المدارسة التدبرية للسورة:
قوله تعالى: ﴿الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ﴾
س: ما معنى الحمد ؟ وما سرّ افتتاح السورة به ؟
- الحمد هو وصف الله تعالى بالكمال المطلق مع المحبة والتعظيم.
- افتتاح السورة به لكون السورة بنيت على كمال وصف الله تعالى بأعظم أسمائه، وليكون أول ما يشنف أذن القارئ حمده لربه، فيستشعر معه كمال نعمة الله تعالى بهذا القرآن.
س: ما سرّ التعبير بـ ( الحمد لله) دون ( حمداً لله )، وما دلالة اللام في قوله ( لله)؟
- ورود لفظ الحمد بالألف واللام الدالة على الاستغراق دال على استحقاقه تعالى للكمال في الحمد ، ولام الملكية في قوله ( لله ) دال على اختصاصه بكمال الحمد.
س: ما سرّ ابتداء السورة بحمد الله لنفسه دون أن يأمر عباده بقوله ( قل الحمد لله )؟
- ابتداء الله تعالى السورة بحمد نفسه، لأنه لن يبلغ كمال حمده تعالى، ولا يحصي ثناء عليه إلا هو تعالى، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك "، ثم ليربي عباده على كيفية حمده، وهذا يدعو القارئ المتدبر إلى استشعار هذا المعنى العظيم.
س: ما سر تخصيص وصفي الألوهية والربوبية دون غيرهما في هذه الآية ؟
- أنهما يتضمنان توحيدي الألوهية والربوبية ، ولكون وصف الألوهية أعظم وصف متعلق بالله تعالى، ووصف الربوبية أعظم وصف مرتبط بالمخلوقين أثراً وتعلقاً بمصلحتهم، فيكون الوصفان أعظم محرك لقلوبهم تعظيماً لله تعالى وتعلقاً به سبحانه.
س: ماسرّ تعليق وصف الربوبية بالعالمين؟ وما دلالاتها على كمال ربوبيته تعالى؟
- الاعتراف بربوبيته للخلق جميعاً أكمل في العبودية من الاعتراف بلفظ المفرد، وهذا يبعث القارئ المتدبر على استشعار هذا المعنى العظيم وهو يقرأ هذه الآية ليرتقي في سبل العبودية وكمالاتها.
/ ما الهدايات التي نستفيدها من الآية ؟
- فضيلة مقام الحمد حيث ابتدأ الله تعالى به في كتابه ؛ ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " والحمد لله تملأ الميزان " ، وهذا يبعث المسلم على أن يكون من أهل الحمد ، مستشعراً نعم الله تعالى عليه، وأعظمها نعمة القرآن.
- حين يقرأ المتدبر هذه الآية ويستشعر حياته وما حوله فيرى أثر نعمته تعالى وتمام استحقاقه لكمال الحمد.
〰〰〰
في رسالة الغد إن شاء الله مدارسة حول:
قوله تعالى: ﴿الرَّحمنِ الرَّحيمِ﴾
س: ما دلالة تعقيب وصف الربوبية بصفة الرحمة ؟
س: ما سر الجمع بين الرحمن والرحيم ؟...
-------------------------
#مجالس_المتدبرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق