السبت، 6 فبراير 2016

دورة [ مهارات تدبر القرآن ] د. محمد بن عبد الله الربيعة -١-


الآن يا إخوان نتحدث عن دورة متعلقة بمفاتيح التدبر والتدارس ومهارات
والمقصود بالمفاتيح أو المهارات: المفاتيح هي ربما أنها مُنطلق للمُتدبر - خصوصاً إذا كانوا مجموعة - لأن يعيشوا مع كتاب الله عز وجل بتأمل عبر وسائل ومفاتيح وأدوات لأنه لا بد - أيها الأخوة - للعيش مع كتاب الله والغوص في كتاب الله عز وجل لا بد أن يكون وِفق معايير ووِفق محدِدات وأدوات علمية تمنع من أن يجترئ الإنسان على كتاب الله تعالى.


 أريد أن أسال سؤال قبل أن نبدأ لو قسمنا المفاتيح إلى ثلاثة أقسام : مفاتيح إيمانية ، ومفاتيح موضوعية ، ومفاتيح علمية
 أنا أريد أن أسأل فقط ماذا تتصورون عن مفاتيح إيمانية ومفاتيح موضوعية ومفاتيح علمية ؟ فقط تصوُر .
س: ما المقصود بمفاتيح إيمانية ؟ أو مثل ماذا ؟
جـ: ***
يعني الإيمانية هي قضية ما يفتح الله لك من غير إِعمال أي أداة ؟
جـ: ***
 هذا مفتاح إيماني؟ يعني يفتح لك أو يحرك، أنا أريد الإيمانية يعني المفروض المراد به هو ما يُحرك القلب.
 طيب والموضوعية ؟
 اجتهدوا لا بأس يعني الأمر فيه سعة.
جـ: "يعني أن القرآن يتحدث عن موضوع واحد كالقصص مثلاً أو يتكلم عن الصدق أو يتكلم عن الأمانة أوغيرها تندرج تحت موضوع واحد " .
جميل ممتاز والعلمية ؟
جـ: "تتعلق بالأفكار "
وأيضاً ؟
 مادام أننا أفتتحنا سؤال نرجع لسؤال ربما يفتح لنا مفتاح هذه المفاتيح. نحن سنتحدث كما تعرفون عن التدبر ومفاتيحه فلعلنا نُقدِّم بمقدمات مهمة حول أولاً مفهوم التدبر ، ماهو التدبر ؟
 لغة : مأخوذ من ماذاً؟ التدبر لغة؟ اللغة - اشتقاقه - اشتقاق الكلمة، أصل هذه الكلمة في اللغة ؟
 دَبَر هو دَبَر بمعنى أو المقصود به عواقب الأمور ومآلاتها نهايات الأمر ومآلاته فالتدبر لغة مأخوذ من دُبر الشيء فهو النظر في عواقب الشيء ونهاياته. لذلك أنت تقول تدبر الكلام أو تدبر الأمر يعني انظر فيه حتى تصل إلى نهايات الأمر ماهي نتيجته ما النتيجة؟ ماهي الثمرة ؟ هذه هي النهاية .
إذاً أريد أن آخذ من هذا المعنى اللغوي معنى إصطلاحي لمعنى تدبر القرآن الوصول إلى النهايات أو الغايات ما المقصود بها ؟ لو أردنا نقول تدبروا القرآن ؟ "النظر في معاني القرآن"
طيب هل النظر في معاني القرآن هو النهاية ؟
"لا"
طيب هذا السؤال إذا قلنا النظر في معاني القرآن ماذا يُسمونه هذا ؟ تفسير ، إذاً معنى هذا يبين لنا أن التفسير يسبق التدبر وأن التدبر مرحلة بعد التفسير بحسب مراحله التفسير العام أو التفسير الخاص.
 ماهي النهاية ؟
جـ: أثر القرآن، الأثر الإيماني والعملي جميل ممتاز. إذاً التدبر يُوصلك إلى ماذا ؟ إلى الأثر ، الأثر الإيماني الذي يحرك قلبك والعملي الذي يُحرِّك السلوك والجوارح ، هذا الحقيقة يفيدنا كثيراً في الانطلاق. أنا حقيقة ربما فسرته بتعبير علمي وإلا فما ذكرتم النظر والتأمل في الآيات للوصول للمراد في الآية وما يلزمه من الإيمان والعلم والعمل ، الإيمان والعمل لأن العلم هو المراد الإيمان والعمل.
 دعونا نعيش مع هذا، للوصول إلى مراد الله لماذا قلنا مراد الله؟
جـ: ربما يفهم البعض غير ما أراد الله.
 جيد، لكن أنا أقصد لماذا أدخلنا مراد الله في التدبر ؟
 لأنه هو الغاية، أصل غاية نظرك في كتاب الله أن تصل إلى مراد الله هذا غاية التدبر، أو غاية نظرك في كتاب الله أن تعرف مراد الله منك، ماذا يريد الله منك، أولاً ماذا يريد الله في الآية وقت نزولها، ثم ماذا يريد منك ، فالنظر إلى مراد الله وقت نزولها هنا النظر للمراد الأصلي في الآية . نزلت الكوثر تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما لشأنه وفضله ومنزلته، وما هو المراد منك هنا ماذا يريد الله منك في هذه الآية ؟
دعونا نطبق على آية { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } نطبق عليها ما تحدثنا عنه.
 الوصول لمراد الآية: ماهو المراد ؟ طبعاً المراد ليس واحد قد يكون - وهذه فائدة مهمة جداً - أن تكون الآية تحتمل لمُراد واسع أو لعدة أمور وهذا دليل على سعة معاني الآية أو سعة لا تنقضي عجائبه كما قال علي.
 ما المراد ؟ أنا أريد منكم التأمل في مراد هذه الآية ماذا قلت ؟ تسلية النبي صلى الله عليه وسلم. طيب غيره ؟
 - العلم بأن الكوثر أُعطى للنبي صلى الله عليه وسلم.
 يعني تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم بالكوثر ، أيضاً ؟
- تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم.
 أحسنت. من أين أخذنا التعظيم ؟ لأنه قال : { إنّا } عظمة والكوثر شيء عظيم، أيضاً؟
 *** وانظر ما تحتمله الآية في حدود هذا المعنى عظمة النبي..فضل النبي..منزلة النبي..خصائص النبي .
 طيب هذا مراد الآية، نريد الأثر ما يلزم ذلك من الإيمان والعمل :
تفضل يا أخي :
- الإيمان بوجود الكوثر.
 ممتاز وأيضاً ؟
الإيمان يعني ماذا تستشعر في هذه الآية؟ هنا ماذا تُشعرك هذه الآية ؟ تستشعر، أستشعر ماذا ؟
- أستشعر ما أعد الله للنبي صلى الله عليه وسلم من الخير والفضل
- وأيضاً أستشعر مقام النبي صلى الله عليه وسلم وفضله أستشعر ذلك وأؤمن به وأعتقد أن للنبي صلى الله عليه وسلم الخصائص والفضائل ما خصّه الله به. هذا إعتقاد، هذا من الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم أصلا، من الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم أن تعتقد بما له من فضائل. فدخل في هذه الآية الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم إبتداء والإيمان بفضله والإيمان بما فضّل الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك.
- الإيمان بمقامه عند ربه
- تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم لأن هذا من الإيمان تعظيم مقام النبي صلى الله عليه وسلم.
 العمل: إتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، أيضاً.
 طبعاً ليس هناك فرق بين الإيمان والعمل هما متلازمان لكن أقصد أنا أريد أن أفصِّل حتى يتبين الأمر بصورة أوضح.
 من العمل الحرص لماذا ؟
حتى تنال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وتنال أيضاً شربة من الكوثر،
 وأيضاً؟
 الصبر كما جاء النبي صلى الله عليه وسلم .
هناك جانب مهم في الآية من العمل في قضية نزول الآية أن الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بسبب أن العاص بن وائل لما توفي ولد النبي صلى الله عليه وسلم قال : قد بُتر محمد فلا يهمكم أمره فقال الله تعالى : { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } ولم يقل مباشرة { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ } ماذا نأخذ من هذا يا اخواني ؟ أن النبي صلى الله عليه وسلم عُوِّض من الفضل حينما فقد ولده شيئاً كثيراً، لكن أنا أريد أن نأخذ منها درساً في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم كيف ندافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟
هذه السورة تعطينا أعظم منهج في الدفاع عنه أعظم منهج في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، أعظم منهج للدفاع عنه إبراز فضله وخصائصة ومقامة وغير ذلك هذا أعظم منهج ووسيلة للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في جاء في القرآن لأنه لما قال: { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ } جاء الرد عليهم في آخر آية كان الجواب عليهم إبتداء بقوله : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر } ماذا سيكون حينما يعلمون ذلك ؟ سيشنقون بهذا وسيُغيضهم وسيزيدون حنقاً وغيضاً ، فلذلك أعظم وسيلة للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم هي إبراز فضله وخصائصه وهذا الذي حصل - الحمد لله - لما أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الرسومات وغير ذلك فأنبرا الدعاة وأهل الخير وأتباع النبي صلى الله عليه وسلم في إبراز فضل النبي صلى الله عليه وسلم وخصائصه وسنته ، كم أسلم من وراء ذلك؟ أعداد كبيرة جداً، لكن لو أننا اقتصرنا على سبّ هؤلاء فقط، والنيل منهم، ومحاصرتهم، ومن الوسائل المتعددة لم نصل للنتيجة التي نريد في دفاعنا عن النبي صلى الله عليه وسلم كما نصل لو أبرزنا فضله الشاهد ليس هذا حديثنا .
طيب أنا أريد من كل طاولة - لو تكرمتم - تأخذون آية من كتاب الله تعالى وتستخرجون منها المراد واحد أو أكثر، وما يلزم من الإيمان والعمل.
 نأخذ الفاتحة افتتحوا بها ، فقط المراد الإيمان..العمل لاحظوا أيها الأخوة أننا مهما تأملنا الآية وأعملنا النظر فيها لن نصل إلى كمال ما يريده الله لأن الإحاطة بكل ما يريده الله في الآية ما يمكن لبشر أن يحيطوا به - لا تنقضي عجائبه - إنما المراد أن تُحيط بما عندك من العلم في هذه الآية، فقد يأتي من يأتي في آخر الزمان أو في هذا الزمان من يستخرج من هذه الآيات من مراد الله عز وجل ومن هداياتها ما لم يُسبق إليه لأن كتاب الله عز وجل عظيم لا تنقضي عجائبه، لكن المهم - أيها الأحبة - أننا ننطلق بمنطلق صحيح في فهم كتاب الله تعالى ، الخلل ما هو عندنا ؟ الخلل هو أن نكتفي بالمراد من غير ما يلزم ذلك وهذه قاعدة السعدي رحمه الله في هذا في قضية المراد وما يلزم ذلك هو عرّف التدبر بهذا المعنى بالنظر لمراد الله تعالى وما يلزم ذلك وهذا حقيقة تعريف مختصر جداً للتدبر وهذا الذي يفصِل بين التدبر والتفسير ، التفسير : هو النظر للفهم، والتدبر هو: النظر لمعرفة المراد وما يلزم من الإيمان والعمل. تصوروا يا اخواني الكرام لو أننا عشنا مع كتاب الله على هذا الأمر البسيط اليسير ربما تقولون  هذه المفاتيح؟ أقول : هذه الحقيقة أساس المفاتيح لو أخذناها فقط لوجدنا أننا نعيش مع كتاب الله تعالى بشيء لم نكن نتعامل فيه من قبل ، المراد الإيمان .. العمل ويمكن أن نمزج بينها لا إشكال ليس المراد الإيمان العمل لا وإنما أن تكون هذه الخلطة الثلاثية في تدبرنا لكتاب الله حاضرة .
 هنا منطلقات للتدبر مهمة جداً :
أولاً : تعظيم القرآن مع الإقبال الصادق . إذاً التدبر الذي نريد من خلاله أن يكون القرآن له أثر في نفوسنا وفي حياتنا هناك مساعدات يمكن نسميها مُنشطات فيتامينات أو يمكن نسميها ، هذه إذا حضرت في درس التدبر حقيقة أدت إلا الثمرة لأن درس التدبر قد يكون جاف مجرد ناخذ الآية ونستخلص منها مراد وأثر وكأننا ما صار شيء لكن حينما نأتي لكتاب الله بتعظيم وإقبال وصدق، التعظيم هذا يمكن أن نسميه مفتاح مستر كي، التعظيم للقرآن : أن تعلم أن هذا كلام الله تعالى، أن تعلم أن هذا رسائل من ربك، أن تعلم أن هذا القرآن أنت أحوج الناس إليه بحاجة إليه، كل هذا داخل في التعظيم .
 ثانياً : تحريك الفكر وإحضار القلب . لاحظ العملية فكر وقلب قلب بالإيمان وفكر بالعلم أو بما تصل إليه من تأمل، أما أن تُحرِّك الذهن فقط فليس هذا بتدبر، هذا الذي يقع فيه كثير من الناس -يا إخواني الكرام- والخلل أننا نُحرِّك الذهن بالتأمل واستخراج الفوائد واللطائف، تدبرنا. هذا التدبر ؟ لا.. لابد أن تعيش والدليل على أنه لابد أن تعيش قول الله عز وجل: { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } فدل على أن هناك مفاتيح تفتح هذه الأقفال، مفاتيح، لابد أن تُحرِّك القلب وتحريك القلب أن تتعايش مع الآية بأنك من أهلها وأنك بحاجة إليها .
 ثالثاً : التلاوة الخاشعة والاستماع ، أحياناً تتأمل تستمع إلى قراءة فسبحان الله تعيش معاها بجو آخر حينما تتلى بتلاوة خاشعة ندية -صوت ندي- أنت حينما تتلوها لاشك لأن الله عز وجل أمر بتلاوة القرآن وترتيله { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا } { يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ } ما قال يقرأون فقط يتلون كتاب الله ويتدارسونه، فالتلاوة الخاشعة لها أثر وهي مفتاح حقيقة ، التدارس الجماعي هذه فقط المنطلق هذا نكون أخذناه في دورة كاملة له قضية التدارس الجماعي بما نفعله الآن أنت إذا جلست لوحدك تتأمل ليش كمثل لو أشترك معك أخوانك هذا يعطيك جانب إيماني وهذا يعطيك جانب علمي وهذا يعطيك جانب سلوكي وهذا جانب يُحرِّك المجلس ..الخ وهذه مسألة : يعني من ميزة الدرس مع القرآن أن العقول سبحان الله تتفجر مع كتاب الله تعالى وتنفتح وتزداد يعني كأنها عملية مزاوجة، العقول تتزاوج فتولد هذه الأفكار وهذه المعاني .
رابعا: فهم المعنى المراد والنظر للأثر، الذي هو قبل قليل ذكرناه.
لاحظوا أن هذه كلها المنطلقات للوصول لهذين الأمرين كل هذه المنطلقات مُمهِّدات لهذين الأمرين [فهم المعنى والمراد من الآيات - النظر للأثر الإيمان والعمل] إذاً أصبحنا بحاجة إلى أمور أربعة للوصول إلى أمرين وإلا فلو أخذنا هذين الأمرين فقط ربما كان الأثر ضعيفاً .
ضوابط التدبر ماهي؟
- فهم الآية ،لا تتدبر حتى تفهم الآية . أيضاً ؟
-حضور القلب، حضور القلب لا نجعله حقيقة نجعله كشرط أو كمقدمة وتأهيب كما ذكرنا قبل قليل - كمُنطلق-
 أولاً : أن يكون المعنى الذي تتدبره أو تستخرجه داخل في المقصد والمراد - مراد الله عز وجل-
 ثانياً : أن يكون متوافقاً مع المعنى والسياق ، أن تأتي بمعنى غير داخل في المعنى هذا لا يسمى تدبر بل هو جرأة على كتاب الله تعالى .
 ثالثاً : أن يكون له دلالة ظاهرة في الآية أن لا يتعارض مع نصوص الوحيين أن يكون له أثر إيماني وعملي.
 هذه ضوابط التدبر بمعنى الاستخراج والاستنباط. وربما يكون هذه خلال التدبر وإلا ما ذكر الشيخ  فهم الآية فهو سابق لها .
 لو وضحناها توضيحاً هذا معروف لا تأتي في قوله : { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } فتُورِد دلالة غير ظاهرة يعني غير داخلة في مقصد الآية ومرادها، أن أخرج عن مقصود الآية بتسلية النبي صلى الله عليه وسلم وبيان عطائه وفضله .
/ هنا أن يكون متوافقاً الاستنباط مع المعنى والسياق، المعنى - معنى الآية - دلّك على أنه لا بد من معرفة معنى الآية ، والسياق؟ ماهو السياق؟ الذي وردت فيه الآية مثلاً سورة الكوثر السياق فيها تسلية النبي صلى الله عليه وسلم وبيان فضله، السياق في سورة الإخلاص هو توحيد الله عز وجل..إثبات توحيده، فلابد أن يكون متوافقا مع السياق.
 / أن يكون له دلالة ظاهرة في الآية بمعنى لا تأتي بشيء غير ظاهر الدلالة يعني بمعنى أنك تستنبط من الآية شيئا غير ظاهر الدلالة مثال : في قوله تعالى مثلاً قال الله عز وجل : { وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } في هذه الآية دليل على تطهير القلب ما رأيكم في هذا ؟ وأن القلب حينما يُطهَّر يطوف في أرجاء في توحيد الله ماذا يسمى هذا؟
هذا يسمونه إشاري فهو غير ظاهر في الآية وغير موافق لسياق الآية وغير مقصود وإن كان لا يتعارض مع مقصود الوحيينككلها وإنما في الآية نفسها لا يتوافق معها.
 مثل أن لا يتعارض مع نصوص الوحيين قد تستنتج دليل يتعارض مع نص مثل يأتيك شخص يقول في قول الله عز وجل : { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ } استدل بها على أن الذكر قائماً أفضل وأنه هو المشروع بدليل تقديم - وهذا حصل جاءني شخص أذكر في الحرم وقال يا شيخ أنا استنتجت فائدة في قوله تعالى : { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا } وأن الذكر بعد الصلاة قائماً أفضل ولذلك ذهبت أنا وجلست قدام الكعبة واقف إلا أن طلعت الشمس - طيب من أين الكلام هذا؟ قال : أنا فهمت من قوله :{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا } قدّم القيام، أيش رأيكم يا أخواني ؟ "ليس صحيح" طيب لماذا ليس صحيح؟
 هو نرد عليه من جانبين : 
- أن غرض السياق في الآية ليس لبيان الأفضلية السياق لبيان ذكر الله في كل الأحوال اذكروا الله في كل الأحوال.
- الأمر الثاني : أن فعله هنا خالف فعل النبي صلى الله عليه وسلم، هل كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الفجر يقوم واقفاً حتى تطلع الشمس؟ لا، فهنا خالف نصوص الوحيين فالاستنتاج لا بد أن يكون متوافقاً مع النصوص الأخرى لهذا لا بد من النظر للآيات الأخرى، وقد دلت على ذلك آية بإشارة وهي قول الله عز وجل : { يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ } من يستنبط من الآية هذا الاستنباط أو هذا المنتزع ؟
(**) لا..القضية أني أنظر إلى النصوص كلها إذا استخرجت من الآية دليل فانظر إلى الآيات الأخرى لا يكون فيها ناسخ ومنسوخ ومجمل ومبَيَّن أو مخالف لها. في هذه الآية فيها دلالة لكنها غير صريحة من يستنبطها؟ دلالة في الآية على أنه ينبغي أن تراعي نصوص القرآن فيما تستنبطه من الآية.
(**) لا..التزكية راجعة للعمل، هي قضية تتعاهده فيما علمته كله.
(**) لا.. فيه أدل منها.
 لاحظوا هو قال : { يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ } وما قال ويعلمهم إياها أو ويعلمهم الآيات قال: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ} الألف واللام (الكتاب) تدل على ماذا ؟ استغراق الكتاب كله وشمول الكتاب كله أي يعلمهم النص في حدود ما أُنزل عليه كله، في حدود الآيات كلها لأن هناك ناسخ ومنسوخ وهناك عام وخاص، وهناك مُطلق ومُقيد، وهناك مجمل ومبين طيب مثال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ۚ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } جلست أبين { إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } كيف أبيّنها ؟ لابد أن أرجع إلى آيات أخرى، لا بد أن أرجع إلى قوله تعالى : { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ } فدل على أن تبيين الآية لابد أن أنظر إلى نظائرها، إلى الآيات الأخرى لا تكون ناسخة أو منسوخة ولهذا جعل أهل العلم علم الناسخ والمنسوخ من أُسس أو من شروط المُفسر .
/  أما قولنا أن يكون له أثر إيماني وعملي لماذا ؟ لماذا قلنا له أثر إيماني وعملي كضابط ؟ لأن الغاية من التدبر أصلا هو العمل، ثم أننا قلنا أن التدبر مفهومه هو الوصول لمراد الله وما يلزم ذلك فهو ضابط، إذا جلست تتأمل واستخرجت قد تكون متدبرا لكن لم تحقق التدبر الأمثل الحقيقي، التدبر هو ما له أثر، الإيمان والعمل .
 ندخل الآن يا إخواني الكرام إلى مفاتيح التدبر:
  أنا قسمتها إلى ثلاثة أقسام:
 القسم الأول : مفاتيح التدبر الإيماني والعملي وهي ما يمكن أن توصلنا إلى الهدايات العامة ثم الهدايات الموضوعية ثم العملية . المفاتيح إيمانية وعملية .
 أولاً : المفاتيح الإيمانية والعملية أول هدف وغاية ومقصد للقرآن ماهو ؟ العلم بالله إذاً أول مفتاح إيماني العلم بالله، أن تعيش مع الآية فيما يُوصلك إلى العلم بالله قال الله تعالى مثلاً : { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } ما العلم الذي آخذه هنا مما يحقق هذا المعنى { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ }؟ تحقيق الربوبية، وأيضاً اللجوء إلى الله، وأيضاً أن العَوذ ما يكون إلا إلى الله وأن دافع الشرور هو الله كل هذا تحقيق التعريف بالله هو داخل في التعريف بالله وأعظم ما يحقق التعريف بالله أولاً هي آيات العقيدة ثم آيات التشريع بمعرفة شرع الله لأن معرفة شرع الله داخلة في معرفة الله من حيث أن العلم بالله يستلزم عبادته أليس كذلك والدليل دليل صريح في كتاب الله أن العلم بالله يستلزم عبادته { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وردت بعد قوله : { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } هذا بعد أن عرَّف بالمعبود اعترف بالعبودية فدخل في التعريف بالله معرفة شرعه تُوصله إلى حق المعرفة .
ثانيا: تذكُّر الآخرة وربط الأعمال بها. مفتاح عظيم من المفاتيح الذي يُحرِّك القلوب ويزيد الإيمان، حينما أتدبر قول الله عز وجل : {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} أتأمل هذه الآية وأتأمل وأتصور ذلك المشهد وأقارن بين ذلك الزلزال العظيم وبين الزلازل التي تحصل على بقعة من الأرض وأُصوِّر ذلك المشهد العظيم بأن الأرض كلها تزلزل تصوَّر لو حصل الزلزال في بقعة أهلك من فيها فكيف إذا كان الزلزال في الأرض كلها ؟ { زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا } الزلزال الأعظم ويكون مع ذلك تحريك للقلب بتعليق بضبط الأعمال بها ضبط الأعمال بذلك، هذا لا شك أنه يُوصِلنا إلى أن الأهوال التي ستحصل في الساعة وما يكون بعد ذلك من الآيات التي تتحدث عن الجنة والنار ماذا يبعث ذلك ؟ لا شك أنه يبعث على العمل، العمل لذلك والاستعداد ولذلك قلنا ربط الأعمال بها هذا مفتاح من مفاتيح الإيمان عظيم لأنه لو أنك فقط جلست درس وأخذت هذا المفتاح على طول جزء عم أو هذين المفتاحين طبعاً أنا أعتبر هذين المفتاحين أساس المفاتيح الإيمانية لماذا ؟ أساس المفاتيح الإيمانية التعريف بالله واليوم الآخر وهو أعظم ما يرقق القلوب حقيقة ولكن أيضاً لأن أصل الإيمان أصول الإيمان الستة راجعة إلى أصلين - كما قال شيخ الإسلام - الإيمان بالله واليوم الآخر ، ولذلك كثير ما يأتي ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ماقال وملائكته وكتبه ورسله لأن الإيمان بالرسل داخل في الإيمان بالله والإيمان بالكتب داخل في الإيمان بالله، باقي الإيمان باليوم الآخر هو داخل لكنه لأنه محط الأعمال والجزاء فهو صريح مُرتبط بالأعمال فأقول يا أخوتي الكرام فقط لو نأخذ هذين المفتاحين حقيقة ونجلس جلسات مع أبنائنا..مع طلابنا..مع أنفسنا بهما لكفى لا نحتاج إلى كثير إلى لغة يعني مفاتيح لغوية وبلاغة واستنطاق واستنباط لا ما نحتاج، صدقوني أن الذين يأخذون هذين المفتاحين دون إعمال المفاتيح الأخرى يُحصِّلون منهما ما لا يحصله كثير من المتأملين في مفاتيح علمية لماذا ؟ لأن هذان المفتاحان حقيقة توصلك إلى الغاية، يعني أيسر طريق للوصول لغاية هذا التدبر وهو الأثر الإيماني والعملي فقط فأنا أعتبر حقيقة هذه ركيزة .
 الثالث : معرفة صفات المؤمنين والكافرين ، التعرف على صفات المُنعَم عليهم، صفات المؤمنين، صفات المتقين، صفات المحسنين ماذا يبعث هذا في نفسي ؟ همة ويحث أن أتصف بهم وأن أكون منهم وأن أتحلى بهذه الصفات وإذا عرفت صفات الكافرين أنا أحذر أليس كذلك .
 الرابع : الوقوف مع الأوامر والنواهي الوقوف { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ } أمر أو نهي فمن التدبر الذي يفتح العمل خاصة هو الوقوف مع الأوامر والنواهي انظر مافي هذه الآية من أوامر وأنظر في تحقيقك لهذا الأمر، { اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } انظر فقط قف هنا..قف وانظر هل أنت من الصادقين أم لا، صادق مع الله، صادق مع الخلق، صادق مع نفسك، فمفتاح عظيم أن تقف وقفة مع الأوامر والنواهي ولذلك يقول ابن مسعود : "إذا سمعت الله يقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } فأرعِ لها سمعك" انظر ماذا فيها واستجب .
 الخامس : ترسيخ القيم والأخلاق ، الآيات كلها قيم وأخلاق، القرآن كله قيم وأخلاق، والقيم هي: المعاني الكبيرة جداً، العدل قيمة القيمة هي: التي يدخل فيها أخلاق كثيرة وتعاملات كثيرة قيمة، الإحسان قيمة وهو خُلق لكنه عظيم ولذلك اشتمل القرآن على، يعني نصّ القرآن على قيم أكثر من نصِّه على الأخلاق ، الأخلاق جاءت في السنة أكثر والقِيم جاءت في القرآن مع أنه أيها الأحبة يعني قد يُعترض على قضية قِيم أنها ما وردت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بمعنى قِيم في قوله تعالى: { دِينًا قِيَمًا } ليس المقصود به صفات وإنما مستقيماً . على كل حال إنما فصلنا بينهما لإظهار أن مافي كتاب الله عز وجل هي أخلاق عظيمة، ما نصّ عليه القرآن فهو أخلاق عظيمة ولهذا قال : كان خلقه القرآن ، فلاحظوا أيها الأحبة ما أتى في كتاب الله عز وجل فهو أخلاق عظيمة من أتصف بها عظُمت أخلاقه لأنها أصول للأخلاق وما سواها تابع لها الصدق..الصبر..الإحسان..العدل..العفو كل هذه قيم عظيمة جداً. قد تأتي صفات دونها ما ذُكِرت في كتاب الله عز وجل يعني مثال : الإبتسامة هي داخلة في أخلاق عالية أو أخلاق أعظم منها .
/ طيب ما ظنكم لو أننا عشنا تدبر.
 / تفضل يا أخي: الإبتسامة ليست داخلة في القرآن ؟!
 إلا بس أنا أقصد الأمر بها، هي واردة في كتاب الله { فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا } لكن لم تأتِ كالعفو لاحظ { خُذِ الْعَفْوَ } لاحظ { خُذِ الْعَفْوَ }
"{مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ }" .
هو لا شك يا شيخ، أنا ما أعترض عليه هي القرآن يحتملها بمجملاته لكن ما صُرِّح بالقرآن صريحاً فله أولوية هذا ما أقصده يا شيخ يعني ما جاء في القرآن صريح ولذلك يقولون أن ما جاء من أعمال الصلاة في القرآن فهو ركن يعني مثال : { وَارْكَعُوا } والسجود والقيام { أَقِمِ الصَّلَاةَ } القرآن { قُرْآنَ الْفَجْرِ } يعني قراءة " تسبيح " لا في الصلاة " وارد " في قوله في الصلاة في سياق الصلاة *** هو طبعاً في الآيات المجملة في التسبيح تدخل فيها الصلاة كما في قوله عز وجل مثلاً :{ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ } أحسنت داخل فيها الصلاة لكن ما صُرِّح صريحاً فيها اقتران بالصلاة يقولون أن هذا ركن هذا مما ..
على كل حال القاعدة ماهي ؟ القاعدة: أن ما صرح به القرآن - يمكن نختلف في شيء من هذا - لكن الذي لا نختلف فيه أن ما ذكر في القرآن فإن الله عز وجل أراد به الأولوية والتعظيم.
 لكن قد يسأل أحدكم سؤال فيقول : مثلاً هذا القرآن فصّل في أحكام الطلاق ولم يُفصِّل في أحكام الصلاة - هذا استطراد لكن لا يضر - وهل الطلاق أولى من الصلاة ؟! ما ذُكر في الصلاة أحكام مثلاً قضية الأوقات أولها وآخرها وغير ذلك واجبات الصلاة تفصيلاً، كيف تنطبق هذه مع الآية أو كيف تنطبق هذه مع القاعدة التي ذكرت ؟ ما يذكره القرآن له أهمية.
 أولاً : لأن مسائل الطلاق من المسائل التي يكثُر وقوعها ويكثُر النزاع فيها والخلاف فيها والمشاحّة فيها جُبلت الحقوق البشرية على المُشاحّة فأراد الله عز وجل أن يحكم بها بنفسه حتى تكون حاضرة في نفوس المسلمين يقرأونها آناء الليل وأطراف النهار، والأموال كذلك لاحظوا آية الدين كيف أنها جاءت تفصيلات هذه عجيبة التفصيلات هذه مع أنه مثلاً لو قال الله عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ } السطر الأول ما بعده تفصيل له ، القرآن جوامع كلِم كيف جاء التفصيل؟
 لأن مسألة الأموال من أعظم المسائل الشائكة التي تحصل فيها النزاعات، انظر إلى المحاكم، خمسين بالمئة من قضايا المحاكم ماذا ؟ أموال ومشاكل اجتماعية الأموال والأراضي والطلاق هذه يمكن تسعين بالمئة من المشاكل، فلذلك الله عز وجل أراد الفصل فيها حتى يعلم العباد أهميتها حتى لا يختلفوا فيها على كل حال هذا إستطراد .
سادسا: معرفة القواعد والسنن ، ما الفرق بين القواعد والسنن ؟ طبعاً القواعد داخلة في القيم والأخلاق لكني هي خصصتها من باب أن غير الأخلاق تدخل فيها ، القواعد التي تحتمل صور كثيرة مثل قول الله عز وجل مثلاً : { وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ } هل هي خاصة بين الزوجين ؟ لا ، كل فضل بينك وبين أخ لك ينبغي أن لا تنسى الفضل السابق، فهي قاعدة قاعدة تتعامل بها في حياتك.
 قاعدة مثلاً :{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } قاعدة تتعامل بالحسنى بقولك وإن كانت هي راجعة للأخلاق لكن إنما جعلتها قاعدة لكونها يدخل فيها صور كثيرة جداً .
وغير الأخلاق أعطوني قواعد في غير الأخلاق .
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } قاعدة
{ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ } قاعدة
 القرآن كله قواعد في الواقع لكن بعض الآيات تأتيك تقول هذه قاعدة كلية تجمع لك معاني ومنهج ، المقصود أقصد بالقواعد تعطيك منهجاً قرآنياً لو أخذت بها فإنك ستسلك منهجاً قرآنياً.
 السنن ما المقصود بالسنن ؟ ما الفرق بين القواعد والسنن ؟
جـ: السنن الإلهية  مثل : { اتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّه } السنن فعل وجزاء ، مثل أيضاً { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا } ،{ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ } هذه سنن ، ومن السُنن سُنن العقوبات في الأمم وغيرها سنة ثابتة لا تتغير، فاستقراء السُنن من كتاب الله يُعطيك منهجا في الحياة ، فحينما قلنا من المفاتيح الإيمانية والعملية القواعد والسنن يا اخواني لو أن الإنسان عاش مع كتاب الله بقواعد وسنن كان عاش منهج القرآن كله .
سابعا: الصور والتطبيقات، ا المقصود بالصور والتطبيقات هذه؟
هذا نجده عند السلف كثير، كيف ؟ الصور والتطبيقات كيف يتدبر إيماني وعملي صور وتطبيقات ؟
جـ: عبادة السلف مثلا.
 لا.. الآن أنا أعيش مع الآية أريد أن أُطبق هذا المفتاح، أنا عندي مفتاح صور وتطبيقات.
س: في القصص؟
جـ: لا.. في أي آية .
 { وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ } أعطوني كيف صور وتطبيقات ؟
 من صور المسابقة : إدراك تكبيرة الإحرام، الصلاة في الصف الأول، المبادرة للأمر، صور وتطبيقات. هذا كثير من السلف يفعله يسمونه التفسير بالمثال مثلاً يقولون : { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، هو مثال ليس هو فقط اتباع النبي صلى الله عليه وسلم { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا إن القوة الرمي ) مثال - صورة -
 أنا أضرب مثال في قول الله عز وجل - مثلاً -: { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } اضرب مثال بيني وبين أخي، يا أخي إذا كان أخوك مثلاً تكلم عليك أعطِه كلمة طيبة هذه صورة، يعني ننزل الآيات على الواقع هي حقيقة لو قلت تنزيل الآيات على الواقع لاتضحت لكم لكن إنما قلت صور وتطبيقات حتى يكون المقصود أني أحاول أضرب من الآيات أمثلة. هذا يا أخواني الكرام مفتاح عجيب للوصول لفهم القرآن بأيسر ما يكون، أيسر فهم للقرأن أن تُمثل بالمثال حينما يقول الله تعالى : { خُذِ الْعَفْوَ } بدل ما تقول : يا اخي الله عز وجل يأمر بالعفو بيننا والعفو هنا أنواع وذكر بعض السلف أن المقصود به أن تأخذ ما عفى لك من أحوال الناس وما تيسر ..الخ ، لا يفهم ربما لا يفهم ذلك لكن لو قلت : { خُذِ الْعَفْوَ } إن جاءك يا أخي واحد أخطأ فلا تُعنِّفه خذه بالعفو وتقبل منه خطاءه ما دامه مُقصر وشاعر بالخطأ. فالمقصود أن تنزل المعنى بمثال .
 طلبت مساعده فجاءك شخص بمساعدة يسيرة لا تُعنِّفه عليه وتقول : والله هذا ما جاب شيء وعنده خير وعنده كذا، خلاص خذ العفو خذ ما عفى من أموال الناس من أحوال الناس من أخلاق الناس من جُهد الناس هذه قاعدة يا اخوان من أخذ بها والله عاش في راحة تامة ، ما معنى الكلام هذا ؟ معناه أنك تتقبل الناس بحسب طبائعهم وأحوالهم وظروفهم بعض الناس لا يراعي ظروف الناس لا يراعي ظروف أحد. يعني تأخر عن الموعد قام يشتم ويسبه وكذا والله ياخي ما فيك خير، يمكن يا أخي تعطل بالطريق يمكن حدث له عذر ولكن إذا ظهر منه خلل الخلل بعمد ليس كمثل *** .
 هذه المفاتيح يا أخواني الكرام يعني أنا أعتبرها حقيقة مفاتيح تعزز الجانب الإيماني والعملي.
 أنا أسألكم سؤال هل هذه المفاتيح صعبة ؟ يسيرة أليس كذلك ، أنا أعتبر كل أحد يستطيع أن يقوم بها . الدورة هي أصلها يومين لكن يقولون : اللبيب بالإشارة يفهم فنحن نعطيكم مفاتيح وأتمنى الحقيقة أن تجلس - مثلاً- مع أخوانك أو مع جماعتك أو مع طلابك أو مع أهلك وتأخذ هذه المفاتيح وتأخذ وجه من القرآن وتبدأ بها تُعمِلها معهم.
 مثلاً: دعنا نأخذ آية ربما هذه كلها لا تظهر في آية تظهر في آيات مقطع لو أخذنا لمدة دقيقتين فقط لو أخذنا سورة الأعلى أعطوني شي في الأعلى فيه تعريف بالله عز وجل ؟ 
{ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } التسبيح ، والتسبيح طبعاً ماذا يعطينا ؟ تعلّق بالله تعالى ومن المواضع التي نسبح الله عز وجل فيها في الصلاة وفي أذكار الصباح والمساء وغير ذلك.
 طيب تذكير بالآخرة { وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى } دلّ على أن الإنسان ينبغي أن يُعلِّق قلبه بالآخرة أكثر من تعلّقه بالدنيا .
 صفات المؤمنين { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ } هذه صفات المؤمنين ينبغي أن تنظر إليها وتنظر إلي تحلِّيك بها . الوقوف مع اوامر الله عز وجل { سَبِّحِ } .
القيم و الأخلاق تزكية { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّىٰ } تزكية.
 القواعد والسنن، فيها قواعد وسنن ؟ { سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَىٰ } هذه قاعدة. وفيها سُنن "الذي لا يتذكر لن يخشى" صح هذا استنتاج هذه سُنة مستنتجة يعني قد تكون السنة مستنتجة وقد تكون السنة نص .
 في الأخير صور وتطبيقات: صور التسبيح، صور التزكي كيف تتزكى يعني - مثلاً - في قوله تعالى : { وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَىٰ } صور ذلك والتصوير كيف يخرج المرعى إخراج الله عز وجل لهذا النبات ثم موته هذه صور ، يعني أنا أقصد حقيقة حينما نعيش بهذه المفاتيح فإنها تعطينا سَعة في التأمل والتدبر والعيش والمعايشة والتفاعل مع النص أكثر مما أننا ندخل على النص بغير مُقدمات .

هناك تعليق واحد:

  1. جزاكم الله خير الجزاء-
    I have been looking for this . It will be used quite widely inshaAllah.

    ردحذف