تفسير سورة البقرة: من الآية (٢٨) (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا…)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات، أما بعد:
📖 فيقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: "ثم قال تعالى (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون) هذا استفهام بمعنى التعجب والتوبيخ والإنكار، أي كيف يحصل منكم الكفر بالله الذي خلقكم من العدم وأنعم عليكم بأصناف النعم، ثم يميتكم عند استكمال آجالكم ويجازيكم في القبور، ثم يحييكم بعد البعث والنشور، ثم إليه ترجعون فيجازيكم الجزاء الأوفى، فإذا كنتم في تصرفه وتدبيره وبِره وتحت أوامره الدينية، ومن بعد ذلك تحت دينه الجزائي، أفيليق بكم أن تكفروا به؟ وهل هذا إلا جهل عظيم، وسفه كبير، بل الذي يليق بكم أن تتقوه وتشكروه، وتؤمنوا به، وتخافوا عذابه، وترجوا ثوابه.
🎙بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأصلح لنا، إلهنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أما بعد:
قول الله جل وعلا (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون)
هذه الآية فيها ذكر البراهين البينات والدلائل الواضحات على وجوب الإيمان بالله سبحانه وتعالى وأداء حقوقه على عباده جل وعلا. وعدم الكفر به، فهي آيات بينات ظاهرات لمن تأملها، وهي مذكورة في هذه الآية قال (كيف تكفرون بالله) أي لا عذر لأحدكم في الكفر والحجج أمامكم ظاهرة وبينة، وذكر أربعة براهين في هذه الآية مثل ما تقدم معنا في قوله جل وعلا (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم) هذه كم؟ أربعة، ذكر أربع براهين، وهنا كذلك ذكر أربعة براهين قال: (كيف تكفرون بالله) أي لا عذر لأحدكم في الكفر بالله سبحانه وتعالى وأنتم تعاينون البراهين الواضحة، والدلائل الساطعة على وجوب الإيمان به وعدم الكفر به سبحانه وتعالى، (وكنتم أمواتا) هذا الأول، (فأحياكم) هذا الثاني، (ثم يميتكم) هذا الثالث، (ثم يحييكم ثم إليه ترجعون) فذكر سبحانه وتعالى برهانا على وجوب الإيمان به والتحذير من الكفر به ذكر موتتين وحياتين، موتتين لهذا العبد وحياتين، وهما دالتان على عظمة الله عز وجل وكمال تدبيره، وأن الخلق طوع تدبيره سبحانه وتعالى. وأن الخلق خلقه جل وعلا أوجدهم من العدم، أحياهم بعد الإماتة وبعد هذه الحياة التي يعيشونها يميتهم ثم يحييهم، وهذه البراهين الأربعة المذكورة ثلاثة منها مشاهدة وواحد منتظر.
مشاهدة للعالمين قال (كنتم أمواتا) أي لم تكونوا شيئا مذكورا قبل وجودكم في هذه الحياة الدنيا لم تكونوا شيئا مذكورا، وكنتم في أصلاب آبائكم، ثم كنتم نطفة ثم علقة، ثم بعد ذلك أحياكم، وبدأت الحياة في رحم الأم عندما ينفخ فيه الروح يُرسل الله جل وعلا ملك فينفخ فيه الروح، يخرج إلى هذه الدنيا حيا، كان حيا في بطن أمه، هذه كلها يتناولها قوله (فأحياكم)، ثم يعيش في هذه الحياة الدنيا ما كتب الله له، منهم من يعيش في هذه الدنيا ثواني بعد خروجه بطن أمه، أو ساعات أو أيام، ومنهم من يُعمّر (ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا)، ثم يميتكم بعد هذه الحياة، والناس يرون في أيامهم ولياليهم فلان مات والده، فلان ماتت والدته، فلان مات أخوه، فلان مات جاره، ويُصلون على الأموات، ويشاهدون الأموات (ثم يميتكم) هذه كلها ثلاث مشاهدة في هذا العالم، (ثم يحييكم) الذي هو البعث بعد الموت، ولهذا فإن هذه الآية كما أنها دليل على وجوب توحيد الله والإيمان به وعدم الكفر به سبحانه وتعالى، فهي أيضا دليل على البعث لأن الذي أوجدهم من العدم، لم يكونوا شيئا مذكورا قادر على إحيائهم بعد الموت، وبعثهم بعد الموت..
📖 فيقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: "ثم قال تعالى (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون) هذا استفهام بمعنى التعجب والتوبيخ والإنكار، أي كيف يحصل منكم الكفر بالله الذي خلقكم من العدم وأنعم عليكم بأصناف النعم، ثم يميتكم عند استكمال آجالكم ويجازيكم في القبور، ثم يحييكم بعد البعث والنشور، ثم إليه ترجعون فيجازيكم الجزاء الأوفى، فإذا كنتم في تصرفه وتدبيره وبِره وتحت أوامره الدينية، ومن بعد ذلك تحت دينه الجزائي، أفيليق بكم أن تكفروا به؟ وهل هذا إلا جهل عظيم، وسفه كبير، بل الذي يليق بكم أن تتقوه وتشكروه، وتؤمنوا به، وتخافوا عذابه، وترجوا ثوابه.
🎙بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأصلح لنا، إلهنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أما بعد:
قول الله جل وعلا (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون)
هذه الآية فيها ذكر البراهين البينات والدلائل الواضحات على وجوب الإيمان بالله سبحانه وتعالى وأداء حقوقه على عباده جل وعلا. وعدم الكفر به، فهي آيات بينات ظاهرات لمن تأملها، وهي مذكورة في هذه الآية قال (كيف تكفرون بالله) أي لا عذر لأحدكم في الكفر والحجج أمامكم ظاهرة وبينة، وذكر أربعة براهين في هذه الآية مثل ما تقدم معنا في قوله جل وعلا (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم) هذه كم؟ أربعة، ذكر أربع براهين، وهنا كذلك ذكر أربعة براهين قال: (كيف تكفرون بالله) أي لا عذر لأحدكم في الكفر بالله سبحانه وتعالى وأنتم تعاينون البراهين الواضحة، والدلائل الساطعة على وجوب الإيمان به وعدم الكفر به سبحانه وتعالى، (وكنتم أمواتا) هذا الأول، (فأحياكم) هذا الثاني، (ثم يميتكم) هذا الثالث، (ثم يحييكم ثم إليه ترجعون) فذكر سبحانه وتعالى برهانا على وجوب الإيمان به والتحذير من الكفر به ذكر موتتين وحياتين، موتتين لهذا العبد وحياتين، وهما دالتان على عظمة الله عز وجل وكمال تدبيره، وأن الخلق طوع تدبيره سبحانه وتعالى. وأن الخلق خلقه جل وعلا أوجدهم من العدم، أحياهم بعد الإماتة وبعد هذه الحياة التي يعيشونها يميتهم ثم يحييهم، وهذه البراهين الأربعة المذكورة ثلاثة منها مشاهدة وواحد منتظر.
مشاهدة للعالمين قال (كنتم أمواتا) أي لم تكونوا شيئا مذكورا قبل وجودكم في هذه الحياة الدنيا لم تكونوا شيئا مذكورا، وكنتم في أصلاب آبائكم، ثم كنتم نطفة ثم علقة، ثم بعد ذلك أحياكم، وبدأت الحياة في رحم الأم عندما ينفخ فيه الروح يُرسل الله جل وعلا ملك فينفخ فيه الروح، يخرج إلى هذه الدنيا حيا، كان حيا في بطن أمه، هذه كلها يتناولها قوله (فأحياكم)، ثم يعيش في هذه الحياة الدنيا ما كتب الله له، منهم من يعيش في هذه الدنيا ثواني بعد خروجه بطن أمه، أو ساعات أو أيام، ومنهم من يُعمّر (ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا)، ثم يميتكم بعد هذه الحياة، والناس يرون في أيامهم ولياليهم فلان مات والده، فلان ماتت والدته، فلان مات أخوه، فلان مات جاره، ويُصلون على الأموات، ويشاهدون الأموات (ثم يميتكم) هذه كلها ثلاث مشاهدة في هذا العالم، (ثم يحييكم) الذي هو البعث بعد الموت، ولهذا فإن هذه الآية كما أنها دليل على وجوب توحيد الله والإيمان به وعدم الكفر به سبحانه وتعالى، فهي أيضا دليل على البعث لأن الذي أوجدهم من العدم، لم يكونوا شيئا مذكورا قادر على إحيائهم بعد الموت، وبعثهم بعد الموت..
قال (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه تُرجعون) وفي قراءة (تَرجِعون)
ذكر الله سبحانه وتعالى ثلاثة أمور مشهودة في هذا العالم، والرابع منتظر موعود به وهو في قوله (ثم يحييكم)، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "فما بال العاقل يشاهد الثلاثة الأطوار الأُول ويكذب بالرابع؟ وهل الرابع إلا طور من أطوار التخليق" يعني التي يشاهدونها ويعاينونها هذا من أكبر البراهين وإقامة الحجة على من ينكر البعث ويكفر بالله سبحانه وتعالى ولهذا صُدرت الآية بهذا الاستفهام (كيف تكفرون) وهواستفهام توبيخ وإنكار، كيف تكفرون والحال أن الحجة ظاهرة بيّنة ساطعة أمامكم؟! فكما تقدم ذكر الله جل وعلا في الآية موتتين وحياتين، فتكون مثل الآية التي في سورة غافر (قالوا أمتنا اثنتين واحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا) موتتين المقصود بالأولى ما قبل الوجود في هذه الحياة الدنيا، والموتة الثانية عند انقضاء الأجل في هذه الحياة الدنيا، والحياتين الحياة التي في الدنيا، والحياة التي بعد الموت بعد البعث.
قال الشيخ رحمه الله تعالى: "هذا استفهام - أي قوله (كيف تكفرون) - هذا استفهام بمعنى التعجب والتوبيخ والإنكار، أي كيف يحصل منكم الكفر بالله الذي خلقكم من العدم وأنعم عليكم بأصناف النعم"، خلقكم من العدم هذا البرهان الأول، وأنعم عليكم بأصناف النعم لو قيل قبلها فأحياكم وأنعم عليكم بأصناف النعم، هذا البرهان الثاني، "ثم يميتكم عند استكمال آجالكم" ثم يميتكم هذا الثالث، "ويجازيكم في القبور"، الرابع قال "ثم يحييكم بعد البعث والنشور ثم إليه ترجعون فيجازيكم الجزاء الأوفى" أي التام على الأعمال كلها حسنها، وسيئها (ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى)، (لتجزى كل نفس بما تسعى) قال: "فيجازيكم الجزاء الأوفى فإذا كنتم في تصرفه وتدبيره وبره، وتحت أوامره الدينية - يعني في هذه الحياة الدنيا - وبعد ذلك - يعني بعد البعث تحت دينه الجزائي - ثم إليه ترجعون فيجازيكم ثم بعد ذلك تحت دينه الجزائي أفيليق بكم أن تكفروا به والحجة ظاهرة أمامكم بيّنة، أفيليق بكم أن تكفروا به، وهل هذا إلا جهل عظيم وسفه كبير، بل الذي يليق بكم أن تتقوه وتشكروه وتؤمنوا به، وتخافوا عذابه، وترجو ثوابه" في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما أشرت إلى أن الآية ذكر فيها موتتان وحياتان، وأنها نظير قوله تعالى في سورة غافر (قالوا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) جاء في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) في سورة غافر، قال المعنى: كنتم ترابا قبل أن يخلقكم فهذه ميتة، ثم أحياكم فخلقكم فهذه حياة، ثم يميتكم فترجعون إلى القبور فهذه ميتة أخرى، ثم يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة، فهما ميتتان وحياتان، فهو قوله سبحانه وتعالى (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون) فجعل الآيتين متماثلتين في تقرير الموتتين والحياتين. نعم.
📖 قال رحمه الله: " (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) أي خلق لكم برا بكم ورحمة جميع ما على الأرض للانتفاع والاستمتاع والاعتبار، وفي هذه الآية الكريمة دليل على أن الأصل في الأشياء الإباحة والطهارة، لأنها سيقت في معرض الامتنان، يخرج بذلك الخبائث فإن تحريمها أيضا يؤخذ من فحوى الآية وبيان المقصود منها وأنه خلقها لنفعنا فما فيه ضرر فهو خارج من ذلك، ومن تمام نعمته منعنا من الخبائث تنزيها لنا. وقوله (ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم) (استوى) ترِد في القرآن على ثلاثة معان:
/ فتارة لا تُعدَ بالحرف فيكون معناها الكمال والتمام، كما في قوله تعالى عن موسى (ولما بلغ أشده واستوى)
/ وتارة تكون بمعنى علا وارتفع، وذلك إذا عُديت بـ على كقوله تعالى (الرحمن على العرش استوى)، وقوله (لتستوا على ظهوره)
/ وتارة تكون بمعنى قصد، كما إذا عُديت بـ إلى كما في هذه الآية، أي لما خلق تعالى الأرض قصد إلى خلق السماوات، فسواهن سبع سماوات فخلقها وأحكمها وأتقنها، (وهو بكل شيء عليم) فيعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ويعلم ما تسرون وما تعلنون، ويعلم السر وأخفى، وكثيرا ما يقرن بين خلقه للخلق وإثبات علمه كما في هذه الآية، وكما في قوله تعالى (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) لأن خلقه للمخلوقات أدل دليل على علمه وحكمته وقدرته"..
🎙ثم أورد رحمه الله تعالى قول الله عز وجل (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا)، (خلق لكم) هذا امتنان من الله عز وجل وبيان لهذه المنة والفضل العظيم الذي تفضل به على العباد (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) مثلها قوله (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه) (منه) أي تفضلا ومنا عليكم سخر للعباد ما في الأرض جميعا، أي من صنوف النعم، وألوان المنن، أي خلق لكم بِرا بكم ورحمة جميع ما على الأرض للانتفاع والاستماع والاعتبار، انتبه إلى أمرين أشار إليهما ونبّه أيضا عليهما أئمة أهل العلم في كتب التفسير: خلق لكم ما في الأرض جميعا لتعتبروا آيات فيها عبرة وعظة وإيقاظ للقلوب، وخلق لكم ما في الأرض جميعا لتنتفعوا به وتستفيدوا منه في عموم مصالحكم وحاجاتكم، وتفصيل هذا الإنعام تجده في سورة النحل سورة النِعم، فخلق لكم ما في الأرض جميعا منه آية وعبرة وعظة، خلق لكم ما في الأرض جميعا أيضا لتنتفعوا وتستفيدوا بما جعل لكم في الأرض من أنواع المنافع والمصالح. قال: " جميع ما على الأرض للانتفاع والاستماع والاعتبار".
ثم ذكر الشيخ رحمه الله في الآية فائدة وهي: أن الآية فيها دليل على أن الأصل في الأشياء الإباحة، لأن الله خلق لنا ما في الأرض جميعا، فالأصل أن كل ما على الأرض مباح للعبد، خلقه الله للعبد لينتفع به، ما الذي يستثنى منه؟ ما جاء الشرع بمنعه والنهي عنه، وإلا الأصل في كل الانتفاع ووجوه الانتفاع أنه مباح، كل استفادة من ما على وجه الأرض. الأصل أنه مباح، ولهذا إذا اختلف اثنان في شيء من هذه الأمور المنافع التي على الأرض، أحدهما يقول هذا مباح. والآخر يقول هذا حرام، أيهما الذي يُطالب بالدليل؟ الأول أو الثاني؟ الثاني، لأن الأول على الأصل مباح، فمن يقول إن هذا حرام هو الذي يُطالب بالدليل، ولهذا إذا قال شخص هذا مباح، وقال الآخر هذا حرام في منافع الأرض، الذي يُطالب بالدليل هو الذي يقول هذا حرام، الذي يقول هذا حرام يطالب بالدليل لأن الأصل في كل ما على الأرض أنه مباح (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) دليل على أن الأصل في الأشياء الإباحة والطهارة لأنها سيقت في معرض الامتنان (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) هذا امتنان من الله سبحانه وتعالى على عباده.ذكر الله سبحانه وتعالى ثلاثة أمور مشهودة في هذا العالم، والرابع منتظر موعود به وهو في قوله (ثم يحييكم)، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "فما بال العاقل يشاهد الثلاثة الأطوار الأُول ويكذب بالرابع؟ وهل الرابع إلا طور من أطوار التخليق" يعني التي يشاهدونها ويعاينونها هذا من أكبر البراهين وإقامة الحجة على من ينكر البعث ويكفر بالله سبحانه وتعالى ولهذا صُدرت الآية بهذا الاستفهام (كيف تكفرون) وهواستفهام توبيخ وإنكار، كيف تكفرون والحال أن الحجة ظاهرة بيّنة ساطعة أمامكم؟! فكما تقدم ذكر الله جل وعلا في الآية موتتين وحياتين، فتكون مثل الآية التي في سورة غافر (قالوا أمتنا اثنتين واحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا) موتتين المقصود بالأولى ما قبل الوجود في هذه الحياة الدنيا، والموتة الثانية عند انقضاء الأجل في هذه الحياة الدنيا، والحياتين الحياة التي في الدنيا، والحياة التي بعد الموت بعد البعث.
قال الشيخ رحمه الله تعالى: "هذا استفهام - أي قوله (كيف تكفرون) - هذا استفهام بمعنى التعجب والتوبيخ والإنكار، أي كيف يحصل منكم الكفر بالله الذي خلقكم من العدم وأنعم عليكم بأصناف النعم"، خلقكم من العدم هذا البرهان الأول، وأنعم عليكم بأصناف النعم لو قيل قبلها فأحياكم وأنعم عليكم بأصناف النعم، هذا البرهان الثاني، "ثم يميتكم عند استكمال آجالكم" ثم يميتكم هذا الثالث، "ويجازيكم في القبور"، الرابع قال "ثم يحييكم بعد البعث والنشور ثم إليه ترجعون فيجازيكم الجزاء الأوفى" أي التام على الأعمال كلها حسنها، وسيئها (ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى)، (لتجزى كل نفس بما تسعى) قال: "فيجازيكم الجزاء الأوفى فإذا كنتم في تصرفه وتدبيره وبره، وتحت أوامره الدينية - يعني في هذه الحياة الدنيا - وبعد ذلك - يعني بعد البعث تحت دينه الجزائي - ثم إليه ترجعون فيجازيكم ثم بعد ذلك تحت دينه الجزائي أفيليق بكم أن تكفروا به والحجة ظاهرة أمامكم بيّنة، أفيليق بكم أن تكفروا به، وهل هذا إلا جهل عظيم وسفه كبير، بل الذي يليق بكم أن تتقوه وتشكروه وتؤمنوا به، وتخافوا عذابه، وترجو ثوابه" في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما أشرت إلى أن الآية ذكر فيها موتتان وحياتان، وأنها نظير قوله تعالى في سورة غافر (قالوا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) جاء في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) في سورة غافر، قال المعنى: كنتم ترابا قبل أن يخلقكم فهذه ميتة، ثم أحياكم فخلقكم فهذه حياة، ثم يميتكم فترجعون إلى القبور فهذه ميتة أخرى، ثم يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة، فهما ميتتان وحياتان، فهو قوله سبحانه وتعالى (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون) فجعل الآيتين متماثلتين في تقرير الموتتين والحياتين. نعم.
📖 قال رحمه الله: " (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) أي خلق لكم برا بكم ورحمة جميع ما على الأرض للانتفاع والاستمتاع والاعتبار، وفي هذه الآية الكريمة دليل على أن الأصل في الأشياء الإباحة والطهارة، لأنها سيقت في معرض الامتنان، يخرج بذلك الخبائث فإن تحريمها أيضا يؤخذ من فحوى الآية وبيان المقصود منها وأنه خلقها لنفعنا فما فيه ضرر فهو خارج من ذلك، ومن تمام نعمته منعنا من الخبائث تنزيها لنا. وقوله (ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم) (استوى) ترِد في القرآن على ثلاثة معان:
/ فتارة لا تُعدَ بالحرف فيكون معناها الكمال والتمام، كما في قوله تعالى عن موسى (ولما بلغ أشده واستوى)
/ وتارة تكون بمعنى علا وارتفع، وذلك إذا عُديت بـ على كقوله تعالى (الرحمن على العرش استوى)، وقوله (لتستوا على ظهوره)
/ وتارة تكون بمعنى قصد، كما إذا عُديت بـ إلى كما في هذه الآية، أي لما خلق تعالى الأرض قصد إلى خلق السماوات، فسواهن سبع سماوات فخلقها وأحكمها وأتقنها، (وهو بكل شيء عليم) فيعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ويعلم ما تسرون وما تعلنون، ويعلم السر وأخفى، وكثيرا ما يقرن بين خلقه للخلق وإثبات علمه كما في هذه الآية، وكما في قوله تعالى (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) لأن خلقه للمخلوقات أدل دليل على علمه وحكمته وقدرته"..
🎙ثم أورد رحمه الله تعالى قول الله عز وجل (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا)، (خلق لكم) هذا امتنان من الله عز وجل وبيان لهذه المنة والفضل العظيم الذي تفضل به على العباد (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) مثلها قوله (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه) (منه) أي تفضلا ومنا عليكم سخر للعباد ما في الأرض جميعا، أي من صنوف النعم، وألوان المنن، أي خلق لكم بِرا بكم ورحمة جميع ما على الأرض للانتفاع والاستماع والاعتبار، انتبه إلى أمرين أشار إليهما ونبّه أيضا عليهما أئمة أهل العلم في كتب التفسير: خلق لكم ما في الأرض جميعا لتعتبروا آيات فيها عبرة وعظة وإيقاظ للقلوب، وخلق لكم ما في الأرض جميعا لتنتفعوا به وتستفيدوا منه في عموم مصالحكم وحاجاتكم، وتفصيل هذا الإنعام تجده في سورة النحل سورة النِعم، فخلق لكم ما في الأرض جميعا منه آية وعبرة وعظة، خلق لكم ما في الأرض جميعا أيضا لتنتفعوا وتستفيدوا بما جعل لكم في الأرض من أنواع المنافع والمصالح. قال: " جميع ما على الأرض للانتفاع والاستماع والاعتبار".
قال: "يخرج بذلك الخبائث فإن تحريمها أيضا يؤخذ من فحوى الآية، وجاءت النصوص مصرحه بتحريم الخبائث (ليحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) وبيان المقصود منها وأنه خلقها لنفعنا أي الأرض، فما فيه ضرر فهو خارج من ذلك، ومن تمام نعمته على العباد أن منعهم من الخبائث تنزيها لهم منها ومن مضرتها، والله سبحانه وتعالى لما ينهى عباده عن شيء إلا لمضرة فيه عليهم في دنياهم وأخراهم.
● قال الله جل وعلا (ثم استوى إلى السماء) أي الله جل وعلا استوى إلى السماء بعد خلق الأرض، وهذا جاء في آيات كثيرة، جاء في آيات كثيرة استواء الله على العرش بعد خلقه للسماوات والأرض مثل:
في سورة الفرقان قال (الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استواء على العرش)
مثل في سورة الحديد (هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض، وما يخرج منها)
مثل أول سورة طه، أول سورة الرعد، وفي أول سورة يونس، وفي سورة الأعراف
في سبع مواطن، هي سبع مواطن من كتاب الله سبحانه وتعالى والسبعة المواطن كلها عُدي الاستواء بـ على (ثم استوى على العرش)، (الرحمن على العرش استوى) وهنا في هذا الموطن، كذلك في موطن آخر في سورة فصلت (ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالت أتينا طائعين) عُدي بـ إلى.
والاستواء هذا اللفظ يدل على العلو الارتفاع، استوى أي علا وارتفع، استوى على العرش: أي علا وارتفع على العرش، العرش المجيد هذا مخلوق لله، وأكبر المخلوقات وأعظمها وهو سقفها وأعلاها، استوى هذا لفظ يدل على العلو والارتفاع، إذا عُدي بـ إلى يبقى على أصل دلالته ما تتغير، يبقى على أصل دلالته التي هي العلو والارتفاع؟ والأصل أنه يُعدَّى بماذا؟ بـ على، فإذا عُدي بـ إلى مع دلالته على العلو والارتفاع ضُمن معنى آخر مع بقاء المعنى الأول الذي هو العلو والارتفاع، وهو القصد قَصَدَ أو عَمِدَ، أو نحو ذلك. ولهذا ابن كثير رحمه الله عند تفسير الآية قال: "أي قصد إلى السماء" والاستواء هاهنا تضمن معنى القصد والإقبال، لأنه عدي بـ إلى، تضمن معنى القصد والإقبال أي ماذا؟ مع دلالته على العلو, ولهذا حكى الإجماع، يعني بعض أهل العلم ذكر البغوي أنه قول أكثر السلف وأكثر المفسرين أن استوى إلى السماء، واستوى على السماء سواء.، سواء في ماذا؟ أي في علو الله، إثبات العلو لله سبحانه وتعالى. قد جاء في تفسير الآية كما في الصحيح البخاري عن مجاهد وعن أبي العالية (وأن استوى إلى السماء علا وارتفع) وهو القول الموافق لتفسير الاستواء في مواطنه وموارده من القرآن وعرفنا أنه في سبعة مواطن يقول الله سبحانه وتعالى (ثم استوى على العرش) أي علا وارتفع عليه سبحانه وتعالى علوا يليق بجلاله وكماله. قال الشيخ رحمه الله: "استوى ترد في القرآن على ثلاثة معان:
● فتارة لا تُعدى بالحرف فيكون معناها الكمال والتمام كما في قوله عن موسى (ولما بلغ أشده واستوى).
● وتارة تكون بمعنى علا وارتفع وذلك إذا عديت بـ على كقوله (الرحمن على العرش استوى) وأيضا في ستة مواضع أخرى (ثم استوى على العرش)، وقوله (لتستووا على ظهوره) أي الفلك والأنعام، تستووا على ظهوره أي تعلوا وترتفعوا على ظهوره.
● وتارة تكون بمعنى قصد كما إذا عديت بـ إلى، كما في هذه الآية (ثم استوى إلى السماء) أي لما خلق تعالى الأرض قصد إلى خلق السماوات أو عمد إلى خلق السماوات، هذا المعنى هو مع إثبات العلو الذي يدل عليه لفظ الاستواء، ولهذا تجد الشيخ فيما يأتي من الآيات في قوله (ثم استوى على العرش)، وهنا أيضا في السياق الذي ذكره (استوى على العرش) أي علا وارتفع عليه، لكن لما عدي الاستواء بـ إلى تضمن معنى زائدا على العلو والارتفاع، وهو القصد، لما خلق تعالى الأرض قصد إلى خلق السماوات فسواهن سبع سماوات فخلقها وأحكمها وأتقنها.
● وتارة تكون بمعنى علا وارتفع وذلك إذا عديت بـ على كقوله (الرحمن على العرش استوى) وأيضا في ستة مواضع أخرى (ثم استوى على العرش)، وقوله (لتستووا على ظهوره) أي الفلك والأنعام، تستووا على ظهوره أي تعلوا وترتفعوا على ظهوره.
● وتارة تكون بمعنى قصد كما إذا عديت بـ إلى، كما في هذه الآية (ثم استوى إلى السماء) أي لما خلق تعالى الأرض قصد إلى خلق السماوات أو عمد إلى خلق السماوات، هذا المعنى هو مع إثبات العلو الذي يدل عليه لفظ الاستواء، ولهذا تجد الشيخ فيما يأتي من الآيات في قوله (ثم استوى على العرش)، وهنا أيضا في السياق الذي ذكره (استوى على العرش) أي علا وارتفع عليه، لكن لما عدي الاستواء بـ إلى تضمن معنى زائدا على العلو والارتفاع، وهو القصد، لما خلق تعالى الأرض قصد إلى خلق السماوات فسواهن سبع سماوات فخلقها وأحكمها وأتقنها.
قال (وهو بكل شيء عليم)
"استوى على العرش بذاته وهو مع خلقه بعلمه" هذه كلمة الإمام مالك رحمه الله، فهو مستوي على عرشه بذاته علوا يليق بجلاله وكماله، لكنه مُطّلع على خلقه لا تخفى عليه خافية، قال: "فيعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ويعلم ما تسرون وما تعلنون، يعلم السر وأخفى، يعلم السر وأخفى، وكثيرا ما يقرن بين خلقه وإثبات علمه كما في هذه الآية، وكما في قوله: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)، وكما في قوله في آخر آية من سورة الطلاق (الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما)" فكثيرا ما يقرن بين الخلق والعلم، وأيضا الاستواء والعلم. تتبع الآيات في في القرآن (ثم استوى على العرش) (الرحمن على العرش استوى) تتبع الآيات غالبها أو جلها قرن فيها بين الاستواء والعلم مثل ما سمعنا في:
● سورة الحديد قال (هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير) (وهو معكم) أي بعلمه، (والله ما تعملون بصير).
● أيضا في أول الرعد (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش)
فجميع الآيات أو جلها يذكر الاستواء ويذكر أيضا العلو..
● في سورة الرعد بعدها قال (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيظ الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار* عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال)
● أيضا في سورة طه لما ذكر الاستواء (الرحمن على العرش استوى) ذكر أيضا العلم، علمه سبحانه وتعالى، وهكذا في عموم الآيات التي ذكر فيها الاستواء، أو جل الآيات التي ذكر فيها الاستواء قُرن معه العلم. نعم
📖 قال رحمه الله: "قوله (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون* وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين* قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم* قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنباءهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون* وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين"
نفعنا الله أجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا، وأصلح لنا شاننا كله، وهدانا إليه صراطا مستقيما..
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. جزاكم الله خيرا
"استوى على العرش بذاته وهو مع خلقه بعلمه" هذه كلمة الإمام مالك رحمه الله، فهو مستوي على عرشه بذاته علوا يليق بجلاله وكماله، لكنه مُطّلع على خلقه لا تخفى عليه خافية، قال: "فيعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ويعلم ما تسرون وما تعلنون، يعلم السر وأخفى، يعلم السر وأخفى، وكثيرا ما يقرن بين خلقه وإثبات علمه كما في هذه الآية، وكما في قوله: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)، وكما في قوله في آخر آية من سورة الطلاق (الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما)" فكثيرا ما يقرن بين الخلق والعلم، وأيضا الاستواء والعلم. تتبع الآيات في في القرآن (ثم استوى على العرش) (الرحمن على العرش استوى) تتبع الآيات غالبها أو جلها قرن فيها بين الاستواء والعلم مثل ما سمعنا في:
● سورة الحديد قال (هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير) (وهو معكم) أي بعلمه، (والله ما تعملون بصير).
● أيضا في أول الرعد (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش)
فجميع الآيات أو جلها يذكر الاستواء ويذكر أيضا العلو..
● في سورة الرعد بعدها قال (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيظ الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار* عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال)
● أيضا في سورة طه لما ذكر الاستواء (الرحمن على العرش استوى) ذكر أيضا العلم، علمه سبحانه وتعالى، وهكذا في عموم الآيات التي ذكر فيها الاستواء، أو جل الآيات التي ذكر فيها الاستواء قُرن معه العلم. نعم
📖 قال رحمه الله: "قوله (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون* وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين* قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم* قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنباءهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون* وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين"
نفعنا الله أجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا، وأصلح لنا شاننا كله، وهدانا إليه صراطا مستقيما..
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. جزاكم الله خيرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق