورة مختصرة وسورة جمعت أجمع المعاني إلا لأن هذا أمر عظيم يجب أن نستشعره أيها الأحبة 1ـ هذه الآية غرضها التعريف بالصراط المستقيم وأهله حتى يتضح لك ماهو الصراط المستقيم ، فأنت حينما تقول ( اهدنا الصراط المستقيم ) فيأتيك سؤال ماهو الصراط المستقيم ؟ لم يترك الله الجواب في سورة أخرى أو في آية أخرى وإنما جعله مباشرة في هذه السورة فقال هو ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ) فتأملوا معي فقولك (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ) هذا تعريف بالصراط وقولك ( الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ) المراد بالنعمة هنا كمال الهداية للدين الباعث على كمال التفضيل في الدنيا والآخرة المؤدي لكمال الجزاء وهذا هو المتوافق مع مقصد السورة كما ذكرت وهو الأنسب لكمال الطلب .
/ لماذا قال ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ) ولم يقل صراط المؤمنين ؟ أو صراط الأنبياء والمرسلين ؟
لأن قوله - والله أعلم ـ ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ) فيه تشويق للنفس أن هؤلاء منعم عليهم فهنا كل قارىء متدبر يقول من هم الذين أنعم الله عليهم ؟ أريد أن أكون منهم ، أريد أن أتصف بصفاتهم حتى أكون ممن أنعم الله عليهم فهنا سر التعبير بقوله ( أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ) ولم يقل صراط المؤمنين فيه تشويق وهذا منهج قرآني عظيم . يمكن أن نأخذ منه منهجًا تربويًا في أسلوبنا أننا نشوق للشيء بالتعبير عنه بما يُشوق السامع ويدفعه ويرغبه - ولله تعالى المثل الأعلى - في هدايته وتوجيهه .
/ قال (أَنعَمتَ عَلَيهِمْ) ولم يقل ( أُنعم عليهم ) كما قال ( المَغضُوبِ عَلَيهِمْ ) ولم يقل ( غضبت عليهم ) لماذا ؟ ما الفرق بين قولنا ( أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ) وقولنا ( أُنعم عليهم ) ؟ لأن قولك ( أنعمت ) فيه إضافة النعمة إلى الله عز وجل وهو أشرف وأعظم وأكرم ، فأنت هنا تقول يارب أدخلني مع من أكرمتهم وشرفتهم وأنعمت عليهم وتصوروا أيها الأحبة كلمة "أنعمت" هنا فيها نعيم أنعمت يعني تنعموا ، وبماذا تنعموا بكل شيء حتى في أمور دنياهم هم أنعم الناس ، فأولى ما يكون في نعيمهم نعيمهم مع الله فهم حين عبدوا الله وتقربوا إليه كانوا من النعيم ما لا يمكن لأهل الدنيا ، وهم أيضًا كانوا في حياتهم الدنيا في أسن حال وأكمل نعيم الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ) ،هذه تدخل فيها لكن في آيات أخرى لا أستحضرها الآن تدل على أن المؤمنين هم أكثر الناس حياة طيبة ونعيمًا في قلوبهم وسرورهم وعيشهم .
العيش أيها الإخوة ليس هو بالأجساد ولا بالمظاهر وإنما هو بالقلوب وبمافيها من السرور . فأسند النعمة إليه سبحانه وتعالى هنا لكمال التشريف لهم
ولذلك لم يُسنده في المغضوب عليهم فقال (غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ) فهنا كأن الله عزوجل أبعد هؤلاء وقطع عنهم تكريمه فقال ( المَغضُوبِ عَلَيهِمْ ) ولم يقل غضبت عليهم .
-------------------------------------
.من تفسير سورة الفاتحة للد।عبد الله الربيعة / دورة الأترجة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق