الحَمْدُ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَجْمَعِينَ : (سُبْحَنَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا يا رب العالمين، وَبَعْدُ: فإني أحييكم بتحية الإسلام السّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، وإني لأسأل الله أن يشرح صدورنا ، وأن يجعلني وَإِيَّاكُمْ من أهل القرآن الكريم الَّذِينَ هم أهل الله وخاصته، وها نحن نلتقي في لقائنا هذا وتدبر سورة الكهف.
توقفت في اللقاء السابق عند قول الله تبارك وتعالى : (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَبٍ وَحَفَفْتَهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا) هذا المثل الَّذِي يضربه الله تبارك وتعالى معطوفٌ عَلَى قوله : (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُم) لأنَّ قوله: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُم) بيّن الله فيما بعده نموذجين للمؤمن وللكافر، فلما بيّن الله هذين النموذجين، وبيّن مصير كل من النموذجين أراد أن يضرب لهم مثلا هاهنا لكافر ولمؤمن أَيْضًا، ويبين لنا مدى تعلق الكافر بالدنيا وبمتاع الدنيا واعتبار الدنيا غاية، وكيف أنَّ المؤمن فهم حقيقة الدنيا فما أخذ منها إلَّا بقدر حاجته وحاجة أولاده وأسرته.
ثُمَّ بين الله مآل الكافر المشرك الذي تعلق بنعم الدنيا ونسبها إلى نفسه، وبين المؤمن المُوحد بالله، وفي سياق القصة يعلمنا الله أسلوب الحوار في الدَّعْوَة، وأسلوب الحوار في كل حياتنا اليومية؛ لأنَّ بالحوار تنجح جميع العلاقات الأسرية وكل تعامل قائمٌ عَلَى الحوار هو تعامل ناجح بفضل الله تبارك وتعالى إذا كان المتحاورين مؤمنين.
الله تبارك وتعالى يبدأ هذه القصة أو هذا المثل الَّذِي لم يُذكر أبدًا إِلَّا في سورة الكهف، وقلت سابقا إنَّ لضرب المثل هاهنا غاية أخرى وهي: أنَّ سورة الكهف ذكر الله فيها قصصا لم تتكرر في غيرها :
القصة الأولى: قصة أصحاب الكهف فلم تُذكر في غير هذه السورة، وهي قصة تقوم عَلَى حقيقة اليقين والإيمان بالله جل وعلا والعقيدة الصحيحة، وحُسْن التَّوَكُل عَلَى اللهِ جل وعلا، ويبين الله من خلال ما يذكر بعد ذلك أنَّ هناك من العوامل ما يجعل إيمان المؤمن يختل، وعقيدة المؤمن تختل، ويقينه يختل، وحُسن توكله عَلَى الله يختل، ما هذه الأمور؟
أول أمرٍ: هو طغيان حب المال في القلب، وأنا أقول طغيان حب المال، وليس حب المال؛ لأنَّ حب المال فطرة، إِنَّمَا القضية في الطغيان، كيف أعرف أني أحب المال أو أنَّ المال عندي طاغ في حبِّي عَلَى أمور أخرى؟ أو كيف أعرف بين الحب للمال وطغيان الحب للمال؟
أولًا: أحرص عَلَى جمعه من حلال وإيداعه في حلال، وإنفاقه في حلال، إذن إذا حرصت عَلَى ذلك فإني بذلك أحب المال الحب الفطري، وإذا دُعيتُ إِلَى خيرٍ وَإِلَى صدقةٍ، وَإِلَى إنفاق في سبيل الله فإن حبي للعطاء يستعلي عَلَى حبي للمال؛ إذن أن تحب المال حبًّا فطريًّا وَهذَا لا يعيبك، إذًا علامات حب المال الحب الفطري المحمود هو ماذا؟ أنك تجمعه من حلال، وتدخره في حلال، وتنفقه في الحلال، وإذا دُعيت إِلَى الإنفاق وَإِلَى الصَّدَقَة وَإِلَى الخير؛ تؤثر حُبك للعطاء عَلَى حبك للمال؛ أنت بذلك تحب المال حب فطري.
وطغيان حب المال له علامات عكسية، يعني: عكس العلامات الَّتِي مضت وهي: أني أجمع المال من حِلَّ أو من حرام، أو من مكان فيه شبهة لا مانع، أنت بذلك طغى حب المال عليك، وأدخِره ولا أبالي إذا كان في حلال أو في غير حلال، أنت بذلك يطغى حب المال عليك، وأُنفقه في غير حلالٍ، حَتَّى لو أنفقته في حلال وكنت مسرفًا أكثر من اللازم فأنت أيضًا إسرافك أكثر من اللازم وتفتخر بكثرة الإسراف فيما يفيد وفيما لا يفيد هذَا أَيْضًا يوصلك إِلَى طغيان حب المال في قلبك، لأنَّ الله عاب عَلَى الإنسان الكافر المشرك (يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالَا لُبَدًا) المال اللُّبَد هو المال المتلبد، وَالشَّيْء المُتلَبِّد، هو الشَّيء الكثيف الكثير، الشعر يتلبد إذا كان كثيفًا وثقيلًا، فَهَذَا يفتخر بأن يُهلك المال الكثير كمن يقول بأنه ينفق في الليلة الألف ريال أو الألف جنيه، هو يفتخر بذلك وَهذَا لا يدعو إلى أن يفتخر إلَّا إذا كان قد أنفقه في الخير، فإذا كان قد أطعم به مسكينًا، أو أنه كسا يتيمًا، أو بحث عن عريان، أو بحث عن محتاج فلا مانع.
إذًا طغيان حب المال في القلب إذا دُعيت إِلَى العطاء يستعلي حبك للمال عَلَى حبك للعطاء، فأنت بذلك المال يطغى في قلبك حبه، وكذلك تنسب النعمة إلى نفسك، وتنسب المال إِلَى نفسك وَإِلَى ذكائك وَإِلَى شطارتك كما ذَكَرَ الله عن قارون: ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِى ﴾
إذا الله تبارك وتعالى يخبرنا أنَّ أول أمرٍ يُخِلُّ في إيمان المؤمن، ويجعل عقيدته تختل: طغيان حب المال في قلبه؛ هذه هي القصة الأولى.
الله تبارك وتعالى يقول: ﴿وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ ﴾ اللام في (لَهُم) هي إذا كانت مُتَعَلَّقَة بـ «اضْرِب» فمعنى ذلك : اضرب لهم خصيصًا ، اضرب لهؤلاء حَتَّى إذا ما تخيروا طريقا يتخيرونه عن قناعة وعن أدلة واقعية يقينية، إذا تخيروا طريق الكفر أو طريق الإيمان، حَتَّى لا يفهم النَّاس قوله: (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُر) أنَّ الله تبارك وتعالى خيّرك ؛ لا، ليس هذا هو موطن التخيير، إِنَّمَا موطن التخيير: أنك مُخيَّر بين أحد الطريقين لأنَّ عاقبة كل أمرٍ إِنَّمَا هي عليك لا على غيرك، إذا (واضرب لهم)، وإذا كانت مُتَعَلَّقَة بقوله: (مَثَلًا) فيكون المراد اضرب مثلا لهم فيصبح المقصود من الضرب ضرب المثل بدايةً ثُمَّ نهاية يكون لهم، إِنَّمَا (وَأَضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً) يكون الضرب لهم، والضرب عبارة عن مثل وَهذَا المثل تقريب لقضية واقعية حقيقية يقينية ينقلها لنا الحق جل وعلا.
هذان الرجلان هل هما رجلان معینان؟ قيل ذلك، قول لابن عباس يقول : "كانا من بني إسرائيل وهما أخوان ورثا مالًا عن أبيهما فأحدهما كافر حريص على المال وجمع المال، وَالآخَر مؤمن يعلم حقيقة الدنيا، ويعلم أنَّ المال ليس هو الغاية في تلك الدنيا، وأن جمع المال ليس هو الغاية؛ ولذلك الله تبارك وتعالى بيّن أنَّ هذا الرجل الكافر له جَنَّتَيْنِ وقول الله: (جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ ) (جَعَلْنَا) بإسناد الجنتين لرب العزة جل وعلا، لأنَّ الله هو الَّذِي يعطي وعطاؤه قد يكون استدراجا، قد يكون العطاء استدراجًا لهذا الَّذِي أعطاه، وقد يكون العطاء إكراما وتقديرا، فإذا كان المُعطَى حريصًا عَلَى أن يجمع ماله من حلالٍ وينفقه في حلالٍ ويدخره في حلال، وإذا دُعِي إِلَى الصَّدَقَة وَإِلَى الخير فإنَّ عطاءه يستعلي عَلَى حبه لماله؛ فَهُذَا العطاء من الله إكرامًا وتقديرًا لهذا الإنسان.
وأنا قلت سابقا في قوله تَعَالَى: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ..) الخ الآية
(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ) هل حب الشهوات من هذه الأشياء كلها حرام عَلَى إطلاقه، أم حلال عَلَى إطلاقه؟ هذه نقول : الإنسان مطالب بأن يجمع من الدنيا ما به تقوم الحياة، فإذا جمع الأمور من حلال، وادخرها في حلال، وأنفقها في حلال؛ فنِعم ما يجمع طالما أنه يعرف حقيقة الشَّيء، أما إذا كان يجمع من حرام ويرى أن هذه هي الغاية من الدنيا، فمعنى ذلك : أنَّ هذا هو الوبال عليه؛ ولذلك قال الله: ﴿ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾.
إذا (وأضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابِ وَحَفَفْتَهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا) لو فكرنا في هذه الآية الكريمة لأدركنا أنَّ الهندسة الزراعية كلها ذكرها الله في هذه الآية:
أولا : ذَكَرَ في الجنتين (جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ)، ثم ﴿وَحَفَفْنَهُمَا بِنَخْلِ) أفضل منظر للحديقة وللبستان أن يكون بداخله الأنواع من الفاكهة المحببة أولا ، ثُمَّ أن يكون هذا الزرع الَّذِي فيه الفاكهة أو المزرعة مُحاطة بالنخل لأنَّ النخل حماية من أي عاصفة هوائية أو ترابية تصيب الفاكهة المزروعة في المزرعة، ومن أفضل المزارع إذا زرتموها ورأيتموها ما تجدونه هكذا، الزرع في الوسط ونجد في جميع الاتجاهات الزرع مُحاط بهذا النخل أو بالأشجار العالية التي تفيد في نمو هذا الزرع، هذه: (جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَقْنهُمَا بِنَخْلِ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا ﴾ الواضح أنَّ الزرع وهو القوت الضروري للإنسان الَّذِي منه يكون البقول الَّتِي يعيش منها الإنسان، والنبات الَّذِي يعيش عليه الحيوان ، الله تبارك وتعالى يعلمنا أنَّ الفاكهة هي رقم واحد في البداية، حَتَّى في الأكل يذكر الله الفاكهة كنعيم لأهل الجَنَّة قبل أن يأكلوا اللحم إلخ، والطب الحديث أثبت صحة هذا، ولو ثبت ذلك فنقول: بأنَّ التقديم في القرآن الكريم له دلالات، وهنا لمَ قدَّم الله الأعناب والنخل عَلَى الزرع مع أنّ الزرع هو القوت الضروري للإنسان؟
لأنَّ الله وهو يذكر نعيم أهل الجَنَّة في الآية السابقة ذَكَرَ أَيْضًا الزينة قبل الملبس الرئيسي الَّذِي يحتاج له الإنسان، عندما قَالَ: (يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ) هذَا التَّزَيُّن لأهل الجَنَّة، ثُمَّ قَالَ: (وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وإستبرق ﴾ فذكر الله الزينة قبل الملبس الضروري الَّذِي يحتاجه أهل الجَنَّةَ. ثُمَّ بَيَّن في هذه القصة أو في هذا المثل الهندسة الزراعية الَّتِي تسر الناظرين لمن يريد أن يجعل مزرعته عَلَى هذه الصورة، فبدأ بِالتَّزَيُّن والتزيين في الأعناب والنخيل المحيطة بالأعناب من كل النواحي ثُمَّ قَالَ: ﴿وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا ﴾ أي: أنَّ الله الله جعل بين الجنتين هذا الزرع الَّذِي يحتاجه الإنسان.
رب العباد يركز دائمًا في جنة الدنيا عَلَى الجنتين، يعني قَالَ هاهنا : (جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَينِ ﴾ ، وَقَالَ في إنعامه لأهل سبأ: ﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَا فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينِ وَشِمَالِ كُلُوا مِن رِزْقِ رَبَّكُمْ وَأَشْكُرُوا لَهُ ﴾ لماذا؟ قيل - واللهُ أَعْلَمُ - : أنَّ الإنسان بطبيعته يحب الخصوصية ولا يُهمل جانب العموم، بمعنى: أنَّ الإنسان في بيته يحرص عَلَى أن يكون البيت مكونا من جناحين، جناح خاص له ولأولاده، وجناح عام يستقبل فيه ضيوفه ويستقبل ويجلس فيه مع ضيوفه، هذه يعتبرها الإنسان من ألذ متع الدنيا، فكذلك الله عندما يذكر إنعامه عَلَى عباده فلا يبيّن من النعم أقل ما يحبه الإنسان ويتلذذ به ويتنعم به في الدنيا، وهو أن يكون له جنتان جنةٌ خاصة، وجنةٌ عامة، فَالجَنَّة الخاصة له ولأولاده ولأسرته، وَالجَنَّة العامة يستقبل فيها ضيوفه، ويستقبل فيها أحبابه ..الخ. حَتَّى الجَنَّة في الآخرة قَالَ الله: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ ﴾ ماذا؟ (جَنَّتَانِ ﴾ وَقَالَ بعدها: ﴿وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ﴾، طبعًا جنّات الآخرة أكبر بكثير مِمَّا يصوره الله لنا، لكن الله يصوّر لنا ما نراه نحن وندركه نعيما في الدنيا. هذه ﴿وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا ﴾ .
( كلتا الجنَّتَيْنِ آتتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَلَهُمَا نَهَرًا ﴾ هذه الآية نجدها واقعةً موقع الجملة الاعتراضية بين المعطوفات؛ لأنَّ ما بعدها معطوفُ عَلَى ما قبلها (وَكَانَ لَهُ ثَمَرُ)،(وَكَانَ لَهُ ثُمَرُ) وهذه الجملة الاعتراضية لها دلالتها في الفهم وفي الأثر في المعنى، فربما يظن البعض أن الجنتين جنةٌ منهما تعطي ثمارها، وتعطي ثمارًا جيدة، والأخرى ذُكرت فَقَط كبيان لأن الرجل كان عنده جنتان.
الله ذكر (كلتا الجنَّتَيْنِ﴾ كلتاهما ءَاتَتْ أُكُلَهَا يعني: الجنتان كلتاهما أثمرت، وأثمرت إثمارًا كثيرًا حَتَّى إِنَّ الجنتين تشبه ثمرها عطاء المعطي الكريم، فـ (كلْتا الجَنَّتَيْنِ آتتْ ﴾ كأنها هي الَّتِي آتت أكلها ، كأنها هي التي تعطي أكلها للأكلين، يعني أسند الإيتاء إلى الجنتين دليل على أنَّ الجنتين كلتاهما ءَاتَتْ أُكُلَهَا، (ءاتَتْ أُكُلَهَا) بمعنى ماذا؟ بمعنى: أنها في إنتاجها الوفير وفي ثمارها المتميزة كأنها أشبهت المعطي الكريم عندما يعطي، الكريم عندما يعطي يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، فكذلك الجنتان آتتْ أُكُلَهَا. واضح.
طيب (كلتا) مثنى، أليس كذلك، و(آتَتْ أُكُلَهَا) هنا الخبر جملة فعلية لكنه بضمير المفرد: آتت هي، فلماذا لم يجعل الخبر ضمير مثنى يعود عَلَى المبتدأ المثنى؟ يعني: كلتا الجنتين آتتا أكلها؟ عندنا (كلتا الجنَّتَيْنِ) لفظها ومعناها، لفظ (كلتا) مفرد ومعناها جمع، يعني (كلتا) لفظها ككلمة هي مفردة ولكن هي معناها مثنى وفي تلك الحالة يجوز لي أن أعود الضمير عَلَى اللَّفْظ ويجوز لي أن أعود الضمير عَلَى المعنى. لِمَ آثر القرآن الكريم أن يعود الضمير عَلَى اللَّفْظ دون المعنى؟
ليبين أن إيتاء الجنتين في تمامه وفي كماله وفي تميزه متفق تمامًا كأنهما جنة واحدة، يعني لا يستطيع أحد أن يُميز فاكهة جنة عن جنة، أو إنتاج جنة عن جنة، يعني هذه الجَنَّة أنتجت مثلا ألف طن وهذه أقل، لا، والأخرى أكثر، لا، هل هذه الجَنَّة ثمارها أفضل من الأخرى؟ لا، متفقة تمامًا في الإيتاء وهو العطاء اتفاق تام؛ ولذلك آثر القرآن إعادة الضمير مفردًا باعتبار لفظ (كلتا) وكأنَّ الجنتين مع أنهما جنتان في المعنى إلَّا أنهما في الإنتاج وفي الجودة بالنسبة للثمار متفقتان تماما.
(وَلَمْ تَظْلِم مِنْهُ شَيْئًا) ما معنى (وَلَمْ تَظْلِم مِنْهُ شَيْئًا)؟
(لَمْ تَظْلِم) هنا بمعنى لم تُنقص من مقدار أمثالها، وهل الجَنَّة إذا نقصت في إنتاجها عن مثيلاتها هل تكون الجَنَّة ظالمة؟ هل يكون البستان ظالما؟ يعني إذا أعطت أقل من المتوقع.
كيف استعمل الله الظلم بمعنى النقص؟ وما دلالة ذلك؟ الله يشبه الجنتين وصاحب الجنتين في أنَّ صاحب الجنتين في ترقب إنتاج جنتيه هو يترقب أن يكون الناتج من هاتين الجنتين قدرًا معينا، يعني مثلا يرى أن كل جنة المفروض أن تعطيه ألف طن من العنب، مثلا هو يقدر لها هذا، الله يبيِّن أنَّ الجَنَّة تعطي لصاحبها ما توقعه ولم تُنقص من توقعه شيئًا، أرأيتم هذا الإنعام.
طبعًا الجَنَّة أو البستان لا يملك أن يعطي، إِنَّمَا المعطي هو الله، يعني: رب العباد يريد أن يبين لنا كيف أنعم اللهُ عَلَى هَذَا الرجل، وكيف أنه يعطيه ما يتمناه، فإذا أعطاه ما تمناه للأسف ينسب النعمة إِلَى ذاته وَإِلَى نفسه.
القرآن الكريم لا يقصُّ علينا القصص للتسالي، وليس يقصُّ القصص للسّرد التاريخي، يعني حكاية نتسلى بها، أو مجرد سرد تاريخي وخلاص وتفوت وتمر، لا، الله يقول لك: لا، إذا تحقق لك ما كنت تتوقعه فإيَّاك أن تنسب هذا التحقيق أو تحقيق الهدف - كما تقول - لنفسك ولا لذكائك، ولا لشطارتك، يعني أنت ذاكرت واجتهدت، وتمنيت وتوقعت أن تحصل على المركز الْأَوَّل، وحصلت عَلَى المركز الْأَوَّل، فهل أنت الَّذِي وفّقت نفسك لتحصل عَلَى المركز الْأَوَّل؟ من أنت حَتَّى توفّق نفسك ؟! من أنت؟! أنت فَقَط أخذت بالأسباب، نعم أخذت بالأسباب؛ ولذلك رب العباد لم يُنكِر عَلَى هَذَا الرجل أنه أخذ بالأسباب، لكنه في النهاية نسب النتيجة والثمرة لنفسه، ونسبها لذكائه، ونسبها لشطارته، فإيَّاك عندما يحقق الله لك نعمةً أن تنسب النعمة لنفسك، أو أن تنسبها لشطارتك، أو أن تنسبها لذكائك، أو أن تنسبها لحسن تصرفك، أنت لا تملك هذا إطلاقًا، وإطلاقًا بكل معاني الكلمة، أنت عندما دخلت الاختبار وأنت تأكل الكتاب أكلا، - يعني أظن ما في تعبير أقوى من هذا - يعني تكاد تكون أنت الكتاب، أحيانًا تأتيك ورقة ومع ذلك كأنك لا تعرف شيئًا عن تلك المعلومة، وتحاول، وتتذكر، وتحاول وتحاول ولا توجد فائدة، ثُمَّ وأنت تسلّم ورقة الإجابة فإذا بالذاكرة تعود لك وتتذكر الإجابة على كاملة (يا حسرة على العباد)، يعني أنا أتذكر هذا الأمر جيدا، تعرف أنك أنت السبب لأنك أنت اعتمدت عَلَى ذكائك وعَلَى ذاكرتك وعَلَى حسن مذاكرتك ولم تحاول أن تنسب الأمر إلى الله وتطلب التوفيق من الله ، أنت أخذت بالأسباب من الَّذِي سيعينك عَلَى أن تستعيد ما في ذاكرتك لتضعها في ورقة الإجابة؟ الله تبارك وتعالى، وعندما يوفقك الله لتكون الإجابة بالأسلوب الجميل المبدع، هل أنت الذي أبدعت؟ أبدًا أنت لم تبدع، إِنَّمَا أنت أخذت بالأسباب وتوكلت عَلَى الله وأحسنت التَّوَكَّل وانتظرت الثمرة والنتيجة من الله ، أنت بذلك تحقق حسن التَّوَكُل عَلَى الله.
هذا الرجل الله أنعم عليه بأن جعل الجنتين لم تظلم بانتقاص القدر الَّذِي توقعه أن يخرج منها، فكان ينبغي أن يحمد الله عَلَى ذلك، وأن يشكر الله ، كما أنَّ الله قد يخصك بنعمة دون الخلق ودون البشر، هل أنت تظن أن اختصاصك بتلك النعمة معناها أنها من شطارتك وإلا من ذكائك؟ ما أسهل أن تفنى أي نعمة أنعم الله بها عليك في لحظة، في لحظة واحدة وأنت لا تدري، أنت لا تدري أنك المسكين الضعيف، وتنسب النعمة لنفسك وأنت لا تملك أن تحافظ على تلك النعمة، يعني تخيلوا مثلًا: أفضل نعمة أنعم الله بها عليكم مثلا: نعمة الجمال، قد يضيع في دقيقة، نعمة المال قد يضيع في دقيقة، نعمة الجاه قد يضيع الجاه في دقيقة، يعني أي نعمة هل أنت تستطيع أن تجعلها دائمةً مستمرة؟ تستطيع بأن تُسند النعمة إلى الله، وأن تشكر الله عَلَى النعم، هذه هي الوسيلة الوحيدة التي تحفظ لك النعم، هذه: (وَلَم تَظْلِم مِنْهُ شَيْئًا).
إذا عرفنا فائدة التعبير بالظلم، فائدة التعبير بالظُّلم بمعنى ماذا؟ أنَّ الله لم يخيب رجاءه فيما يتمناه، يتمنى أن يُرزق بمائة ألف طن رزقه الله بالمائة ألف طن، تمنيت أن يرزقك الله أولادًا بارين بك؛ رزقك الله أولادًا بارين بك، هل أنت الَّذِي وفقتهم ليكونوا بارين بك؟ وهل أنت وهل أنتِ التي أحسنتِ التربية وغيركِ لم يُحسن التربية؟ هل نوح لم يُحسن تربية ابنه؟ هذه أمثلة واقعية، يعني: نوح أخذ بكل الأسباب بالتأكيد، ومع ذلك الله يعطينا المثل أنك تأخذ بالأسباب وتحسن التَّوَكُل عَلَى الله في انتظار النتيجة والثمرة. وأنا قلت سابقا بأنَّ الله قلل من شأن سفينة نوح في موضع هو من أشد المواضع أهوالا واضطرابا في الخارج، يعني الله يسمي سفينة نوح دائمًا «فُلك»، معنى كلمة «فُلك»: أنها ستكون مأوى وملجأ للنَّاسِ من أهوال في الخارج واضطرابات، فَالَّذِي وَفَقَهُ اللهُ للإيمان هو الَّذِي سيركب الفلك، وإذا بنوح لم يستطع توفيق ابنه ليركب معه في الفلك، وحاول وحاور ابنه وأخذ بكل الأسباب ومع ذلك الله قَالَ: ﴿يَنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ﴾ لأنَّ الأهلية هنا المراد بها الأهلية الإيمانية، ونوحٌ فهم أنها الأهلية النسبية، بالطبع لأنَّ بعض الناس يفهم خطأ أنَّ الأهلية الإيمانية مُقدَّمة دائمًا عَلَى الأهلية النسبية، لا ، إذا اتفقت الأهلية الإيمانية مع الأهلية النسبية فنعمة الأهلية فهي المقدمة رقم واحد، يعني: لو كان أخي إيمانيًا ونسبا يعني أخي في الإيمان وأخي في النَّسَب؛ فَهذه أقوى أخوة، إِنَّمَا إذا افترقا فأيهما نقدم؟ الأخوة الإيمانية تُقدَّم عَلَى الأخوة النسبية إذا افترقا، يعني لو لي أخ نسبًا غير مؤمن، وأخ إيمانيًا مؤمن، هذا يجمعني به الإيمان، والآخر لا أنكر أن أصاحبه في الدنيا معروفًا. إِذَا سَمَّاه عَمَلُ لأنَّ ابن نوح اتصف بالعمل غير الصالح اتصافًا كاملًا، وَهذَا هو المعنى.
انظروا إِلَى تمام النعمة عَلَى هَذَا الرجل: ﴿وَفَجَّرْنَا خِلَلَهُمَا نَهَرًا ﴾ نهر خلال الجنتين، وبالطبع عندما يكون الماء غير مشترك مع أحد، والماء خاص بحديقتك وأنت الوحيد الذي تستفيد منه فأي نعمة بعد ذلك، يعني عندما يُنعم الله عليك بنعمة ويرزقك فيها كل ألوان النِعم، يعني: يرزقك الله بأولاد، الأولاد الله أنعم عليهم بِالتَّوْفِيقِ والاهتداء لصراط الله المستقيم، ورزقهم حُسن البر بك، ورزقهم حسن الأدب، جمع الله فيهم كل نعيم تتمناه، فهل تقول: إني أحسنت تربية ابني؟ لا، أنت لم تُحسن، إِنَّمَا أنت أخذت بالأسباب فقط، والله هو الَّذِي وفقهم لذلك. يعني: إِيَّاكُمْ أن تنسبوا نعمة أنعم الله بها عليكم لأنفسكم أو لذكائكم أولشطارتكم، فهذا ليس بأمر إيماني، رب العباد علمنا إياه.
يعني إذًا: ﴿وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا ﴾ انظروا إِلَى الهندسة الزراعية الربانية، جعل الجنتين (مِنْ أَعْنَابِ وَحَفَفْنَهُمَا بِنَخْلِ) النخل يحيط بالجنتين من جميع الجوانب حَتَّى يُبعد أي عواصف ترابية أو هوائية أو بردية...الخ عن الزرع، وجعل بين الجنتين زَرْعًا و(كلتا الجنَّتَيْنِ آتت) هي الَّتِي (آتت أُكُلَهَا) شبهها بالمعطي الكريم، شبه الجنتين بأنها كالمُعطِي، فهي الَّتِي (ءَاتَتْ أُكُلَهَا) ﴿وَلَم تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا) لم يقل حَتَّى ولم تنقص، لا، (لَمْ تَظْلِمُ) يعني : سمَّى عطاء الجنتين بالتمام والكمال عدم ظلم، وكأنَّ الجنتين لو أعطت صاحبهما أقل مِمَّا كان يتوقع فكأنها ظلمته، تأملتم هذا التعبيرالدقيق.
(وَفَجَرْنَا خِلَلَهُمَا نَهَرا وَكَانَ لَهُ ثَمَرُ)، (وَكَانَ لَهُ ثُمُر)، (وَكَانَ لَهُ ثُمْر ﴾ بضم الثاء وسكون الميم، عندنا ثلاث قراءات:
* (وَكَانَ لَهُ ثَمَرُ ) «الثَّمَر »: جمع لكلمة ثِمَار، والثَّمَر من الثَّمرة وهي: الثَّمرة المأكولة ، يعني : (وَكَانَ لَهُ ثَمَرُ) أي: ثمر يؤكل.
* وقراءة (ثُمُر) يقول عنها العلماء: إنها جمع الجمع، يعني: ثُمُر جمع لثِمار، وثِمار جمع لثَمَرة؛ إذا عندي ثَمرة تُجمع عَلَى ثُمُر وثِمار، والثِّمار تُجمع عَلَىٰ ثَمَر.أقول مرةً أخرى.
الثَّمَرة هذا المفرد تُجمع عَلَى ثَمَرٍ وثِمَارِ، إِذًا « ثَمَر » جمع لثمرة، وَهذَا يُقصد به الثَّمرة المأكولة الَّتِي تؤكل
والثَّمرة تُجمع عَلَى ثِمار، والثَّمار تُجمع عَلَى ثُمُر، قراءة (ثُمُر) وهو جمع الجمع تعطينا دلالة أشد اتساعًا من مجرد الثَّمَرة المأكولة؛ لأنَّ صاحب الجنتين أو أي إنسانٍ يُرزق رزقًا من زرعه أو من عمله، هل المطلوب من هذا الإنسان أن يكون عمله في حدود المطلوب لأكله هو وأولاده؟ أم أنَّ هذه الثمرة منها ما يؤكل له ولأولاده ولأسرته، ومنها ما يُباع؟ فعندما يُباع يتحوّل من ثَمرة مأكولة إِلَى ثُمُر يعني جمع ثمار بعناها وأصبحت أموالا؟ ولذلك يقولون في قراءة: ﴿وَكَانَ لَهُ ثُمُر﴾ أي: أنَّه له أموال كثيرة يربحها من هاتين الجنتين. تبيَّن هذا؟
وَهذَا يعطينا دلالة: أنّ الإنسان في قوته وفي صحته هل يعمل في الدنيا ليجمع ا متطلبات أولاده وأسرته وَفَقَطْ ؟ يعني: يعمل ليأكل ويشرب ويزوّج أولاده ويعيش عيشة المترفين وَفَقَطْ ؟ لا ، إذا كان الأقوياء يعملون لمجرد أن يأكلوا، فكيف يأكل الَّذِي لا يستطيع العمل؟ العاجز عن العمل كيف يأكل؟ والكبير الذي لم يعد يقدر عَلَى العمل كيف يأكل؟ تقول لي: طيب، أنا سأعمل وأتصدق بالباقي الزائد؟ نعم، أنت عندك صدقة تتصدق، وهناك أمر آخر تستطيع أن تفيد به الغير بأن تبيع الَّذِي يكون زائدًا عَلَىٰ احتياجاتك اليومية، فتبيعه للغير بالمال لأنَّ الغير قد لا يكون مستحقًا لصدقة منك مثلًا، يعني أنت ستتصدق على المستحقين، طيب هناك من العاجزين أو ممن لا يستطيعون العمل، أو ممن لا يستطيعون الإنتاج معهم الفلوس، ومعهم الأموال الكثيرة إلَّا أنهم لا يجدون الثمرة متوفرة حَتَّى يشتروها، فإذا ما وجدوا الثمرة متوفرة فهل سيأكلون الأموال ؟ هل سيطبخون الأموال ويأكلونها؟ يعني: المؤمن القوي الَّذِي يستطيع أن يعمل عليه أن يخطط ليفيد غيره إمَّا بِالصَّدَقَة، وَإِمَّا بالإهداء، وَإِمَّا بالبيع.
أحيانًا بعض الناس تذهب إِلَى السوق وتبحث عن ثمرة معينة لا يجدونها، لو قيل لهم مثلا : هذه الثمرة قيمتها كذا مهما كانت القيمة يشترونها وإلا لا يشترونها؟ يشترونها، لديهم القدرة المادية. يعني إذا نأخذ من هاهنا درسًا مهما وهو: أنَّ القوي لا يعمل في حدود ما يحتاج وَفَقَطْ ، لا ، إذا كنت تستطيع أن تفيد غيرك بأن تتصدق عليه أو بأن تبيع ما يتبقى منك ؛ فيشتري المقتدر بماله؛ فتلك أَيْضًا خدمة، وهذا تيسير عَلَى العِباد وَهُذَا هومعنى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَوةِ فَعِلُونَ ﴾ وقد شرحتها قبل ذلك.
لكن أتوقف هاهنا الليلة، وخليكم إِنْ شَاءَ الله يعني فاكرين: أننا متوقفون عند هذه النقطة، أننا سنبين أهم درس مُستفاد من هاهنا وهو: أنَّ الإنسان لا يعمل في حدود احتياجاته فَقَطْ وَإِنَّمَا يكون تخطيطه في حدود نفع غيره، إما نفعًا بصدقة أو بإهداء أوببيع.
أسأل الله أن يرزقني وَإِيَّاكُمْ الفهم وَالتَّدَبُّر، وأن يجعلني وَإِيَّاكُمْ مِنَ الَّذِينَ يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعلني وَإِيَّاكُمْ ممن يفهمون القرآن فيتدبرونه، فيعملون بما يفهمون، وأن يجعلني وَإِيَّاكُمْ من الَّذِينَ يطبقون ما يفهمونه عَلَى حياتهم اليومية، وأسأل الله أن يجعلني وَإِيَّاكُمْ من الَّذِينَ يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلَّمَ وَبَارِكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق