الأربعاء، 18 سبتمبر 2024

فوائد الآيات (142 - 163) من سورة البقرة

الجزء الثاني يبتدئ بآيات تحويل القبلة، وهي آيات عظيمة بدليل تكرر وورود كلمة القبلة والاتجاه إلى القبلة حوالي أكثر من عشر مرات في ربع حزب، فهذا يدل على أن الحادثة عظيمة. والمتأمل إلى وقع تحويل القبلة من ناحية ردود الفعل أمام اليهود، وردود الفعل أمام المنافقين وأثرها على النبي ﷺ، وقراءة الأحداث المصاحبة للنزول يستبين له ثِقل هذه الحادثة في السيرة النبوية. 
لما نأخذها من باب الفوائد: 
قال الله عز وجل (ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب)

/ أفادت جواز تعليل الأحكام الشرعية بمقتضى الألوهية.

 / كما أفادت في قوله تعالى (عن قبلتهم) طريقة كلامهم عن قبلتهم وإسناد القبلة لهم مع إن بعضهم كانوا منافقون وينتمون ظاهريا للمؤمنين هذا يؤخذ منها فائدة كما أشار إليها ابن عثيمين: "إن الخصم من وسائله لتهييج الرأي العام على خصمه أنه يتكلم بكلمات تثير نعرته وتثير حميته كي يبقى على ما هو عليه، بحيث ما يغير الحال الذي هو عليه".

/ في قوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها) كلمة (الجعل) هنا العلماء يتكلمون على أن الجعل نوعين: جعل كوني، وجعل شرعي 
فالكوني المتعلق بمخلوقات الله سبحانه وتعالى كما مر علينا في أول البقرة (الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء) فهذا جعل كوني. والجعل الشرعي هو ما يرتبط بالأحكام الشرعية كما في الآية التي بين أيدينا (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها) لأنه سيتكلم عن حكم شرعي وهو تحويل القبلة.

س:  لماذا ثارت ثائرت اليهود لما حول الرسول صلى الله عليه وسلم القبلة أو لما أُمِر بتحويل القبلة؟
 هذه من المواقع التي حسد اليهود فيها أمة محمد ﷺ، وهذا مصداق لما ورد في الحديث عن النبي ﷺ قال (إنهم لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام آمين) فهذه من المواضع التي حسدوا فيها المسلمين ولذلك كثر اعتراضهم على تحويل القبلة.

/ في ثنايا الآيات التي تحدثت عن تحويل القبلة بيّنت الآيات فضيلة أمة محمد ﷺ بهذه القبلة، وبأوصاف أخرى أيضا ذكرت وهي وصف الوسطية و وصف الشهادة (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) فوصف الوسطية كما ورد في الحديث أيضا أي (العدل والخيار)..
 ثم الشهادة على الأمم (لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) ومسألة الشهادة أيضا أمر عظيم، مواقف الشهادة والإشهاد يوم القيامة أمرها عظيم، وقد بُسط ذكرها في أكثر من سورة في القرآن الكريم.

/ في قوله تعالى (إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه) أفادت أن الله عز وجل يمتحن عباده بالأحكام الشرعية سواء كانت وجوبا أو تحريما أو حتى نسخا. وأين موطن الابتلاء؟
 هو مدى استسلامهم وانقيادهم لفعل ما أمر الله عز وجل لأنه علل تحويل القبلة بقوله (إلا لنعلم يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه) وأسلفنا بالأمس إنه كان من بين الآيات التي مهّدت أن لله المشرق والمغرب، وبيّن أن النسخ كان هنا نسخ مساوي لأن الاتجاهات كلها مُلك لله سبحانه وتعالى، فهي ليست إلى أشقّ ولا إلى أخفّ فيكون الحكمة منها الابتلاء في مسألة الاستسلام لله عزوجل. 

/ في قوله تعالى (وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله) بينت هذه الآية مشقة الأعمال الشرعية تكون مع ضعف الإيمان، وبالتالي في المقابل كلما ازداد إيمان العبد هانت عليه المشقة وسهُلت عليه العبادات، وسهُل عليه كل شيء يقرب إلى الله سبحانه وتعالى.

/ في قوله تعالى (وما كان الله ليضيع إيمانكم) بيّنت أن العمل داخل في مسمى الإيمان، وهذه مسألة خلافية في الفرق الإسلامية، منهم من يجعل الإيمان هو تصديق بالقلب ولا يدخل فيه العمل، ومنهم مذهب أهل السنة والجماعة يدخلون العمل في مسمى الإيمان. فهنا أجمع المفسرون على أن هنا (وما كان الله ليضيع إيمانكم) مقصود بها الصلاة، أي من صلى ومات قبل أن تحول القبلة.
 كانت هذه تساؤلات الصحابة ماذا سيكون مصير صلاتهم؟ فقال الله عز وجل (وما كان الله ليضيع إيمانكم) فسمى الصلاة إيمانا، إذا العمل داخل في مسمى الإيمان.
وفيها فائدة أخرى تفيد: أن الله عز وجل شكور يثيب العبد ولا يضيع أجره لأنه حتى إن كانوا ماتوا على القبلة السابقة فإن الله عز وجل أثبت لهم الأجر والثواب.

/ في قوله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء) 
/ أفادت أن النظر إلى السماء ليس فيه سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى ولكن الصلاة لها حكم مختلف حيث يُشرع فيها النظر إلى موطن السجود، أما في المواطن الأخرى فهي لها أحوال متعددة ومن بين هذه الأحوال ما ورد في هذه الآية، ومن بين الأحوال الأخرى مسألة التفكّر في خلق السماوات والأرض، ومسائل الدعاء فيها رفع البصر إلى السماء، فهي إذا لا تُؤخذ على أنها في كل أحوالها سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى.
/ الآية بإجمالها أفادت وجوب استقبال القبلة ولا يسقط إلا في أحوال مخصوصة قد بيّنتها كتب الفقه مثل صلاة الخوف.

/ الآية أيضا في قوله تعالى (ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين) أفادت تحذير الأمة من اتباع أهواء غير المؤمنين والتغليظ في ذلك، بحيث أنه وجّه هذا الأمر للرسول صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن دونه. فإذا أصحاب الأهواء يُحذر منهم مهما زينوا أهواءهم يُحذَر من اتباعهم لأن اتباعهم يفضي إلى الظلم ويفضي إلى الهلكة.

/ بيّنت الآيات في قوله تعالى (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) معرفة اليهود بالنبي ﷺ في كتبهم ولكنهم يكتمون ذلك لأن نهاية الآية (وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون) وكان هدفهم في ذلك التشكيك في نبوة الرسول ﷺ ولذلك قال بعدها (الحق من ربك فلا تكونن من الممترين).

/ في قوله تعالى (فاستبقوا الخيرات) هذه شرح لمنهجية الوصول إلى رضا الله سبحانه وتعالى، إذ أن في القرآن عدد من المصطلحات تصِف ماهية الوصول إلى رضوان الله عز وجل، فهذه الآية التي بين أيدينا من بينها اللي هو مصطلح الاستباق، هناك أيضا مصطلح المسارعة، هناك مصطلح المنافسة، فهذه كلها تدل بمجموعها على أنه ينبغي لمن يريد بالفعل أن يُفلح وأن يصل الى رضوان الله عز وجل أن تتوفر فيه عدد من الأمور مستنبطة من هذه المصطلحات. فالمبادرة للعمل ، الفورية في العمل ، الاستمرار على العمل.. هذه كلها من مقتضيات المسارعة والاستباق والمنافسات، بل ويضاف إليها أمر رابع من كلمة الاستباق والمنافسة أن من الأفضل أن الإنسان يعمل ضمن جماعة لإلهاب حماسه في عدم التراخي، لأن الذي يسابق هناك معه أناس سائرون في نفس الدرب وقد يصلون قبله. فمسألة أنك تعمل ضمن جماعة ويتواصل كل فريق بالعمل، ويكون هناك استباق إلى رضوان الله عزوجل، هذه كلها من الأمور التي تساعد الإنسان على الوصول إلى ما يرضي الله عز وجل.
 وفي المقابل الآيات في غير هذه الآية بيّنت انها هذه المسارعة موجودة حتى عند الكفار، لكن -والعياذ بالله- مسارعة إلى الضد لأن الله عز وجل وصف أن الكفار يسارعون في الكفر، ووصف المنافقين في ولائهم للكفار أنهم يسارعون فيهم، فهذه كلها تصف لك آلية عمل في الوصول إلى المبتغى، فليكن مبتغانا رضوان الله عز وجل، ولا نكتفي في وصولنا لهذا المبتغى أن نكون مجرد أول عتبة في العمل.. لا، لابد أن يكون هناك حث، هناك استمرار، هناك مبادرة، هناك فورية، هناك سرعة، لأن الإنسان لا يضمن متى ينتهي أجله فليكن الإنسان في مسابقة في هذه الحياة حتى يصل إلى رضوان الله عز وجل.

/ في قوله تعالى (لئلا يكون للناس عليكم حجة) مع قوله في بداية السياق (سيقول السفهاء من الناس مولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها) فيها شرح لحجج الناس في اعتراضهم على مسألة تحويل القبلة، ونصّ المفسرون من خلال الآيات التي بين أيدينا، ومن خلال أحوال النزول على الحُجج التي ذكرت في هذا السياق..
● فاليهود مثلا قال المفسرون أنهم قالوا عن النبي لما حول القبلة أنه ترك ملتنا إلى ملة آبائه، ولو بقي على استقبال بيت المقدس لقالوا ليس هذا النبي الذي جاء وصفه في التوراة، فإذن سواء بقي ولا ما بقي هم سيعترضون.
● المشركون مثلا قالوا: هو متبع لهواه، فقد داهن اليهود أول أمره ثم عادا إلى الكعبة.
● المنافقون في اعتراضهم قالوا: هو لا يثبت على دين ولو كان نبيا حقا، لثبت على دين.
 إذا هذه من الأشياء التي دارت مع الحدث، والصحيح: أن تحويل القبلة بالرغم من هذه الاعتراضات كلها دليل على صدق نبوة النبي ﷺ. 

/ وفي قوله تعالى (لئلا يكون للناس عليكم حجة) أفادت حرص القرآن على دفع ملامة اللائمين ما أمكن بحيث أنه أقام الحجة وردّ عليهم. والمتأمل بشكل عام لخطاب الله عز وجل للمعرضين .. للمكذبين .. للمستكبرين في مجمل القرآن كثيرا ما تُساق البراهين لكي تُدفع الحجة وتُدفع اللائمة فلا يبقى لهم حجة بعد ذلك. وطبعا يؤخذ من هذا -من منهج القرآن في إقامة الحجج بحيث تدفع ملامة اللائمين- يؤخذ منها أنه ينبغي أن ينبري من الأمة نفر يدرسون حجج الخصم، ويردون عليها، ويكونون مدافعين عن الحق بإقامة الحجج والبراهين، ولكن طبعا هذه لا تكون إلا لفئة من الناس يكون معها علم شرعي، ويكون معها قوة على المناظرة، ويكون معها أسلوب، وعموما المناظرات فن من الفنون له آدابه وله مقوماته، لكن ينبغي أن يكون من الأمة من يقوم بهذه المهمة. وفي التاريخ الإسلامي مثلا لو قارنت بين العلماء تجد بعضهم تصدى لهذا الأمر مثل ابن تيمية -مثلا- فكان علمٌ في دراسة حجج الخصم والرد عليه. 

 / أفاد قول الله عز وجل (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) فضيلة ذكر الله عز وجل، وحسرت من يغفل عن ذكر الله عز وجل. 
وفي قوله أيضا (واشكروا لي) فضيلة الشكر. إذا فضيلة الذكر ويُخصّ من الذكر الشكر، وأن التقصير فيه علامة من علامات استحواذ الشيطان على الإنسان. 

/ في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة) الصلاة معينة على الصبر والعكس كذلك، وهذا ثاني موضع في هذه السورة يقترن فيه ذكر الصلاة مع الصبر نظرا لارتباطهما ببعض، وأشرنا في محاضرة سابقة أن الصلاة تعطي مدد للقلب على الصبر، والإنسان إذا أراد أن يشحذ الصبر في نفسه فليكثر من العبادة فبينهما تلازم وارتباط.

/ وفي ختام الآية (إن الله مع الصابرين) أفادت إثبات معية الله عز وجل للصابرين وهي معية خاصة تثبت في القرآن لكل من المتقين .. والصابرين.. والمؤمنين .. والمحسنين. ولو تأملت المعية الخاصة تجدها كثيرا ما تكون في ختام الآيات، فهي مقترنة مع المتقين والصابرين والمؤمنين والمحسنين وغيرهم.

/ في قوله تعالى (بل أحياء ولكن لا تشعرون) إثبات حياة البرزخ إذا أنها حياة تُذكر للمجاهدين، وهي حياة تذكر سواء كانت في نعيم أو في عذاب، وتفصيلها عموما في كتب الاعتقاد.

/ في قوله تعالى (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات) هذه تسمى آية الابتلاء، أفادت هذه الآية بما ورد فيها من مؤكدات القسم واللام والنون. أفادت سُنية الابتلاء. والمقصود بسنيّة الابتلاء أنها سنة ماضية لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون أن يناله صورة من صور الابتلاء، فهي حالة ملازمة بالإنسان كبشر، ولذلك هذه الملازمة حتى كانت منذ بدء الخليقة لما قال الله عز وجل (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه) فمن يوم بدء التكوين والابتلاء ملازم له، و هذا الابتلاء يرتبط معه موضوعات كثيرة جدا من بينها المذكورة في السياق الذي بين أيدينا إذ أن هذه من أجمع الآيات التي تحدثت عن الابتلاء. 

/ مما أشارت إليه هذه الآية بيان أجناس الابتلاء التي يكرهها الإنسان فقد الأمن، فقد الأكل، فقد المال، فقد الأحبة الذي هو: الخوف والجوع ونقص من الأموال، ونقص الأنفس والثمرات، فهذه أجناس ما يكرهه الإنسان في المقادير، ويتفرع منها طبعا أشياء كثيرة.

مقامات الناس أمام هذا الابتلاء متعددة:
هناك مذموم وهو مقام التسخط على المقدور وهو محرم. 
هناك محمود ولكن هذا المحمود أيضا درجات فهناك:
أولا: مقام الصبر هو واجب
مقام الرضا وهو سنة وهو رتبة أعلى من الصبر.
ثم أعلى من الرضا، الشكر رتبة أعلى.
إذن يبتدئ أولا بالصبر، ثم يرتقي إلى الرضا، ثم يرتقي إلى الشكر.
والشكر هذا لا يحدث إلا بقوة التفكّر في خيرية المقدور، بحيث يصل إلى أن يشكر الله سبحانه وتعالى أن وقع له هذا البلاء من شدة تفكّره في إيمانه بالقضاء والقدر خيره وشره. 

/ أفادت الآيات مشروعية الذكر عند وقوع المصيبة (إنا لله وإنا إليه راجعون) وطبعا هذه الكلمة تمطرُك بالصبر وتملأ قلبك متى؟ إذا أحسنت التفكّر في جزئيات هذا الذكر، فهو متكون من أمرين:
(إنا لله) أي ملكيتنا لله عز وجل فله حق التصرف فيها
(وإنا إليه راجعون) فحسب ما عملنا سنرجع إليه فيحاسبنا، أن تسخطا فيكون عقابا، وإن صبرا ورضى وشكرا فسيكون ثوابا، فإذا تفكّر المصاب في هذه العبارة أثمرت الصبر في قلبه، وثواب الصابرين صُرح به في قوله (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). 

 بعدها الربع الثاني من هذا الجزء:
(إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوف بهما)
/ يؤخذ من هذه الآية دفع توهم الصحابة من الإثم بالطواف بين الصفا والمروة، وهذه ترجع إلى أحوال النزول، إذا أنهم كانوا يفعلون في الجاهلية، الطواف والسعي كانت تُفعل في الجاهلية، فلما ذكر الله عز وجل الطواف في آيات سابقة وسكت عن السعي كأنهم تحرجوا أن يكون السعي بين الصفا والمروة هو من شعائر الجاهلية فنزلت هذه الآية، وفي ذلك حديث ذُكر عن عائشة رضي الله عنها.
/ فضيلة الازدياد من الطاعات قال الله عزوجل (ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم)
/ وفيه أيضا أن فعل الخير ولو كان يسيرا ففاعله مثاب والله يشكر له عمله، وفي الحديث  (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) 
طول ما أنت في هذه الحياة كلما عنّ لك سبب من أسباب فعل الخير فلا تحتقره وبادر. فأنت تجمع حسنات والله سبحانه وتعالى من صفاته أنه شاكر فيشكر لك القليل ويشكر لك الكثير. 

/ التغليظ باللعن على كتمان الحق، وهذه يمكن حوالي رابع مرة في السورة تبين خطر كتمان الحق (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيّناه للناس في الكتاب) ما العقوبة؟ (أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) ومن التغليظ على هذا الأمر أن النجاة من ذلك الأمر هو أن التوبة من هذا الأمر لا تكفي فقط فيها إعلان التوبة، بل لابد أن يجتمع مع التوبة إصلاح وبيان (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم) وعادة يأتي مع التوبة أمور تناسب الجرم أو تناسب الذنب والإثم الذي ارتبط به العقاب، فكونهم يكتمون إصلاح الكتمان هو ماذا؟ هو البيان، فلذلك نُصّ عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق