/ اشتملت سورة هود على حقائق التوحيد فقد مجد الله - جل وعلا في أولها كتابه، وأخبر بأنه مفصل ومحكم من لدن حكيم خبير، ثم ذكر الله جل وعلا- الأدلة على فوز أهل التوحيد، وعلى أنه جل وعلا لا رب غيره ولا إله سواه، وجاءت السورة بمقارنة بين أهل الإيمان والكفر حيث قال تعالى: (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَم وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ).
ثم ذكرت السورة جما وعددا من رسل الله جل وعلا وأنبيائه، بدءاً بنوح وانتهاء بموسى، ومرورا بهود وصالح وإبراهيم . ولوط وشعيب عليهم جمعياً أفضل الصلاة والسلام.
/ (مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) يعلم بعواقب الأشياء، وخباياها وخفاياها، فلا يتطرق إلى تفصيله وإحكامه وأمره ونهيه شيء من الشك؛ لأن الإنسان عادة يرتاب ويشك من إحدى جهتين حينما يؤمر بشيء، إما أنه يتخوف من جهة نقص العلم، أن الذي أمره معلوماته قد تكون خطأ، لأن هذا الشيء الذي أمر به في نفسه غير صحيح، أو يتخوف من جهة الحكمة، قد يكون هذا الشيء الذي تقوله الآن صحيحاً لكن ليس في هذا الوقت مع أنه في نفسه حق، لكن الله -عز وجل - لا يرد عليه لا هذا ولا هذا، لا نقص في العلم ولا في الحكمة، فهو يضع الأشياء في مواضعها، ولذلك إذا أمر بشيء ينبغي أن يتلقى مباشرة، بكل ثقة ولا يقال: هذه ما تصلح، هذه تؤدي إلى مفاسد.
/ قوله : (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ) قال ابن كثير : " أي نزل هذا القرآن المحكم المفصل لعبادة الله وحده لا شريك له " . وهذا تفسير جيد، والآيات في هذا المعنى كثيرة، فجاء الأمر بالتوحيد وغيره، لكنه ذكر التوحيد لأن كل ما يُذكر من الأمر والنهي عائد إليه، فيذكر القصص والأمثال وغير ذلك من أجل أن يتعظوا ويعتبروا وينقادوا ويستجيبوا لله تبارك وتعالى - إذا دعاهم لعبادته، وما يذكره من أسمائه وصفاته ودلائل قدرته كل ذلك راجع إلى التوحيد.
/ ( يُمَتّعَكُم مَتَعَا حَسَنا) أصل الإمتاع الإطالة ؛ ولهذا تقول: متعنا اللّٰه بك، يعني أطال اللّٰه بقاءك ونفعك، فهذا أصل الإمتاع
(يُمَنِّعْكُم مَتَعًا حَسَنَا ) "متاعاً حسناً" يعني الحياة الطيبة الكريمة وطيب العيش، وسعة الرزق .
/ ( وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) لا يضيع عند اللّٰه شيء أبدا ، فاستكثروا من الأعمال الصالحة.
عن ابن مسعود في قوله { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } قال : " من عمل سيئة كُتبت عليه سيئة ، ومن عمل حسنة كُتبت له عشر حسنات ،فإن عوقب بالسيئة التي كان عملها في الدنيا بقيت له عشر حسنات ،وإن لم يُعاقب بها في الدنيا أُخذ من الحسنات العشر واحدة وبقيت له تسع حسنات" ثم يقول : "هلك من غلب آحاده أعشاره" أي هلك من كانت سيئاته أكثر من حسناته بعشرة أضعاف .
/ (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) تكفل اللّٰه سبحانه بأرزاق الخلق جميعا ،وهذا دليل على اتصافه سبحانه بالرحمة ،هذه الرحمة السابغة تشمل الإنسان والحيوان والطير والنبات وكل المخلوقات فقد جعل رزقها مقدرا عنده سبحانه.
ـ جاء التعبير بـ "على" ليزداد العبد ثقة بربه وتوكلا عليه وإن أخذ بالأسباب فلا يعتمد عليها بل يثق بالله ويعتمد عليه .
ـ "ما يقدر اللّٰه سبحانه من الكوارث والمجاعات لا تضر إلا من تم أجله وانقطع رزقه، أما من كان قد بقي له حياة أو رزق فإن اللّٰه يسوق له رزقه من طرق كثيرة قد يعلمها وقد لا يعلمها، لقوله سبحانه: ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجًا (٥) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) ، وقوله: ( وَكَأَيِن مِن دَآبَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ } ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم :(لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها)، وقد يعاقب الإنسان بالفقر وحرمان الرزق لأسباب فعلها من كسل وتعطيل للأسباب التي يقدر عليها، أو لفعله المعاصي التي نهاه اللّٰه عنها، كما قال اللّٰه سبحانه: (وَمَا أَصَابَكُم مِن مُصِيبَةِ فَبمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ) ، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ) رواه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه بإسناد جيد. " ١
/ (وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا) قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله- : " أي يعلم أين منتهى سيرها في الأوض وأين تأوي إليه من وكرها، وهو مستودعها " ، يعلم أين منتهى سير هذه الأشياء، فحينما تنطلق الطيور من أوكارها، والدواب تخرج من جحورها ونحو ذلك فهي حينما تنطلق الله -عزوجل- يعلم منتهى ذلك، يعلم مستقرها أين تصل، أين تذهب، أين تجيء، أين تكون، حينما تقع على الأشجار أو على الجبال أو غير ذلك، ( وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا } أين تكون ومنتهى سيرها، ( وَمُسْتَوْدَعَهَا } المكان الذي تأوي إليه، كل ذلك يعلمه، كل ما يصدر منها من حركة وانتقال فالله - عزوجل- قد أحاط به وعَلِمه لا يخفى عليه من ذلك خافية. وذكر عن ابن عباس -رضي اللّٰه تعالى عنهما- :" ( مُسْتَقَرَّهَا ) أي: حيث تأوي، والمستودع قال: حيث تموت" وهذا قال به ابن جرير - رحمه الله - فالله -عزوجل- جعل الأرض مستودعاً لهذه المخلوقات، ثم يبعثهم اللّٰه - عزوجل- منها، ويدل عليه حديث أبي عزة -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللّٰه -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قضى اللّٰه لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة، أو قال: بها حاجة)٢ فتقول: هذا ما استودعتني) .
/ (كُلُّ فِي كِتَبٍ مُبِينٍ) أي: يبين عما فيه من عددها وأرزاقها وحركاتها وسكناتها، وتفاصيل كل ما يتعلق بها، كما في الآية الأخرى: ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ } ، الراجح فيه: اللوح المحفوظ.
مناسبة: بعد أن بيّنت الآيات كمال علمه تعالى بيّنت كمال قدرته : { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ }
/ ( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ) في صحيح مسلم عن عبد اللّٰه بن عمرو بن العاص -رضي اللّٰه تعالى عنهما-قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ( إن اللّٰه قدّر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء )، وروى البخاري في تفسير هذه الآية عن أبي هريرة -رضي الله عنه -: أن رسول اللّٰه -صلى الله عليه وسلم- قال: ( قال اللّٰه -عزوجل-: أَنفِق أُنفِق عليك )، وقال: ( يد اللّٰه ملأ لا يغيضها نفقة، سَحّاءَ الليل والنهار )، وقال: ( أفرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم يغضِ ما في يمينه، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع ).
/ (لِيَبْلُوكُمْ أَيُكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ){ لِيَبْلُوكُمْ } أي: ليختبر صبركم وعملكم وبذلكم، وكل ما يصدر منكم، فالله -عز وجل- جعل هذه الدنيا داراً للابتلاء يبتلي بها خلقه فيتمايزون ويتفاضلون فيها غاية التفاضل والتمايز، فيظهر منهم من ينافق إما ابتداءً وإما لعارض حصل من شدة نزلت به أو نحو ذلك فيحصل له نوع نفاق ، ومنهم من يحصل له ردة وتكذيب ، ومنهم من يحصل له شك، ومنهم من يثبت إيمانه، كل هذا يحصل للناس في هذه الحياة.
وخلق الخلق من أجل إحسان العمل كما في قوله تعالى: ( أَيُكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) ولم يقل: أكثر عملاً، فالعبرة ليست بالكثرة، وإنما العبرة بإتقان العمل، وهذا ينبغي أن يعتبر به الإنسان في كل أمر من أموره.
(أَحْسَنُ عَمَلاً) قال الفضيل بن عياض -رحمه الله- : "أخلصه وأصوبه" قيل يا أبا علي: "ما أخلصه وأصوبه"؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصا صوابا. والخالص: أن يكون لوجه الله، والصواب: أن يكون متبعا فيه الشرع والسنة.
/ (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةِ) (أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ } أي مدة زمنية محدودة.
والأمة تستعمل في القرآن في معانٍ متعددة فيُراد بها:
ـ الأمد أو المدة كقوله في هذه الآية: ( أُمَّةٍ مَعْدُودَةِ ) ، وقوله في يوسف: (وَقَالَ ٱلَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أَمَّةِ }.
/ الإمام المقتدى به كقوله: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [النحل: ١٢٠] ، باعتبار أنه يؤتم به، يقتدى به، أو باعتبار أنه جامع، فهو جامع للخصال والأوصاف الكاملة التي تفرقت في غيره واجتمعت فيه، ولا منافاة بينهما.
/ الملة والدين، كقوله إخباراً عن المشركين إنهم قالوا { إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَآءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى ءَاثَرِهِم مُقْتَدُونَ) [الزخرف: ٢٣] .
/ الجماعة إما مطلقاً كقوله: ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ ) [القصص: ٢٣] يعني: جماعة من الناس، وإما الجماعة المتفقة أو المجتمعة على دين واحد، كما في قوله تعالى: ( كَانَ النَّاسُ أَمَّةٌ وَاحِدَةً ) [البقرة: ٢١٣] يعني: مجتمعة على دين واحد، ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) [آل عمران: ١١٠] الأمة المجتمعة على الإسلام، على توحيد الله -عز وجل- واتباع رسوله -صلى الله عليه وسلم- وهكذا، فهي الجماعة: تارة مطلقاً (وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ) جماعة من الناس يسقون أو الجماعة المجتمعة على دين .
/ (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَنَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَٰهَا مِنْهُ إِنَّهُ, لَيَوسُ كَفُورٌ) (وَلَيِنْ أَذَقْنَٰهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّيَ إِنَّهُ لَفَرِحُ فَخُورُ )
ـ الإذاقة تدل على أن أدنى ما يحصل للإنسان من ذلك يؤثر عليه، والإنسان جنس يشمل، أو يصدق على الإنسان من حيث هو ولا يختص ذلك بالكافر، ومن أهل العلم من قال: المقصود به الإنسان الكافر؛ لأن اللّٰه -عزوجل- قال (إِنَّهُ لَيَئُوسُ كَفُورٌ ).
ويخبر تعالى عن طبيعة الإنسان، أنه جاهل ظالم بأن اللّٰه إذا أذاقه منه رحمة كالصحة والرزق، والأولاد، ونحو ذلك، ثم نزعها منه، فإنه يستسلم لليأس، وينقاد للقنوط، فلا يرجو ثواب الله، ولا يخطر بباله أن اللّٰه سيردها أو مثلها، أو خيرا منها عليه. وأنه إذا أذاقه رحمة من بعد ضراء مسته، أنه يفرح ويبطر، ويظن أنه سيدوم له ذلك الخير، وذلك يحمله على الأشر والبطر والإعجاب بالنفس، والتكبر على الخلق، واحتقارهم وازدرائهم . وهذه طبيعة الإنسان من حيث هو، إلا من وفقه اللّٰه وأخرجه من هذا الخلق الذميم إلى ضده، وهم الذين صبروا أنفسهم عند الضراء فلم ييأسوا، وعند السراء فلم يبطروا، وعملوا الصالحات من واجبات ومستحبات.
ـ سبب الخذلان عدم صلاحية المحل وأهليه وقبوله للنعمة بحيث لو وافته النعم لقال هذا لي وإنما أوتينه لأني أهله ومستحقه كما قال تعالى ( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِيَّ ) أي على عِلم عَلِمه عندي استحِقُ به ذلك وأستوجِبه واستأهله ، قال الفراء : "أي على فضل عندي إني كنت أهله ومستحقا له إذ أعطيته" وقال مقاتل : "يقول على خير علِمه اللّٰه عندي "
/ (إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَتِ أُوْلَجْكَ لَهُم مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) [هود: ١١]
ـ الصبر هنا لا يخص بالصبر على الشدائد والمكاره فقط، بل الصبر على طاعة اللّٰه داخل في معنى هذه الآية؛ لأن الإنسان إذا أصابه الغنى فإن ذلك يحمله غالباً على ترك الطاعة وفعل المعصية .
ـ أسند سبحانه إيصال الخير إلى ذاته - جل وعلا- فقال ( أَذَقْنَٰهُ نَعْمَآءَ) ولم يُسند إلى ذاته إيصال الشر فقال ( بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتّهُ ) مع أن كل شيء بعلمه وتقديره ومشينته فدل بذلك على أن مراده تعالى رحمة عباده والإحسان إليهم ، وأن ما ينالهم من شر وضُر بسبب سوء كسبهم واختيارهم .
/ (إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ)
المقصود بالفرَح في هذه الآية الفرَح المذموم وهذا الفرَح هو الذي يحمل صاحبه على الأشر والبطر والتعالي في الأرض.
مناسبة: التفتت الآيات إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- تثبته في مواجهة عناد المشركين وجحودهم ،وتحثه على متابعة تبليغهم وإقامة حجة اللّٰه تعالى عليهم قال تعالى : (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ ) ، وقال تعالى (وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) ولم يقل ضيّق ، ليدل على أنه ضيق عارض بسبب تكذيب قومه .
عقبات كثيرة ومعوقات عديدة تعترض مسيرة الدعوة والدعاة فما ينبغي لحامل الدعو المؤمن بها أن يعتريه ضعف، أو تضيق نفسه بشرف حملها والنفحِ عنها وبذلِ ما يستطيع في سبيل الوصول إلى نجاحها .. عليه فقط أن يبذل جهده وأن يخلص نيته فهو الأداة البشرية التي اختارها اللّٰه تعالى للتعامل مع أمثاله من الناس ، أما الهداية وقلوب البشر فبيد اللّٰه يهديها إليه سبحانه إن شاء ، ويضلها حين تستكبر وتجحد وتُعرض عن منهجه القويم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١- فتاوى بن باز
٢- صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق