الأحد، 6 نوفمبر 2016

الرافضة وتوراث الإفك


بسم الله الرحمن الرحيم
.. تقريباً كما قلت في الأسبوع الماضي ما يتعلق بالخيرية التي حدثت في قصة الإفك لعلنا وقفنا عند وقفات كثيرة نكتفي بها لأنها لا تنتهي ذكرنا من أهم هذه الوقفات ، لكن سأنتقل الآن إلى وقفات أخرى تتعلق بقضية الإفك حتى ينتهي الموضوع بإذن الله .

من الإفك العظيم أيها الإخوة أن حادثة الإفك لم تنتهي بعد في وقت النبي صلى الله عليه وسلم حُسمَت بالآيات التي نزلت ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ) ثم ما بعدها وإقامة الحد أقامه النبي صلى الله عليه وسلم على بعض الصحابة فطهّرهم الله جل وعلا ولكن هل انتهى موضوع الإفك ؟ كلا ، عندما نبتت النابتة الخبيثة هؤلاء الروافض - قاتلهم - الله بدأوا ينبشون لهذا الأمر ويعتبرون - كما تعلمون - عداوة لأبيها ولعمر وللنبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك وبعده عن عائشة وعداوتهم لعائشة معروفة فلا زالوا إلى الآن وأنا حتى من باب العدل أقول كثير منهم وموجود في كتبهم وأمهاتهم كالكافي وغيره اتهام الطاهرة المطهرة عائشة رضي الله تعالى عنها بالزنا ، وعندما أذكر هذا الموضوع ليس فقط لبيان أن هؤلاء الرافضة ضالون مضلون فأصبح هذا من جهة بديهي عند كثير من المسلمين وخاصة عند من يستمع لهذا الدرس، ولكن أردت أن أبين أن كيف أن بعض الأفكار الخبيثة لا تموت بموت أصحابها الأولين إذا وُجِد من يحملها ويدافع عنها ويناضل عنها ولذلك أحد الخبثاء الذين أُغرِقوا في الشيوعية قال سقطت الشيوعية كدولة ولم تسقط كمبدأ مع أنه - والحمد لله - سقطت الآن دولة ومبدأ، لكن هو أراد أن يقول أن المبادئ لا تسقط بسقوط دولها وهذا من حيث في الأصل صحيح فقد تسقط دولة ولا يسقط المبدأ، فمن حيث كتنظير كقاعدة صحيح،  فكذلك هنا قضية الإفك سقط أصحابها مثل المنافقين انتهوا الذين أثاروها ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُم ) ولكن بعد سنوات وانتهى الموضوع لم يعد أحد يثيره حتى نبتت هذه النبتة الخبيثة وهم هؤلاء الروافض وأصبحوا يتوارثون ذلك إلى اليوم فإذاً هذا الدرس الأول.
 الدرس الثاني : أن هناك من لايزال منخدع بهؤلاء ويُحسن الظن فيهم ويدعوا إلى التقارب معهم، بل يصل البعض مع كل أسف إلى أن يقول الفروق بيننا وبينكم يسيرة، الاتفاق بيننا وبينكم إلى 90% أو أكثر ، هذا قيل علناً، هذا الكلام من أُناس من أهل السنة لهم مكانتهم ومنزلتهم ، فقط عشرة بالمائة ؟ الأمر عجيب جداً، لا أدري هل نجد في الاتفاق معهم عشرة في المائة أو خمسة في المائة أو لا نجد ، هذا هو الذي يجب أن يقال. فإذاً يجب أن ينتبه هؤلاء المخدوعون حقيقةً لأنه - أيها الإخوة - نقطة مهمة تحدثت بها قبل الأذان والتي قالها شيخ الإسلام : أن هناك كما أن هناك من البلدان تختلف والازمان والذوات كذلك أصحاب المبادئ، يكونوا كاليهود الآن ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ ) ( غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ) فبدأ اليهود يتوارثون البخل - كما تعلمون - فأصبحت نفوس خبيثة تتوارث الخبث لاختلاف الذوات فكذلك هؤلاء ذواتهم يكون فيها في الأصل الخبث - والعياذ بالله - وكما قلت حتى أوضح قبل الأذان أنه من عنده شيء من هذا من الممكن أن يهتدي حتى لا نقصر الهداية على أحد لا على يهودي أو نصراني أو رافضي أو غيره ولا نتألى على الله لكن لتعرف أن هذا الأصل موجود، هذه المسالة دقيقة - أيها الإخوة - ولطيفة فهولاء الذين ذهبوا ويذهبون مثلاً ويؤيدون حزب الله أو ثورة الخميني - عندما قام - لو أنهم عرفوا مبادئهم وذواتهم وأهدافهم وما جبلوا عليه لما أيدوهم إطلاقاً فضلاً حتى يأتي الزمن ونكتشف كذبهم وقبحهم وفجورهم ولذلك يقول الشاعر :
من يزرع الحنظلَ لا يرتجي ** أن يجتني السكر من غرسته
 واحد يزرع حنظل ويقول أريده أن يطلع لي سكراً ؟ لا يمكن هذا، هذا غير عاقل ، أنت زرعت حنظل ستخرج الثمرة حنظلة ، ازرع نخلة طيبة وقد ضرب الله جل وعلا المثل بالشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة ( كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ ) ( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ ) ماذا ؟ ( كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ) ، فتوجد أيضاً نفوس خبيثة ونفوس طيبة ، ومجتمعات قد يغلب عليها الخير أو يغلب عليها الشر، لابد نحن نتعامل مع هذا ، إذاً عندما نقول موقف هؤلاء وتوارثهم هذا المبدأ لأنه فعلاً سهُل في نفوسهم هذا الأمر إلا من هداه الله، وقلت باب الهداية ليس مغلقاً كلا ولاشك يحتاج إلى جهد وصبر ولذلك من اهتدى من أمثال هؤلاء هذا فضل عظيم خصّه الله به أن خرج من هذه البوتقة، ومن هذه الشجرة الخبيثة ولذلك كما حدثني أحد الإخوة في البحرين يقول : عندنا رجل من هؤلاء يصلي مع الناس ويقرأ قوله تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) يقول : فبدأ يكررها قال : ( وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) يعني عائشة زوجة النبي أمنا ؟ أصحابنا يقولون عنها أنها زانية والله جل وعلا يقول هي أمنا ، هل يمكن لإنسان أن يتهم أمه بالزنا ؟ ثم كان سبباً لهدايته ، ثم لما ذكرت هذه القصة جاءني أحد المشائخ وقال : قابلت هذا الرجل بعد أن اهتدى فعلاً ، تدبُّر آية واحدة كانت سبباً لهدايته أو جزء من آية ، تصوروا الوعيد الشديد عليهم في قصة الإفك ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ثم تبدأ الآيات في بيان خطورة هذا الكلام ويُصرُّون على اتهام عائشة، بل الأعجب ولا عجب الضلال - والعياذ بالله - النفوس أُشربت الضلال لاحظوا ( وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ) يعني تشربت الوثنية - والعياذ بالله - فإذاً لاحِظوا هذه الآية تؤكد ما قلت قبل الصلاة أن القلوب احياناً تُشرَب الضلال - والعياذ بالله - وما الذي يقود النفوس ؟ ماهو ؟ هي القلوب ( وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ) صار سهلٌ عليهم جداً ، مع كل آيات موسى ومع السحرة عليهم السلام اقتنعوا بها بلحظة وبنو إسرائيل وموسى فعل معهم كل هذه الأفاعيل (اجْعَلْ لَنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ) ثم يغضب موسى عليه السلام ثم بعد ذلك تأتي العجل ويعبدونه ما السر؟ ( وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ) هو حديثنا الذي قلته قبل الصلاة  عن النفوس ، يحذر الإنسان أن تكون نفسه مجبولة على شيء من الشر لأنه من السهل أن تهوي إليه، فإن وجد شيء من ذلك قاومه، فهؤلاء - والعياذ بالله - أُشرِبوا في قلوبهم الإفك فماذا فعلوا ؟ يتوارثون هذا الشيء ومع كل آيات اللعن والعذاب والتهديد يتهمون الطاهرة المُطهرة وهذا كفر صُراح لاشك فيه وسبق أن قلت أن من اتهم عائشة رضي الله عنها قبل نزول براءتها قد ارتكب إثماً عظيماً ولكنه يعتبر قذفا فطهّرهم - خاصة الصحابة - النبي صلى الله عليه وسلم مع توبتهم بحد القذف، لكن قال العلماء بعد نزول آيات النور يُعتبر كفراً .. لماذا ؟ لأنه تكذيب لكلام الله عز وجل ، ففرق بين الأمرين هؤلاء مكذبون لأمر الله فتوارثت كتبهم ولأن الوقت لا يسمح بالاسترسال كثيراً لكن سأعطيكم نماذج لأن المقصود ليس الاستقصاء إنما هو إيضاح الصورة .
اسمعوا ماذا يقول القمامي - وسبحان الله الأسماء لها دلالات - اسمه القُمامي يقول في قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ) يقول : إن العامة - هذا منهجهم - إن العامة روت أنها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة المصطلق وخزاعة وأما الخاصة - يقصد هم وسادتهم وغيرهم - وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية - يعني أن مارية القبطية هي التي رُميَت بالإفك وهي بريئة - وقفتُ متعجباً من الذي رماها ؟ سبحان الله - يقول : وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في ماريا القبطية وما رمتها به عائشة . صارت عائشة هي التي جاءت بالإفك، يعني ما سلمت باتهامها، ما اكتفوا باتهامها بل أنهم يقولون أن عائشة هي التي اتهمت ماريا القبطية ، فقالت لها : - هكذا يقول هو - أن إبراهيم - ابن النبي صلى الله عليه وسلم - ليس منكِ وأنه ابن فلان القبطي وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كلّف علياً برجمها ولكن علياً اكتشف براءتها - لاحظوا كيف يتمحلون النصوص - هذا في بحار الأنوار للمجلسي، هذا مرجع من أعظم مراجعهم. الشاهد: أنهم وقعوا - والعياذ بالله - في هذا الإفك والكذب مخالفة القرآن، اتهام عائشة أولاً بالإفك ثم اتهامها بأنها هي رمت ثم رمي جديد أيضاً منهم لماريا واتهام للنبي صلى الله عليه وسلم أن إبنه إبراهيم يعني روت عائشة -عفواً حتى أكون دقيقاً في عباراتي حتى مع خصومنا وأعدائنا- أن عائشة رمت ماريا بابنها إبراهيم وكل هذا باطل ، أولاً معروف متفق عليه أن هذه السورة نزلت في غزوة بني المصطلق قبل سنوات من مجيء ماريا، وإهداء ماريا رضي تعالى الله عنها، في السنة السابعة أو الثامنة والأدلة على تضعيف لا تستحق حتى الوقوف على هذا الكذب ولذلك فالوقوف على أمثال ذلك يبين من هؤلاء في إفكهم وكذبهم أيها الإحبة، بل جعلوا عائشة طاعنة في عرض النبي صلى الله عليه وسلم وهذا كله من الإفك عند هؤلاء كيف يكون هذا؟! كيف يبقى معها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تفعل ذلك؟! ولذلك قلت لكم المناظرة التي حدثت بين أحد المشائخ واعجبتني وأسوقها هنا فقط مرة أخرى لارتباطها يقول : جاءني مجموعة من الشباب في الحرم وقالوا لي أن هناك رافضي يريد أن يناقش قلت : لا أحب مناقشة هؤلاء وتعرف و الفائدة معهم قليلة إلا إذا لزم الأمر ، يقول : ذهب الشباب وفجأة جاءوا به - الشيخ يحدثني مباشرة يحدثني مع مجموعة والشيخ معروف ولو ذكرته ستعرفونه - يقول : لما جاءوا به قلت خلاص الآن ولو اعتذرت ربما يفهمها إنهزام وهو ما شاء الله هذا الشيخ ممن وهبه الله عز وجل قدرة على المناقشة والجدل مع ما أعطاه الله من البسطة في العلم وقوة يقول : فلما جلست قلت : ماذا عندك ؟ قال : أريد أن أناقشك ، قلت : طيب ما عندي مانع ، لابد نرجع لأصل. وعند المناقشة وأرجاع الخصم لابد أن تتنازل للأمر من باب النقاش ( قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) .
قلت : هل تؤمن بالقرآن ؟ قال : كيف ؟ قال : فأخرج المصحف من جيبه طبعات من مجمع الملك فهد ، فقلت : الحمدلله تؤمن بما في هذا القرآن ؟ قال : نعم أؤمن به ، قلت : خلاص نتحاكم للقرآن. قلت : لو جئنا به بالسنة لبدأ يطعن بالأحاديث وفي الأسانيد ويدخل في جدل وفلسفة وقد لا ننتهي، قلت له : افتح على سورة النور ففتح عليها قوله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ ) وثبت بالدليل القاطع أن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو في حِجر عائشة وهي زوجته والقصة التي تقولونها عن أم المؤمنين أنها زانية في السنة الخامسة أو السادسة يعني بقي النبي صلى الله عليه وسلم معها بعد القصة خمس سنوات في السنة العاشرة ، طبعاً هو لا يستطيع أن ينكر هذا لأن فيه أدلة ، طيب : أنتم تقولون - طبعا والعياذ بالله هذا تنزل مع الخصم - أنتم تقولون عائشة خبيثة؟ فقال ذاك : نعم - هذه مناظرة - هل يبقى النبي صلى الله عليه وسلم مع خبيثة ؟ فسكت ولم يُحر جواباً ، قلت له : انتقل افتح سورة الفتح : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ) كم الذين بايعوا تحت الشجرة ؟ قال : ألف وأربعمائة ، رضي الله عنهم وهم ألف وأربعمائة وأنتم لا تترضون إلا على أفراد وقد يصلون في النهاية إلى ثلاثة عشر علي والمقداد والعباس وغيرهم أشخاص معروفين عند الرافضة لا يتعدون ثلاثة عشر رجلاً وبعضهم أقل من ذلك وهؤلاء كم - رضي الله عنهم - وهم في آخر سورة الفتح في قصة الفتح وهو لا يستطيع أن ينكر أنهم ألف وأربعمائة أو ألف وثلاثمائة او ألف ليست المشكلة في العدد ، قال : صحيح ، قلت له : هذا نص أن الله قد رضي عنهم، يقول : لا أريد أن أقول له كل الصحابة حتى لا ندخل في نقاش أيضاً ، فقط دعنا في النص هذا ، طيب: أعطني آية أن الله غضب عليهم ، أعطني آية في القرآن أنا أثبت لك أن الله رضي عنهم وهم ألف وأربعمائة بنص القرآن ؟ يقول : فلم يحر جواباً ، يقول : فانتقلت نقلة ثالثة - أنا نسيتها - يقول فهرب يجر مشلحه الأسود كسواد قلبه.
 نعم أيها الإخوة هذا أسود قلب الذي يطعن في عائشة ويطعن في الصحابة ويطعن في القرآن ويطعن في السنة وإن لم يكن هذا سواد القلب فما هو سواد القلب والعياذ بالله !! فلذلك أقول هؤلاء هذا دأبهم وهذه حياتهم وهذا تاريخهم- فيقول : الحمد لله انتهى النقاش على هذا وكان انتهاء خيريا.
 من الوقفات قولهم في تفسير قوله تعالى وهذا نفس الشيء قول القُمامي وهذا موجود في تفسير القُمي أيضاً من مراجعهم وأمهاتهم كله موجود هذا في الجزء الثاني ثلاثمائة وسبعة وسبعون يقول : "واللهُ ما عنى في قوله تعالى ( فَخَانَتَاهُمَا ) إلا الفاحشة وليُقيمن الحد على عائشة فيما أتت من طريق البصرة" الشاهد أنهم يقصدون بقوله تعالى ( فَخَانَتَاهُمَا ) يقول : عائشة وحفصة - نسأل الله السلامة والعافية - ولاحِظوا الفقيه ماذا يقول في المنار : قال : ولا يقول ( مثنى وثلاث ورباع ) أنهم تسعة إلا من لا يفهم اللغة العربية طيب (فَخَانَتَاهُمَا ) الضمير من هما الإثنين ؟ ( فَخَانَتَا ) فهمنا امرأتين ( هُمَا ) إثنين فمن هما الإثنين ؟ - حتى من باب الجدل فقط - هو واحد وأنتم تقولوا زوجة النبي صلى الله عليه وسلم يعني النبي صلى الله عليه وسلم أصبح إثنين ؟ مع أنه تعرفون إجماع العلماء والمفسرون على أنه المقصود بهما زوجتا وهذا بنص الآية ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ) . ثم الملحظ الآخر تفسيرهم الخيانة ،هم الآن يفسرون الخيانة - والعياذ بالله - أضافوا الآن حفصة لعائشة ، فسروا الخيانة بماذا ؟ بالزنا ، ومعروف أنه لم يُرَد حتى هنا بزوجة نوح عليه السلام ولا بزوجة لوط عليه السلام وهما كافرتان الخيانة الزوجية إنما في باب الأمانة فكانت زوجة نوح تسفهه كما تعلمون وكذلك وتتهمه، وزوجة لوط تدل على أضيافه، فتفسيرهم للقرآن غير صحيح تفسير الخيانة بالزنا ، ابن عباس - هم ممن يرون الترضي عن ابن عباس - ابن عباس يقول : والله ما خانت زوجة نبي قط .. هذا ابن عباس إذا كنتم صادقين بالترضي على ابن عباس ما خانت زوجة نبي قط يعني خيانة زوجية ، بل قلت لكم في الأسبوع الماضي قوله تعالى : ( سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ) كيف جاءت ( سُبْحَانَكَ ) أيليق، تنزيه الله سبحانه وتعالى أن يجعل زوجة نبيه خائنة فالأمر يتعلق بالله، أعظم مما يتعلق بعائشة أو يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم ، الأمر حقيقة له معنى بعيد فلذلك قال : ( سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ) ( سُبْحَانَكَ ) فقال المفسرون لماذا جاءت هنا ( سُبْحَانَكَ ) ؟ لأن الأمر يتعلق بالله أيليق ؟ أيليق - ولله المثل الأعلى ولله المثل الأعلى - أن يخطب رجل لأبنه امرأة زانية ؟ مستحيل إلا إذا كان فاجراً ، أو يزوج ابنته الصالحة من رجل فاجر ؟ لا يمكن إذا كان صالحاً فكيف أن يأتي ويتهم أن عائشة زانية وهي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم هذا اتهام لله جل وعلا 
( سُبْحَانَكَ ) لا يمكن أن يقع ، هؤلاء الرافضة أيضاً يقعون في الله جل وعلا ، فهم تعدوا التطاول على الله جل وعلا والتطاول على نبيه صلى الله عليه وسلم والتطاول على أمهات المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله تعالى عنهما كل هذا من منهجهم الباطل المرذول حتى - والعياذ بالله - مما قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سيدهم علي أحد كبار علماء الحوزة - واسمحوا لي على هذا النقل يا إخوان - وهذا الكلام في الأصول في الكافي الجزء اثنين ثلاثمائة وتسعة وثمانين وكشف الأسرار للموسوي صفحة أربعة وعشرين ماذا يقول ؟ يقول - أعوذ بالله .. أعوذ بالله - ولكن اسمحوا لي عند النقاش، وهو أكبر علماء الحوزة يقول : "إن النبي صلى الله عليه وسلم - لابد أن يدخل فرجه النار لأنه وطئ بعض المشركات " يقصدون عائشة . شيء لا أدري ماذا أقول عقول سخف .. كذب .. إفتراء .. انظر يدخل فرجه النار وهذا كلام يقوله سيدهم علي الغنوي أحد كبار علماء الحوزة وكما في أصول الكافي للموسوي ومثل هذا لا يحتاج أن نقف لنرد عنه لأن الوقت لا يتسع لهذا . نصل للنهاية في تناقضهم ، وبراءة عائشة رضي الله عنها أقول كلمتين أختم بهما : أن عائشة قد ثبتت براءتها من قِبَل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من آل البيت فإن كانوا صادقين في حب آل البيت كعلي رضي الله عنه وأبنائه رضي الله عنهم أجمعين فإنهم يناقضونهم وهم كذَبة ليسوا أتباع لعلي ولا أتباع للحسن والحسين أبداً ولا بعض الأئمة كالصادق وغيره والأدلة عندي كثيرة جداً في هذا الأمر ، وحب آل البيت لعائشة حتى العجيب من عجب خفة عقولهم يثبتون لنا - طبعاً لسنا بحاجة لإثبات علي رضي الله عنه ومكانة علي رضي الله عنه فوالله والله والله إننا نحب علياً وابناءه أكثر من حبهم إن كانوا يحبونهم ، هم لا يحبونهم لكن هذا من باب التنزل يثبتون لنا أن علي رضي الله عنه له مكانة ومنزلة وماهو الدليل عندهم ؟ كما يروونه في كتاب الطوسي الاكتفاء بالإمامة في النسخة المخطوطة ينقلون الخبر إثباتاً له عن عائشة طيب ما دامت عائشة عندكم بهذا الإتهام كيف تنقلون عنها خبر بإثبات فضل علي، نحن لا نحتاج لهذا الخبر لكن من باب المناقشة والجدل فانظر ( وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ) فينقلون لنا خبراً يثبتون فيه فضل علي طيب من حدّثكم بهذا ؟ يأتون بالسند إلى عائشة ، أيضاً ويذكرون أدلة وهي كلها أمامنا. فأقول لكم هؤلاء هم الرافضة قاتلهم الله ومع ذلك من العدل أن لا نُعمم الحكم على كل شخص، الشيعة يختلفون ودرجاتهم تختلف وبيّنت في أكثر من مرة أنهم أيضاً على درجات لكن من نقول عن الأصول الأثني عشرية والإسماعيلية فهولاء لا شك أنهم في كفرهم أما التكفير المعين فله حكمه أما ملاليهم وسادتهم الذين لا يجهلون وليس لديهم عوارض الأهلية فلاشك في كفرهم، أما عوامهم فالعلماء لهم كلام طويل في هذا بعضهم يفرق بين بلد وبلد وبعضهم يفرق بين فئة وفئة، ليس هذا مكان الحديث هنا إنما نتكلم عن هذه الفئة التي خُدِع بها الكثير من المسلمين مع كل أسف، بل بعض الدعاة والطيبين يجب أن نكون على بينة وموقفهم من عائشة وتكذيبهم وباتهامهم للنبي صلى الله عليه وسلم بل يصل لهم الأمر كما قلت إلى الذات الإلهية لأن الأمر كما قلت يتسلل و يتسلسل شيئاً فشيئاً . أسأل الله أن يكف عنا شرهم فهم خطر على الأمة وهذه الطائفة النصيرية والباطنية التي تبدأ من إيران المجوسية مروراً بالعراق وحزب اللاة كلهم الآن في مواجهة المسلمين ، إن لم نتيقظ لمبدأ هؤلاء وعقيدة هؤلاء فهم خطر تعرفه العجائز والعوام فما بالك بالبعض لا يزال يقدم رجله ويؤخر اخرى . 
إدعوا لإخوانكم في كل مكان في فلسطين وفي الشام وفي العراق وفي مشارق الأرض ومغاربها، لا تنسوا إخوانكم من الدعاء، لا تنسوا أن تتبرعوا لإخوانكم في الشام أيها الإخوة انا أخشى أن طول الوقت يُضعف حتى الدعاة بدل أن يكون الدعاء أقوى وأعظم وأشد إلحاحاً على الله جل وعلا ليرفع هذا البأس عن إخواننا في الشام وفي غيرها أن تقسو القلوب أن يضعف التضرع فالفرص متاحة ولا عذر لأحد كنا قلت مراراً ، أسأل الله أن ينصر إخواننا في كل مكان وأن ينصرهم في الشام وأن يعزهم وأن يرينا بهذا الطاغية الباغي بشار ومن خلفه أخذ عزيز مقتدر كما أرانا في فرعون وهامان وجنودهما ، نسأل الله أن يقر أعيننا بانتصار الإسلام والمسلمين ، إدعوا لإخوانكم في كل مكان ولا تنسوا أخوانكم المناضلين، إخوانكم المأسورين لا تغطي حالة على حالة أيها الإخوة فإخوانكم ينتظرونكم في كل مكان إخواننا في اليمن يقولون نعتب عليكم وفي فلسطين أن بعض الأحوال لا نقول أنها قد تكون لها الأولوية في بعض الحالات لكن لا تنسونا في أوضاعنا في اليمن وما يجري الآن من الحوثيين وغيرهم والشيوعيين وما يريدون من تقسيم اليمن ومما يحدث في فلسطين مما يحدث في القدس الآن لا ننسى هذه الحالات وما يحدث في العراق أحوال لا يجوز لنا أن ننسى ونرقق كلا وحاشا يجب أن نشد هممنا وأن تكون ذاتنا أبعد والخطر داهم وخطير ولكن إيماننا بالله جل وعلا وعلينا ان نتخذ الوسائل المشروعة وإلا ( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ) وصلِّ اللهم على سيدنا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق