الأحد، 16 مارس 2025

حصاد التدبر| الجزء التاسع | من سورة الأعراف الآية (٨٨) إلى سورة الأنفال الآية (٤٠)

/ ( وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْفَتِحِينَ ) [الأعراف : ٨٩ ]

كل المفاتيح بيد الله، قليل من الناس من يدرك هذا.


/ ( فَكَيْفَ ءَاسَى عَلَىٰ قَوْمٍ كَفِرِينَ ) [الأعراف :٩٣]

ـ هكذا نفوس العظماء -وليس أعظم من الأنبياء- تأسف وتحزن لإعراض الناس عن الخير، مع أن هذا هو اختيارهم لأنفسهم، لكنها شفقة المُصلح على قومه.

ـ صلة الأنساب والأقوام لا وزن لها عند اللّٰه إن تعارضت مع الدين، فالوشيجة الباقية هي وشيجة الدين، والارتباط الوثيق بين الناس إنما يكون عبر حبل اللّٰه المتين.


/ (أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ) [الأعراف: ٩٤] 

ـ من فوائد الشدة والبلاء أن يراك اللّٰه متضرعًا بين يديه

ـ سبب نزول الخيرات والبركات هو استقامة الناس على أمر اللّٰه : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَى ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَٰتٍ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ ) [الأعراف :٩٦] .

ـ ليست العبرة بالنعمة إنما العبرة بالبركة في هذه النعمة؛ ولذا كان من دعاء النبي  صلى الله عليه وسلم (اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مُدِّّنا»، والصاع والمُدّ مكاييل مشهورة عند العرب.

سين: لكن المشاهد أن أكثر أهل الغنى هم من لا يؤمنون بالله أو لا يتقونه !

جيم: المؤمن التقي أكثر الناس غنى في قلبه، وقناعة في نفسه، ورضا بقدَره، وهذه أعظم بركة، ولا حياة أطيب من هذه الحياة.


/ ( فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَٰسِرُونَ) [الأعراف : ٩٩] 

ـ لا يشتط الظالم في ظلمه إلا عندما يأمن مكر الله لذا فعاقبة الظلم الخسران والهلاك.

ـ قال ابن حجر: "الأمن من مكر اللّٰه يتحقق بالاسترسال في المعاصي مع الاتكال على الرحمة".


/ (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَٰسِرُونَ ) [الأعراف : ٩٩]

ـ قال القشيري: يقال: "من عرف علوّ قدره- سبحانه- خشي خفيَّ مكره، ومن أمِن خفيَّ مكره نسي عظيم قدره".

ـ تتابع الذنوب من غير توبة هو سبب إزهاق روح القلب، وتحويله إلى صخرة صحّاء: ( أَن لَوْنَشَآءُ أَصَبْنَٰهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ) [الأعراف: ١٠٠].


/ ( يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِنْ أَرْضِكُمْ ) [الأعراف : ١١٠ ]

اتهام المصلحين بالتآمر على البلد أسطوانة يكرِّرها طغاة كلّ عصر.


/ ( وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) [الأعراف : ١١٤]

التقريب وإغداق الهدايا أسلوب الظالمين في إغراء أصحاب النفوس الضعيفة لينفّذوا أمرهم ويضمنوا ولاءهم.


/ ( وَأُلْقِىَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ) [الأعراف : ١٢٠] 

وكأن قوة قاهرة ألقتهم إلى وضع السجود فلم يتمالكوا أن سجدوا دون تريث أو تردد، بعد أن بهرهم نور الحقِّ الساطع.


/ ( آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ ) [الأعراف : ١٢٣ ] 

حتى الإيمان يحتاج إلى تصريح .. ما أغبى هؤلاء الطغاة.


/ ( قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ ) [الأعراف : ١٢٥ ]

كل أوجاع الدنيا مغمورة في بحر ثواب الآخرة.


/ ( وَقَالَ ٱلْمَلَأُّ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهَ لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلْأَرْضِ ) [الأعراف: ١٢٧] 

 أولى خطوات معاداة الناصحين هي شيطنتهم في عيون الناس.


/ ( وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ) [الأعراف : ١٢٧] 

اختيار الفوقية يُوحي بالسيطرة التامة، وهي أول خطوة في طريق سقوط الطغاة أن ظنّوا أن الأمرَ إِليهم لا إلى الله.


/ ( قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ) [الأعراف : ١٢٨ ]

ـ قدَّم موسى الاستعانة بالله على الصبر لأن التوكل على اللّٰه أنفع في الشدة من الاعتماد على النفس بصبرها وتجلدها.

ـ خارطة الطريق نحو النصر = توكُّل + صبر


/ ( وَلَقَدْ أَخَذْنَا ءالَ فِرْعَوْنَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) [الأعراف: ١٣٠]

ليس معنى السنين هنا السنوات؛ بل القحط وقلة المطر.


/ ( وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ ٱلرِجْزُ قَالُواْ يَمُوسَى ) [الأعراف :١٣٤ ]

في الشدائد والأزمات تتجه الأنظار دومًا نحو المصلحين.


/ ( وَأَوْرَثِنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشْارِقَ ٱلْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ) [ الأعراف : ١٣٧ ] 

ـ الاستضعاف أولى خطوات التمكين 

س: لماذا لم يقل (المستضعفين) وقال: (كانوا يُستضعفون)؟

ج: لسببين: 

الأول: إشارة إلى سبب هذا الخبر، أي أن اللّٰه أورثهم الأرض جزاء صبرهم.

الثاني: التعريض ببشارة المؤمنين في كل عصر بأنهم ستكون لهم العاقبة كما كانت لبني إسرائيل إن هم صبروا على الأذى في سبيل اللّٰه كما صبر من قبلهم.


/ (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِ إِسْرَءِ يلَ بِمَا صَبَرُوا ) [الأعراف : ١٣٧ ]

حسبك ثناءً على الصبر أنه شرط النصر.


/ (وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَرُونَ اخْلُفْنِى فِي قَوْمِى وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) [الأعراف: ١٤٢]

قال القرطبي: ((هذا أصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتغييره ومفارقة أهله، وأن المقيم بينهم لا سيما إذا كان راضيًا، حكمُه كحكمهم».. إزالة المنكر أو الزوال عنه.


/ ( فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ) [الأعراف : ١٤٣] 

جبال رواسٍ وصخور تتصدع، وقلوب من لحم ودم لا تتصدع.


/ ( سَأَصْرِفُ عَنْ ءَايَٰتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ ) [الأعراف : ١٤٦ ]

المتكبرون أقل الناس إدراكًا للحقائق وفهمًا للواقع.

قال سفيان بن عيينة: "أنزِع عنهم فهم القرآن، فأصرفهم عن آياتي".


/ ( فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ ) [الأعراف : ١٥٠ ]

الصديق لا يشمت، الأعداء فقط يفعلون.


/ (وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إليه ) [الأعراف : ١٥٠]

لا تعاتب حبيبك في لحظات غضبه، فعندما حمل الغضب موسى عليه السلام على إلقاء الألواح وفيها كلام الله، وجرِّ رأس أخيه وهو نبي، عذره اللّٰه ولم يعاتبه.


/ ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِى وَلِأَخِي ) [الأعراف : ١٥١] 

ـ كم أخًا من إخوانك دعوت له اليوم؟!

ـ كم من نائم مغفور له، يقوم أخوه يصلي من الليل، فيدعو له فيغفر اللّٰه للإثنين.


/ ( لِلّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ) [الأعراف : ١٥٤] 

اختصاص يفيد القَصْر، أي لا يُرهب العبد أحدًا إلا الله، ورهبته خالصة لوجه الله، وليست رياء ولا سمعة ولا لقصد الثناء.


/ ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) [الأعراف : ١٥٦]

ـ من استعظم ذنبه، فقد استصغر رحمة ربه.

ـ قال الثوري: "ما أحب أن يُجعَل حسابي إلى أبوي؛ لأني أعلم أن اللّٰه تعالى أرحم بي منهما" .

ـ هكذا مطلقًا ودون استثناء كل شيء مرحوم، وأنت شيء من الأشياء!


/ ( ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ النَّبيَّ الْأُمِّىَ ..... يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ ) [الأعراف :١٥٧]

ـ أبرز صفات نبينا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فما نصيب ورثته من هذه التركة؟!


/ ( إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْيِئُونَ لَا تَأْتِيهِمْ ) [الأعراف: ١٦٣ ]

سئل الحسين بن الفضل عن المثل فقال: ( الحلال لا يأتيك إلا قوتًا، والحرام يأتيك جزافًا ) هل يوجد في كتاب اللّٰه تعالى؟! فقال: نعم، في قوله تعالى: ( إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ) [الأعراف: ١٦٣].


/ (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمَا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ ) [الأعراف:١٦٤]

(اللوامون) فئة ليتهم إذ قعدوا عن فعل الخير لم يلوموا غيرهم على فعله.


/ (مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) [الأعراف : ١٦٤ ]

ـ واضح أن اللّٰه سيسألنا: لماذا لم ننكر لا لماذا لم نغيَّر؟ فلا عذر لساكت.

ـ مهما انتشرت المنكرات من حولنا، فلا ينبغي ترك الإنكار وإلا نزل العذاب بالجميع، ولم ينجُ أحد: ( مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ).


/ (وَبَلَوْنَٰهُم بِٱلحَسَنَٰتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) [الأعراف : ١٦٨]

يبتليك اللّٰه بالحسنات والنِعم ليبعثك على الشكر، كما يبتليك بالسيئات والنِقم ليبعثك على الصبر.


/ (يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا) [الأعراف : ١٦٩]

ـ بدلا من أن يشكروا اللّٰه على نعمة المغفرة، كفروا بهذه النعمة واستمرؤوا العصيان.

ـ {وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا !) يا ويح هؤلاء! ترجُو النَّجاةَ ولم تَسْلُكْ مَسالِكَها ... إِنَّ السَّفِينة لا تَجْري على اليبس 

ماذا دفعت من ثمن كي تشتري المغفرة؟ أم تظنها رخيصة أو بالمجّان؟!

ـ  قال معروف الكرخي: "طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب، وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور".

ـ قال الحسن البصري: ((إن قومًا ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بلا حسنة باعتقاد حسن الظن، وهو كاذب فيه، فلو كان صادقًا لأحسن العمل، ثم تلا قوله تعالى: ( وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنْتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِنَ الخَاسِرِينَ ) [فصلت: ٣٢ ].


/ ( يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا ٱلْأَدَنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا ) [الأعراف : ١٦٩]

ـ قال سعيد بن جبير: "يعملون بالذنوب، وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه: قال: ذنبٌ آخر، يعملون به».


/ ( وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا ) [الأعراف : ١٦٩]

عجيب شأن بعض المذنبين! يمشون على الأرض مطمئنين وكأنهم أخذوا صكَّا من السماء بمغفرة رب العالمين!


/ ( يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا ) [الأعراف : ١٦٩ ]

هذه التوبة سابقة التجهيز! يأكلون الحرام ويقولون: سنستغفر اللّٰه وسيغفِر!.


/ ( عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ ) [الأعراف : ١٦٩]

والعرَض: الأمر الذي يزول ولا يدوم، ويراد به هنا المال، والأدنى: من الدنو بمعنى الأقرب، لأن متاع الدنيا عاجل قريب، أو من دنو الحال وسقوطها، وفي استخدام اسم الإشارة ( هَٰذَا ) إيماءة إلى تحقير هذا الذي رغبوا فيه.

هذه الآية نزلت في المرتشين، فقد كان قضاة بني إسرائيل يأخذون الرشوة في الأحكام للتسهيل على العوام.


/ ( وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلْكِتَٰبِ وَأَقَامُواْ الصَّلَوْةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ) [الأعراف : ١٧٠ ]

 من أبرز صفات المصلحين وعلامات صدقهم: الاستمساك بالكتاب مع إقامة الصلاة.


/ ( وَأتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءَاتَيْنَهُ ايَتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا ) [الأعراف: ١٧٥]

لا ييأس إبليس من إغواء أحد ولو بلغ مقام الأولياء، ولا سقف لطموحه في إضلال العبد، فينقله من إمامة المؤمنين إلى إمامة المجرمين!


/ (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ) [الأعراف : ١٧٦]

ـ قال ابن الجوزي: "بالله عليك يا مرفوع القدر بالتقوى لا تبع عزها بِذُلُ المعاصي"

ـ القرآن يرفع صاحبه، والهوى يضعه.


/ ( فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ) [الأعراف : ١٧٦ ]

 الضالّ على علم: إن زجرته لم يرتدع (هلك)، وإن تركته بلا نصح (هلك)، كالكلب إن طُرِد كان لاهثًا، وإن تركته كان لاهثًا.

قال ابن قتيبة: ((كل لاهث إنما يكون من إعياء أو عطش إلا الكلب، فإنه يلهث في حال راحته وحال تعبه؛ وفي حال الري وحال العطش». ووجه التشابه: حال صاحب الهوى في لهثه خلف هواه.


/ ( كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ ) [الأعراف : ١٧٦ ]

ليس معنى (تحمل) من وضع الأحمال عليه إذا الكلاب لا يُحمَل عليها، بل المعنى: تزجره وتطرده.


/ (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَآ ) [الأعراف : ١٧٩ ]

 كلٍ من له قلب لا يفقه به الحق، وعين لا تبصر الحق، وأذن لا تسمع الحق، فهو (كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ )، وسر أنهم أضل من الأنعام أن الأنعام لو كان لديها عقل لفقهت به!


/ ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ ٱلْحُسْنَى فَٱدْعُوهُ بِهَا ) [الأعراف ١٨٠]

قال القرطبي موضَحًا: «أي اطلبوا منه بأسمائه، فيطلب بكل اسم ما يليق به، تقول: يا رحيم ارحمني، يا حكيم احكم لي، يا رازق ارزقني، يا هادي اهدني، يا فتاح افتح لي، يا تواب تب علي، وهكذا».

قال ابن القيم: "وهو مرتبتان: إحداهما: دعاء ثناء وعبادة، والثانية: دعاء طلب ومسآلة".


/ (سَنَسْتَدْرِجُهُم مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ) [الأعراف : ١٨٢]

قال سفيان الثوري: ((نُسبغ عليهم النعم، ونمنعهم الشكر).

قال أبو حازم: ((نعمة اللّٰه فيما زوى عني من الدنيا أعظم من نعمته فيما أعطانى منها، إني رأيته أعطاها أقوامًا فهلكوا».


/ (إِنَّ وَلِتِّيَ اللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَبَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّلِحِينَ ) [الأعراف : ١٩٦ ]

ما يضرك إن تولى كل الناس عنك ، إن تولى اللّٰه أمرك أيها العبد الصالح.


/ ( إِنَّ وَلِتِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَبَ) [الأعراف : ١٩٦ ]

ذكر اللّٰه الكتاب مع الولاية وكأنها إشارة إلى أن ولاية اللّٰه لك على قدر صلتك بالقرآن.


/ ( وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ) [ الأعراف : ١٩٦ ] 

والفعل المضارع فيه دلالة على سريان قانون نُصرة اللّٰه للصالحين على مر العصور.


 / (وَتَرَىٰهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ) [الأعراف : ١٩٨]

   ـ كثيرا ما تبصر العين ويعمى القلب.

ـ قيل لسفيان بن عيينة : قد استنبطت من القرآن كل شيء؛ فأين المروءة فيه؟ قال : في قوله: ( خُذِ ٱلْعَفْوَ وَأْمُنْ بِٱلْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَاهِلِينَ )


/ ( خُذِ ٱلْعَفْوَ) [الأعراف : ١٩٩ ]

وذلك مثل قبول الاعتذار والعفو والمساهلة وترك البحث عن الأشياء والتغافل.


/ (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) [الأعراف : ١٩٩]

ـ {وَأَعْرِضٌ) عنهم بعينك فلا تنظر إليهم، (وَأَعْرِضٌ) عنهم بقلبك فلا يلقون فيه بالهموم.

ـ كثير من الوقت الضائع في الجدل كان دواؤه ألا تتورط فيه منذ البداية.

ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيجذب نحوك دائمًا من يكابره ويجهل عليك.

ـ إذا لم يعترض طريقَ المصلحين جاهلٌ ومعاند فإصلاحهم مشكوك فيه؛ فإن اللّٰه تعالى قال لنبيه (وَأَعْرِضٌ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) 


/ ( إِنَّ ٱلَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَئِفٌ مِنَ ٱلشَّيْطَنِ تَذَكَّرُوا) [الأعراف : ٢٠١]

حين تتعثر وتخطئ لم يسلبك اللّٰه صفة التقوى، فسبحان من يمدحك ولو أخطأت.


/ (وَإِذَا قُرِئَ ٱلْقُرْءَانُ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [الأعراف: ٢٠٤ ]

ـ رحمة اللّٰه حولك في كل مكان، وتُنال بأيسر الطرق، وماذا أيسر من الإنصات؟

 ـ رحمة اللّٰه قريبة من المستمع للقرآن فكيف بالعامل به؟!

ـ المشتاق لسماعِ القرآن مرحوم ؛ والذي ينفر من القرآن محروم!

ـ كلما زاد حضور قلبك وحسن إنصاتك، زاد نصيبك من رحمة اللّه.


/ ( وَإِذَا قُرِىَّ الْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ, وَأَنصِتُوا ) [الأعراف : ٢٠٤]

ـ قال الحارث المحاسبي: «إذا كان كلام العالم أولى بالاستماع من كلام الجاهل، وكلام الوالدة الرؤوم أحق بالاستماع من كلام غيرها، فالله أعلم العلماء وأرحم الرحماء، فكلامه أولى كلام بالاستماع والتدبر والفهم».


/ أذكار الصباح والمساء كفيلة بأن تُخرج العبد من وصف (الغافلين) : ( وَٱذْكُر رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةٌ وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ بِٱلْغُدُرِّ وَٱلْأَصَالِ وَلَا تَكُن مِنَ الْغَفِلِينَ ) [الأعراف : ٢٠٥].


سورة الأنفال

/ (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَآيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا) [الأنفال : ٢]

من أعظم علامات الإيمان: التأثر بكلام اللّٰه تعالى.


/ (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَٰنًا ) [الأنفال : ٢]

نية جديدة احتسبها كلما قرأت القرآن: أن تكون سببا في زيادة إيمان غيرك..


/ ( زَادَتْهُمْ إِيمَٰنًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَّكَّلُونَ ) [الأنفال : ٢]  كلما زاد إيمانك زاد توكلك!


/ ( وَإِنَّ فَرِيْقًا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ) [الأنفال : ٥]

عندما يقع لك ما لا تحب، فتفاءل، فلعله الطريق إلى ما تحب كما حدث يوم بدر.


/ (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ ) [الأنفال : ٩]

ـ حاجتك للإجابة هي كحاجة الغريق للغوث والحياة.

ـ لو استغنى أحد عن الدعاء لكان جيش الصحابة الذين كان فيهم خاتم الأنبياء المؤيد بالوحي.


/ ( وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ) [الأنفال : ١٠ ]

 إياك أن تظن النصر بسبب الملائكة التي تنزلت، فهم مجرد سبب، ولو شاء اللّٰه لنصرهم دون ملائكة.


/ (إِذْ يُوحِى رَبُّكَ إِلَى الْمَلَايِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ ) [الأنفال : ١٢]

ومنهم جبريل صاحب الستمائة جناح، كل جناح منها يسد الأفق، يقاتل يوم بدر بشرًا مهازيل، ومع ذلك يحتاجون معية اللّه، وإلا انهزموا!


/ (فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ) [الأنفال : ١٢] 

مهما بلغ إيمان العبد، فإنه يحتاج إلى تثبيت الرب، ووسيلة التثبيت هنا كانت الملائكة!


/ (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ) [الأنفال : 17] 

لا تنسب لنفسك أي خير، فلولا اللّٰه ما ركع راكع ولا سجد ساجد.


/ (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ) [الأنفال : ١٧]

ـ ما رميت بنفسك لكن رميت بنا، فكان منك يا محمد قبض التراب وإرساله من يدك، وكان التبليغ والإصابة من اللّه.

ـ رمى قبضة من التراب فأصاب جميع الوجوه، وقال له فى موضع آخر: ( لَيْسَ ي لَكَ مِنَ ٱلْأَمْرِ شَيْءٌ) ، وقال في ثالثة: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَٰوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) فإذا كان الملك ملكه، والأمر أمره، والحكم حكمه، فكيف يغتر أحد بقوته أوييأس من ضعفه؟!

ـ قال صاحب الكشاف: "يعني أن الرمية التي رميتها- يا محمد- لم ترمها أنت على الحقيقة، لأنك لو رميتها ما بلغ أثرها إلا ما يبلغه أثر رمي البشر، ولكنها كانت رمية الله، حيث أثرت ذلك الأثر العظيم.. فأثبت الرمية لرسول الله ولِقه لأن صورتها وجدت منه، ونفاها عنه لأن أثرها الذي لا تطيقه البشر هو فعل اللّٰه عز وجل".


/ (وَلِيُبْلِى الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَآءً حَسَنَا ) [ الأنفال : ١٧]

البلاء الاختبار ، فيختبرهم مرة بالنعم ليُظهِر شكرهم أو كفرانهم، ويختبرهم أخرى بالمحن ليُظهر صبرهم أو جزعهم.


/ (وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ ) [الأنفال : ١٨ ]

قال السعدي: ((مضعِف كل مكر وكيد يكيدون به الإسلام وأهله، وجاعل مكرهم محيقًا بهم».


/ (إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ) [الأنفال : ١٩ ]

ـ قال أبو جهل حين التقى القوم في بدر: اللهم أقطعنا للرحم، وآتانا بما لا نعرفه، فأحنه- أي فأهلكه- الغداة، فكان المستفتح.

ـ عن السُّدي أن المشركين حين خرجوا من مكة إلى بدر أخذوا بأستار الكعبة فاستنصروا اللّٰه وقالوا: اللهم انصر أهدى الجندين، وأكرم الفئتين، وخير القبيلتين. فقال تعالى: ( إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَ كُمُ ٱلْفَتْحُ ).


/ ( وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ ) [الأنفال : ٢٣] 

ـ أعظم العقوبات ألا تنتفع بالعظات.

ـ نصيبنا من الانتفاع بوحي السماء عظيم بقدر (الخير) الذي في قلوبنا.


/ (ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ) [الأنفال :٢٤]

تعريف الميت بموجب هذه الآية هو من لم يستجب لأمر اللّٰه ورسوله، وعلى قدر الاستجابة تكون الحياة.


/ (وَٱعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ) [الأنفال : ٢٤]

ـ أنت لا تملك قلبك، فاستعن بمن يملكه كي يثبِّته على الحق.

ـ في الحديث: (مثل القلب في سرعة تقلبه كريشة ملقاه بأرض فلاة، تقلبها الرياح ظهراً لبطن) صحيح الجامع رقم: ٢٣٦٥.

ـ لا تأمن على قلبك أبدًا.

ـ سمع عمر رجلًا يقول: اللهم إنك تحول بين المرء وقلبه، فحُل بيني وبين معاصيك أن أعمل بشيء منها.

ـ تمثيل لغاية قرب اللّٰه من العبد، وتنبيه على أن اللّٰه مطلع على مكنونات القلوب التي يغفل عنها صاحبها؛ ليبادر إلى إخلاص قلبه وتصفيته قبل أن يحول اللّٰه بينه وبين قلبه بالموت.

ـ تصوير لامتلاك اللّٰه قلب عبده، وأنه يحول بينه وبين الكفر إن أراد سعادته، وبينه وبين الإيمان إن قضى شقاوته.

ـ إشارة إلى علم اللّٰه بعزم المرء ونيته قبل أن ينتقل هذا العزم إلى جوارحه، فشبَّه علم اللّٰه بذلك بالحائل بين شيئين في تعبير عن شدة الاتصال بالقلب، والمقصود: تحذير المؤمنين من كل خاطر سيئ يؤدي إلى التراخي في الاستجابة لأمر اللّٰه ورسوله.

ـ قال ابن عطية: "المراد الحث على المبادرة بالامتثال وعدم إرجاء ذلك إلى وقت : آخر، خشية أن تعترض المرء موائع من تنفيذ عزمه على الطاعة"


/ ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَةً ) [الأنفال : ٢٥]

ـ من لعنة الظلم أنه وباء، يتعدى ضرره الظالم إلى من حوله.

ـ في سنن ابن ماجة: (ما من قوم يُعمَل فيهم بالمعاصي، هم أعز منهم وأمنع، لا يُغَيِّرُون، إلا عمَّهم اللّٰه بِعقاب» سنن ابن ماجة رقم: ٤٠٠٩.

ـ قال الإمام القسطلاني: "علامة الرضا بالمنكر عدم التألم من الخلل الذي يقع في الدين بفعل المعاصي، فلا يتحقق كون الإنسان كارهًا له، إلا إذا تألم للخلل الذي يقع في الدين، كما يتألم ويتوجع لفقد ماله أو ولده، فكل من لم يكن بهذه الحالة فهو راضٍ بالمنكر، فتعمه العقوبة والمصيبة بهذا الاعتبار".


/ ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَخُونُوا ٱللَّهَ وَالرَّسُولَ) [الأنفال :٢٧ ]

خيانة شخص مؤلمة! فكيف بمن خان اللّٰه ورسوله؟! وخيانة اللّٰه بترك فرائضه وانتهاك محارمه، وخيانة الرسول بإهمال سننه وتعاليمه.


/ ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنْ تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَكُمْ فُرْقَانًا ) [الأنفال : ٢٩] 

على قدر تقواك يرزقك اللّٰه البصيرة التي تفرّق بين الحق و الباطل..


/ ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) [الأنفال : ٣٣ ] 

شعورك بالأمان من العذاب وأنت مع رسول اللّٰه وليم هو نفس شعورك بالأمان مع الاستغفار.


/ ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ) [الأنفال : ٣٣ ]

ـ وجود بدنه فيهم دفع عنهم العذاب وهم أعداؤه، فكيف بوجود الإيمان به ومحبته في قلب عبد؟ أليس دفعه للعذاب أوْلى.

ـ سئل الحسين بن الفضل عن المثل: (كرامة عين تكرم ألف عين).. هل يوجد في كتاب اللّٰه تعالى؟! فقال: قوله تعالى: ( وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)

 

/ (وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) [الأنفال : ٣٣]

قال الحسن: لا أظن أن اللّٰه يعذب رجلاً استغفر، فقيل: لماذا؟ قال: كيف يلهمه الاستغفار ويريد به أذى!


/ ( قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُم مَا قَدْ سَلَفَ ) [الأنفال:٣٨]

ـ هذا لطفه بالكافرين، فما لطفه بالمؤمنين؟! آية من أعظم آيات الرجاء.

ـ قال عبد القاهر بن طاهر التميمي:

يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف ** ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف

أبشر بقول اللّٰه في آياته ** إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حصاد التدبر / خالد أبو شادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق