السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه ، وأعوذ بالله العلي العظيم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يُضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى يوم الدين وبعد ..
لو نتذكر أنا وإياكم الأسبوع الماضي شرحنا اسم الله المنّان والليلة .. قلت لكم الحنان اُختلف أهل العلم في تسمية الله سبحانه وتعالى به هل يُسمى الله بالحنان أو لا ، وذكرت لكم أن الرواية جاءت عند الترمذي (أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الحنان المنان) لم تثبت وإنما من سمَّى الله به أثبت ما جاء في القرآن { وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا } وذكرت لكم أني في نهاية المحاضرات آخر محاضرة - بإذن الله - سنختم فيها أسماء الله - نحن ما بقى علينا إلا أربعة أسماء ونختم - آخر محاضرة سنجعلها الأسماء التي اختُلف تسمية الله تعالى بها تثبت أو لا ، وسأشير إلى كل ما جاء فيمن سمّى الله بالحنان ومن لم يُثبت هذا الاسم وأدلة كلا الطرفين .
اليوم - إن شاء الله - سنستشرف معكم اسم الله المُحسن.
اسم الله المحسن ما معنى الإحسان في اللغة ؟
كما جرت العادة المعنى اللغوي ثم وروده في القرآن أو السنة ثم المعنى الإصطلاحي أو الشرعي ثم بعد ذلك الآثار المسلكية .
ما معنى الإحسان في اللغة ؟
الإحسان في اللغة : مأخوذ من أحسن يُحسن إحساناً من الحُسن الذي هو ضد القُبح ، فكل شيء جميل يسمى حُسناً
وحسّن الشيء إذا زيّنه وجمّله ، وأحسن إليه إذا أوصل إليه معروفاً . كل هذه المعاني سنربطها بالمعنى الشرعي في حق الرب جل وعلا .
الراغب الأصفهاني في معاني القرآن جاء في تفسير الإحسان قال : "والإحسان يقال على وجهين:
الأول : الإنعام إلى الغير يقال أحسن إلى فلان إذا أسدى إليه معروفاً
والثاني الإحسان في الفعل إذا عمل عملاً فجمّله وأظهره بشكل تام .
إذاً المعاني اللغوية تدل على أن الحُسن هو: الشيء الجميل إما أنه ضد القبح أو أنه التزيين أو إيصال المعروف سواءً كان مُتعلقاً بذاتك أو مُتعلقاً بغيرك.
هل ورد هذا الاسم في القرآن ؟
لم يُسمَ الله بهذا الاسم في القرآن إنما جاء وصف الله بهذا الاسم في القرآن الكريم { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ } اذاً جاء وصف الله به
{ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ }
{ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ }
وجاء { أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ }
إذاً لم يُسمَّ الله بهذا الاسم بالقرآن وإنما وُصف ربكم سبحانه وتعالى بهذا الوصف { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي } على تفسير من فسّر{ رَبِّي } هنا أنه الله ، وكثير من أهل العلم يحمل أن
{ رَبِّي} هنا على سيد البيت القضية أنه وصف الله بهذا الوصف في القرآن .
وجاء تسمية الله بالمُحسن في السنة النبوية ماهي الأحاديث التي وردت في ذلك ؟
حديث رواه الطبراني ( إذا حكمتم فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسِنوا فإن الله عز وجل محسنٌ يحب الإحسان ) إذاً جاء تسمية الله به في السنة هذا الحديث رواه الطبراني وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة .
وجاء في حديث آخر ( إن الله عز وجل مُحسن فأحسنوا فإذا قتل أحدكم فليُحسن مقتُولَه وإذا ذبح فليُحِدّ شفرته وليُرِح ذبيحته ) .
إذاً جاءت تسمية الله بهذا الاسم في السنة النبوية (إن الله محسن يحب الإحسان) وفيه أصل الحديث في صحيح مسلم لكنه على الصفة لا على التسمية حديث ( ان الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القَتلَة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحَة ) لم يأتِ تسمية الله فيه في صحيح مسلم إنما جاء في زيادة عند الطبراني .
ما معنى الاسم في حق ربكم جل وعلا ؟ ما معنى المحسن ؟
إذا أخرجنا اسم الله المحسن سنتأمل في آثاره المسلكية ، المحسن هو: الذي له الكمال في كل شيء في أسمائه وصفاته وأفعاله { اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ } فلا شيء أكمل ولا أجمل من الله فكل كمال وجمال في المخلوق هو أثر من آثار المُحسن سبحانه وتعالى وأوامره كلها حسنه وأفعاله كلها حسنة وأقواله كلها حسنة وذاته قد بلغت في الحُسن منتهاها فالمُحسن من أوسع أسماء الله سبحانه وتعالى ، إذاً أول معنى من معاني المحسن : الذي بلغ في الحسن منتهاه في ذاته وأقواله وأفعاله وأوامره ونواهيه هذا معنى. المعنى الثاني : هو المُحسن الذي وصل معروفه وإحسانه إلى جميع خلقه ، أنا وأنتم نتقلب في إحسانه سبحانه وتعالى سواء من حيث علمنا أو من حيث لا نعلم ولذلك قال الله تعالى في سورة يوسف : { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي } معروف الله بدأ يُعدد معروف الله عليه { إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ } إذاً المُحسن في حق الله سبحانه وتعالى الذي بلغ في الحُسن منتهاه في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله معنى ، والمعنى الثاني : الذي وصل إحسانه إلى جميع خلقه فكلنا نتقلب في معروفه سبحانه وتعالى ، وهذا البَر والمؤمن والكافر والفاجر والطائع والعاصي رحمة الله وإحسانه وفضله قد عمّ جميع المخلوقات .
مادام إنا عرفنا معنى الاسم في حق الله ماهي الآثار المسلكية في هذين ؟
الأول كل ما ذُكر في الأسماء قبله المنان الرزاق الوهاب الكريم الجواد سيأتي في هذا الاسم.
الأمر التالي أعظم إحسان أحسن الله به عليَّ وعليكم هذا الدين ، أعظم إحسان هذا الدين الحمد لله .. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله الحمد لله .. الحمد لله أنا نصلي .. الحمد لله أنا نصوم .. الحمد لله أنا نستغفر .. الله الحمد لله أننا نتوب إلى الله ، إذاً أعظم إحسان لا بد أن نستشعره بقلوبنا الدِّين ،الإحسان من الله إلينا بهذا الدين ولذلك الله ذكر ذلك في القرآن { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ } أحسن الأحكام حكمه سبحانه وتعالى { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } فلا بد أن نستشعر إحسان الله إلينا بهذا الدين في قلوبنا ، وإذا شعرنا أنه إحسان ، إذا قلنا الحمد لله أول ما يتبادر في أذهاننا غير رزق الدنيا رزق ماذا ؟ رزق الآخرة ، وحاجة الناس إلى رزق القلب أشد من حاجتهم إلى رزق الأبدان لأن الأبدان مصيرها إلى الفناء والأرواح مصيرها إلى البقاء إما في جنة عرضها السماوات والأرض أو في نار أعاذنا الله وإياكم من النار .
الثاني : المتأمل إلى إحسان الله تعالى لخلقه يرى أن إحسانه عامّ تامّ للمؤمن والكافر والبر والفاجر والطائع والعاصي ، وقد جمع أحدهم إحسان الله في كلمات جميلة جعلها قاعدة وواسطة ومُتممه جعل فيه أصل دعونا نتأمل إلى أصل إحسان الله لنا ثم بعد ذلك إلى الوسط وإلى التمام أول قال : "أصل الإحسان في قاعدته في ثلاث أنه خلقنا من العدم { هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا } إذاً أصله { لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا } أصله إحسانه أنه أوجدنا من العدم لم نكن أنا وإياك شيء لكنه أوجدنا من العدم إحسان أن نوجد من العدم بل لما أتأمل أنا وإياكم في كتاب الله يظهر إحسان الله على بني آدم كيف أحسن الله إلينا؟
أن الله سبحانه وتعالى خلق كل ما حولنا قبل أن يخلقنا وهذا من شرف الإنسان عند الله سبحانه وتعالى ، خلق السماوات وخلق الأرض وخلق الملائكة ، وهذا جاء في القرآن في سورة البقرة { قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } فهيأ الدار قبل الساكن وهذا تمام الإحسان ، مثل يا جماعة لما يجيني ضيف فرق بين أنه إذا جاني قعدت أعد له العدة وفرق بين إني أستعد له تمام الاستعداد قبل أن يأتي أن يحل علي ضيفاً أليس كذلك ؟ فربكم قبل أن يخلقكم هيأ كل الكون حتى تكونوا في ضيافته فأحسنوا في حق مضيفكم الرب جل وعلا ، إذاً خلقنا من العدم وقبل أن يخلقنا هيأ لنا الدار .
الثاني : أنه قبل أن يخلقنا أخبر - من رحمة الله تعالى - الملائكة بشرف آدم حين أمره أن يسجد الملائكة وعلّمه مالم تعلم الملائكة
{ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا } أظهر الله فضل الإنسان على الملائكة بالعِلم ، العِلم عظيم ، كيف أظهر الله فضل آدم عند ملائكته ؟
حين علّمه لأنهم ما كانوا يعرفون الأسماء قال أهل العلم بالتفسير : "لم تكن الملائكة تعرف أن هذا اسمه جبل وهذا اسمه سماء وهذه اسمها أرض وهذا اسمه مطر فـ { وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ } قال : سموا لي هؤلاء { قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ } فأظهر الله فضل الإنسان على الملائكة بالعِلم" ولذلك فرض نتيجة مادام إن الله في بدء خلق الإنسان أظهر فضل الإنسان بالعلم صارت الملائكة تُعظِّم من طلب هذا العلم لأنها تذكر قصتها الأولى مع آدم عليه الصلاة والسلام ولا يزال العبد يطلب العِلم حتى يكون في وفد من الملائكة قال : ( إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع فهو يخرج من بيته وقد حفته الملائكة حتى يجلس في مجلس الذكر فإذا جلس في مجلس الذكر استقبلته ملائكة آخرين، استقبلته ملائكة آخرون وصعد بعضهم على بعض حتى يصلوا إلى السماء - وفي رواية - أنهم يتزاحمون) يتزاحمون لبركة مجالس العلم وفضلها عند الله سبحانه وتعالى .
إذاً أول إحسان أن الله خلقنا ولم نكن شيئاً ، الثاني : أنه بعد أن خلقنا صوّر آدم أحسن صورة { وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } أحسن الصور صور البشر هل تأملتي في وقت من الأوقات .. وأنا أحضّر لكم الدرس ترى أحياناً الصورة تحكي ما لا تحكيه آلاف الكلمات - حقيقة - والمفترض يا جماعة - وهذه حقيقة تربوية - أننا حينما نناقش بالذات الجيل الجديد ما يحتاجون إلى كلام كثير يحتاج أحياناً إلا أن تعرض له صورة ويتأملها ، أعجبني مع طالباتي في الجامعة أننا في مجاعة الصومال قامت وحدة طالبة من الطالبات ولم تلقِ ولا كلمة ولا محاضرة وعرضت الصورة التي فازت بجوائز عالمية -صورة يمكن شفتوها على إيميلاتكم- النسر الذي ينتظر طفل يموت حتى يأكله أثرت هذه الصورة تأثير لا تتخيلنه في نفوس الفتيات فأدركت أننا أحياناً نستطيع من خلال الصورة أن نُوصِل مالا توصله آلاف الكلمات ، ولذلك ربكم جل وعلا دائماً يأمرنا أن نتفكّر فيما حولنا { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } لكن للأسف أصبحنا أناس ما عاد نلتفت إلى المعنويات أاستُهلكنا ، اُستُهلكت عقولنا في أشياء أقلّ أهمية مِما خلقنا من أجله ، لذلك يا جماعة الأمر الثاني يظهر نعمة الله وإحسان الله علينا في اختيار أحسن الصور لبني آدم .
تأمل قارني اليوم وأنت طالعة البيت تكوني فاتحة على الكمبيوتر أو في جوالك قارني في ذاكرتك حينما تمر الحيوانات والجمادات ويمر الإنسان يظل الإنسان صورة جميلة بين مخلوقات الله سبحانه وتعالى.
الشعبة الثالثة في القاعدة : أنه جعله عاقلاً لا معتوهاً وأعطاه ما يُعبِّر به عن نفسه لم يكن كالبهائم { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } ما الذي ميّز الله به الإنسان ميزه بماذا ؟ بالعقل ، فما لم يستخدم عقله فيما خُلِق له كانت البهائم أفضل منه ولذلك الله في القرآن نصّ على ذلك { يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } وفي آية أخرى قال {أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} لأن الهيمة خلقها الله ولم يجعل لها عقلا فحينما يتخلى الإنسان عن وظيفته الأساسية - عن العقل - يكون في مستوى البهائم بل هو أضلّ منهم .
إذاً ثلاث أنواع من الإحسان تُعدّ قاعدة : خلقنا من العدم ، اِختار لنا أجمل الصور ، الأمر الثالث : العقل ، ميّزنا بالعقل فما أعظم أن نستخدم العقل فيما أُمرنا أن نستخدمه به .
هذا في الأصل تعالوا للواسطة ماهو الآن الوسط بعدما خلقنا هدانا للإسلام وهذه أعظم نعمة وجاء في الحديث ( ما أعطي عبد بعد الإسلام مثل العافية ) أعظم النِّعم والإحسان أن يهديك الله إلى هذا الدين ، والله سعادة هذا الدين { طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ} السعادة في القرآن { إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَىٰ * تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى } ترى كان مدار سورة طه عن السعادة لمن تأملها وفي { مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى } لن يشقى من تمسّك بكتاب الله تعالى أبداً افتحوا ، لذلك يا جماعة ترى فيه فهم خاطئ للقرآن ، في إحدى الدول العربية تحدثني واحدة من الدكتورات في جامعة من الجامعة تقول : إنا إذا سمعنا القرآن حسبنا إن في بيتهم عزاء كأن القرآن ربط بماذا ؟ بالموت والحزن أليس كذلك ؟ ولذلك يسمعون القرآن ناس يقولون لك في عزاء عسى ما عندهم مُتوفى يجب أن أؤدي الواجب -العزاء- لكن أصل القرآن خطأ أن يرتبط بالموت ، القرآن يرتبط بالحياة ، القرآن يرتبط بالحياة بل من بركة القرآن أنه يعيش مع الإنسان في جميع مراحل حياته في الدنيا قول الله تعالى :{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } فبقدر قراءتك للقرآن تنزل رحمة الله من السماء عليك { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } عندك مشكلة في بيتك إقرأ القرآن ، عندك مصيبة إقرأ القرآن ، عندك مريض اقرأ القرآن ، عندك كارثة مادية إقرأ القرآن ، ستنزل الرحمة من السماء عليك لكن تلمّس رحمة الله في القرآن في وقت وجاء في وقت الاحتضار لا ينتفع العبد بمثل انتفاعه من القرآن ، حينما أراد رسولكم صلى الله عليه وسلم أن يدفن الناس في القبور في معركة أحد كان يسأل أيهم كان أكثر أخذاً للقرآن إذا قال أخذ البقرة وآل عمران قدِّم في دفنه دلالة على رفعة درجته ، وجاء في حديث عند الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي رجل في عهده فلما أراد أن يدفنه مد يده إلى السماء يدعوا له ( اللهم أرحم فلان فإنه كان تلّاء للقرآن ) دعى له بالرحمة لكثرة تلاوته للقرآن الكريم ، وجاء في الحديث أن العبد في قبره ترى الذي يؤنسك الصديق الذي لا يخذلك - القرآن - الصديق الذي لا يخذلك - أسال الله أن يشرح قلبي وقلبكم له - فقدر قراءتك قال جاء في حديث البراء بن عازب الطويل في أحد الروايات : ( فيتمثل له رجل حسن الوجه طيب الثوب طيب الريح يقول له من أنت ؟ قال : أنا قيامك بالقرآن في الليل وصيامك بالنهار ) فدل على أن القرآن مما يؤنس الإنسان في القبر.
لا شك أن القراءة بالتدبر أعلى ، لا شك أن القراءة بالتدبر أعلى الدرجات بل هي سبب محبة الله للعبد ، الرجل الذي كان يقرأ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } بعد أن يقرأ ما تيسر من القرآن فسألوه قال : (إنها صفة الرحمن وأنا أحبها قال : فإن الله أحبك بحبك إياها) ، لكن متى يأتيك التدبر؟ تأتيك واحدة تقول : أنا سأتدبر القرآن دائماً أقرأ ولا أجد تدبر أقرأ مرة أخرى مثل البرهان على صدق النية وأنا ألحظ في نفسي أحيان أفتح المصحف وأقرأ -الله يعفو- ولا أجد أن قلبي حاضر فأكرر القراءة .. أكرر القراءة .. أكرر القراءة أجدني بعد الرابعة .. بعد الخامسة قد وجدت ماذا ؟ قد وجدت قلبي لأن القرآن ليس يسير { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا } يحتاج إلى برهان على صدق العبد حتى يؤتيه الله لذة التدبر وهذه وصية للشيخ السعدي قرأتها لما سألوه كيف أصل للتدبر ؟ قال : "لا تزال تقرأ ثم تقرأ ثم تقرأ حتى يفتح الله في قلبك للتدبر " مثل الكتاب ستصل إلى فهم عظيم للكتاب بكثرة قراءته مع صدق النية وإلا فيه ناس يقرؤون ولا يوجد عندهم نية صادقة ، صدق النية وسيأتينا من إحسان الله للعبد ربكم محسن { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } إنسان أقبل بقلبه على ربه وتمنى من الله أن يفتح عليه في كتابه وفتح المصحف وقد قرأ التفسير هل تظنون أن الله يرده صفر اليدين؟ حاشاه وهو المُحسن .. حاشاه وهو المحسن ، سيعطيه خيراً مما أمّله، إذاً هدايته للإحسان سيجده في قبره ويجده في الموقف، جاء في الحديث الصحيح ( أن العبد إذا قام من قبره تلقّاه القرآن قال : نعم العبد أنت أنا قراءتك القرآن فيؤنِّسه في الموقف) وإذا دخل الجنة إقرأ ورتل وتلذذ بقراءتك في الجنة كما كنت تتلذذ بقراءتك في الدنيا ، فالقرآن الصديق الذي لا يخذل الإنسان في كل مرحلة من مراحل حياته ، يمكن أصادقك ممكن تصادقيني لكن ممكن تجديني وممكن لا تجديني ، ما تثق في الإنسان تجده أو لا تجده أليس كذلك ؟ لكن الذي تثق أنه لن يخذلك هو كتاب الله وهو من أعظم إحسان الله للعبد .
س: ....
هذا قول ابن الصلاح إنما لم يرد فيه نصاً قال : لماذا الملائكة تحرص على إنها تأتي لقارئ القرآن؟ (لا تزال الملائكة تقترب من قارئ القرآن حتى تضع فمها على فم القارئ ) ؟ قال : "لأن الملائكة لا تقرأ القرآن" الملائكة لا تقرأ القرآن بخلاف الإنسان.
إذاً الأول : أن الله بالإحسان هدانا للإسلام
الثاني : أن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ( أنتم الآخرون السابقون يوم القيامة ) و { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ } الحمد لله الذي جعلنا من خير الأمة .
من إحسان الله إلينا القرآن في بيوتنا ، نسمعه ونقرأه ونُقرؤه أبناءنا ، والخميس الماضي حضرت مركز تذكار عقد حفل للكفيفات لحفظ القرآن الكريم والله يا جماعة أمر عجب أدركت حينها أن الأعمى ليس أعمى البصر ، الأعمى أعمى البصيرة { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } العمى الحقيقي هو عمى البصائر، ولذلك هناك أناس أمدهم الله بالبصر ولم يُبصروا حقيقة ما خُلقوا لأجله ، يوم القيامة يفقدون هذه الحاسة ، من هذه الآية أخذ أهل العلم أن العضو الذي يُستخدم في غير طاعة الله يستخدم في معصية يفقده العبد في الموقف ، العضو الذي يُستخدم في غير طاعة الله - يستخدم في معصية - يفقده العبد في الموقف ، يفقده العبد يوم القيامة - المحشر - الإنسان المُبصر نظره ستة على ستة في الدنيا لكنه لم يتسخدم بصره في طاعة الله إنما استخدمه في معصية الله - نظر الحرام ونظر للأمور التي لا يرضى الله عنها - يوم القيامة { رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَىٰ } إذاً لا يبقى الإنسان على بصره في الدنيا إلا إذا حفظ بصره عن الحرام ، احفظ بصرك عن الحرام يبقى لك ، مثل الآن الوصايا الطبية التي ينصحون بها يقولون لك : لا تقرب من شاشة التلفاز عشان لا يضعف بصرك لا ... أليس كذلك ، من أراد أن يحفظ الله له بصره لا يستخدمه في الحرام ودليل ذلك { رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا } فاستخدم نظرك فيما يُرضي الله سبحانه وتعالى عنك.
هذه الآية كنت استشرحها مع إحدى الدكتورات -زميلاتنا- جاءها السويرد ، تعرفرون السويرد الذي يخطف البصر فجأة يفقد بصره ، تقول كانت تكتب تقول فجاءني مثل الشرارة في عينها ففقدت البصر لكن تقول مِما عزاني حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( من ابتلي بحبيبتيه فصبر ليس له جزاء إلا الجنة ) تقول وهذه الآية أن الأعمى الحقيقي ليس أعمى البصر إنما هو أعمى البصيرة.
إذا ً إحسان الله بأن أعطانا المُصحف نقرأه ونُقرئه أبناءنا .
من إحسانه علينا أن فتح علينا أبواب العلم في القرآن والله يرفع به ، ترى إحسان أن يجعلك الله من أهل العلم { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } بل كل من حول مُعلِّم الناس الخير والمُتعلم للخير يدعوا له ويظهر ويعرفونه باسمه لايزال العبد يتعلم الخير يتعلم الخير يتعلم الخير حتى يرتفع شأنه وتعرفه الحيوانات باسمه والدليل على ذلك في كتاب الله في قصة سليمان { قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ } سمّاه باسمه ما أدراها أن اسمه سليمان ، قال أهل العلم: لأن مُعلِّم الناس الخير معروف عند أهل السماء وعند أهل الأرض باسمه رفعة لدرجته ، جاء سليمان ماهو بس أهل السماوات تعرفه والأرض أيضاً وإلا كانت قالت لا يحطِمنّكم هذا القائد ، وإلا لا يحطمنّكم هذا الرجل لكن ذكر اسم سليمان على لسان النملة في القرآن دليل على رِفعة درجة مُعلم الناس الخير الذي يرِث من إرث الأنبياء إذاً هذا من إحسان الله تعالى علينا .
من إحسان الله علينا أن يوفقنا للعمل بما تعلّمنا وعلى كل يا أخواتي ترى صيت الناس ماهو فقط في الأرض - قبل ما انتقل إلى النقطة الخامسة - صيت الناس الطيّب - الذكر الطيب - ليس في الأرض تراه في السماء ، في حديث صحيح في صحيح الألباني في السلسلة الصحيحة قال : ( من كان صيته في السماء حسناً كان صيته في الأرض حسناً ، ومن كان صيته في السماء سيئاً كان صيته في الأرض سيئاً ) يعني ما ينقله الناس على ألسنتهم عن فلان من الناس تراه رَجعٌ لما يتردد في السماء ، صدى أهل السماء ولذلك لا تقولين والله أنا ما علي ، لا الناس ينطقون على ألسنتهم الملائكة بما فيك من الخير والشر فعدِّل نفسك ، لما كل الناس يجمعون - أهلك ومن حولينك وأقاربك - على إنك إنسان لئيم لا تقول الناس ما يعجبهم شيء ، ما يُجمع الناس على خصلة إلا وهي موجودة فيك فعدِّلها هذِّبها وأعلم أنه خِصلة كانت في السماء وبدأ صداها يتردد في الأرض ، وأَعرف الناس بك وأَقدر الناس لوصف حالك هم أهل بيتك ، أهل بيتك يعرفونك على حقيقتك ، يمكن لما أنا أطلع عندك والا أنت تطلعين عندي نتجمل لبعضنا دقائق ونتفرق أليس كذلك ، لكن أَعرَف الناس بحقيقتك هم أهلك اللي خدمك .. عمالتك .. زوجك .. أبناءك .. أخوانك .. هم أعرف الناس بحالك فانتبه لما يذكرونه وما يرددونه عنك. إذاً العمل أن يوفقك الله للعمل.
السادسة : الإحسان بأن تُعلِّم الناس ما تعلّمته ، موقف الجن في القرآن الكريم يعطي معنى الإيجابية ، ترى كثير من الناس سلبي يتعلم .. يتعلم .. يتعلم لكن ماله أثر فيمن حوله مع أن الله تعالى في قصة الجن أشار إلى أهمية أن تُبلِّغ ما تتعلمه من الخير فلما قال : { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا } قالوا : اسكتوا هذا قرآن ما أعقلهم ، ترى قصة الجن في سماعهم للقرآن تعطي أدب الناس في استماع كتاب الله سبحانه وتعالى ، صرفهم الله ليستمعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ، كان معه عبد الله بن مسعود وخطّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً وقال : ( يا عبد الله لا تتجاوز الخط مهما حصل ) لأنه كان دعوته الآن بيأتي الجن يأخذون عنه العلم ، فلما اجتمع إليه الجن يستمعون من فيه الطاهر الشريف عليه الصلاة والسلام كتاب الله تعالى قال : انصتوا لا أحد يتكلم { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } الرحمة يعني إذا شغلت القرآن في بيتك ولم تستمع له ولم تنصت له لا تكون الرحمة لأن الله شرط شرط (استمعوا له) أرعِ سمعك .. لا تتكلم .. انصتوا { فَلَمَّا قُضِيَ} لما انتهى { فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ } مباشرة بمجرد ما سمعوا انذروا وذاك دلالة حياة القلب ، لذلك مجرد ما تسمع الخير بلِّغه والعلم له زكاة، ما نصاب العلم ؟ آية ، متى ما تعلمت آية علِّمها ، نصاب العلم آية وزكاته تبليغها انشرها بين الناس، إذاً هذه الوسط .
إذاً القاعدة أوجدنا من العدم ، خلقنا في أحسن صورة ، وأعطانا العقل ، الوسط هدانا للإسلام ، أنزل علينا القرآن ، علّمنا العِلم ، أحسن إلينا بأن جعلنا نعمل به ، أحسن إلينا بأن جعلنا ندعوا الناس إليه ، وأحسن إلينا بأن فتح علينا من فهم معاني كتابه .
نأتي الآن إلى المُتممة ما إحسان الله تعالى علينا ؟ كمال الصورة ، أحمدوا ربكم يا جماعة على كمال الصورة واعتدالها ، كنت في إحدى المستشفيات الأسبوع الماضي كانت واحدة من زميلاتنا تعبانة ورحت معاها ورأيت أطفال مُعاقين ، فوالله أدركت نعمة الله علينا ، الحمد لله الذي الله تعالى أتمّ علينا نِعمه ، يدك تستخدمها ، وبصرك تتنعم به ، وسمعك تتنعم به ، وصوّرك وأحسن صورتك وجعل كل عضو فيك يؤدي وظيفته التي خُلق من أجلها ، أيضاً ما أحسن الله به عليكم في هذا الشتاء ، أنت ما تستشعر وأنت صاحي شايفين اليوم البرد الشديد وأنت جاية من البرد ما استشعرت أن هناك مئات الألوف من الناس ما يجدون لهم مأوى يؤويهم ، ناس في الشارع عايشين وناس ما يجدون لهم والله في السعودية أحياناً ، في الشمال تذكرون قصة الطفل الذي مات بعد الملك عبد الله الله يحفظه أمر بصرف الإعانات والطفل الذي مات وهو واقف في الطابور ، لذلك أنا أعجبتني واحدة من زميلاتنا - الله يذكرها بالخير- كان قبل فصل الشتاء تتفقد - في مدرستها - تتفقد الأسر المحتاجة وتكفلْهم دفايات وملابس شتوية ، ترى ( لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) إذاً كونك فراشك وثير وقدامك أصناف الشتاء المحببة إلى النفس حتى الآن صار لنا أكلات خاصة في الشتاء القشد الحنيني المحلى يعني وغيرها، في غيرك ما يجد ما يُقيم به جسده ، ما يُقيم به حياته أصلاً ، ثم بعد ذلك البيوت الواسعة والتدفئة العظيمة حتى إن في بيوتنا أحيانا نتخفف من الملابس الثقيلة أليس كذلك ؟ إذاً كل هذه نعمة إحسان الله علينا أن وسّع الله علينا ، ما أنعم الله به عليك من القبيلة والعُصبة والعشيرة والأهل والإخوان . كم من الناس محرومين من هذه النعمة : ما أنعم الله به على الرجل من المرأة الصالحة التي تُعينه على أمر دينه ودنياه ، وما أنعم الله به على المرأة من زوج يُرزق منه الذرية .
أيضاً من إحسان الله علينا صحة الجسم وفراغ البال ما عندك همّ يحيطك ويُلاحقك وهذه نعمة من إحسان الله عليك أن يكون بالك مرتاح ما وراك ديناً تطاردك الناس تتهرب من الناس تخشى أن يسألوك مالا تستطيع أن تؤديه إليهم ، أيضاً من نعم الله تعالى علينا الفراغ الذي لا بد أن نستثمره ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ) تعرفون ما معنى الغبن ؟ الغبن يعني الخسارة مثلما يكون عندي بيت فإنه يباع بمليون وأبيعه بخمسمائة ألف ماذا تقولون عني؟ غبنت في بيعي أليس كذلك ؟ من هو المغبون الحقيقي ؟ المغبون الحقيقي الذي عنده قوة في جسده وفراغ في وقته ولم يستثمر هذين الأمرين.
ولذا أشوف كثير من البنات وأقول حقيقةً لو الآن أي كبيرة مسكت المكبر ونقول لها تكلمي تقول يا ليتني أرجع إلى الخلف وأستثمر كل لحظة من لحظات حياتي، ترى أفضل المشاريع ما كانت في الشباب ، ومن تعب وهو صغير أرتاح وهو كبير لما تحفظ القرآن على صغر، وتتعلم الكمبيوتر على صغر وينفع الله بك الدين ، وتتعلم اللغة الإنجليزية وتنشر دين الله بها ، وتتعلم الدين الشرعي وتبرع فيه ، ثمة سِر كبير أن كثير من مشاريعك الذي لا بد أن تُكرِّس نفسك في تعليمها قطعت فيها شوط كبير جاء الآن وقت التكميل ، أنا أشبهه بالإنسان الذي هو صغير تعب في بناء البيت كيف صار وهو كبير صار يفكر أين يُعلِّق اللوحة ، ماذا يعمل صبغة ، لكن الكبير حين يبني بيت يقول كيف أبني لي بيت . الشاب تجدين أن وقت الشاب مع فراغ باله وقوة ذاكرته وصحة جسده يُنجز مالا ينجزه الكبير حتى (***) تعلموا أصحاب رسول الله وهم كبار ، أم خالد كانت تقول "كبرنا" .
غنيمة ( اغتنم خمساً قبل خمس فراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وصحتك قبل مرضك وحياتك قبل موتك ) يعني غنيمة حقيقة لمن سيغتنمها ، لذلك يا بناتي خططوا من الآن ليكن أول مشروع من مشاريعكم تعرفون ما هو؟ الذي إذا فتح الله عليكم فيه كل ما حوله سيتيسر كتاب الله تعالى ، لن يبارك للإنسان في أمر مثل بركته إذا جمع كتاب الله في صدره ( إن الله لا يعذب قلباً وعى القرآن ) من وعى القرآن في قلبه حرّمه الله على النار. مع حفظك للقرآن تأخذين لك تفسير ، هذا من أفضل المشاريع.
إذاً هذه بعض أوجه إحسان الله تعالى علينا .
إذاً هذا ثاني أثر من الآثار المسلكية ، الأثر الأول : أن نعي بقلوبنا أن أعظم إحسان أحسن الله به علينا هذا الدين .
الثاني : أن إحسان الله شامل للبر والفاجر والمؤمن والكافر ثم ذكرت لكم ما ذكرته على أهل العلم .
الثالث : مادام نؤمن بأن الله مُحسن يحب الإحسان لا بد أن نتصف بصفة الإحسان.
صفة الإحسان يا جماعة تنقسم إلى قسمين :
الإحسان في عملك ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) هذه أعلى درجات الإيمان ، لأن الإيمان دوائر أولها المُسلم كل الناس الذين شهدوا أن لا إله وأن محمد رسول الله هم أهل إسلام ، ثم الدائرة التي هي أضيق من الإسلام دائرة الإيمان وأضيق من دائرة الإيمان الإحسان أن يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله سبحانه وتعالى يراه . تجدينه يُحسن حتى في رده للتحية لما أحد يقول له السلام عليكم يعلم أن الله يسمعه فيقول وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته { وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا } يا الله ما أعظم هذا الدين !! حتى في رد التحية أحسِن .
أيضاً الإحسان في أول ما سيسألك الله عنه وهو الصلاة من أراد أن يُحسن في جميع أمره ليبدأ بالإحسان في صلاته سمّاها الله إيمان
{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } لماذا سمى الله الصلاة إيمان ؟ لماذا لم يقل وما كان الله ليضيع صلاتكم ؟ لأن الصلاة تجتمع فيها جميع أعمال القلب الانقياد والخضوع والذل والمحبة ، اللسان قراءة القرآن التسبيح الدعاء ، عبادة الجوارح ، فاجتمعت فيها جميع الأعمال القلبية ، واللسان القولية والفعلية فكانت إيماناً حقيقياً ، ثم إذا تأملتي في الصلاة لماذا كانت أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الصلاة ولم يُعدَّ في الإسلام شيئاً تركه كفر إلا الصلاة ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) ؟ لو تأملنا أن فرضها لم يكن كفرض أي عبادة فرض الصلاة كان من الله مباشرة للنبي صلى الله عليه وسلم ، ما نزل جبريل بها ، لما تتأملين الزكاة في الصيام كيف نزلت نزل بها جبريل على رسولنا صلى الله عليه وسلم ، فكان تلقي النبي صلى الله عليه لهذه الفريضة ليس مباشرة من الله وإنما بواسطة الروح الأمين سوى الصلاة لمكانتها عند الله جاء الفرض مباشرة بلا رسول .
الأمر الثاني : من ناحية المكان أين فرضت الصلاة على رسولكم صلى الله عليه وسلم ؟ في السماء السابعة سمع رسولكم صلى الله عليه وسلم ربه وهو يفرض عليه الصلاة ( عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ (١٤) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (١٥) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ) غشاها فراش من ذهب - جراد من ذهب - وجاء فرض الصلاة فلم تفرض عليه في الأرض ، من مكانة الصلاة عند الله أن رسول الله رُفع من الأرض إلى السماء لتُفرض عليه الصلاة.
الثالثة : من ناحية الزمان متى فرضت الصلاة ؟ في ليلة الإسراء ليلة كان فيها أمور عجيبة تراءت إلى رسولكم صلى الله عليه وسلم دل على أهميتها .
الرابع: في الكمية لم تُفرض مباشرة خمس صلوات إنما كانت خمسين ثم خففت خففت خففت إلى أن كانت خمساً .
ولذلك من أراد أن يُحسن حتى يصل إلى درجة الإحسان والإتقان لتبدأ في إحسانك في صلاتك لأنه جاء في الحديث ( إن العبد ليُصلي لله ستين سنة ما تقبَّل الله منه صلاة ) ستين سنة قال : ( لعله يُتِم ركوعها ولا يُتِم سجودها أو يُتِم سجودها ولا يُتِم ركوعها ) تعرفون من هو شر السارقين ؟ السارق الذي يسرق صلاته ، الله .. تسرق صلاتك ؟! نعم تسرق صلاتك ، حينما تقرأ بعض الناس تنبهي أحياناً أنتِ بنفسك وأحياناً أنا بنفسي ونحن نقرأ { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ } والواحد مستعجل قبل ما يقول { وَلَا الضَّالِّينَ } ما يشوف نفسه إلا وهو راكع .. سرق .. سرق وهو يقول سبحان ربي العظيم توه قايل الله أكبر ، سبحان ربي العظيم قبل ما يكملها سمع الله لمن حمده بعضهم يسجد وهو ما قال ربنا ولك الحمد ، سرق صلاته قال : ( شر السرقة من يسرق في صلاته يُتم ركوعها ولا يُتم سجودها ) يا أخي أنت تُناجي ربك علام تجعل ؟ علام تعجل ؟ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر ، إذا همّه أمر انقطع من الخلق وارتبط بالخالق ، أنت تُكلم الله تأمل لمناجاتك أعظم مناجاة ما تكون بينك وبين ربك أثناء صلاتك ، وكان الإمام مالك إذا قال { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } سكت يقول : أتأمل في إجابة الله لي يعني يقول : أثنى علي عبدي .. مجدني عبدي .. هذا بيني وبين عبدي ، تخيلوا يا جماعة الآن بصراحة - ولله المثل الأعلى - أضرب لكم مثال تخيل لو عند وحدة منا عزيمة وقلت لي -مثلاً - أنا بصلح لك كيكة بصلح لك -مثلاً- أي شيء وأحضرتي لي كيكة وكانت هذه الكيكة ليست طيبة هل تعتقدين إني سوف آكلها ؟ أنا بنفسي سأقول .. سأشره .. بشر أنا سأشره عليها سأقول يا ليتها لم تُقدمها بهذه الصورة لأنها ليست طيبة وغير مقبولة.
تراك تقدمين لله قربان ، الصلاة قربان ولن ينتفع الله منها لن نبلغ نفع الله فننفعه ولن نبلغ ضُر الله فنضُرة وإنما ننفع أنفسنا ونضر أنفسنا بما نقدمه فلذلك (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً) لا يقبل من الصلاة إلا ما طاب. أول من أراد أن يحسن فليلتفت إلى صلاته ليلتفت إلى صلاته وأهم شيء في الصلاة الطمأنينة ركن من أركان الصلاة تعرفون ما معنى الطمأنينة ليست بالخشوع الخشوع أمر زائد جميل ، الطمأنينة أنك تجعل كل عضو يستقر في مكانه أثناء الركن الذي تؤديه في السجود استقر ، في القيام من الركوع استقر ، في الركوع ، إذاً أول ما يلزم بالإحسان إليه الصلاة ثم نُحسن في جميع أعمالنا لأن الله تعالى مُحسن يحب المحسنين ، في صلاتك في صيامك .. في تربيتي لأبنائي لا بد أن أحسن لأني أعلم أن الله مُحسن يحب الإحسان ، أحسن في تهذيبهم وتزكية أخلاقهم وفي أني أجعلهم امتداد لعملي صالح بعد وفاتي ، ترى ماهو يا جماعة الولد ليس على كثرة العدد يمكن بيت مليان خمسة عشر .. عشرين ولد وما ينتفع بهم ، يعقوب عليه الصلام والسلام تأملوا في قصته ما انتفع بأولاده مع كثرتهم إنما انتفع بماذا ؟ بهدايتهم ، يوم أول حياتهم يوم رموا أخوهم يوسف وقالوا : { إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ } وباعوه بثمن بخس، ركِبه الهم والحزن حتى فقد ماذا ؟ كانوا سبب تعاسة - أسأل الله أنه ما يجعلهم سبب شقاء لنا ولا لكم يا حي يا قيوم - والله تأملوا قصة يعقوب يعني كانوا إحدى عشر ولد وكانوا سبب تعاسته في بداية حياتهم لأنهم لم يكونوا على هداية وصلاح لكن لما كتب الله لهم الهداية والصلاح أصبحوا قرة عين له وأصبحوا سبباً لراحته ، سبب لراحته وكثير من أهل العلم يرى أنهم الأسباط على خلاف بينهم هل هم أبناء يعقوب أو لا .
س: ***
هذه نأتي إلى أنواع الحركة في الصلاة هذه مالها دخل في الطمأنينة ، الطمأنينة الركن الذي يكون كل عضو يرجع إلى مكانه يعني لما وحدة تقول سبحان ربي العظيم وهي طايرة في الهواء وتقول سمع الله لمن حمده وهي طايرة بتسجد هذه نقول صلاتها باطلة ، تذكرون حديث المسيء في صلاته جاء ليصلي نقر صلاته نقرا ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ارجع فصلِ فإنك لم تصلِ ) أنت ما صليت أنت يا أيها الرجل لم تصلِ مع أنه طيب ركع وسجد لكنه كان نقر لأن النبي صلى الله عليه وسلم أثناء ملاحظته للصلاة كان يرى أنه لا يمكنه أن يقول ذكر الركن الذي يؤديه يعني لا يمكن يقول سبحان ربي العظيم وهو راكع لذلك لم ( تصلِّ ) ومرة ثانية يُعيد ومرة ثالثة ولذلك يقول : (يا رسول الله علمني ) يقول أنا جاهل ثلاث مرات أصلي أنت تقول لي لم تصلِ فعلّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن ما تسالين عنها الحركة ما أنواع الحركة في الصلاة ؟
حركة الصلاة أنواع :
أولاً : حركة واجبة يجب عليك تتحركين فيها ماهي الحركة الواجبة ؟ الحركة الواجبة لما أنا أصلي وتجي وحدة بتمر بيني وبين سترتي لابد أني أمد يدي وأمنعها حديث أبي سعيد الخدري قال : ( إذا اتخذ أحدكم سترة فليدنوا منها فإن أراد أحد أن يمر بينه وبين سترته فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان ) من الذي يريد أن يقطع صلاة الناس ؟ إنما هو الشيطان الذي يريد أن يؤذي الناس في صلاتهم هذه حركة واجبة في الصلاة ، أما إذا كان طفل صغير الطفل اصغير الذي لم يبلغ الحلم لا يقطع الصلاة لكن لا تجعل أحد يمر بينك وبين سترتك حتى عموماً طفلك في الصلاة خله يلعب عليك وحببيه في الصلاة ، كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه يُحبب الأطفال في الصلاة ويصطحب أمامة بنت أبي العاص -بنت زينب- يصطحبها ويحملها وهو يصلي وينقل العلماء عنه جواز هذه الحركة بل من بعض أهل العلم يقول أن هذه من الحركة المستحبة أنك تحبب الطفل من صغره في صلاته ويرتحله الحسن والحسين وهو يصلي في المسجد ولا يزال ساجداً فلما سلم قال : ( إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجل عليه إرتحاله ) دعه يأخذ راحته دعه يأخذ راحته حتى في الصلاة هل تعتقدين أن هذا ما كان يوجه رسالة للحاضرين ؟ كان يوجه رسالة للحاضرين لا بد أن يحب الطفل الصلاة يرى أنها سبب راحة يرى أنها سبب سكينة لا يرى أنها سبب قطيعة بينه وبين أبيه وأمه ، يحترم المكان يرى يتعلم الإنضباط ، لكن الله المستعان الآن صرنا نفتقد حتى لو حضروا أطفالنا المساجد لا يتأدبون بأدب المسجد كانوا يتأدبون أول بآداب المسجد وطريقته حتى كانوا يسجلون متى دخل الحلقة وسمع (***) هذه الحركة الواجبة أن تدفع من أراد أن يمُرّ بينك وبين صلاتك. الثاني: الحركة المستحبة الي هي سألتني أختكم عنها لما أكون أنا مثلاً في الصف الثاني وفي الصف الثاني في فرجة في الحرم مثلاً أو في مسجد عثمان بن عفان في الصف الأول في فرجة وأنا في الصف الثاني أريد أن أمشي من الصف الأول إلى الصف الثاني ما حكم حركتي هنا ؟ مستحبة قال : ( من سد فُرجة رفعه الله بها درجة وحطّ بها عنه خطيئة وبنا له بها بيتاً في الجنة ) هذه من الخطوات المستحبة . أثناء الصلاة لأن هذه حركة يسيرة
الثالث : الحركة الجائزة ، الحركة الجائزة كان رسولكم صلى الله عليه وسلم يُصلي فطرق علي عليه الباب ففتح لعلي الباب ، تحرك إذا كان في موضع القبلة يعني بيني وبين الباب باب غرفتي بين مثلاً ثلاثة أشبار خمسة أشبار ماهي بحركة كبيرة وأحد يدق علي الباب وأردت أن أفتح الباب يجوز لي أتحرك إذا كان وجهي في القبلة لأن هذه الحركة حركة جائزة ووردت في السنة النبوية .
الحركة المكروهة: الحركة لغير حاجة (**) أهم شيء يكون وجهك للقبلة .. أهم شيء أنك لا تنحرِف عن القبلة ، مثلا : المسجد الآن القبلة متجهة لهذه الجهة فلو سأذهب لفتح الباب لا أستطيع وأنا في الصف الأول لأن هذه الحركة حركة كثيرة ، لكن وهو على نفس الامتداد يجوز لي ذلك وقد ثبت أن رسولكم صلى الله عليه وسلم فتح لعلي الباب وهو يُصلي .
الرابع : الحركة المكروهة لغير حاجة ، الذي يلعب بساعته ، والتي تُحرك خاتمها ، والتي كل شوي مسوية طرحتها ، يعني لغير حاجة ، أما طاحت طرحتك وسيظهر شعرك يجب عليك لأن هذه الحركة حركة ماذا ؟ واجبة ، وأنا أصلي وعلي مثلاً تنورة وأدركت أن هذه التنورة عليها نجاسة بال عليها طفلي يجب علي أني أفسخها وأنا أصلي لأن علي جلالي .. جلالي ساتر الذي فوق وإذا كان علي شيء يسترني تحت لكن إذا كانت مثلاً ملابس لا يمكن إني أخلعها إلا بحركة كثيرة هنا لا ، ماذا سأفعل ؟ سأقطع صلاتي لخلعها لكن لا أصلي (وعليه ثوب النجس لم يلزم الإعادة وقد كان ناسياً لها) هذه الحركة المكروهة ، الحركة لغير حاجة.
الحركة المحرمة هي الحركة الكثيرة المبطلة للصلاة. هذه أنواع الحركة في الصلاة ويستوي في ذلك الفرض والنفل .
نعود إلى الإحسان ..
أول قضية التي لابد أني أنبّه عليها قضية أن الله محسن يحب الإحسان والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . الثاني : الإحسان إلى الخلق ، أحسن إلى الخلق ، الله يحسن إليك من أراد أن يحسن الله إليه يحسن إلى خلق الله ، من أحب الناس إلى الله ؟ (أنفعهم لعياله) الخلق عيال الله ، من الذي يعولهم؟ من الذي يرزقهم؟ من الذي يغذيهم؟ من الذي يربيهم ؟ هو الله ، وأحب الناس إليه أنفعهم لعياله ، من ينفع الناس هو أحب الناس إلى الله سبحانه وتعالى، ومَن أعظم من يجب عليك أن تُحسن إليه؟ { وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } لن تكون مُحسناً ما لم تُحسن إلى أمّك وأبيك ترى الجنة تحت أقدامهم ( إلزم قديمها فثمّ الجنة ) وتأملي الآية قرن الله تعالى إحسان الإنسان إلى والديه بعبادة الله لماذا ؟
يقول أهل العلم : لأن الله هو السبب الرئيسي في إخراج الإنسان من العدم أليس كذلك ؟ من الذي خلقنا من العدم ؟ هو الله
ومن السبب في وجودنا على هذا الأرض ؟ هو الوالدين ، ولذلك ربط الله حقّه بحق الوالدين لأنه هو الذي أنشأ الخلق من العدم ولأنه جعل الوالدين السبب في خروج الناس على الحياة {َ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ } ما قال حسنى ، أحسن شيء قدم لوالديك أحسن شيء، إذا تكلمت أحسن الكلمات .. إذا أزور أحسن الهيئات - ترى الأب والأم يفرح بأنه يراك على منظر حسن - إذا أتيت أُطعِم أحسن الأطعمة ، أُقدِّر .. أعظمهم لتعظيم الله لهم قال: { وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا * إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا } يُذكِّر الله بأشد الأزمنة التي يحتاج فيها الإنسان إلى أبنائه قال (يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ) وتراهم في بيتك الآن يحتاجوك يوم كنت طفل وبين أيديهم كم راعوك وكم عانوا معك وكم قاموا عليك وقلوبهم مطمئنة يدعون الله بسلامتك وصحتك فعلام يوم مرضوا تدعوا الله بماذا ؟ بأن يختم لهم وترتاح ، هذه هي الحقيقة قال : { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ } قدَّم الله صيغ القول لأن الناس يترخصون في أقوالهم مع والديهم ولذلك قال : { فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا } لا تتكلم بكلام يؤذي ولو أقل الإذاء { وَلَا تَنْهَرْهُمَا } لا تنقض كلامهما أمام الناس ، ولا تسكت { وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا } الحمد لله الذي جعلني ، أراكم الحمد لله الذي قرّبني منكم ، أشعِرهم بأنهم رزق عظيم من الله -وهذه هي الحقيقة- يستحقون الحمد والشكر { وَاخْفِضْ لَهُمَا } لماذا قال { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ } ؟ قال : اخدمهم وأنت ذليل لأن بعض الناس يخدم أمه وأبوه وهو ليس بذليل بعض الناس يخدم أمه أبوه وهو مترفع أحمدوا ربكم كثير من الناس عاقين أنا بار لكم ، لا .. أنت لست ذليل لهم ،الله أمرك أن تخدمهم وأنت ماذا ؟ { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ } تذلل أمام أمك وأبيك قال : { وَاخْفِضْ لَهُمَا } قال: مثل ما الطير إذا أراد أن يضم أبناءه إليه خفض الجناح - استعارة هذه - فأنت إذا أردت أن تكون عند والديك مثل الطير الذي يضم أبائه إليه بماذا؟ رأيتم صورة الطير الذي يراعي أبنائه بأجنحته راعِ أمك وأبوك بجناحيك قال أهل العلم لأن الطير إذا أراد أن يرتفع خفض جناحه ثم رفعه وإذا أراد الله أن يرفع عبده رزقه بر والديه و بر الوالدين سبب السلامة في القبر وسبب السلامة يوم القيامة ، يحيى عندما ذكر الله عنه تسليم الله له في المواطن قال : { وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا} قبلها قال : { وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ} قبلها ذكر الله أن بره بوالديه سبب ماذا؟ سبب سلامته في قبره وسبب سلامته في محشره .
قال : { وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } ادعو لهم بالرحمة وتذكر تربيتهم ، ولذلك يا جماعة هذه الآية تعطينا نحن الأمهات أن دعاء الأبناء متى يكون ؟ لمن ربى تربية صحيحة وقل ربي ارحمهما كما رعياني كما أكلاني كما شرباني قال : { رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي } غرسوا في قلبي الإيمان والدين إذاً ناس ضحوا بأوقاتهم وبجهدهم لتربية أبنائهم تربية صحيحة { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ } وصية الله لك، وصية الله في الأرض الأم والأب ، رأيتم لما ملك يوصيك بأحد يقول لك ترى وصيتي استوصي به خيراً تجدينك تحطينه في قلبك وتحافظين عليه بكل ما تستطيعين ، وصية الله لك في الأرض هم مَن؟ هم الوالين { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ } فمن لم يشكر لوالديه لم يشكر لربه لذلك واحد يقول لك أنا متدين وأنا مطوع ويصلي ويصوم ويتصدق وهو عاقّ لأمه وأبيه عمله عند رأسه لا يرفع إلى الله ، لن يقبل الله شُكر من لم يشكر لوالديه (ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفاً ولا نصرا ولا عدلاً ) عارفين من هم الثلاثة الذين لا يقبل منهم العمل؟ (ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفاً ولا نصرا ولا عدلاً عاق ومنان ومكذب بالقدر) العاقّ عاق لوالديه، ومنان الذي يعطي ويمُن -ذكرنا ذاك الصفة الذميمة المن بالقول- ومُكذِّب بالقدر الذي لا يؤمن بالقضاء ولا بالقدر ويسيء ظنه بربه.
إذاً أول إحسان أحسن إلى الناس وألزم من تحسن إليهم هم والديك (الوالد أوسط أبواب الجنة) أبواب الجنة الثمانية من حافظ على بر والديه نُودي من أوسط باب الجنة باب الوالد - أسأل الله أن أكون وإياكم مِمن يدخله -.
أيضاً يا جماعة من أحسن إلى والديه أجاب الله دعوته، البار بوالديه مُجاب للدعاء أويس القرني قال : (إن له أماً هو بها بار إذا رأيته فمُره فليدعوا لك ) كلما كان لأمه وأبيه أبر كلما كان الله أسرع في إجابة الدعاء ، وأيضاً جاء في الحديث ( من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصِل رحمه ) ما أعظم رحم تُوصل ؟ الأم والأب أعظم رحم تُوصل ، الأم والأب (ما من ذنب أجدر أن يعجِّل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له من الإثم مثل البغي) وأعظم البغي -أعظم الظلم- ظلم الأم والأب عقوق الوالدين وقطيعة الرحم ولذلك من عق والديه عقّه أبناؤه ، تريد أن تعرف مصير أبنائك لك، كثير من الناس يقول والله ما أدري ماذا سيفعل بي أبنائي إذا كبُرت ، انظر ماذا فعلت بأبيك وأمك عندما كبروا أبداً ما تفعله بأبيك وأمك يفعله أبناؤك به أبداً ، لا تسألين عن علاقتك مع أبنائك وهذا ملاحظ ومشهود ما تلاحظون يا جماعة ، والله العظيم أنه شيء عجيب لما تتأمله يعني أنا أعرف عائلة من العوائل وحدة منهم من النوع الذي يبذل ويضحي ويوسع لكنه من النوع الذي يرفع صوته سبحان الله أبناءها يبذلون لها بذل بس يرفعون أصواتهم ، واحد من الأبناء كان من النوع المتعب أهله في دراسته ومفرط وأمه منزعجة منه لكنه قريب وبسيط رأيت في أبنائه القُرب والبساطة لكنهم متعبينه في الدراسة ، الحياة سبحان الله العظيم تدور، شيء عجيب من أراد أن يعرف علاقته بأبنائه إذا كبُر فلينظر إلى علاقته بأبيه وأمه خذوها قاعدة في الحياة ، من ميزات البِّر أنه لا ينقطع بانقطاع الأب والأم بل حاجتهم لك بعد وفاتهم أشد من حاجتهم لك في حياتهم ولذلك قال : ( أو ولد صالح يدعو له ) وليس كل الناس ينتفع بأبنه ليدعو له لابد أن يكون صالح ، صلاح الأبناء يلحق الآباء ليس فقط صلاح الآباء ، صلاح الأبناء ينتفع به الآباء لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا مات ابن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) شرط الصلاح ما قال ولد يدعو له، ورسولكم صلى الله عليه وسلم بليغ إنما شرط لانتفاع الإنسان من العمل بعد الوفاة أن يكون صالح لذلك عندما تصومين وتصلين وتتصدقين وتدعين أحسنتِ أنت من العمل الصالح وأبشري ترى أبناءك بعدك سيكونون كذلك ولذلك يؤتي يوم القيامة بالعبد وقد رفع له الدرجات في الجنة قال : يا ربي لما أوصلتني إلى هذا الأمر ؟ قال : ( باستغفار ابنك لك ) ما تزال تستغفر لأبيك وأمك حتى يرفع الله درجتهم وتصِل من يحبون بعد وفاتهم ، ابن عمر كان عليه جبة غالية الثمن فأعطاها أعرابي فقالوا له : يا ابن عمر كان يكفيك أن تعطيه شيئاً يسيراً لأن الأعراب يكفيهم اليسير قال : إنه صديق عُمر فأصِله، ومن بر النبي صلى الله علي وسلم قال : ( إن من بر الأبن لأبيه أن يصل أهل ود أبيه ) الذين يحبهم أبوك وأمك صِلهم . تصدقون أنا أعرف وحدة -الله يذكرها بالخير- إلى الآن ما زالت تصِل أمي كانت أمها الله يغفر لها ويرحمها ويسكنها جنات النعيم وجميع موتى المسلمين صديقة لأمي -رفيقة لها- ما يجي عيد ما تجي مناسبة إلا وتجي لأمي وتقول انتِ صديقة أمي لا يمكن تقول كل صديقات أمي مسجلتهم ومسجلة أرقامهم تقول أتعاهدهم أكثر من صديقاتي من برها بأمها وأبيها وهذا البر حقيقة أن تبرهم في حياتهم وتبرهم بعد مماتهم .
لماذا نتكلم عن الإحسان ؟ طيب ولماذا إن الله محسن يحب الإحسان ؟
وذكرت لكم الإحسان الأول : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
الثاني : أن تُحسن إلى الخلق بجميع أنواع الإحسان لماذا ؟
سأعطيكم الآن صفات المحسنيين كيف تصل إلى درجة المحسنين ؟
ما الذي سيحصل لك إذا أحسنت ؟
الأول : سيعلمك الله ويعطيك حكمة - سبحان - الله بقدر ما يُحسن الإنسان الى العباد ويُحسن في عبادته بقدر ما يكون حكيماً عالماً، تلقينه راكد ما تلحظين بعض الناس في المجلس إذا تكلم أُلهِم الصواب ، لإحسانه يقول ربكم جل وعلا : { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } فكلما أحسنت في عبادتك وأحسنت إلى خلق الله رزقك الله الحُكم والعِلم فيمكِّن الله بك في الأرض بأي نوع من أنواع التمكين ،يُمكِّن الله لك يا برئاسة .. يا بوجاهة .. يا بمال .. يا بعلم يقول ربكم جل وعلا : { قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } بالذات يوسف عليه الصلاة والسلام ، الله على إحسانه لما تتأملين قصة يوسف ، ترى سهل إنك تتكلم عن الصبر ، وسهل إنك تتكلم عن الدعوة وقت الضيق وأنت لم تعشها ، لكن أن تكون إنسان مر بصعاب ، لو واحد في سن يوسف مصيبة وراء مصيبة ، ترى كل المصائب كلما خرج من مصيبة وقع في مصيبة بعدها ومع ذلك كانت ثقته بالله عظيمة لم ينقطع يقينه ولا أمله بربه وكان يدعو إلى ربه وهو بالسجن ويُبشر الناس ، والا طفل صغير يرمى في البئر ويخرج من البئر ويباع في سوق العبيد وبيع بثمن بخس ومن الذي باعه ؟ إخوانه ويدخل إلى القصر ويُتهم في عفته وهو العفيف الشريف عليه الصلاة والسلام ، ويخرج من القصر ويدخل في السجن ووقت السجن يُظلم ليس بشهر ولا شهرين { فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ } سبع سنوات في السجن وبعضهم قال : عشر سنوات يعني { بِضْعَ سِنِينَ } ومع ذلك كان موثوق الصلة بالله كان وثيق الصلة بالله عظيم اليقين والأمل به قال : { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} إذاً كان وثيق الصلة بربه ولذلك مكّن الله له في الأرض لأنه كان مُحسن في ماذا ؟ مُحسن في علاقته بربه ، مُحسن في عبادته وعاد إلى الله وعاد وعاد بعد عزّ وتمكين ، الله عظيم قصة يوسف قصة إنسان تُعلّمك لطف الله للعبد ، تُعلِّمك إحسان الله على العبد وهو ما ترك الدعوة لا في صغره ولا في سجنه ولا لما كان على الملك ولا في نصحه .
الثالث : المُحسن أن الله يزيده في الدنيا إحساناً وفي الآخرة أجراً و ثواباً ، ما في أحد يحسن يحسن في علاقته مع الله تعالى إلا ويزيد الله في عطائه وإحسانه له وبالذات الإحسان إلى الخلق وإذا أعطيتي تحري في عطيتك الصِلة لأن الله يبارك لك فيها قال : ( إذا تحرى أحدكم بعطيته الصِلة بارك الله لهم فيها ) يعني مثلاً أنا سأعمل عزيمة وسأعزم أهلي أتحرى إني أصل رحمي، سأعطي صديقتي هدية أتحرى أني أصِل صديقتي، إذا أعطيت تحرى بعطيتك الصلة صلة الناس بعضهم مع بعض يبارك الله لك فيها.
والله واحدة من الزميلات تقول أنها أعطت إحدى خواتها قالت أنها كانت تريد تشتري نوع من أنواع الجوالات اشترته تقول والله ما أسرع أني اشتريته إلا وكافأني الله بشيء أعظم منه - ولا يوجد في السعودية مطلوب لها من الخارج - تقول فقلت الله ما أسرع يعني شيء عجيب يعني أهل البيت وذكرت أهل البيت في الملزمة عندكم الحديث ( إن أهل البيت ليكونون فجّاراً فتكثر أموالهم وتزيد أعدادهم إذا وصلوا أرحامهم ) إذا تواصلوا فيما بينهم حلّت البركة عليهم من السماء. يقول ربكم جل وعلا المحسن يزيده الله في الدنيا إحساناً وفي الآخرة أجراً وثواباً قال : { فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ } غفر الخطيئة في الآخرة وزيادة الإحسان في الدنيا .
من الذي يدخله الله في الرحمة ؟ المُحسن قال :{ وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ َ } مِمن ؟ { مِنَ الْمُحْسِنِينَ } .
من الذي لهم الجنة وفوق الجنة النظر إلى وجه الله تعالى -أسأل الله لي ولكم منها أوفر الحظ والنصيب -؟ { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ } الذي أحسن له الحسنى -الجنة- وزيادة على الحسنى النظر إلى وجه الرب جل وعلا .
أن الله يهدي المحسنين إلى سواء السبيل { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }.
ومنها أن الله يكون معهم { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } .
ومنها أن الله سبحانه وتعالى يرفع للمحسنين ذِكرهم فلا يذكرون إلا بالجميل إلى يوم الدين ولذلك في الأنبياء كلما ذكرهم بحسن قال : { إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } ، ترى كثير من الناس يموتون ويبقى ذكرهم الطيب يبقى إحسانهم شوفي الإنسان الذي بنى لنفسه قصور ووضع له أرصدة ومات وما أحسن للناس لا أحد يعرفه، لكن الذي مات وهو بنى مساجد ودور للأيتام وكفل عوائل يموت وذكره في الأرض باقي لأن إحسانه سبب لتخليد ذكره في الأرض وأعظم الإحسان أن تُعلِّم الناس دين الله تعالى .
أن الله يكفر عنهم سيئاتهم ويدخلهم الجنة { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } .
ومنها أن الله سبحانه وتعالى طمأنهم أن الله لا يضيع أجرهم ، لما تعطين الناس وتُحسنين لهم ترى هذا الأجر محفوظ بل جاء في الحديث لما تعطي عطاء سواء كان صدقة سواء كان صلة إذا نويت الأجر ربك جل وعلا يتقبل صدقتك بيمينك وعارفين وين تزيد الصدقة في كف الله سبحانه وتعالى قال : ( إن العبد إذا تصدق بتمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيباً - تمرة - تقبلها الله منه باليمين ورباها له في كفه ) أين تنمو صدقتك ؟ في كف الله سبحانه وتعالى شيء عظيم أن يكون لك في كف الله شيء -أسأل الله أن يجعل لنا ولكم عند ربنا ذكرى-.
أيضاً أن الإنسان .. بالعداء بالقول الإحسان واسع { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } بعض الناس ولذلك ذكرنا *** { خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى } لا تعطي الناس وتؤذيهم بلسانك لأن صدقتك التي يتبعها أذى تبطل عملك { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ } قول الحسن وفعل الحسن والنظرة الحسنة والإبتسامة الحسنة أي أمر ، ولذلك حديث ( من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ) ليس فقط تفريج المال أحياناً الناس يريدون منك كلمة طيبة تجيك واحدة ضايق صدرها اسمعي كلامها ، يجيك إنسان عنده حاجة اسعى في قضاء حاجته . إذاً القول والفعل الحسن .
ومنها أيضاً - ثمار الإحسان - أن ينشرح صدرك ، سبحان الله مافي شيء يشرح صدر العبد مثل الإحسان سواء في إحسانه لعبادته أو إحسانه إلى الخلق وضرب رسولكم صلى الله عليه وسلم - في الصحيح - مثلاً للبخيل والمُتصدق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد -ملبسين ثياب ضيقة عليه جنة درع من حديد ضيق- فكلما تصدق الإنسان بالصدقة قال : ( وفرت على جلده حتى تعفوا أثره ) يخرج منها وتعفوا أثره وأما البخيل فإذا أراد أن ينفق شيئاً تذكر لصقت كل حلقة منها حتى تضيق عليه يريد أن يوسعها فلا تتوسع) لذلك البخيل ضيق القلب .. ضيق الصدر.. دائم الكآبة والحزن دائم التفكير ، يا أخي المال وسيلة وإلا غاية ؟ المال وسيلة للسعادة متى ما رأيت أنك تجمع المال لأجل المال أعرف أنك ستعيش في شقاء، المال تجمعه لأجل سعادتك ، متى ما أشقاك المال تراه صار عبئ ووزر عليك .
ما هي صفات المحسنين ؟
تعالوا أعدد لكم هي على وجه العُجالة :
{ الم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ * الَّذِينَ } أول الإحسان لابد من ماذا ؟ { الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ } الذي يقيم الصلاة ويُحسن في صلاته ويؤدي الزكاة، يا جماعة إلا الزكاة ترى مانع الزكاة يُعذبه الله في قبره ويعذبه الله في المحشر ويعذبه يوم القيامة يعذبه في النار ، أما في قبره فيكون له الشجاع الأقرع في قبره ، وفي يوم القيامة جاء يُعذَّب قول الله تعالى : { وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ } يوم القيامة يُكوى جنبه وجبينه وظهره وفي الآخرة ، إذاً يقيم الصلاة يؤتي الزكاة يوقن بالآخرة .
كيف تصل إلى درجة اليقين بالآخرة؟
إقرأوا عن اليوم الآخر، ترانا في غفلة عن اليوم الآخر والله مافي شيء سيغير حياتك مثل قراءتك عن اليوم الآخر ، تذكرون محاضرة الحاسب الحسيب يوم تكّلمنا عن يوم الحساب من أكثر المحاضرات التي أثرت فيني اليوم الآخر -حقيقة- كلما جيت أعمل عمل كأن الحديث الذي ذكرته سواء كان في الموقف أو في الجنة أو في النار اقرأ ، شوف سلسلة الدكتور عمر الأشقر عن اليوم الآخر أقرأوها، بقدر ما تقرأ عن اليوم الآخر قدر ما يتغير سلوكك وهذا من الإحسان { وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ } من هم المحسنون ؟ والآن الشتاء الغنيمة الباردة النهار القصير الذي نصومه تراكم في شهر محرم ( أفضل الصيام عند الله بعد شهر رمضان شهر الله المحرم) تراه ساعات قليلة أحرصي قدر ما تستطيعين على الصيام فيه ، والليل الطويل فيقوم العبد. شوفي الواحد مننا ينام الساعة الحادية عشرة تلقينه خمس ساعات الحمد لله أو أربع ساعات شبعانين قال : { كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } الله عليهم مع أنهم قائمين الليل يستغفرون اللهم أغفر لنا ، المؤمن مهما عمل من عمل يلحظ أن عمله بجانب إحسان الله عليه قليل ولذلك يستغفر يرى أنه لم يؤدِ شكر الله عليه. { وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ }
المُحسنون قوم يحرصون على أداء عباداتهم بأحسن وقت ليس فقط في صلاتهم في صيامهم في أعمالهم التي من الحكومة أنا وأنتم على عملنا مسؤولين محاسبين عن كل ريال سيدخل علينا ، تدرون من هو المجاهد أجر المجاهد في سبيل الله في صحيح الترغيب والترهيب قال : ( العامل الذي يخرج من بيته ليؤدي حقه ويأخذ حقه كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع ) أروح الكلية وأعطي محاضرتي كاملة كما ينبغي ليس الله المستعان أجي آخر الوقت وأعطي البنات ورقتين قرأوها والا ما قرأوها وطلعت إذاً لم أعطي حقي، مع ذلك لو ينقص من راتبي ريال ماذا ؟ حاسبتي الناس عليهم ، المحسن الذي يؤدي عمله كما ينبغي .
أستوقفني حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الإحسان حتى في الأشياء التي ما نلتفت إليها مرّ على رجل وهو يسلخ ولم يُحسن السلخ وهو النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أعمال كثيرة وأعمال جليلة لكنه علِم أن هذا الرجل إذا لم يُحسن في هذا العمل سينسحب هذا السلوك على جميع أعماله وحياته وقف والصحابة معه -الذي نقل لنا الحديث- فقال : ( إذا أردت أن تسلخ فهكذا اسلخ ) إذاً يقف ويقطع جميع عمله ليُعلم الإنسان كيف يسلخ لأنه يحب أن يُحسَن حتى في سلخ الشاة الميتة، أجل الناس الأحياء الذين نعمل عليهم الله المستعان.
ومر على رجل وهو يبني وهو محسن قال : ( ما أجمل ما يصنع هذا انظروا إليه ) أشار إلى عمله.
قال : ( إذا قتلتم فاحسنوا ) حتى في قتلك في إنهاء الحياة ، في إنهاء حياة البهيمة أحسِن القتلة ويعطيك الطريقة ( وليُحد أحدكم شفرته وليُرح ذبيحته ) ما ينبغي لك أنك تجيب السكينة وتحرحر فيها الذبيحة ، ما أحسنت .
إذاً حتى الإحسان إذا كنا مطالبين في الإحسان في إنهاء حياة بهيمة إذاً إقامة حياة الناس يا جماعة لذلك أنا أحزن لما أشوف مثلاً في المطار وإلا في الجامعة والا في المدرسة لما أرى إنسان يصلي صلاة الضحى ويتسنن ويستغفر ، والدوام تلقين حقي أنا كمراجعة أنا حقي كمراجعة أتيت للبنك وأريدك موجودة في الوقت الفلاني على مكتبك ، والا جيت للمدرسة وأريد ألقاك عشان أراجعك وأنت تتسننين الضحى هذا ليس واجب هذه سنة وعملك على مكتبك واجب ما يجوز شرعاً إنك تقطعين من وقتك الأساسي لغير وقتك ، وإلا عاد ما شاء الله المدارس -اسمحوا لي- الفطور الحصة الرابعة رايحة ، الفطرات عاد يتفقون لك مع المطعم ، افطروا وانبسطوا واستأنسوا لكن ليس في وقت دوامات البنات أبداً لأن هذا أمر مُلزمين فيه ، لذلك يا أخواتي بقدر ما تفقدين الله بقدر ما ننضبط في جميع أعمالنا .
من الإحسان في البوفيهات على الأكل الله يرضى عليكم أشوف بس الناس والله منظر مزري شايفين البوفيهات كأنهم جايين من مجاعة -لا حول ولا قوة إلا بالله- الأكل تلقينها تحط لك الأشكال والألوان وثلاثة أرباعه يبقى في الصحن ، يا أختي حتى أحسني في أكلك، والله الإنسان يرى في الغرب مالا يره في بلاد الإسلام -للأسف- تلقينهم يُعوَّد ما يأكل إلا على قدر أكله ، فواحدة من الألمانيات قابلتها في احدى الجامعات تكلمني قالت : كانت أمهم وهم صغار قالت كانت تقول الذي يبقى في الصحن تجله في الصحن ونحميه بكرة وناكله ما نأكل من الأكل الجديد ، مادام أنه بقي من أكلك شيء كُله . وين إحنا الله المستعان قال : ( فلا يدري في أي طعامه البركة ) في آخر لقمة يا أخواتي جميل أنك تلحظ الإحسان في لفظي .. في قولي .. في تصرفي .. في جميع أمري ، إذاً يؤدي العبادة على أكمل وجه .
المُحسن الذي يؤمن باليوم الآخر ويستعد له .
المحسن هو الذي ينفق في سبيل الله في جميع الأوجه ينفق في ها البرد يشتري لك بطانيات يشتري لك دفايات يشتري لك ملابس يشتري لك أكل يسد جوعة الناس لشدة حاجتهم { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ } ويبدأ -لاحظي- قدم القريب أول من تصل في قرابتك بمالك.
المحسن الذي يكظم غيضه مهما استثارك ، الإنسان ترى سهل إني أرد الكلمة بعشر كلمات لأن هذا من الأمر اليسير لكن من الصعب أنك تسمع الكلام الجارح ومع ذلك تسكت ليس لضعفك لا..لا لقوتك لكن ترى إذا كنت ضعيف بعض الناس مثلاً رئيسه يرفع صوته عليه وهو ما يرد على رئيسه من أجل أنه ما يستطيع، هذا ليس كظم غيظ ولا هو إحسان ولا عفو هنا عجز ، الإحسان إنك مع من هم أقل منك خادمتك تستثيرك ومع ذلك أنت ساكتة وكاظمة غيظك ، الذي أقل منك يستثيرك ولا ترد عليه أو الذي مثلك {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } ودك تشوفين شيطان -أعوذ بالله من الشيطان الرجيم- إذا أردت أن ترى شيطان انظر إلى اثنين يتضاربان فيما بينهما (المتسابان شيطانان يتهاتران) شايفين اللي واحد يقول كلمة والثاني يرد عشر وفيما بينهم ، يتكلمون بألسنة الشياطين ، والله أنا قلت لكم أذكر الأسبوع الماضي أو قبل الماضي في أحد الدروس واحدة كانت كذا مشكلة كبيرة وواحدة تتكلم ولسانها طالع وعيونها .. والله إني شفت الشيطان في عينها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم حتى أني أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أدركت ذاك الوقت أن الشيطان موجود وأنها تتكلم على لسان شيطان ولم تعد تشعر بما تتكلم به . إذاً قدر ما تُحسن بينك وبين الله سبحانه وتعالى وتُحسن إلى خلق الله ستكون من المحسنين .
من الإحسان إنك ما تكفر إحسان أحد عليك وبالذات زوجك ، ما يجوز للمرأة أن تكفر إحسان زوجها عليها يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( رأيت النار ورأيت أكثر أهلها النساء قلنا : بمَ ؟ قال : يكفرن العشير ) تلقينهم مطلعك الإجازة مسافر بك وبأولادك ويوم جاء وقلتي بنطلع للبر في الشتاء والجو زين قال لك لا، قلتي أصلاً ما رأيت من خيرك قط ، الله بس يعفوا عنا ، على كل ترى النساء أكثر أهل الجنة وأكثر أهل النار، لذلك إذا قال لك الرجل أنتن أكثر أهل النار قولي نحن أكثر أهل الجنة ، يقول لك في هذا الحديث لما قرأت -لأن هذا الحديث من الشبهات التي أثيرت حول الشريعة الإسلامية- يقولون لك -من الشُبه- أن من النظرة الدونية للمرأة أن النبي صلى الله عليه وسلم حكم بكثرة النساء في النار قال أهل العلم في الإجابة على هذين الحديثين أمران :
الأول : أنهن أكثر أهل النار وأكثر أهل الجنة لأنه في حديث ( لكل رجل في الجنة زوجتان من أهل الدنيا ) إذاً دلالة على أن النساء في الجنة ضعف الرجال يعني إذا كان الرجال مثلاً مائة فالنساء مئتان .
القول الثاني : قال أن المرأة عدد النساء في الدنيا أكثر من عدد الرجال لأنه جاء في الحديث (لا تقوم الساعة حتى يكونوا للخمسين امرأة قيم واحد ) رجل واحد فإذا كان كل خمسين امرأة عندها رجل واحد لا شك أنهم سيكونوا نسبة وتناسب ما دام أن عددهم في الدنيا أكثر فإن عددهم سواء في الجنة أو في النار سيكونوا أكثر . عموماً أحرصي دائماً إنك تشكرين لزوجك قدر ما تشكرين له قدر ما يحبك الله سبحانه وتعالى وكان وصية إبراهيم لإسماعيل أن يثبّت عتبة الدار وأن يُغير عتبة الدار لما سمع امرأة تشكر وامرأة تكفر يوم زاره قال كيف حالكم ؟ قالت بشر حال وبدأت تصف سوء حال زوجها قال : إذا جاء زوجك فأقرئه السلام وقولي : غيّر عتبت دارك . إبراهيم عاقل حكيم عليه الصلاة والسلام لأن من لم تشكر لزوجها ثقي تماماً أنها لن تقوم بحقه إذا كبُر التي لا تشكر بلسانها لم تقم بحقه إذا كبُر، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لن تجد امرأة حلاوة الإيمان حتى تسمع لزوجها وتطيع ) وجاء في الحديث أيضاً ( إن الله لا ينظر إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه ) يعني من كبائر الذنوب إنك ما تشكرين ما يصنعه بك من معروف وأنت لا تستطيعين تستغنين عنه ، تلقينك لو يغيب عنك أو يذهب تغربلت حياتك، مع أنه أيضاً حظ النساء عظيم أيضاً بالنسبة للرجال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم إنهن وصية الرسول ( استوصوا بالنساء خيراً ) .
أيضاً من أعظم الإحسان أن تُحسن إلى الضعيف واليتيم والبنات أحسنوا إلى البنات ، بقدر ما تُحسن إلى البنات بقدر ما يغفر الله لك ، الإحسان إلى البنات ، البنات تعرفون البنات عاطفيات وقد يؤخذ حق المرأة -ممكن أيام زمان الآن المرأة تقوّت أصبحت مسألة حقوق المرأة ثائرة - أحسِن إلى البنت بمراعاة مشاعرها ، أحسن إلى البنت بعدم جرح خاطرها -مثلاً- البيت الذي فيه خمس بنات وما فيه إلا ولد واحد أو ما جاها ولد ماذا نقول لها ؟ مسكينة ما عندها عيال لا..لا ، المسكين الذي ما عنده بنت لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من يلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن ) أحسن إليهن بجميع أنواع الإحسان أحسن إليها في المطعم .. أحسن إليها في المشرب .. أحسن إليها في الكسوة .. أحسن إليها في مراعاة مشاعرها .. أحسن إليها في تربيتها وتعليمها .. أحسن إليها في اختيار الزوج المناسب لها لأنه تعرفين البنت مافي يدها شيء حتى في تزويجها ، من أهم أنواع الإحسان أن الأب قبل ما يزوج بنته يعني يسأل عن الرجل ويستقصي وأنا أنصح البنات بنصيحة إذا كان أبوكِ عاقل وأخوانك عُقلاء ترى الرجال أعرف بالرجال من المرأة بالمرأة ، أنا أعرف في الحياة مثلاً ممكن تخطبني صديقتي لأخوها وأنا أرى أخوها أحسن ما يكون لكن عند الوالد والإخوان تحفظ وأناس عقلاء ، الرجال أعرف بالرجال قلّ ، بالذات أنهم يريدون لك الخير أبوكِ ما يريد لك من الخير أحسن مما يريده لنفسه وزواجك طمأنينة له ، راحة لباله فلن يحرمك من شخص وهو يرى أن سعادتك معه ، لذلك نحن النساء نحكم بالعاطفة والرجل يحكم بالعقل والزواج لابد أن تتوازن فيه العاطفة والعقل يعني ممكن أيضاً أبوكِ يجيب لك رجل ١٠٠% كامل بس إنك تنفرين منه ولا تجدين قلبك معه لا توافقين لأنه ضروري يكون في قلبك تقبُّل، يكون في عقل وفي عاطفة ، وكلكم تعرفون حديث عائشة لما جاءتها
المرأتين ومعاها ابنتان وأعطتها عائشة ثلاث تمرات وأكلوا البنات التمرة وبقي مع أمهم تمرة فقسمتها بين ابنتيها اثنتين هذا من الإحسان أنها قدمت البنات -بناتها- على نفسها فقال : ( إن الله رحمها برحمتها ابنتيها -وفي رواية- أن الله أدخلها الجنة ) وجاء في حديث (من كانت له جارية -خادمة يعني- فعالها وأحسن إليها ثم أعتقها وتزوجها كان له أجران ) عموما أحسن إلى البنات قدر ما تستطيع.
إذاً المحسن لنلتفت إلى أنفسنا ونُحسن صلاتنا ونُحسن عباداتنا ونحسن أعمالنا التي نؤديها ونحسن إلى خلق الله تعالى فالله محسن يحب المحسنين .
واجبكم اليوم تأملوا في إحسان الله عليكم ، كذا وأنت في السيارة يا جماعة دعنا نستشعر فضل الله علينا تأملي في إحسان الله عليك أديري عقلك فيما حولك وتأملي في نِعم الله عليك وتأملي في توفيق الله عليك أنه جمعني وإياك في هذا المكان المبارك ندعو الله ونستشرح اسم من أسمائه ثقي تماماً أن الذي أعطاك أموراً كثيرة لم تسأليه إياها سيعطيك أموراً تُلحين عليه أن يحققها لك .
عموما الملزمة موجودة في الخارج فيها درجات الإحسان وكيف تكون من المحسنين وكثير من الأدلة التي ما أسعفني الوقت إني أذكرها .
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفو أحد ، الحي القيوم الرحمن الرحيم المنان الكريم المحسن السميع القريب أن يجعل اجتماعنا إجتماعاً مرحوماً ، اللهم اجعل اجتماعنا اجتماعاً مرحوماً وتفرقنا بعده تفرقاً معصوماً ، اللهم ولا تجعل فينا ولا منا ولا معنا شقياً ولا محروماً ، اللهم يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد كما جمعتنا في بيت من بيوتك نتدارس أسماءك الحسنى اجمعنا في الفردوس الأعلى إخواناً على سرر متقابلين ، اللهم اجعلنا نذكر هذه المجالس إذا دخلنا الجنة ، اللهم اجمعنا بجوار محمد بن عبد الله صلى الله عيله وسلم في الفردوس الأعلى ، اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا ديناً إلا قضيته ولا عسيراً إلا يسرته ولا مبتلىً إلا عافيته ولا ضالا إلا هديته ولا مريض إلا شفيته ولا مريض إلا شفيته ولا مريض إلا شفيته ، يا حي يا قيوم ولا شاب إلا وفقته ، اللهم حقق لكل منا ما رجاه .. اللهم حقق لكل منا ما رجاه .. اللهم حقق لكل منا ما رجاه .. وبلّغه من الدارين ما تمنّاه ، اللهم اهدنا لأحسن الأقوال والأعمال والأفعال لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عنا سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت ، اللهم اشرح صدورنا للإيمان .. اللهم اشرح صدورنا للإيمان ، اللهم حببه إلينا وزيّنه في قلوبنا وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ، اللهم يا حي يا قيوم اجعلنا ممن أحسن عبادتك ، واجعلنا ممن أحسن إلى خلقك ، واجعلنا ممن قرّبته إليك ، اللهم قرِّبنا منك .. اللهم قرِّبنا منك .. اللهم قرِّبنا منك ، أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .. أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، واجعلنا يا مولانا من أوليائك المتقين ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق