الاثنين، 2 سبتمبر 2024

تدبر سورة الكهف / د. محمود شمس/ المحاضرة السادسة

توقفنا في اللقاء السابق عند قول الله تبارك وتعالى (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) هذه الجملة أو هذه الآية الكريمة بداية الحديث عن قصة أصحاب الكهف. وعلاقة هذه الآية أو مناسبتها لما قبلها:
أن ما قبلها (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) ونعلم أن المشركين الذي دعاهم للتكذيب بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم إنما هو إنكارهم للبعث والحساب والجزاء، فهم كانوا يرون أن هذا من المُحال أن يبعث الله العباد بعد أن تكون عظاما، والعظام يُفتت ويبلى ... إلخ، وكيف يحييهم الله تبارك وتعالى، فكانوا يرون أن هذا من باب الاستحالة، فلما كان هذا هو شأنهم، فالله تبارك وتعالى ذكر قصة أصحاب الكهف للدلالة على أن الله تبارك وتعالى قادر على البعث والحساب والجزاء، لأنه أنامهم فترته طويلة من الزمن ثم بعثهم مرة أخرى، وهذا يدل على كمال قدرة الله تبارك وتعالى في ذلك، فيبدأ الله الآية الكريمة بقوله (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا).
 في قوله (أم) هذه يسمونها أم المنقطعة التي تكون بمعنى (بل)، و(أم) المنقطعة التي تكون بمعنى (بل) يكون ما بعدها غالبا همزة استفهام أو استفهام يُفهم به المراد من ما بعدها، فيكون التقدير هاهنا (أحسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا من بين آياتنا) يعني أحسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا أعجب من بقية الآيات، هناك آيات كثيرة أعجب بكثير من قصة أصحاب الكهف، بل هناك آيات في الإنسان نفسه أعظم دلالة على قدرة الله تبارك وتعالى، ولذلك لفت الله الأنظار إلى ذلك عندما قال (وفي أنفسكم) الإنسان في داخل نفسه كون آخر، كون كامل. هل تعلمون أن كل عضو في داخل الإنسان له درجة حرارة مختلفة عن الآخر، يعني ليست الأعضاء في درجة حرارة مستوية فيها، يعني الكل سواء، أبدا، هناك أعضاء درجة حرارتها لا تقل عن 40 درجة، وهناك أعضاء أخرى تتفاوت بين الارتفاع وبين الانخفاض، وهذه قدرة الله تبارك وتعالى، يعني الإنسان وهو نائم من ذا الذي  يحرك هذه الأعضاء التي بداخلك وتعمل ليل نهار؟ يعني أنظر قلبك يعمل، ومعدتك تعمل، والكلى تعمل والكبد يعمل و...، عالم آخر، والإنسان لا يشعر بدلالة قدرة الله على أحواله إلا عندما يفقد هذه النعم. يعني كثير من النعم نعيشها دون أن ندرك أن تلك النعمة من الله تبارك وتعالى، وأفضل دليل على ذلك ما أدركناه بعد أن رأينا هذا الفيروس الذي أصاب الله به العالم، يعني من منا كان يعُدّ خروجه وقت ما يشاء، وعودته إلى بيته وقت ما يشاء نعمة من الله تبارك وتعالى؟ هل كان أحد يشعر بذلك؟ هل كان أحد يشعر أنه يخرج ويأتي ويتحرك، ما أحد كان يشعر أن ذلك نعمة من الله تبارك وتعالى. ففي داخل الإنسان نِعم كثيرة متعددة، بل كون كامل أعظم وأعجب من آيات أصحاب الكهف وهذا هو الذي أراده الله هاهنا: أحسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا أعجب آية ولا يوجد أعجب منهم؟ أبدا، هناك آيات أعجب من هذه الآية.
( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم) الكهف: شق متسع الوسط في جبل، وإذا كان ضيقا فيكون غارا، يعني الفرق بين الغار وبين الكهف أن الكهف أوسع من الغار، والغار أقل في السعة من الكهف.
 وما معنى الرقيم؟ الرقيم من الرَّقم وهو الكتابة. قيل إن أصحاب الكهف كان معهم كتاب أخذوه معهم إلى كهفهم وكتبوا فيه ما كانوا يدينون به من التوحيد، وأنهم فروا إلى الكهف بدينهم، فرارا من الملك الظالم الجبار. وذكروا في هذا الكتاب الأسباب التي أدت إلى فرارهم بدينهم. وهذا هو معنى الرقيم، لأنه من المرقوم، مرقوم يعني: مكتوب فيه كما قال الله تعالى في آية أخرى (كتاب مرقوم).
(كتاب مرقوم) كتاب الفجار الذي هو فيه سجين وكتاب الأبرار الذي هو في عليين. فمعنى مرقوم يعني مكتوب فيه أحوال أهله، فكتاب الفجار٨ مكتوب فيه مدى خبثهم. وكتاب الأبرار مكتوب فيه مدى براءتهم وعلاقتهم بالله.
وبالمناسبة: هناك كلمات في القرآن الكريم تتشابه مع بعضها والفرق بينهما حرف مفخم يقابله حرف مرقق، يعني (مرقوم) بالقاف يقابلها (مركوم) بالكاف، الفرق بينهما هو التفخيم والترقيق، التي بالكاف من التراكم يعني عندما كانوا كما يقول الله (وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم) مركوم: يعني متراكم بعضه على بعض، لأن الركام صفة للسحاب كما قال الله تعالى (ألم ترى أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما). وفيه (محظور) و (محذورا) وفيه (عسى) و (عصى) ، وفيه (يسحبون) بالسين و (يصحبون) بالصاد (لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون) ...الخ وهكذا كلمات في القرآن الكريم يكون بين الكلمة والأخرى حرف مفخم وحرف مرقق فينتبه لذلك.

■ قوله (كانوا من آياتنا عجبا) (عجبا) مصدر وأصله هنا: كانو من آياتنا العجيبة، يعني أصل عجبا هي العجيبة لكن التعبير بالمصدر فيه دلالة على المبالغة، دائما يدل على المبالغة يعني: كانوا من آياتنا أمرا عجيبا. وكما قلت إن هناك آيات لله في الكون أعجب من هذه الآية. ونعلم أن اليهود هم الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤال لكن عن طريق واسطة. إذا (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) نعم خلق السماوات والأرض والجبال أكبر من ذلك بكثير.
 
بعد ذلك يذكر الله تبارك وتعالى تلك القصة: (إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداإِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10))  

 أولا: هذه القصة نجد رب العباد ذكرها إجمالا في هذه الآيات يعني تقريبا ثلاث آيات ذكر فيها ملخصا للقصة كاملة بعد أن قال (فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا) قال (فضربنا على أذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا)  إذا هذه القصة ذكرها الله إجمالا ثم ذكرها تفصيلا، وهذا يدل على إعجاز القرآن الكريم من زاوية أن القصة عند أهل الدنيا لا تعرف هذا الأسلوب، حتى إن أهل القصة في الدنيا الآن يحتجون على قصص القرآن ويقولون إن قصص القرآن غير خاضع لضوابط القصة عندنا. ومن قال لكم إنه سيكون خاضعا لضوابطكم؟ من الذي يقول هذا؟ القرآن الكريم كلام الله وكل كلمة وكل حرف له دلالة لا بد أن تعلموا هذا. فمن المآخذ أنهم قالوا إن القصة في قصة أصحاب الكهف ذكر الله القصة إجمالا، ثم ذكر التفصيل وهذا غير موجود عندهم. 

 ثانيا: يقولون في قصة أصحاب الجنة أن الله ذكر النتيجة قبل أن يسرد القصة، والنتيجة عندهم كما تعلمون تكون آخر شيء في القصة، الله، قال (فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون) هذه النتيجة ثم بدأ يصد القصة بعد النتيجة، فهم يرون أن القصة في القرآن الكريم لا تخضع لضوابطهم في قصتهم. حسنا هي لا تخضع لكم أنتم الذين ينبغي أن تخضعوا لها. إذن (إذ أوى الفتية إلى الكهف) 
(إذ) هنا إما:
 أن يكون متعلقا بالفعل (كانوا) في الآية السابقة (كانوا من آياتنا عجبا) وبدأ يبين هذه الآية التي كانت هي أصحاب الكهف (إذ أوى الفتية) 
 وإما أن تكون مفعولا لفعل محذوف تقديره (أذكر) فتكون الجملة استئنافا بيانيا. والاستئناف البياني إجابة على سؤال مقدر، يعني عندما سمع السامع قول الله تعالى (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) فكأنه سأل ما قصة أصحاب الكهف؟ ومن هم أصحاب الكهف؟ وماذا فعل أصحاب الكهف؟ كل هذا ممكن نقدر منه سؤالا، فيذكر الله تبارك وتعالى (إذ أوى الفتية إلى الكهف).

 معنى أوى إلى المكان يعني: جعل المكان مسكنا، ولذلك (فإن الجنة هي المأوى) المأوى هو المسكن، فهنا أووا إلى الكهف معنى ذلك أن الله تبارك وتعالى ذكر أنهم جعلوا الكهف مسكنا. 

في قوله (إذ أوى الفتية) ذكر كلمة الفتية اسما ظاهرا وهي يصح أن يكون هنا ضمير: إذ أووا إلى الكهف، لأن الآية السابقة ذكرت أصحاب الكهف (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم) فالدخول في القصة إذ أووا إلى الكهف، فلماذا ذكر الله الفتية ولم يذكر الضمير فقط؟ 
ج: (الفتية) جمع قلة لفتى، يعني كلمة فتى جمع القلة فيها فتية، وجمع الكثرة فِتيان، ولذلك وردت في سورة يوسف في قراءتين (وقال لفتيانه اجعلوا)، (وقال لفتيته اجعلوا) إذن الفتية هم جمع قلة يعني كان عددهم قليل. وكلمة (فتى) تعني الشاب المكتمل الناضج عقلا وفكرا، يعني كلمة فتى شاب ناضج كمُل في عقله وكمُل في فكره وفي قوته يعني من الفتوة.  
وكلمة الفتية ذُكرت هاهنا أيضا للدلالة على أنهم كانوا أترابا، يعني متساوون في سن متقاربة، التِرب هو المساوي، فالأتراب جمع لكلمة ترب، فهم كانوا أترابا يعني متقاربون في السن، وقد اكتملت فيهم أخلاق الرجولة وسداد الرأي والدفاع عن الحق، يعني لديهم القوة في الدفاع عن الحق.  فهؤلاء الفتية أووا إلى الكهف فقالوا: (ربنا آتنا من لدنك رحمة) 
(فقالوا)  العطف بالفاء يفيد دلالة دقيقة عندنا وهي: أن أصحاب الكهف أخذوا بالأسباب البشرية أولا، يعني قبل أن يلجؤا إلى الله، وقبل أن يتوجهوا إلى الله بالدعاء أووا إلى الكهف. معنى أوى الفتية إلى الكهف ثم (فقالوا) العطف بالفاء يفيد هنا ترتيبا، ومعنى الترتيب أنهم أخذوا بالأسباب البشرية أولا، ثم توجهوا إلى الله بالدعاء.
 والقصص عندما يذكره الله تبارك وتعالى يذكره ليعطينا العبرة، يعني ينبغي أن نعتبر من هذا القصص، فقبل أن تتوجه إلى الله بالدعاء خذ بالأسباب أولا، يعني تأخذ بالأسباب ثم تتوجه إلى الله بالدعاء. لماذا؟ 
لأن الأخذ بالأسباب ينتظر منه نتيجة وثمرة، يعني كل واحد يأخذ بالأسباب ينتظر نتيجة وثمرة للأخذ بالأسباب، فالله تبارك وتعالى يعلمنا أنك تأخذ بالأسباب البشرية ثم تتوجه إلى الله تبارك وتعالى، لأن الله جل وعلا هو القادر على أن يعطيك ويمنحك النتيجة والثمرة، يعني النتيجة والثمرة ليست في الأخذ بالأسباب إنما هي من رب العباد. وأنا تكلمت قبل ذلك في قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) وقلت إن (وإياك نستعين) أسلوب حصر وقصر يعني لا نستعين إلا بك يا الله. طيب كيف هذا ونحن يستعين بعضنا ببعض في الدنيا؟ بل إن الله أمرنا بالتعاون قال (وتعاونوا على البر والتقوى) فكيف نوفق بين الحصر والقصر في قوله (وإياك نستعين) وبين أننا يلجأ بعضنا لبعض؟ لأنك كل عمل في الدنيا يتطلب أخذا بالأسباب، وكل أخذ بالأسماء تُنتظر منه ثمرة ونتيجة فأنت تأخذ بكل الأسباب البشرية. لكن لا تنتظر نتيجة، ولا ثمرة من مخلوق، النتيجة والثمرة من الله وحدة تبارك وتعالى. فمعنى الحصر والقصر أنه وحده هو الذي يملك أن يعطيك النتيجة والثمرة. يعني نحن نذهب للطبيب ويعطينا العلاج ..الخ، هذا من باب الأخذ بالأسباب فقط والطبيب لا يملك شفاء لك ولا يملك النتيجة والثمرة التي قد تأتي من وراء هذا العلاج، إنما النتيجة والثمرة من الله تبارك وتعالى وحده، فأنت تأخذ بالأسباب كلها ثم لا تطلب ولا تنتظر نتيجة إلا من الله تبارك وتعالى، في كل شؤون حياتك النتيجة والثمرة من الله تبارك وتعالى.
 ولذلك أحيانا الإنسان يأخذ بكل الأسباب البشرية ولا تحصل النتيجة والثمرة بالرغم أنه يكون قد طلبها من الله تبارك وتعالى، لماذا؟ 
ج: لأنه ركَن إلى الأسباب البشرية، يعني ظن أنه طالما أخذ بالأسباب البشرية فكأن النتيجة بالنسبة له مضمونة، فالله تبارك وتعالى يُعلم هذا الإنسان درسا إياك تتكئ على أسبابك البشرية، الأسباب بذاتها لا تنفعك وإنما لا بد أن تطلب النتيجة والثمرة من الله تبارك وتعالى. 

 ولذلك قلت لكم سابقا إن الله تبارك وتعالى عندما يذكر سفينة نوح التي صنعها دائما يسميها فلك، فلك بمعنى أنها ملجأ ومأوى من أهوال واضطرابات خارجية، الناس تلجأ لها بسبب الأهوال والاضطرابات، والله تبارك وتعالى في سورة القمر ذكر أكبر الأهوال والاضطرابات التي كانت في الخارج (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر) ومع ذلك قلل من شأن السفينة. وبين أنها ذات ألواح ودسر (وحملناه على ذات الواح ودسر) ذات ألواح خشبية، (ودسر) يعني مسامير  أو حبال إذا كانت المسامير لم تكن معروفة، يعني الله تبارك وتعالى يقول. هي سفينة عادية، ولذلك خلي بالكم حتى نفهم القرآن سويا عندما ذكر الله تبارك وتعالى (ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه) تعرفون لماذا هذا الحوار؟ للدلالة على أن السفينة صنعها نوح كما يصنع أي إنسان سفينة، وجاء هنا وبين أنها ذات ألواح ودسر لكن فيها سر ليس موجودا في غيرها ما السر؟ أنها (تجري بأعيننا) تجري بأعين الله تبارك وتعالى، وما كان بأعين الله فهو في حفظ الله، إذا قلل الله من شأن السفينة وبين أن فيها سرا. ليعلمنا لا تتكئ على الأسباب، خذوا بكل الأسباب البشرية بحيث لا تتركون سببا واحدا إلا وتأخذون به لكن النتيجة والثمرة لا تنتظرها إلا من الله وكأنك لم تأخذ بأي سبب بشري، يعني وأنت تنتظر النتيجة والثمرة من الله إياك أن يرد في بالك أنك أخذت بكل الأسباب، لا.. أطلب النتيجة من الله وحالك يدل على أنك لم تأخذ بأي سبب مع أنك أخذت بكل الأسباب البشرية.

 إذا في قوله تعالى (إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا) هذه تعطينا دلالة أنهم لم يتوجهوا إلى الله بالدعاء إلا بعد أن أووا إلى الكهف، يعني خذ بالأسباب أولا ثم توجه إلى الله بالدعاء. إنما واحد مريض وفي البيت نائم يقول أنا أدعو الله تبارك وتعالى وأنا متوكل على الله، لا.. أنت لست متوكلا على الله هكذا، أنت متواكل على الله لأنك لو كنت متوكلا على الله لأخذت بكل الأسباب البشرية أحد جناحي التوكل على الله تبارك وتعالى. إذن علينا الأخذ بالأسباب ثم نطلب النتيجة والثمرة من الله تبارك وتعالى.
فأصحاب الكهف فعلوا ذلك (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) يعني لم يقولوا (ربنا آتنا من لدنك رحمة) إلا بعد إيوائهم إلى الكهف.
س: هل أووا إلى الكهف لمجرد الإيواء؟ أم أنهم أووا إلى الكهف لسبب معين ولهم غاية؟
 الفرار بدينهم من هذا الطاغية المتكبر الجبار، فهم بذلك فروا إلى الله تبارك وتعالى، لأن الإنسان مطالب بأن يفِر إلى الله (ففروا إلى الله) فأنت إذا فررت إلى الله فنِعم الفَرار، ونعم ما فعلت، ونعم ما صنعت. فالفرار إلى الله نحتاج إليه في هذه الأيام، يا سلام لو أن كل إنسان منا فرّ إلى الله سبحانه وتعالى، هرب من دنياه وهرب من شواغله وجعل نفسه فارا إلى ربه.
والفرار إلى الله معناه أنك تُخلي قلبك من كل ما يُشغله عن الله، هذه هي الخطوة الأولى في الفرار، فإذا أخليت قلبك من كل ما يُشغله، فأنت بذلك فررت إلى الله تبارك وتعالى، إنما لو كان قلبك مشغولا ومشغولا بأمور دنيا وتقول أنا أعبد ربي وأنا أستقبل شهر رمضان المبارك، أنت بذلك لم تفر إلى الله ولن تنجح في عبادة ربك. إذا المطلوب من الإنسان الفرار إلى الله تبارك وتعالى.

--------------------

https://t.me/tadaborsoratalkahf/43

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق