السبت، 9 أكتوبر 2010

الدرة القرآنية الثالثـة/قوله تعالى (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ )











الآيات المختارة لنقف معها في هذا اللقاء المبارك هي قول الله -جل وعلا- في سورة (ص) :
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ *وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الأَحْزَابُ *إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ *وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلاَءِ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ }هذه الآيات كما هو ظاهر من سورة (ص) ، وكان الله -جل وعلا- قد تكلم قبلها عن أن هذا القرآن كتاب مبارك من لدنه ، وذكر -جل وعلا- نبأ اجتماع الملأ من قريش عند أبي طالب عمّ النبي -صلى الله عليه وسلم- واتفاقهم بعد ذلك على أن يمضوا في عزيمتهم وما أبطنوه من محاربة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
أما الآيات التي بين أيدينا فإن رب العزة -جلّ شأنه- يقول فيها :(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ) أي قبل قريش ، فالله -جل وعلا- يريد أن يذكر نباء من الأمم الغابرة،والقرون السالفة ، وما كان منها من التكذيب قال : ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ *وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الأَحْزَابُ ) والكلام عن هاتين الآيتين من وجوه عدة :
ـ تكذيب الرسل هو الفرية العُظمى ، وهو أصل كل خطيئة ، فلا يمكن أن يكون هناك كفر أو شرك أو أي مذهب باطل إلا وهو مبني على تكذيب الرسل ، وهذا لمن تدبر القرآن ظاهر جلي ، قال الله -جل وعلا- في سورة طه على لسان الكليمين موسى وأخاه هارون : ( إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) ، وقال -جل وعلا- في سورة الليل : ( فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى *لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى ) ثم بيّن ، قال ( الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) ، فهناك تكذيب لازمه الإعراض والتولية ، وهناك تصديق لازمه الإقبال والجنوح إلى الطاعة ، ولا يوجد طريق ثالث .
فأي أحد تلبس بأي دين ، يهوديا أو نصرانيا أو لا دين له فإنما ناجم ذلك من تكذيبه للرسل .وقد تنبه كثير من علماء الملة لمثل هذا مِمن استقرؤا القرآن ، ونجده ظاهرا عند الغزالي -رحمه الله - في إحياء علوم الدين .
ـ قال ربنا هنا : ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ ) أما تقديم قوم نوح فظاهر المعنى ولا يوجد إشكال يُطلب من المُفسر حله ، لأن قوم نوح من أول من كذبوا إذ كانت الناس كلهم على ملة واحدة ، قال الله -جل وعلا- : ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ ) فتقديم قوم نوح مما يقتضيه التسلسل التاريخي لظهور الأمم .
ثم قال - جل وعلا- ( وَعَادٌ ) وهذا تبع له فإن ظاهر القرآن يدل على أن عادا جاءت بعد قوم نوح ، لكن الإشكال يأتي في قوله (وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ )إذ من المعلوم قطعا أن فرعون كان بعد قوم لوط ، وكان بعد أصحاب الأيكة ومع ذلك قدمه الله - جل وعلا- هنا .
وقد قال بعض حُذاق أهل التفسير لبيان هذا : أن ما صنعه الجبابرة ،الأشراف ، الملأ من قريش بحق النبي -صلى الله عليه وسلم - أشبه ما يكون بما صنعه فرعون مع موسى كليم الله -عليه السلام- فلما تناسب الحالان قُدم فرعون هنا . هذا التخريج .
لكن قول الله -جل وعلا- ( وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ ) كذلك يُدخل إشكالا آخر ، أن الأول قال "قوم نوح" ، وقال "وعاد"وهم اسم القبيلة ، وقال "وقوم لوط" وهم أمة بأكملها ، وقال "وأصحاب الأيكة" وهم أمة بأكملها ، لكنه أفرد فرعون هنا وهذا يدل على أن فرعون كان أعظم من كان رأسا في الكفر إذ أنه تسبب في أمرين :
/ منع موسى من أن يصل إلى بني إسرائيل .
/ وحال بين قومه القبطيين من أن يقبلوا دعوة نبي الله موسى -عليه الصلاة والسلام- فلهذا ذُكر فردا هنا .
قال ربنا (وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ ) ، اختُلف في المراد بالأوتاد ، والأوتاد : جمع وتِد -بكسر التاء- وهي تطلق على تلك القطعة من الخشب المغروسة في الأرض التي تُثبت بها أطناب الخيمة .
إذا أحذنا مجريات اللسان العربي فإن معنى قول الله -جل وعلا- (وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ ) أي الذي قوي مُلكه ،وعظُم سلطانه ، واستطاع أن يؤسس دولة صعبة المنال لا يروم أحد أن ينال منها ، هذا الذي ينصرف إليه ظاهر اللغة وهو مستخدم في كلام العرب كما نجده عند الأفوه الأودي وغيره في شعر العرب ، هذا قول .
بعض العلماء يرى -وهذا عند المتأخرين أكثر- أن المقصود بالأوتاد هي أهرام مصر المعروفة ، فقالوا : إنها مغروسة في الأرض كالوتِد ظاهرة جلية ، وهذا رجحه كثير من المتأخرين كما نجده عند الأستاذ محمد عبده في تفسيره للقرآن .
لكن القول الأول عندي أرجح لأنه يتفق مع سياغ اللغة ، واللغة هي الطريق الأمثل و الأول لفهم كلام الله -جل وعلا- إذ أن القاعدة أن كلام الله يُصرف على ظاهر كلام العرب بناحية أولى ما لم يكن هناك قرينة أو صارف عن هذا المنحى ، والمقصود هذا معنى قول الله -جل وعلا- (وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ ).
ـ ثم قال -جل وعلا- (وَثَمُودُ) وهم قوم نبي الله صالح قبيلة عربية تُعد عند المؤرخين من القبائل البائدة .
ـ (وَقَوْمُ لُوطٍ) نُسبوا وأُضيفوا إلى لوط لأن لوطا بُعث إليهم وإلا لوط ليس من أرضهم ولا من دمهم أي ليس من قبيلتهم ولم ينشأ معهم ، وإنما هاجر بعد أن آمن بإبراهيم -عليه السلام- وأتى قرية سدّوم ثم أن كان ان بعثه الله -جل وعلا- فيها .
ـ ( وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ ) هنا يذكر بعض المفسرين أن شعيبا بُعث إلى أمتين ، بُعث إلى مدين ، وبُعث إلى قوم آخرين قيل لهم أصحاب الأيكة ، وهذا بعيد ، وظاهر القرآن جمعا بين الأدلة أن يُقال : إن أصحاب الأيكة هم قوم مدين ، لكن مدين اسم للقبيلة ، والأيكة اسم لشجر عظيم مُلتف كانوا يعبدونها । هذا الذي يظهر جمعا بين الأدلة .
أما من قال إن شعيبا بُعث إلى أمتين فإنه وإن ذكره بعض الأجلاء إلى أنه منحى بعيد لا نملِك قرائن تصرف إليه ، وتجعلنا نقول به أو نعتمده .
(أُوْلَئِكَ الأَحْزَابُ) "أُوْلَئِكَ " اسم إشارة ، و "الأحزاب " مُعرّف بالألف واللام ، وكون كلا الإسمين معرف هذا مما يُسمى عند البلاغيين بالحصر الإدعائي ، وكأن معنى الآية : أولئك القوم الحق ، أولئك الأحزاب بحق ، أولئك أهل القوة والمنعة والشدة ، ليس قريش أماهم بشيء فمن أهلك أولئك قادر على أن يُهلك قريشا ،يكون هذا المراد من الآية .
ثم قال -جل وعلا- (إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ) ، في قوله تعالى في الأول (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ) نسب إليهم التكذيب لكنه لم يجعله حصرا عليهم ، لكن التأكيد هنا (إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ ) أعاده هنا للتأكيد وهذا ظاهر ، لكن قوله -جل شأنه- (إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ ) هذا يُفيد الحصر ، ومعنى الآية : ليس أولئك إلا مكذبين لرسلي ، فجعلهم لا صنعة لهم ، ولا شيء يصنعونه ولا يتحلون به أكثر من كونهم مكذبين لرسل الله -جل وعلا- وكفى بذلك قدحا وذما .
(إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ) لما قال -جل وعلا- (فَحَقَّ عِقَابِ) بيّن لنا أنهم مستحقون للعذاب ، قبلها لما قال (إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ ) هذا بيان للموجب للعقاب، فالموجب للعقاب تكذيب الرسل وهذا قد اشتركت فيه الأمم كلها ، وأما العقاب وإن أفرده الله -جل وعلا - هنا إلا أنه لا يعني الإفراد قطعا بقرائن أخرى وهي أن الله -جل وعلا-أخبر أن منهم من خُسف به الأرض ، وأخبر أن منهم من أُغرق ، وأخبر أن منهم من أخذته الصيحة كما بينه تعالى في سورة العنكبوت ( وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ ...) إلى آخر الآيات التي بعدها
قال -جل شأنه- (فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ) ثم بيّن تنوع العقاب ، فالمقصود من الآية (إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ ) بيان موجب العقاب فموجب العقاب تكذيب الرسل فيصبح العقاب مستحقا عليهم لكنه لا يلزم أن يكون العقاب شيئا واحدا ينال كل أمة مثل أختها .
كما أنه لا يمكن أن يكون محصورا في تلك الأربع المذكورة في سورة العنكبوت ، قد يكون أكثر لكن الله -جل وعلا- لم يُخبر عنه فإنه قد بعث من الأنبياء جما غفيرا ولم يُخبرنا إلا ببعض منهم ( مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) هذا كله حول قوله تعالى (ِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ) .
ثم قال تبارك اسمه { وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلاَءِ } أتى باسم الإشارة "هؤلاء" لكن لم يأتِ باسم المُشار إليه ، لم يذكره ، لم يُعينه ، وقد قال العلامة الطاهر بن عاشور -رحمه الله-:
" إنني استقرأت القرآن -تتبعته- فوجدت في اصطلاح القرآن إذا ذكر اسم الإشارة ولم يعين المشار إليه ، انصرف إلى كفار قريش " .
ولما يقول رجل من العلماء في قامة الطاهر بن عاشور مثل هذا يُقبل لأن الرجل قضى دهرا طويلا في تفسير كلام الله -جل وعلا - إذ أنه فسر القرآن في بضع وثلاثين سنة ، فالاستقرأ هنا غالبه مقبول لا يمكن رده جزافا .
قال الله -جل وعلا- {وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلاَءِ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ } " الفواق " يُنطق بالضم ، ويُنطق بالفتح ، يُقال "فُواق " ويُقال "فَواق" ، والأصل فيه أن الحالب للناقة يحلبها ثم بعد أن يحلبها يأتي بفصيلها ليرضع حتى ينشأ من فصيل الرضيع أن يدِر اللبن فإذا درَّ اللبن مرة أخرى عاد فحلبها ، فما بين الحلبتين يُسمى فواق ، والمقصود أنها مدة يسيرة ، فيُصبح المعنى : {وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلاَءِ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ } أي أنها لا تطول ،ولا تلبث إلا يسيرا .
قال بعض العلماء ، وهذا نحى إليه الحافظ بن كثير في تفسيره "إن المقصود به نفخة الفزع" ولعل هذا مرجوح ،إذ أن المقصود تخويف هؤلاء بما سيستقبلونه في أيامهم ، كما وقع بعد ذلك في معركة بدر إذ أن سورة ص سورة مكية .
كل ما بيّناه آنفا ليس بشيء لنا ولا لك إن لم تقرنه بأمر عظيم وهو أن من تدبُر القرآن أن يتجاوز الإنسان مسألة أن يعرف المعاني البلاغية واللغوية ،وإنما لابد أن يعلم ويفقه عن الله -جل وعلا- كلامه .
القرآن وجيز الألفاظ لكنه عظيم المعاني ، يفقه الإنسان من هذا أن ليس بين الله وبين أحد من خلقه نسب ، وأن الخطيئة في الأصل مجلبة للعقاب ، وأن لله -جل وعلا- وعدا ووعيدا ، فأما وعده فلا يُخلف البتة ، وأما وعيده فينقسم إلى قسمين :
ـ وعيده -جلا وعلا- لأهل الكفر والشرك أنهم في النار . هذا لا يمكن أن يُبدل ، قال الله -جل وعلا- {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } .
ـ أما وعيده -جل وعلا- لأهل المعاصي من أهل الإيمان ممن اقترفوا ذنبا ، كبيرة أو دونها فهذا داخل تحت المشيئة ، وهو المراد بقول الله -جل وعلا- { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء } ونظيره أن الله -جل وعلا- قال {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} ، فهذا وعيد لكنه في حق أهل الإيمان ، من عصى منهم ، فهذا الوعيد داخل تحت المشيئة ، إن شاء الله غفر له ،وإن شاء عذبه ، وقد يُبتلى العبد العاصي بما يكون سببا في تكفير ذنوبه وخطاياه ، وهذا بابه واسع أوصله بعض العلماء إلى ثلاثة عشر سببا ، لكن وعيد الله -جل وعلا- لأهل الكفر من لم يتلبس بالتوحيد البتة ،بأن الجنة حرام عليهم وبأنهم من أهل النار هذا لا يمكن أن يُبدل وهو المراد بقول الله {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } .
فمن يقرأ هذه الآية ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ ) أول ما يلجأ إليه أن يخشى أن يُكذب الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيُصبح مستحقا لذلكم العذاب الذي ذكره الله -جل وعلا- عن تلك القرون السابقة والأمم الغابرة فيلجأ إلى التصديق .
أما أن يكون حظ الإنسان من القرآن أن يُقيم الحروف ويعرف الخفض والرفع وأوجه القراءات ثم لا يظهر للقرآن أثر عليه في قول و عمل ، فهذا لم يفقه عن الله كلامه ، وقد كان الحسن البصري -رحمه الله- يُحذر الناس من هذا المنحى ويُباعد بهم عن هذا المسلك ويُبين أن صاحب القرآن لابد أن يظهر القرآن عليه في قوله وعمله ، وهذا باب واسع وهو حقيقة التدبر لكلام ربنا تبارك وتعالى .
لا يمكن أن يُقبل أن إنسانا يقرأ بإتقان دون أن يُخطئ قول الله -جل وعلا- {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} فيقول لمن حوله : أنا أحفظ القراءات العشر فيها ، أو أنا أستطيع أن أعربها إعرابا تفصيليا ، أو أنا قادر على أن أبين لكم النواحي البلاغية فيها . هذا كله لا يُسأل عنه العبد في قبره ، لكن العبد يُسأل في قبره هل غدا لصلاة الفجر أم لم يغدو؟ هل قام بهذا الأمر أم لم يقم به ؟
هذا المعنى الحقيقي لتدبر القرآن ، وذكرت صلاة الفجر ولك أن تنحو مناحي عدة في كل ما دلّ القرآن عليه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق